السمة المميزة للسياسة الأمريكية

عباس عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6129 - 2019 / 1 / 29 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل هي عادة متأصلة في السياسة الأمريكية، أن تنقل ثقافتها إلى الشعوب المضطهدة ومن ثم تتركها في منتصف الطريق؟.. هنا لايمكنني أن اجزم أن الثقافة تلك هي أمريكية بحته، ولكنها أصبحت أمريكية بعدما إنتقل إليها سيادة العالم الديمقراطي!..
نعم أصبحنا نجمع وبشكل إعتباطي الديمقراطية مع إسم الدولة ذات النفوذ الأقوى في العالم، فقط لأنها تدعي ذلك وبدون برهان، وحقيقة هي ديمقراطية على أرضها وبين شعبها على الرغم من كل المسموح به وغير المسموح الغير مرئي من وسائل النجاح بين الساسة الأمريكيين!..
إذا أمريكا هي دولة ديمقراطية، وروسيا دولة ديكتاتورية، وتبقى هذه المعادلة في الأذهان طالما تابع الطرفان نفس الأسلوب في مخاطبة الشعوب، ليس فقط في أفغانستان في عهد الشيوعييين، إنما اليوم وفي سوريا في عهد بوتين الرأسمالي المافيوي!..
ولكن أين يكمن الخطأ، هل في ديمقراطية الأمريكان حين وقفوا إلى جانب الشعب الأفغاني ضد الشيوعيين، وبعد أن إستعادوا السيطرة على الأجواء تركوا الشعب الأفغاني لقمة سائغة للطالبان والإسلام المتطرف، أم في الشيوعية التي إندحرت إلى الأبد فيما بعد للتترك ورائها ثقافة إستخباراتها المتمثلة بشخص الرئيس بوتين؟..
السؤال واضح وجليِّ، وما سيحصل في الشمال الشرقي من سوريا هو تكرار لمجزرة أفغانستان، فهم دفعوا الأموال لمحاربة الشيوعيين هناك وبعد إنتصارهم توقفت المساعدات لإعادت البناء والتأهيل وترك المجال بذلك للذي تعيشه أفغانستان الآن!.هم كذلك اليوم في روج آفا يعلنون بأنهم منسحبون بعد أن تم دحر داعش، وهي نفس القصة مع الشيوعيين في أفغانستان، وبعدها فليأتي من يستطيع، كردوغان أو إبن الوحش أو حتى جيش السوري الكر بكل أوجههم الدنيئة المتطرفة!..
وهم بإعتقادهم أي الأمريكان قد نفذوا ماهو المطلوب منهم، والباقي ليكن مايكون، لتتعارك كل الايديلوجيات بين بعضها البعض، منها ما آمنت بما هي تؤمن به من الديمقراطية وحق الشعوب في الحرية، ومنها ماتزال تعشعش في أدمغتهم غزوات إبن الغنم والقعقاع أو مايزالون على عهدهم يا ثارات حسين!..

#عباس_عباس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل