أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي - إلياس نصرالله - هذا ما يحدث عندما تُهضم حقوق العمال في غياب التنظيمات النقابية:عامل بريطاني يدمر فندقًا ساهم في بنائه احتجاجًا على عدم دفع مستحقاته














المزيد.....

هذا ما يحدث عندما تُهضم حقوق العمال في غياب التنظيمات النقابية:عامل بريطاني يدمر فندقًا ساهم في بنائه احتجاجًا على عدم دفع مستحقاته


إلياس نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 08:47
المحور: ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
    


ضربات للنقابات

جاء هذا الحادث في الوقت الذي تشهد فيه بريطانيا معركة من أجل الحفاظ على ما تبقى من حقوق العمال والحياة النقابية فيها، بعد أن نجح حزب المحافظين البريطاني منذ أواسط عقد الثمانينيات الماضي بتجريد النقابات من الكثير من حقوقها ومكتسبات تاريخية كانت الطبقة العاملة البريطانية والحركة النقابية المنبثقة عنها حققتها على مدى عقود طويلة.

فحزب المحافظين الذي حكم بريطانيا من عام 1979 حتى 1997، بقيادة مارغريت تاتشر وجون ميجور، تمكن من توجيه ضربات قوية إلى الحركة النقابية وانتزاع حقها في الدفاع عن العمال وتهميش دورها في الحياة العامة

اخترق عامل بناء بريطاني بعد ظهر يوم الأثنين الماضي في مدينة ليفربول جدار الصمت المضروب حول هضم الحقوق النقابية بجرافة من الحجم المتوسط، وزنها 2,5 طن، واقتحم بها مبنى جديدًا لفندق على وشك الانتهاء من بنائه وينتظر افتتاحه في شهر شباط المقبل، فهشّم الواجهة الزجاجية الجميلة للفندق ودمّر الطابق الأرضي فيه محدثًا أضرارًا مالية تقدر بمئات آلاف الجنيهات الاسترلينية، وذلك احتجاجًا على رفض شركة المقاولات التي كان يعمل فيها وتتولى عملية بناء الفندق، دفع 600 جنيه استرليني من مستحقاته.

وعرضت قنوات التلفزة البريطانية أشرطة تصوّر العملية برمتها التقطها زملاء العامل الذين كانوا في المكان. ولفت الانتباه أن عددًا من العمال أيدوا زميلهم وهللوا له أثناء عملية التدمير، وغصت مواقع الصحف الرئيسة وغيرها بتعليقات مؤيدة للعامل وما قام به، فيما أطلق آخرون حملة جمع تبرعات من أجل تمويل حملة دفاع قانونية عن العامل الذي فرّ من مكان الحادث وكانت الشرطة ما زالت تبحث عنه حتى كتابة هذه السطور.

لأول وهلة يبدو الخبر عاديًا. فمجالات العمل في مختلف الفروع تشهد حوادث كثيرة يقوم فيها عامل بعمل انتقامي لهذا السبب أو ذاك ضد أصحاب العمل وإدارته. وفي معظم الأحيان تتم هذه الأعمال الانتقامية سرًا ولا يجاهر أصحابها بها. لكن هذه المرّة كان الحادث مختلفًا، فالعامل المحتج فعل ذلك في وضح النهار وعلى مرآى ومسمع زملائه الآخرين الذين صوروا العملية ووزعوا أشرطتها بشكل واسع.
فمن المفروض أنه في حال وقوع نزاع عمل بين العمال وأصحاب العمل تتدخل النقابة المعنية وتدافع عن العمال وتتفاوض مع إدارة العمل من أجل فض النزاع. لكن تبين أنه لا وجود لنقابة عمال يمكنها الدفاع عن العامل المغبونة حقوقه في مدينة ليفربول.
جاء هذا الحادث في الوقت الذي تشهد فيه بريطانيا معركة من أجل الحفاظ على ما تبقى من حقوق العمال والحياة النقابية فيها، بعد أن نجح حزب المحافظين البريطاني منذ أواسط عقد الثمانينيات الماضي بتجريد النقابات من الكثير من حقوقها ومكتسبات تاريخية كانت الطبقة العاملة البريطانية والحركة النقابية المنبثقة عنها حققتها على مدى عقود طويلة. فحزب المحافظين الذي حكم بريطانيا من عام 1979 حتى 1997، بقيادة مارغريت تاتشر وجون ميجور، تمكن من توجيه ضربات قوية إلى الحركة النقابية وانتزاع حقها في الدفاع عن العمال وتهميش دورها في الحياة العامة، وألغي القانون الذي كان يُلزم كل عامل بالانضمام إلى النقابة الخاصة بمهنته وانسحب مئات آلاف العمال من نقاباتهم المهنية، حيث أصبح العمال تحت رحمة أصحاب العمل من دون أن يجدوا من يحميهم. جرى ذلك في الوقت الذي انهار فيه الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الاشتراكية، لتجد أنظمة الحكم الرأسمالية الفرصة سانحة للانقضاض على مكتسبات العمال في البلدان الرأسمالية.

وخاب ظن الطبقة العاملة البريطانية في حزب العمال البريطاني الذي نجح بقيادة توني بلير وغوردون براون في استلام الحكم لاثنتي عشر سنة متواصلة، إذ لم يتمكن هذا الحزب من، أو لم يكن راغبًا في إصلاح ما خربه المحافظون، بل تبنى حزب العمال هذا التخريب وعززه، ممهدًا الطريق لعودة المحافظين إلى كرسي الحكم عام 2010 وما يزالون في الحكم بقيادة رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي.

فالعامل الذي قاد الجرافة في ليفربول ضد الفندق لنيل استحقاقاته المالية قدّم مثالًا خطيرًا للطبقة العاملة البريطانية وعلى مستوى العالم. فانعدام الحماية النقابية للعمال يدفعهم إلى انتزاع حقوقهم بالقوة، كل بطريقته الخاصة، الأمر الذي يخلق نوعًا من الفوضى وتكون نتائجه وخيمة على الطبقة العاملة إجمالًا. وشكلت انتفاضة الشرائح الفقيرة في بريطانيا في صيف عام 2011 دليلًا واضحًا على نتيجة الاعتداءات الرأسمالية على لقمة عيش الفقراء ومكتسبات الطبقة العاملة. فالوضع الاقتصادي في بريطانيا ما زال مأزومًا منذ عام 2008 وهناك احتمال لتكرار موجات الهبات الشعبية الشبيهة.

فالمسألة لا تخص بريطانيا وحدها، فحادثة ليفربول جاءت في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا منذ حوالى شهرين حركة احتجاج على الوضع الاقتصادي والنظام الضريبي عرفت باسم "السترات الصفراء"، التي رغم اتساعها نسبيًا أدخلت فرنسا في حالة من الفوضى تم خلالها حرق السيارات وتحطيم واجهات المتاجر والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة. فـ"السترات الصفراء" ليست حركة نقابية، بل فضفاضة تنظيميًا، وتضم فئات مختلفة من المجتمع الفرنسي من دون قيادة محددة. وهي الأخرى وليدة الهجمة الرأسمالية على المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة الفرنسية وحركتها النقابية. ولوحظ أن حركة الاحتجاج هذه لم تقتصر على فرنسا، بل اتسعت إلى بلدان أخرى مثل بلجيكا وبريطانيا وبلغاريا وتونس وتايلاند وغيرها.

فالحكومات في الدول الرأسمالية التي ظنت أنها بضرب الحركات النقابية ستنجح في تفتيت الطبقة العاملة لديها وإضعاف قوتها، بدأت تكتشف أنه لا مفر، فالعمال لن يتنازلوا عن حقوقهم، وفي حالة انعدام التنظيم النقابي القوي الذي يمكنه الدفاع عن العمال وصيانة حقوقهم، سيلجأ العمال لتحصيل حقوقهم كل بطريقته، مثلما فعل عامل ليفربول ومثلما يفعل أفراد حركة "السترات الصفراء



#إلياس_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما يحدث عندما تُهضم حقوق العمال في غياب التنظيمات النقاب ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- في منع الطبقة العاملة من قيادة الثورة. / التيتي الحبيب
- الحركة النقابية للشغيلة في تونس وتلازم البعدين الوطني والاجت ... / خميس بن محمد عرفاوي
- الاتحاد العام التونسي للشغل والشراكة في بناء الدولة الوطنية: ... / عائشة عباش
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من مطالب الحركة العمالية / سعيد العليمى
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ... / عيبان محمد السامعي
- الحركه النقابيه العربيه :افاق وتحديات / باسم عثمان
- سلطة العمال في ظل الأزمة الرأسمالية / داريو أزيليني
- إيديولوجية الحركة العمالية في مواجهة التحريفية / محسين الشهباني
- الحركة النقابية في افريقيا وميثاقها / كريبسو ديالو
- قراءة في واقع الحركة النقابية البحرينية / إبراهيم القصاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي - إلياس نصرالله - هذا ما يحدث عندما تُهضم حقوق العمال في غياب التنظيمات النقابية:عامل بريطاني يدمر فندقًا ساهم في بنائه احتجاجًا على عدم دفع مستحقاته