أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذراء مصطفى كاظم - جزء من النص مفقود














المزيد.....

جزء من النص مفقود


عذراء مصطفى كاظم
(Athraa Mk)


الحوار المتمدن-العدد: 6119 - 2019 / 1 / 19 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


دائما جزء من النص مفقود

لو كان لي القدرة على الصراخ لأيقظت المدينة، لكنت أيقنت العالم كله....ولكن صوتي مات في داخلي.(ليونيد أندرييف)


مضت اللحظة كالبرق، بين سؤال ونظرة صارخة، ست أبي متوفي، نطق صاحبه من مكانه مع إبتسامة ساخرة، أساسا لم يرى والده قط، بينهما، شدني صراخه مزقني اشلاءً، وكانه تصطك أسنانه ويزمجر صوتا بداخله، أصمت من حق لك ان تتكلم عني، هل اعذره لانه صغيرا لازال، أم اطبطب ع كتف الصارخ واقول له اعذره مازال صغير لا يعي شيءً مما قال، فينظر لي بعين ثاقبة أحشاء قلبي وأنا الست طفلاً جردوني من أبي......

هنا أو هناك، طفلا يتيما لم يرى والده ولم يلعب في حجرته، ولم يمسك أصابع يديه لمحل الحلويات، ولا رافعا إياه عاليا أو يضعه فوق كتفه ليرى العالم أوسع، نرى هناك أخا وابن البكر لأمه، ينتظره مستقبل حافلا بالمعرقلات، أم تحلم به ذا شأن، صدمت عندما سألته عن خوف امه أو أبيه عليه اذا عاد متأخرا، قال ليس هناك ماهو مُخيف اصلا، فإني لم أرى والدي قط، تعكر حالي في لحظتها لم أستوعب ما قلته، آسفة، أم قلت الله يرحمه، أو ابتسمت من غباء سؤالي.
فعلا ليس هناك مايخافه، فأبا تحت التراب راقد.
وليس ببعيد، مطلقة بعد حب دام أكثر من ثلاثة عقود ولت، سعادة عاشتها بكل ماتحملها من كلمة، ماهي السعادة، ماهو الحب، ماهو القدر.
في تيه حقيقي بين هذة الأسئلة، عاشت، ماذا تقصد بعاشت، والآن ميتة، أهذا ماتقصده، لم أجد بين كلماتي عزاءا لها، فقد خرج من بين أناملي، هل ترككِ وحدكِ؟.
ما هذا السؤال برب الكعبة فقد طلقها، بسبب إلحاح من أهله، هذا أولا، وبسبب آخر أكثر اقناعا، فهي لا تنجب لك طفلا، ولك عهدا منا نزوجك من هي أفضلها حسنا وجمالا وتنجب لك ولي العهد.
سؤال آخر، لم يكن في مكانه قط، هل أنجب؟.

ماذا أنجبت لنا الحرب؟.
ماذا فعلت بنا طائفية؟.

إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل، أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها، ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهي لوثة الكراهية والغضب التي تلوث الروح، نستطيع أن نطهر أجسامنا بالزهد والصيام، لكن الحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا.مولانا.....
هاوية ليس لها قرار، دفنت أهل، أحباء، عشاق، ونفت قلوب بأرض ميتة.
بسبب الحرب يُيتم طفلا، بسبب الطائفية تفرق عاشقان، وبسبب كلاهما شُردت أنا.
من منا ليس منفيا، من منا ليس مقتولا، من منا لم يحمل روح أقصد جثة باردة عبئا علينا.

من منا نظر في عين يتيم، وامعن، هناك خلفهما، عتاب يقتلك، ويحملك مسؤولية تيتمه.
ام تلك الأرملة التي تحلم، أو كانت، لا عبء تتحمله بظل زوجها، والآن اكبر ما تحلم به، مستقبل لابنها.
وما هو عزاء تلك التي دفنت شبابها بحب زوج تخلى عنها، في تربية أبناء أخوها الذي قتل على عتبة منزله، طفلان تخلت عنهما امهما لتتزوج بآخر بعد خمس سنوات من العدة الشرعية لتحمل.

الا يكفي، إلا يكفي لهذا الحد من القتل، فالقتل ليس فقط أداء قتل ودم وجثة، أسباب وأفعال وتخلف، كم علينا ان نتحدث، كم وعلينا ان نعتلي منابر، إلا يكفينا حربا، نفسية، وجدانية، أهلية، فالبشر تريد الحياة ببساطتها لا أكثر، لا أحد منا يطلب المستحيل، حياة بسيطة دائرة من حب تبعث بالدفء والأمان، فقدنا الأمان حتى في داخل بيوتنا، بين أنفسنا، و أرواحنا تطلب النجاة.



#عذراء_مصطفى_كاظم (هاشتاغ)       Athraa_Mk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابوس
- نوتات الصدق


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذراء مصطفى كاظم - جزء من النص مفقود