أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عباس - عشنا غرباء حتى في الوطن














المزيد.....

عشنا غرباء حتى في الوطن


عباس عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أقصد الكورد فقط من العنوان، بل هناك الملايين من العرب وغيرهم من القوميات عاشوا ومايزالون يعيشون الغربة والإغتراب في أوطانهم .
هل يكفي أن أكون حاملاً للهوية المدنية الصادرة عن الأحوال الشخصية حتى أكون قد حققت المستوى المطلق من الوطنية؟..وهل يكفي أن أنطق اللغة الرسمية ببلاغة أهلها حتى أكون مواطناً صالحاً بنظر من يدعون الوطنية الحقة؟؟
كنت سورياً وكنت أملك من الملك كميراث ما يجعلني أعيش بسعادة مطلقة كأي سوري سعيد، وعشت وتعلمت وتزوجت وخلفت وأنا أحمل الجنسية السورية كأي سوري، وكنت وما أزال أتكلم بطلاقة أهل المكة لغتها الرسمية، وهدرت في خدمة جيشها وحماية ترابها أجمل سنين العمر!..
كل ذلك لم تشفع لي لدى الشوفينية العروبية المتمثلة بحزب البعث العفلقي، حتى أقدم إبن العاهرة مصطفى ميرو محافظاً ليقضي بجرة قلمٍ على كل شئ، حين ألغى ما أورثته من الجدي الحادي عشر من ميراث ، مستنتجاً بالنهاية على عدم وطنيتي وعدم كفائتي لأكون مواطناً سورياً صالحاً.. كذلك أبي وإخوتي!..
أتيت على هذا كمثال على ما تعرض له الكورد لعقود، ولكن الإكتفاء بتلك الأذية على مدار عمر الدولة السورية غير واقعي، لأن الأمر لم يكن يتوقف على ميراث اسقطوه، إنما الحقيقة هي أننا لم نكن نحمل في قلوبنا شعور بواقعية وطنيتنا، أي كنا غرباء في وطننا، أو الوطن الذي كنا نعتبره وطننا، فقط لأنهم حاولوا المستحيل كي نعيش الإغتراب والدونية كمواطنين من الدرجة الخامسة، طالما أسقطوا أسماؤنا ضمن خانة الخيانة بحكم التمرد والإنفصال .
هل كنت أيها الكوردي تعتبر مدينة اللاذقية أو إدلب أو درعا والسويداء ضمن وطنك، وهل كنت تستطيع أن تعيش هناك كما كانوا يعيون م في مدننا؟.. الشرطي إدلبي أو حموي، رجل المخابرات حمصي لاذقاني قردحاوي، المدرس حلبي شامي…الخ..فهل كان من كل هذه الوظائف كوردي في تلك المدن ؟؟ قطعاً لا ..
وإن وجد أحدهم في مكان ما، فقد كان هو الآخر مسخ أو مموه بغطاء التبعية وإنكار الذات .
ولم تنعتق رقابنا من طوق العبودية حتى في غربتنا، كما كنت هناك سورياً وعشت الغربة والإغتراب فيها، أعيش غربتي كألماني اليوم، بل الإغتراب وأنا أحمل بطاقة الجنسية التي لم تكن ضمن أحلام طفولتي وشبابي قطعاً .
وبين هذه وتلك، مازلت أحن إلى تلك التربة التي كانت تفوح منها رائحة عشقي الأول، بل لتربتها الرطبة بزخات ماء من يدِ عاملٍ في مقها يرطب بها الوخم الخانق قبيل الغروب، حيث تصدح كوكبة الشرق ( يافؤادي لاتسل اين الهوى…كان صرحاً من خيال فهوى)..
نعم يا سيدتي قد هوى كل شئ ، كل ذلك لأني كنت ومازلتُ عاشقٌ للحرية .



#عباس_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتقننا ككورد لحس الجرح
- أمريكا الكافرة


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عباس - عشنا غرباء حتى في الوطن