أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ماذا يريد العراقي في حركته الاحتجاجية؟















المزيد.....

ماذا يريد العراقي في حركته الاحتجاجية؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 6115 - 2019 / 1 / 15 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقتبس من المعالجة:"أما وقد وقع العراقي بمصيدة نظام الطائفية وطابعه المافيوي الطفيلي فإن الإفلات من بلطجة النظام الطائفي يكمن في تغييره لا في أي شكل لترقيعات إصلاحية له".


منذ 2003 وكل ما يجري في العراق يخرج من كبوة ليقع في أخرى فتتعمق الأزمات ويزداد النظام بشاعة وتستفحل منظومة قيمه وآثارها التخريبية بصورة وبائية.. لقد سار العراق في ظل إدارة قامت على ضعف الخبرة من جهة وهزال أغلب الشخوص التي تسلمت المسؤولية فضلا عن سطوة منظومة قيمية وبائية مرضية كرّست نظاماً (طائفياً) من جهة الفكر السياسي ونظاماً (طفيليا ريعيا) من جهة الاقتصاد السياسي وآلية حركته المافيوية المفسدة (الكليتوقراطية) بمخرجاتها...
وبنيوياً صار المجتمع يلجأ للاحتماء خلف تشكيلات ما قبل الدولة الحديثة بعد انحدار الوضع العام لمستوى اضمحلت فيه سلطة القانون ومؤسساته لصالح سلطة العشيرة والطائفة والفئة والشلة و-أو أية جماعات متشظية متناثرة أخرى مما ينتمي لزمن غابر انقرض في عالمنا المعاصر..
ووسط منظومة النهب والسرقة وتشييء الإنسان والاتجار به وازدراء المواطن ومصادرة أية قيمة وجودية له وفي ضوء العزلة التي بات يحياها المواطنى ومواجهته السحق الهمجي منفرداً، تفشَّت ظاهرة البحث عن رغيف الخبز ولقة العيش بـ(أية وسيلة) كانت..
إن مصادرةً مطلقة للثروات أدت إلى اضطرار العاطلين عن العمل وكثير من الفقراء البسطاء الذين اتسعت أحجام وجودهم اضطرتهم منظومة قيمية فاسدة متفشية إلى تبعية وانقسام بين المتحاصصين دع عنك تشخيص ما جرى بشأن وسيلة الحصول على رغيف الخبز ولقمة العيش..
ومع اتساع ظواهر البطالة والفقر والمرض ومع سطوة البلطجة وسلطة الميليشيات المسماة إرهابية أو وقحة أو تلك التي تدعي وتزعم قدسيتها وبظللال التهجير القسري والنزوح للملايين وتشرد مئات الآلاف ومع تخريب التعليم ومنظومته وتكرار العزف بمنطق الخرافة ساد التجهيل وجرى تخريب العقل المعاصر وحشوه بكل ما هو سلبي..
وصرنا نصطبح يوميا على مشاهد (الطائفية) وسوداوية العيش بطابع التخندقات والتمترسات إلى درجة لا عتمة المشهد بل ظلمته بما لا يستطيع المرء مشاهدة ما ينبغي لبصيرته كشفه.. وصار بعضهم يخشى كلمة (تغيير) ويلهث وراء وهم أو ظن يسوّق له الطائفيون بمسمى (الإصلاح)...
وبين الخشية من أن يكون (التغيير) مجرد مغامرة وتضحيات بلا طائل وبين حال انخداع أو وقوع بمصيدة التضليل لشعار (الإصلاح) امتدت سنوات نظام الطائفية المافيوي لحوالي ما يقارب العقدين من السنين العجاف! كما تزداد خشية المواطن من السير بطريق حركة التغيير لأنه ببساطة يخشى الاصطدام في ظل زحمة الحركة العشوائة بمن لا يرغب الاصصطدا به من باب الحرج تجاه المقربين منه بمنظومة عشائرية او طائفية أو بجماعة أو شلة مازال ينتمي إليها سواء قسراً أم اضطرارا واحتماء وخشية من أن يخسر المتطلع إليه من التغيير ولا يجد مراكب علاقاته بتشكيلات الحماية القائمة بانتظاره لو ولج طريق الحسم والخيار الجوهري، وهو بهذا يفضل التقوقع عند اعتاب تشكيلات ما قبل الدولة وحمايتها الجزئية على أن يفقد كل شيء فيما لو اتجاه بطريق الحسم والتغيير...
لكن العراقي الذي منعوا عليه التعليم والتنوير بمؤسسات معاصرة حديثة وخربوا معارفه وثقافته صار يكتسب من تجاريبه المتعاقبة دروسا بديلة منحته وعيا وإدراكا أعمق للحقيق4ة وعرف يقينا أن لعبة (الإصلاح) هي ترقيعات لا تغني ولا تسمن ولا تنقذه من مآسيه ولو كانت مؤجلة فذلك مؤقتا وأن مجنزرات التوحش والهمجية ستصله فهو التالي بين قرابين سادة النهب والتصفية السادية...
وأدرك أن الإصلاح لنظام خرِبٍ بالكامل غير صائب ولا صحة فيه سوى إطالة أمده وطبعا وبالتأكيد مزيد قرابين يلتهمها بآلته الوحشية التي لا تشبع.. وكل تظاهرة ترفع شعارا إصلاحيا هي واحدة من ألاعيب قوى الطائفية أو المنخدعين بها ومن ثم المشاركين بالتطبيل للنظام.
كما أدرك أنه إذ يحقق التغيير فهو لن ينجز التغيير بانتقام أو ثأر من عراقي آخر حتى ممن ارتكب الأخطاء وإنما يفعل ذلك بالإتيان بنظام بديل لمنطق الاحتراب والتقاتل والثأر، نظام لا يسمح بتلك الترهات وجرائمها بل نظام يسود فيه القانون وتدار الحياة فيه استثماريا بنائيا لا هدم فيه ولا تخري ولا إضرار بأحد أو انتهاك لحق من حقوق الإنسان..
التغيير إذن ينصب على ((النظام)) الطائفي وعلى مفاسده وكل جرائمه التصفوية كليا وبصورة شاملة في منظومتها القيمية وآليات الاشتغال في ذاك النظام (الطائفي الكليبتوقراطي) وليس في التغيير طعن أو تجاوز أو ارتكاب عنف بحق إنسان أو طرف أو جهة بل تحقيق لمصالح الجميعي على وفق قانون لك حقوقك كاملة وعليك واجباتك ولا وجود ولا فرصة لانتهاك حقوق أو حرية فالحماية للجميع تقوم على مبدأ المساواة بين الجميع..
إذن الدرس بات عالي الصوت واضح الصورة، (التغيير) يستهدف نظاما فاسدا آذى العراقيات والعراقيين ليأتي نظام يحترمهم جميعا ويتبنى حقوقهم وحرياتهم..
ولهذا صار الخيار الوحيد بصوابه هو خيار (تغيير النظام) وإلا فإنه حتى العناصر الإيجابية عندما ستعمل وتناضل وتضحي يجير فعلها النظام الفاسد المتحكم لصالحه ويمضي بتكريس وجوده على حساب الشعب برمته ولصالح فئة مريضة تنفذ ما يخدم أجندات خارجية وكل ما يؤذي الشعب ويهدد لا حاضره بل ومستقبل وجوده...
يجب ألا يكتفي المخلصون للشعب بإدانة الطائفية ونظامها ومافيوية قيمه وآلياته بل عليهم تبني البديل في التغيير حلا بديلا لا الإصلاح تكريسا وبيعا للجهد أو هدرا له بالسماح بلعبة الترقيعات لتجييره لصالح الأكثر وحشية ونهبا بين نظمنا المعاصرة.. أليس العراق في ظلال حكم الطائفية الأكثر فسادا والأكثر فشلا!!!؟
إذن فلتكن الحركة حركة التغيير والحسم وهو خيار الشعب لتحرير الوطن وبناء أسس سعادة الشعب باستقراره وسيادة السلم الأهلي المجتمعي الأشمل والانصراف لمهام البناء والتقدم..
الفقير لا يريد سمكة لن تفيده إلا ليوم أو بعض يوم ولكنه يريد أدوات صيد السمك ليعيش حياته كلها متمتعا بما يأتيه به جهده وفرق بين فتات يُرمى له لبعض وقت ثم يثسحق وبين أن ينتج ويمتلك خيرات ما أنتج...
وأقصد بالسمكة ثروات الشعب العراقي وبالأدوات التي يصطاد بها السمكة نظام حكمه وإدارة وجوده.. استعيدوا النظام بحق وبصورة كلية سليمة صحية صحيحة صائبة تعيشوا بكرامة وسعادة كما شعوب الأرض..
أوقفوا نزيف دمائكم ودماء أبنائكم بتغيير نظام دولتكم المأسور اليوم لعناصر مريضة أو لا كفاءة لها ولا تتركوأ غير الكفء يتخبط بكم وبمصائركم فتظل الأمور أنبوب عسل لغير أهله!
الخيار حتما بات التغيير ولا فرصة للانخداع أو الوقوع بمطب التضليل...
فإلى كل قوى الشعب الحية وضميره المخلص، الرد يكمن في (وحدة) حركة الشعب التنويرية و(استقلاليتها) وثبات تمسكها ببديل وحيد هو (تغيير النظام) وليس الاكتفاء بنقده وإدانته من على رصيف انتظار غودو الذي لن يأتي فلا يغير لشعب عيشه ونظامه قوة من خارجه وإنما حركة الشعب نفسه تغير فأولا التجربة شاخصة أمامكم بالتغيير الخارجي وما أتى به كما أنكم تدركون أن لا شيء بلا ثمن وتغيير النظام بإرادتكم بتغيير ما بأنفسكم هو ما يأتي لكم بنظام يستجيب لتطلعاتكم .. فهلا اتخذتم القرار!؟؟؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير وشعوب المنطقة ومواقف قوى التنوير
- رواية حسن متعب (شجرة المر) قراءة تمهيدية أولى
- هل نضجت الحركة الاحتجاجية العراقية لتتحول إلى حركة تنوير قاد ...
- ديموقراطيو الجالية العراقية في هولندا: الأمل والعمل؟
- أغنية -أنا وشادي-بصوت لؤلؤة فيروزية لبصرة بيادر الخير
- سبيلياتُ البصرة ميدانٌ لمسرحيةِ الحالة الإنسانية بعمقٍ فلسفي ...
- النسوة العراقيات وناشطاتهنّ لسن نعاجاُ في مذبح الوحشية الطائ ...
- إدانة جريمة اغتيال الناشطة سعاد العلي
- ماذا يفضح افتقاد السلم الأهلي في عراق اليوم؟ وما سُبل استعاد ...
- إدانة الاعتقالات العشوائية في البصرة
- المرجعيات وشروطها المخادعة على المتظاهرين واحتجاجهم!!؟
- عنف السلطة وميليشياتها وعنف الثورة السلمية
- حكومة الطائفية الكربتوقراطية المفسدة ببغداد تحظر زراعة محصول ...
- بين صواب مهمة التنويري وتعويل بعضهم على وهم تحالف الأضداد
- نداء لتأسيس الجبهة الشعبية والتعبئة لحراك التغيير والانتفاضة ...
- التغيير بين قوى التنوير وأوهام الإصلاح وقواه وأضاليلها
- كيف أهملنا جسور الاتصال بين أبناء الجاليات وآثار ذلك والحل ا ...
- إدانة مؤشرات الاعتداءات والانتهاكات بالحملة الانتخابية في ال ...
- انقذوا الشعب السوري بمشروعات السلام لا الحرب
- أيّ خطاب نختار تجاه المكونات العراقية بين حق احتفالها بأعياد ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ماذا يريد العراقي في حركته الاحتجاجية؟