العلماء الروس حول دور الدين في الحياة السياسية للشرقين الأدنى والأوسط

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 07:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

جمع معهد الاستشراق الأكاديمي بين جدرانه الباحثين والخبراء وعلماء السياسة والدبلوماسيين البارزين الروس لمناقشة موضوع دور الدين والإيديولوجية الدينية في الحياة السياسية في الشرقين الأدنى والأوسط.

وتبادل المشتركون الآراء في العمليات الجارية في العالم الإسلامي واستعرضوا الجوانب السياسية للدين وتأثيراتها المحتملة على الساحة الدولية.

وتقدم البروفسور روبرت لاندا مؤلف الكتاب الذي صدر أخيرا بعنوان "الإسلام السياسي: النتائج الأولية"، بتفسيره الخاص لمصطلح "الأصولية السياسية" في الفترة من أواخر القرن الـ19 ولغاية يومنا هذا.

ويعتبر لاندا أن هذه الفترة يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل. أولها – الجامعة الإسلامية التي بزغت في عهد استعباد شعوب آسيا وإفريقيا الاستعماري كمذهب فكري وحركة مناهضة للهيمنة الأجنبية.

وثانيها هي مرحلة النزعة القومية في عهد التحرر من الأنظمة الاستعمارية وقيام الدول الفتية ومسيرتها في طريق التطور المستقل. وتشبعت تلك المرحلة بعديد من سمات الاشتراكية الإسلامية.

وأخيرا، المرحلة الثالثة وهي مرحلة الأصولية الإسلامية التي أعلنت عن نفسها في أعقاب ثورة 1979 في إيران وأحداث أفغانستان الخ.

وإن لكل هذه المراحل الثلاث قاسما مشتركا ألا وهو إعلان إمكانية حل المشاكل الملحة من خلال إقامة دول إسلامية.

يعتبر العالم المشهور أن الحركة الأصولية ليست متجانسة فهناك من يتبنى المواقف الإسلامية المعتدلة ومن يسعى إلى فرض وجهات نظره ومواقفه عنوة. وقال روبرت لاندا إن هذه الظاهرة المتعددة الأوجه ستواكبنا فترة طويلة من الزمن ولذا فلا بد من التمثل فيها بصورة جدية. وإن كل محاولات قمعها بواسطة القوة والتي تؤمن بها الولايات المتحدة مكتوب عليها بالفشل الأكيد.

ولفت البروفسور زلمان – ليفين مؤلف كتاب "الإصلاح في الإسلام: ممكن أو مستحيل؟" انتباه الحضور إلى تناقض في الآراء والتصورات حول النزعة الإسلامية يسود الأوساط العلمية والسياسية والأدب الاجتماعي في روسيا. وبسببه كثيرا ما يقرنون الإسلام بأسره بمظاهره السياسية فقط مما يثير بلبلة في عقول أولئك الذين يحاولون إدراك حقيقة التطورات الجارية في هذا المجال.

وعبر العالم عن أمله بأن تواجه مذاهب إسلامية معتدلة التيارات والمنظمات الراديكالية الناشطة على التربة الإسلامية.

وأشار المستشرق الروسي المشهور غيورغي ميرسكي بصدد المصطلحات والمفاهيم الإسلايمة إلى عدم جواز تشبيه الأصولية بالإرهاب. وقال إن الشخصيات السياسية الإسلامية هي عناصر تتسلح بالأساليب الراديكالية في تعطشها إلى تولي مقاليد السلطة في بلدانها.

وفي معرض التعليق على موجة مظاهرات الاحتجاج التي أثارتها في العالم الإسلامي الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة إلى النبي محمد أدان العالم الروسي العناصر التي بادرت إلى هذه الحملة. وقال إن هناك أشياء لا يجوز المساس بها حتى في ظل الحرية المطلقة السائدة في الغرب. فإن أحدا لم يصادف في الصحافة العربية كاريكاتيرات عن يسوع المسيح.

#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات