أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - وعي الذات وخصائص الأنا















المزيد.....

وعي الذات وخصائص الأنا


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 08:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن أهم ما يكشف خصائص " الأنا " , هو دراسة إطفاء وإضرام الوعي . فهذه الحادثة يمكن أن تظهر عدم تعقيد ظاهرة وعي الذات والشعور " بالأنا " . وأنه ليس مستحيلاً إضرام وعي " انا " إنسان معين , بعد انطفاء هذا الوعي , بموت الجسم .
إن أساس اضرام وعي الذات , هو إشعاع كهرطيسي بيولوجي ( عصبي ) . فهناك منطقة أو مجموعة بنيات , تقوم ببث الوعي , وهو يكون على شكل , بث أمواج كهرطيسية تولد بيولوجياً , وتبث على أغلب خلايا الدماغ , وعندها يحدث إنعكاسات و طنينات أو تغذية عكسية , بين ما يبث , وبين المناطق التي تكون عاملة والتي هي تنتج ما يبث . فمثلاً إذا تم بث صور تم ورودها من المناطق البصرية , فإن ما يبث على مناطق الدماغ , يصل إلى المناطق البصرية ذاتها , والتي هي المصدر الأساسي لما يبث . عندها يحدث تطابق بين مصدر البث الأساسي وما جرى بثه . وهذا يؤدي إلى حدوث تردد أو طنين ذو خصائص معينة , يتم تكراره لفترة زمنية معينة , هذه الفترة تنشئ " زمن الوعي " , الذي هو أهم خصائص الوعي . لأنه إذا لم ينشأ هذا الزمن , لما أمكن تشكل وعي الذات الذي نحسه ونعرفه , لأن حدوث طنين الوعي لزمن لحظي , ينتهي فوراً , لا يمكن أن ينتج وعي بالذات , لأنه يحدث ويزول فوراَ . إن حدوث طنين الوعي لفترة زمنية طويلة نسبياً , هو أهم خصائص " وعي الذات " , وكلما كان هذا الطنين واسع ومتنوع( صور وأصوات وروائح وإحساسات وعواطف وانفعالات ومعني ) أدى إلى ظهور وعي متطور أكثر . فالزواحف وعيها محدود جداً , وهو لدى الثدييات متطور , ولدى الرأسييات متطور أكثر , أما لدينا فهو متطور جداً , نتيجة اللغة والحياة الاجتماعية التي ولدت الثقافة . وهذا أدى إلى ظهور أنا فردية متطورة .
إن أهم ما يميز الشعور بالوعي الذاتي ويظهره أيضاً , هو آلية التعرف التي تحدث في الدماغ , فهذه الآلية الهامة جداً, هي من أهم آليات عمل دماغنا . فمبدأ الهوية " أ هي أ " يعتمد آلية التعرف , ولولا هذه الآلية لما كان هذا المبدأ . فالمطابقة بين واردات حواس جديدة مع ما تم تخزينه في الدماغ من واردات حواس سابقة , يتم بناءً على آلية التعرف. فعندما تتطابق أو تتشابه , واردات حواس جديدة مع مثيل لها مخزن في الدماغ ( أي تم قرعه أو الوعي به سابقاً ) يحدث إحساس أو وعي التعرف . وهو تعرف فردي ذاتي عندما أتعرف على شيء معين أو إنسان معين أو مكان معين ..., أو هو تعرف عام , مثل هذه شجرة أو هذه سمكة أو هذا رجل ..., أي تعرف على مجموعة خصائص معينة تميز مجموعة أشياء معينة عن بعضها . وأهم تعرف لدينا , هو التعرف على ذاتنا أو أنانا , فعندما نستيقظ كل صباح , يتم التعرف على أنانا , فكل منا عندما يصحو من نوم أو إغماء أو تخدير يتعرف على نفسه, فهو متأكد بشكل مطلق أنه هو ذاته عندما يضرم وعيه بعد أن يكون مطفأ . إن التعرف على الذات وعلى أنها هي نفسها وهي ثابتة ولم تتغير , يجري لدى كل منا , ولكن هل فعلاً ذات كل منا هي تبقى ثابتة ولا تتغير ؟ إن ذات كل منا هي بنية ديناميكية في صيرورة وتغير مستمر , ومع هذا يحدث التعرف عليها , وعلى أنها مازالت هي نفسها ولم تتغير . إن هذا يحدث نتيجة عمل آليات التعرف العاملة في الدماغ . لذلك ليس من الصعب إعادة التعرف على الذات من جديد , حتى بعد موت وتفكك الجسم . فيمكن تحقيق تعرف على الذات من جديد , بالاعتماد على التحكم بعمليات التعرف الجارية في دماغ إنسان عامل , كي يحدث تعرف على أنه ذات الإنسان الذي مات , وذلك إذا أمكن إعادة أضرام أحاسيس تحقق ذلك . وإذا تم إنتاج الوعي البشري في أجهزة إلكترونية بدل من بنيات فزيولوجية ( وهذا محتمل كثيراً), عندها يمكن إعادة إضرام وعي أي إنسان , يكون لدينا معلومات كافية لهذه الإعادة , صحيح أنه سوف تكون ذات جديدة ومختلفة عن الأصلية , ولكن تتعرف على أنها هي نفسها الذات القديمة الأصلية . فالمطابقة التامة ليست ضرورية في عملية حدوث التعرف , والتقمص هو مثال على ذلك , فحدوث التقمص هو حدوث تعرف جديد . وهو يحدث فعلاً . وكذلك الإنفصام وتعدد الشخصيات لدى الفرد نتيجة الأمراض النفسية .
والتذكر الذي هو أهم أعمال الدماغ , هو في واقعه تعرف . فعندما نقوم بتذكر إي شيء أو أي فكرة , فنحن في الواقع نقوم بذلك باستعمال آلية التعرف , فهي تمكننا من مطابقة ما تم استدعؤه من الذاكرة مع ما هو موجود لدينا فكرة عنه , وعندما يكون هناك تطابق أو تشابه بينهما , ويحدث شعور التعرف , عندها نعتبر أننا حققنا تذكر ما كنا نسعى إليه
الإرادة الواعية :
إن الإرادة الواعية هي التحكم بمصادر أو مسببات الأحاسيس ( واردات الحواس )، ويتم ذلك عن طريق فتح وغلق المسارات بين ساحة الشعور ( الوعي ) ومصادر الأحاسيس . ويكون هذا التحكم ضمن حدود معينة لا يمكنه تجاوزها ، فيكمن لأي مصدر حسي ( وارد حاسة معينة – وهو تيار عصبي ) أن يدخل تياراته العصبية إلى ساحة الشعور في حالات كثيرة ولا تستطيع الإرادة منعه من ذلك ، فتيارات الألم وارتكاس الاهتداء وكل ما هو هام لا يمكن منعها من دخول ساحة الشعور,أو التحكم بدخولها إلا في حدود ضيقة جداً ( اليوغا والزن ) وبتمرين كثير متواصل ، ويتم التحكم بالتيارات العصبية الداخلة إلى ساحة الشعور بآليات عصبية وبطرق تعتمد على هذه الآليات ، وذلك بالتجربة والتعلم ، وبالإضافة إلى خصائص آليات الجهاز العصبي الفزيولوجية الأخرى وهي كلها موروثة ، فارتكاس الاهتداء مثلاً مبنى فزيولوجياً وهو موروث ، وكذلك آليات الإحساس وخاصة الإحساس باللذة والألم .
والتحكم بالتيارات العصبية ضمن ساحة الشعور هو معالجتها عن طريق تصنيفها ومقارنتها وقياسها وتقييمها والحكم عليها ، ويتم ذلك بمساعدة باقي بنيات الدماغ .
وتكوٌن البنيات الفكرية اللغوية لدى الإنسان جعل المعالجة الفكرية لديه تتقدم إلى مستويات عالية من الاتساع والفاعلية.
وقبل بناء البنيات الفكرية اللغوية كانت معالجة البنيات الفكرية ضمن ساحة الشعور ضعيفة ، وبالتالي كان الشعور الواعي محدود بالزمان والمكان والظروف , وهذا جعل وعي الإنسان متطور عن الوعي لدى باقي الحيوانات .
نشوء الإرادة لدى الكائنات الحية والإنسان
إن الإرادة هي استجابة مختارة من بين عدة استجابات ، ويبدأ تشكل الإرادة بعد الولادة ( وعلى الأغلب قبلها ) فالمولود الحديث يطلق استجاباته العشوائية التي تكون موروثة مثل حركة الرأس والفم ...... وعندما يلاقي أو يتأثر بالدفء والنعومة أو حلمة الثدي يتوقف عندها ( وتبدأ الرضاعة كاستجابة غريزية موروثة ) وتتوقف استجاباته العشوائية . وهذه أبسط أنواع الإرادة . البحث العشوائي عن الدفء والنعومة وحلمة الثدي والطعام ، وبعد ذلك يتعلم ربط قرائن (مؤثرات خارجية ) تترافق أثناء بحثه مع الدفء والنعومة والطعام ، وذلك بواسطة آليات الإشراط وآليات التصنيف العصبية الفزيولوجية (والتي تعتمد المقارنة والتقييم والتقرير وبالتالي الاستجابة) وكلها آليات فزيولوجية عصبية موروثة ، وبعد ذلك تتوسع وتتنوع الاستجابات التي يقوم الطفل بتصنيفها وربطها ، وهنا تنشأ السببية لديه، وذلك نتيجة توسع قدراته وبحثه ، وبالتالي تحقيق ارتباطات وتصنيفات متعددة وواسعة، وبالتالي نشوء استجابات جديدة أو مساعدة أو ممهدة لتحقيق استجابات أساسية .
إذاً بعد الولادة تعطى أوامر لاستجابات بحث , أغلبها عشوائياً ، وعندما تتحقق أو يترافق تحقق استجابة داخلية مطلوبة مع أحد أو مجموعة من هذه الاستجابات العشوائية ، عندها يتم ربطها مع بعضها البعض ( بآلية الإشراط الفزيولوجية العصبية ) ويصبح بالإمكان نشوء دوافع داخلية تطلب تحقيق الاستجابة العشوائية التي حققت الاستجابة الأساسية المطلوبة داخلياً ، أي تتحول الاستجابة العشوائية المحايدة إلى استجابة مقيمة . وتتوسع وتتعقد الارتباطات بين الأنواع الكثيرة من الاستجابات المقيمة ، وبهذه الطريقة تتوسع الاستجابة الداخلية إلى استجابة خارجية، ويتم بذلك انتقال تأثير الدماغ إلى خارج الجسم، ويظهر على شكل تأثير مادي نتيجة عمل هذا الدماغ ، وبذلك يؤثر الدماغ بالمادة .
وبعدما نشأ الوعي الفكري المترافق والمتأثر بالاستجابات العصبية، أي بعدما نشأ الإحساس المتطور ونما وتطور ، ظهر الفكر الواعي الذي يملك الإرادة الواعية .
إذاً البدء كان معالجة استجابات ، ثم معالجة استجابات مترافقة مع أحاسيس ، ثم معالجة أحاسيس واستجابات ووعي متطور بهما ، وأصبح التفكير محسوساً وتم الوعي به ، وطبعاً كل ذلك بمساعدة الذاكرة الواعية .
كيف يحرك الفكر المادة ؟ أو كيف يؤثر الفكر بالمادة ؟ إنه يتحكم أولاً بالاستجابات العضلية والحركية ( الفعلية ) وهي بدورها تحرك مواد العالم الخارجي .
الفهم البشري وفهم الثدييات الراقية
أن الفهم هو تذكر متفق ومنسجم مع ما هو مطلوب فهمه ( أي تأكيده ودعمه ), والفهم البشري متطور ومعقد نتيجة تطور اللغة والحضارة والمجتمع ، وهذا جعل كل شيء بحاجة للفهم بشكل أوسع ليتم التعامل معه بشكل أفضل فاعلية ، فالكلمات تفهم والقصص تفهم والأفكار تفهم والتعابير والحركات تفهم ، وأشكال الانفعالات تفهم ........الخ كل هذا يفهم ضمن سياقه وضمن ارتباطاته بكافة عناصر الوضع الموجود فيه . فالعقل البشري (وكذلك الثدييات تفهم وإن كانت لا تملك لغة ، فالفهم ليس مرتبط ضرورة باللغة ) يفهم أكثر بكثير من القراءة اللغوية لمعاني الكلمات ، فالفهم يصل إلى ما هو خلف الكلمات ، فهو لا يقرأ الكلمات فقط ، فهو يتعامل مع كافة عناصر الوضع من تعابير وحركات وانفعالات وسياق .....المترافقة مع هذا الكلام . ويمكن أن يفهم من دون كلام ، فالفهم البشري متطور جداً ، فهو يتعامل مع القصد والغايات (ما يفكر فيه الآخر وما يسعى إليه وما يفهم هذا الآخر ) ، فالفهم البشري يبني ويشكل ( يتصور ويتخيل ) فهم وقصد الآخر المتعامل معه ، فهناك جدل وتبادل تأثير فكري وفهمي يتم بين المتخاطبين ، وهذا أعقد ما يقوم به العقل البشري .
والإنسان يقوم بالخداع والاحتيال والمناورة أيضاً عندما يتعامل مع الآخرين ليصعب عليهم الفهم ، أو ليخفي ما يريد إخفاؤه عنهم ، أو ليجعلهم يفهموا ما يريد هو أن يفهموه ، وهذا يضيف صعوبة أخرى على العقل ليفهم ما يجري بصورة جيدة . ونحن كثيراً ما نسمع عن سوء فهم أو سوء تفاهم ، وهناك أسباب كثيرة له، فهناك أوضاع يكون فيها الشخص ذاته لا يفهم بشكل جيد ما يريد هو نفسه ، وعندها كيف يمكن للآخرين أن يفهموه أو يفهموا ما يريد .
فالعلاقات البشرية المباشرة وغير المباشرة أعقد مما نتصور بكثير ، لذلك نجد المحاكاة والنسخ سائدة كثيراً ( ويتم ما يشبه توارثها ) فهي الأسهل والأوضح فهماً في التواصلات البشرية ، لذلك يستعملها غالبية أفراد المجتمع الواحد ، فالعادات والأعراف والتقاليد والأصول الخاصة بكل مجتمع تسهل كثيراً توحيد الفهم بين أفراد هذا المجتمع ، فهناك أصول وأنظمة وقوانين يتبعها الجميع للتفاهم فيما بينهم ( وهذا ما يميز المجتمعات المختلفة عن المتقدمة ) ، وطبعاً هناك دوماً من يلعب بهذه الأصول ويخرقها ويتجاوزها لسبب من الأسباب .
التفكير والتخطيط
لقد عرٌف التخطيط بأنه الاختيار من بين البدائل بالنسبة لأهداف موضوعة أو هو اختيار من بين مسارات بديلة للتصرف المستقبلي, أي هو التعامل مع الخيارات الحالية والمستقبلية المتاحة, فهو لعب ولكنه هادف, أي هناك هدف موضوع مسبقاً وعن طريق اللعب - التجريب و الاختبارات الفكرية - يتم السعي لكي نتنبأ بدقة عالية عن كيفية سير الأحداث بناءً على الخيارات المتاحة ونختار ونقرر أيها أفضل بالنسبة لتحقيق هدفنا الموضوع. إنه لعب فكري يستبق اللعب الواقعي وهذا ما يميز اللعب البشري عن كافة ألعاب البنيات الأخرى فألعاب تلك البنيات تجري مع الخيارات المادية الموجودة دون استباق المستقبل بشكل فكري , وألعاب تلك البنيات تعتمد على الذاكرة المخزنة للماضي ولكنها لا تتوقع أو تتنبأ للمستقبل فالمستقبل مغلق بالنسبة لها, وهذا هو الفرق الأساسي والهام جداً بين تفكيرنا وتفكير كافة البنيات الأخرى, وهذا ما عرفه وشعر به كل من فكر في هذا الموضوع فنحن نفكر ونتعامل مع الوجود بطريقة مختلفة عن باقي الموجودات لأننا نستخدم البنيات الفكرية التنبؤية- السببية واستباق المستقبل- وخصائصها الفريدة في التعامل مع الخيارات, إن هذا الفرق الهام جداً هو ما يميزنا عن باقي بنيات الوجود الأخرى فنحن نتعامل مع الخيارات في زمن مفتوح- نسبياً- ماض و حاضر ومستقبل أما باقي البنيات فتتعامل مع الخيارات المتاحة لها في زمن الماضي والحاضر فقط, ولا تستطيع استباق الحاضر إلى المستقبل في تعاملها مع الخيارات . فالتخطيط والسببية الفكرية المتطورة هو ما يميز تفكيرنا عن باقي بنيات الوجود , فنحن- فقط- نستطيع أن نختار الخيار الأنسب من بين مجموعة خيارات متاحة لنا وذلك بالاعتماد على أفضليتها المستقبلية وليس الحالية وذلك باستعمال البنيات الفكرية التنبؤية المتطورة العالية الدقة, وكلما كانت دقتها أعلى كان تخطيطنا أكثر فاعلية في تحقيق أهدافنا الموضوعة.
لقد توصلت بنية الحياة إلى تشكيل أعقد الأجهزة وأعقد البنيات وذلك دون تخطيط مسبق هادف وتوصلت لذلك بتعاملها مع الخيارات المادية المتاحة فقط , وقد حققت كل ذلك نتيجة وجود العناصر وتفاعلاتها المادية خلال ثلاثة ونصف مليار سنة , وقد كانت تقوم بعملها بتشكيل البنيات المتماسكة المستقرة سواء كانت بنيات مادية أو آليات تفاعل ودون تخطيط مسبق فمثلاً شكلت الرؤيا بعدة طرق مختلفة وذلك حسب العناصر والتفاعلات الموجودة المتاحة, وشكلت أنواعاً متعددة من الكائنات الحية التي تستخدم آليات تفاعل وطاقة مختلفة الضوء ,أو طاقة البراكين ,أو حرق المواد العضوية, وشكلت مليارات الأنواع من الكائنات الحية, وشكلت آلية الطيران بعدة طرق والكثير الكثير غيرها, وأهم من هذا كله شكلت البنيات الفكرية, وكل ذلك دون تخطيط مسبق .
ونحن الآن بالإمكانيات المتاحة لنا نستطيع تقليد بنية الحياة في صنع البنيات وآليات تفاعل , ولكن بسرعة أكبر بمليون مرة من سرعة بنية الحياة إن لم يكن أسرع, لذلك عندما تشكلت لدينا البنيات الفكرية اللغوية حدثت قفزة نوعية كبيرة تماثل أو تفوق تشكل بنية الحياة ذاتها, لذلك ما هو آت رهيب , فنحن صنعنا البنيات الفكرية العامة المتطورة( أي العلوم عالية الدقة) وصنعنا البنيات التكنولوجية المتطورة وفي عدة مجالاتفي الصناعة , وفي البيولوجيا, وفي الإلكترونيات والكومبيوتر.., في فترة لا تزيد عن بضعة آلاف من السنين أي في لحظة لا تذكر من عمر بنية الحياة أو بنية الكون وكان هذا نتيجة استعمال البنيات الفكرية اللغوية, وهذا ما فتح لنا الخيارات, كافة الخيارات.إنه انفجار رهيب في تسارع تشكل البنيات الجديدة المتطورة ففي المئة سنة القادمة نتوقع أن تظهر بنيات كثيرة متطورة, ولكن هل نستطيع تصور تلك البنيات التي سوف تظهر بعد مليون سنة أو بعد مليار سنة ؟؟؟, فالمليار سنة في عمر الوجود زمن عادي.



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل لقضية شغلت كثيراٌ الفلاسفة والمفكرين
- التفكير والدماغ
- خصائص المعرفة
- عمل الدماغ بشكل موجز
- الانفعالات
- التواصل البشري
- الفردية أو الأنانية , والمكانة , والصراع
- التفكير البشري والتفكير بشكل عام
- هل مازال الإنسان ذلك المجهول
- لمحة عن نظرية الكم ونظرية كل شيء
- المعارف العلمية والمنهج العلمي
- الإنسان والموت
- هل مدينة باريس موجودة؟ - نظرية المعرفة
- الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع
- اللذة والألم
- الكائنات الحية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - وعي الذات وخصائص الأنا