أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الحريري - أصول فهم القرآن-15-الترادف، المأثور من الشعر، الجذر اللغوي، معجزة الرقم 19















المزيد.....

أصول فهم القرآن-15-الترادف، المأثور من الشعر، الجذر اللغوي، معجزة الرقم 19


صلاح الحريري
(Salah Alhariri)


الحوار المتمدن-العدد: 6128 - 2019 / 1 / 28 - 17:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكلمنا في أصول فهم القرآن-14- عن التكرار في القرآن ،وفنَّدنا قولهم التكرار يفيد التأكيد.

والآن نتكلم عن بعض المقدمات الفاسدة الأخرى . ومنها :

قولهم لا ترادف في القرآن ،وقولهم يوجد ترادف في القرآن .

قولهم يستشهد على عبارات القرآن بالمأثور من كلام العرب خصوصاً الشعر وبالأخص الشعر الجاهلي .

قولهم كل الكلمات المتفرعة من جذر لغوي واحد يحيط بها إطار واحد من الدلالات والمعنى .

قولهم معجزة الرقم 19 ،والفهم السطحي للعلاقات العددية في القرآن .



نبدأ بقولهم (لا ترادف في القرآن) وقولهم (يوجد ترادف في القرآن) :

لا ترادف في القرآن ، تعني بمنتهى البساطة : القرآن لا يفسر بعضه بعضاً ،فَ لكي يفسر القرآن بعضه بعضاً ،لا بد أن يكون هناك ترادف .

من أمثلة الترادف في القرآن :

قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)التوبة-103، تطهرهم=تزكيهم ،

قوله تعالى(ثم عبس وبسر)المدثر-22 ، عبس=بسر،

قوله تعالى(وإن مسه الشر فيؤوس قنوط)فصلت-49 ،يؤوس=قنوط ،

قوله تعالى(ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر)النساء-172 ،يستنكف=يستكبر ،

قوله تعالى (حيث ثقفتموهم)البقرة-191 و قوله تعالى (حيث وجدتموهم)النساء-89 ، ثقفتموهم=وجدتموهم ،

قوله تعالى (فانفجرت من اثنتا عشرة عيناً)البقرة-60 وقوله تعالى (فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً)الأعراف-160 ،انفجرت=انبجست ،



فلكي يفسر القرآن بعضه بعضاً لا بد أن يكون هناك ترادف في بعض ألفاظه ،هذا الترادف إما كلي أو جزئي،ترادف كلي أو ترادف جزئي .

التراف الجزئي يعني أن اللفظة ب تساوي اللفظة أ لكنها تزيد عليها أيضاً بمقدار كذا ، مثل عبس=بسر فَ بسر تعني عبس ،لكنها قد تعني أيضاً العبوس الشديد ،ليس مجرد العبوس ،بل العبوس الشديد ، ثم بَسَر لها معانٍ أخرى كثيرة ،غير معنى العبوس .

بَسَر= بسر القرحة ،نكأها قبل تمام الشفاء

بَسَر=بسر الحاجةَ ،طلبها في غير حينها

بَسَر=عَجِل

بَسَر=بسر بالشئِ،ابتدأ به

بَسَر=بسر الديْنَ ،تقاضاه في حلول موعده

بَسَر=بسر السقاءَ،شرب من لبنه قبل أن يروب

فَ الترادف الجزئي ،يعني أن اللفظة ب تساوي اللفظة أ لكنها تزيد عليها أيضاً بمقدار كذا ، أو أنها تساويها من جهة كذا ، لكنها تختلف عنها أيضاً من جهة كذا .

مثال الترادف الكلي ،قوله تعالى (تطهرهم وتزكيهم بها) فَ الطهارة هي الزكاة،و الزكاة هي الطهارة .



قولهم (يوجد ترادف في القرآن) ، يعني أن القرآن كتاب تكرار عبثي ، يكرر نفس الألفاظ ، ويكرر نفس القصص و الأحداث بطريقة عبثية .

الذي يقول بالترادف مثلاً يقول بأن يوم الدين هو هو يوم التغابن هو هو يوم الحشر هو هو يوم القيامة هو هو الساعة هو هو الصاخة هو هو الطامة الكبرى هو هو يوم الجمع هو هو يوم الفصل هو هو القارعة هو هو يوم الزلزلة .

بالطبع هذا كلام عبثي ،بل الصواب أنه يوجد بعض الترادف ،لكن يوجد أيضاً عدم ترادف ،فيوم الحشر ليس هو يوم التغابن ليس هو القارعة ليس هو القيامة ليس هو الساعة .

فهذه الألفاظ قد تتساوى باعتبار ،لكنها تختلف أيضاً باعتبارات أخرى.



من المقدمات الفاسدة قولهم (يستشهد على تعابير القرآن بالمأثور من كلام العرب ،خصوصاً الشعر،و بالأخص الشعر الجاهلي)...أقول:

القرآن ليس شعراً من حيث البنية و الأسلوب ، وبالتالي لا يمكن الاستشهاد على بلاغة القرآن مثلاً من الأساليب الشعرية ،الشعر العربي الكلاسيكي مبني على التكلف و التصنع ،في الغالب، مجرد كلام موزون مقفى ، وليس هو تجربة يقاسيها الشاعر ثم يعبر عنها بألفاظٍ وبنىً جميلة .

الصواب أنه يستدل على بعض أساليب وبنى القرآن ببعض الأساليب النثرية ، وما يشببهها ، وليس كل أساليب القرآن ، وليس كل الأساليب النثرية.

كما يستدل على ألفاظ القرآن بما هو موجود في المعاجم المعتبرة للغة ، كما يُستدل على بعض ألفاظه من ألفاظ اللغات الآرامية و السريانية و العبرية و اليونانية،لوجود الكثير من الألفاظ في القرآن من أصل آرامي و سرياني و عبري ويوناني .



من المقدمات الفاسدة قولهم :

كل الكلمات المتفرعة من جذر لغوي واحد يحيط بها إطار واحد من الدلالات والمعنى ...مثل الجِنّ ،الجنة ،المجنون،جَنّ عليه الليل ،كلها من جذر لغوي واحد وهو جَنّ بمعنى ستر و أخفى...ومثل الزَّوَر ، الزُّور ،زَوَّر الطائرُ ،زَوَّر الشئَ،زَوِر صدره أي إعوج ، كلها من الجذر اللغوي زَوَر بمعنى مال .

هذه المقدمة الفاسدة يُرَدّ عليها بمثال (المشترك اللفظي)في المنطق ،مثال :

الليث=الأسد

الليث=نوع من العنكبوت

الليث= اللسِن،البليغ

كلمة واحدة جاءت بثلاث معانٍ لا رابط بينها ،اشتركت في نفس الجذر بل في نفس اللفظ ،ومع ذلك لا رابط بينها ،لا أرضية مشتركة تجمع بين المعاني الثلاث.

مثال آخر:

الغَرْب=ضد الشرق

الغَرْب=الفَرَس الكثير الجري

الغَرْب=عرق في العنق

الغَرْب=أول كل شئ

الغَرْب=الدلو الكبير

خذ مثلاً قول الشاعر :

يا ويح قلبي من دواعي الهوى إذا رحل الجيران عند الغُروب

أتبعهم طرفي و قد أزمعوا ودمع عيني كفيض الغُروب

كانوا وفيهم طفلة حرة تفتر عن مثل أقاحي الغُروب

الغروب في البيت الأول هو غروب الشمس

الغروب في البيت الثاني هو الدلو الممتلئ

الغروب في البيت الثالث هو الوهاد المنخفضة

وهكذا فَ المشترك اللفظي ينقض القول في اتحاد المعنى فيما كان من جذر لغوي واحد.

الصواب هو أننا ندخل في رحلة جدلية ،متأنية،حتى نعلم المراد ونضبط المعنى.



من المقدمات الفاسدة : معجزة الرقم 19 ،والفهم السطحي للعلاقات العددية في القرآن.

بالطبع القرآن مبني على معادلات رياضية ، لكن هذه المعادلات الرياضية ليست هي تلك العلاقات العددية الساذجة .بل إن هناك علاقات رياضية ممثلة بمعادلات رياضية تربط مكونات اللغة الواحدة ببعضها البعض ،بل تربط كل لغات العالم ببعضها البعض.

فَ كل لغات العالم وجدت مع بعضها البعض دفعة واحدة ، مرتبطة ببعضها البعض بمعادلات رياضية .لكن التطور البشري إلى الآن ،و في عصر الثورة المعلوماتية و ثورة الإتصالات ،لم يصل إلى المدى الذي يمَكّنه من إدراك المعادلات التي تربط كل لغات العالم ببعضها البعض.

في المستقبل القريب قد نتمكن من إدراك العلاقات الرياضية التي تربط القرآن ببعضه البعض ,وتربطه باللغة العربية ،وتربطه بباقي لغات العالم.


أرجو ألا أكون قد أطلت . وشكراً.



#صلاح_الحريري (هاشتاغ)       Salah_Alhariri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصول فهم القرآن-14-المقدمة الفاسدة:التكرار يفيد التأكيد
- أصول فهم القرآن-13-التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
- أصول فهم القرآن-12-أمية الرسول، العبرة بعموم اللفظ
- أصول فهم القرآن-11-أمية الرسول
- أصول فهم القرآن-10-المأثور، من تمنطق فقد، نص تاريخي، لا اجته ...
- أصول فهم القرآن-9-السنة ليست مفسرة، شارحة، مكملة، قاضية-ب
- أصول فهم القرآن-8-السنة ليست مفسرة،شارحة،مكملة، قاضية-أ
- أصول فهم القرآن-7-الناسخ والمنسوخ-ب
- أصول فهم القرآن-6-الناسخ والمنسوخ-أ
- أصول فهم القرآن-5-هل أفلح أو يفلح المنطق الإرسطي في فهم القر ...
- أصول فهم القرآن-4-وجه إعجاز القرآن-د-
- أصول فهم القرآن-3-وجه إعجاز القرآن-ج-
- أصول فهم القرآن-2-وجه إعجاز القرآن-ب-
- أصول فهم القرآن-1-وجه إعجاز القرآن-أ-
- المبروك ابن بَدَوِيّة
- مدينة الإنسان[1]
- ماذا يريد الله للعرب؟! وما هو مستقبل العرب؟!
- حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....6
- حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....5
- حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....4


المزيد.....




- الشرع يثمّن موقف العشائر ويدعو لنبذ الطائفية
- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الحريري - أصول فهم القرآن-15-الترادف، المأثور من الشعر، الجذر اللغوي، معجزة الرقم 19