أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال عثامنة - الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية القادمة والناخبين الفلسطينيين















المزيد.....



الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية القادمة والناخبين الفلسطينيين


جمال عثامنة

الحوار المتمدن-العدد: 6114 - 2019 / 1 / 14 - 01:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقالة تعالج موقف الفلسطينيين المفروضة عليهم الجنسية الاسرائيلية من الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية القادمة والمزمع اجرائها بشهر نيسان 2019. المقالز تركز على تجربة انشاء قائمة مشتركة للاحزاب الفاعلة بين الاقلية الفلسطينية باسرائيل بقيادة الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي وتشمل ليبراليين وقيادات تقليدية واسلاميين, تحاول المقالة ان تتلمس كم ونوع التحديات التي تواجه هذه التجربة في موعد الاستحقاق الثاني الذي سيحل عليها قريبا وملاكسة الدوافع والتيارات العميقة التي تحاول عرقلة تلك التجربة وعرقلتها رغم ان نجاحها في التجربة الاولى شكل صفعة قوية للمشروع الصهيوني وحققت ثالث افضل نتيجة بين القوائم التي شاركت بانتخابات عام 2015. هل ستصمد القائمة المشتركة كمشروع مناهض للعنصرية والصهيونية امام كم التحديات التي تواجهها وما هو مستقبلها.
جمال عثامنة - القدس
الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية 2019 والناخبين الفلسطينيين.
مقدمة
رغم نجاح نتنياهو في تشكيل ائتلاف واسع الا انه لم يكفيه ليبلغ خط النهاية بامان, ولم يتسن لحكومته الرابعة من ان تتمم دورتها كاملة كما كان متوقعا, الا انه ومع كل مرة اعتقد المراقبون ان سقوطه قد دنى, نجح نتنياهو ان يخرج من المأزق تلو الاخر وخيب ظن من نعاه مبكرا الى ان اختار الموعد الانسب له لحل حكومته والذهاب لانتخابات مبكرة !
عن قصد او بدون قصد وجد الفلسطينيون في اسرائيل انفسهم ممثلون عن كل العرب وما يعنوه بالغريزة العامة الاسرائيلية, بعين العاصفة الانتخابية الاسرائيلية السابقة واصبحوا ابطال فيديو التحريض الاكثر رواجا والذي تم تداوله بيوم الانتخابات الاخيرة (ب 2015) ويتفق كثيرا من المحللين ان قدرة نتنياهو من خلال ذلك الفيديو على استنهاض عنصرية الشارع الاسرائيلي بابسط الطرق واكثرها بدائية اتاح له الفوز بتلك الانتخابات. قبل الانتخابات الماضية اقدم البرلمان الاسرائيلي على رفع نسبة الحسم (من 2% الى 3.25% ( للحد من عدد الاحزاب الصغيرة والتي عادة ما تشكل عبئ وتحدي امام تشكيل ائتلاف كبير ومتين. وكان متوقعا ان تكون القوائم العربية الممثلة عن الفلسطينيين المفروضة عليهم الجنسية الاسرائيلية ( اربعة قوائم ) التي تشترك بالانتخابات الاسرائيلية (ما بين ال50% لل 60% من بينهم يشاركوا بالانتخابات) الاكثر تضررا من تعديل ورفع نسبة الحسم, الا انهم سرعان ما عالجوها بالتوافق فيما بينها لخوض الانتخابات ضمن قائمة واحدة مشتركة رغم التباين الكبير ما بينهم, شيوعيين من جهة واسلاميين من الجهة المقابلة, وفيما بينهم ليبراليين وتقليديين. وبالمحصلة حققت القائمة المشتركة ثالث افضل نتيجة بالانتخابات وحصلت على 13 مقعد بالانتحابات التي جرت بعام 2015 مقابل 11 مقعدا (ثلاث قوائم) بانتخابات 2013, نجاح القائمة المشتركة والارتفاع بعدد مقاعدها جاء معاكسا لما اراد نتنياهو وائتلافه ومن جهة اخرى اعاد فلسطينييي الداخل الى دائرة الضوء وفرض وجودهم على الاعلام الاسرائيلي المناوئ لهم بالعموم ومكنهم من الخوض بساجالات شبه موضوعية مع اقطاب الشارع الاسرائيلي من يسار ووسط وبعض اليمين وبالاخص بين النخب الاسرائيلية التقليدية وتجاوزوا شيئا من حالة الاقصاء التي فرضها عليهم الاعلام الاسرائيلي عقابا على مشاركتبهم بالاحتجاجات والمواجهات وتقديمهم للشهداء والجرحى خلال الانتفاضة الثانية.
الاحزاب السياسية الفاعلة فيما بينهم تنشط وتتفاعل في نواح عدة ومعظمها يتفق (على الاقل بمستوى التصريح او الاعلان) على حد ادنى من الشروط الضرورية كصون الهوية والخصوصية والدفاع عن حقوق ومستحقاتهم الجماعية والفردية. تختلف الاحزاب فيما بينها بنهجها ورصيدها الشعبي والجماهيري وادائها بالمحافل التي تفعل بها. اعتمدت الاحزاب والحركات السياسية على حشد التاييد لها عن طريق الوصول الى وعي وعواطف الجماهير عن طريق الدلالة الى نهجها وادائها وكيف امكنهم ان يعودوا بالنفع العام والخاص على القيم المهمة والمشتركة للفلسطينيين الباقين بوطنهم وعلى تحسين ظروف المعيشة وتقديم خدمات بديلة على مستوى المواطنة وعلى مناكفة اسرائيل والصهيونية على المستوى الوطني وعلى استنهاض وحماية الهوية الدينية المهمة لجزء كبير منهم. تنقسم الاحزاب فيما بينهم الى معسكران: الاكبر (حوالي ال 60% اقل او اكثر في بعض الفترات) يرجح المشاركة في اللعبة السياسية الاسرائيلية على جميع الاصعدة (انتخابات برلمناية, نقابات وسلطات محلية) مبررين ذلك بتبريرات عقلانية وعملية لنظم حياة الفلسطينيين بالداخل ومن اجل حماية مقدراتهم وتحصيل حقوقهم, اما الشق الثاني فانه يقاطع الانتخابات البرلمانية والنقابية وبينما يشارك في انتخابات السلطات المحلية على اعتبار انها شكل من اشكال التنظيم والحكم الذاتي. اما الاطر الوطنية الجامعة للفلسطينيين (المفروضة عليهم الجنسية الاسرائيلية) من جميع الاطياف فهي المؤسسات الاهلية والوطنية التي قاموا بتشكيلها بشكل مستقل منذ مطلع سنوات السبعين من القرن الماضي, كاتحاد الطلاب الجامعيين, لجنة الدفاع عن الاراضي, واهمها لجنة المتابعة العليا واذرعها المهنية في مجال التعليم والرفاه والصحة وغيرها وجميعها اطر طوعية او شبه طوعية وتركيبتها تعتمد على مفاتيح تعكس التركيبة السيايسة والحزبية فيما بين الفلسطينيين بالداخل.
القائمة المشتركة كاطار وحدوي في مواجهة النقيض
بعد انقضاء فترة التجربة الاولى للقائمة المشتركة تبدو اقرب الى الشرخ اكثر من التعزيز والتقوية, البداية كانت من عند قائمة العربية للتغيير التي لم يتغير رئيسها على مدار العشرين سنة الماضية (د. احمد طيبي) والذي اعلن انشقاقه عن القائمة المشتركة ونيته خوض الانتخابات مستقلا ومستقويا بشخصيات واصحاب نفوذ غير ممثلين بالقائمة المشتركة. الذريعه الاكبر التي تسوقها العربية للتغيير تبريرا لسلوكها انها تريد للناس (الجموع) ان تقرر توزيع المقاعد بين المركبات وترتيبها يعني شيئ ما على غرار "ديمقراطية اثينا" مع تعديل بسيط بدل الساحات العامة "للبوليس" ينوب عنها استطلاع راي للجمهور الواسع (دون تحديد معالم او ادوات ولا التحديات), ومن جهة اخرى دابت العربية للتغيير وزعيمها بالترويج الى حجم قوتها بحسب استطلاعات للراي اجرتها والتي تبين ان قوتها تفوق قوة الثلاثة احزاب الاخرى مجتمعين . وبعد ان قذفت العربية للتغيير بحجرها لقعر البئر بدات التجاذبات بين المؤيدين تعلو وتنخفض دون ان يعطي احد للناس اي تفسير او شرح عن تلك الاداة القديمة الجديدة وحتى دخول بروفسور بالعلوم السياسية على خط التجاذبات لم يسعف ولم يفد بشيئ من علمه ومعرفته حول ما يعنيه تاييده لمطلب العربية للتغيير. وانشغل العديد من النخب بين الفلسطنيين في تبرير مواقفهم المؤيدة او المعارضة من منطق العقلانية والايدولجية او طرح بديلهم الوطني للمقترح الذي لم يفهمه احد ولم يطبقه احد من قبل؟ وهكذا كسبت العربية للتغيير حق النقض والممانعة ولم بيقى مطلوبا منها سوى ان تقول هل اقترب الراي الاخر مما ترمي اليه ام لا؟ اما المكسب الثاني هو حجب الاسئلة والمساءلة عن اداء العربية للتغيير ورئيسها اقدم اعضاء البرلمان العرب والذي لم يتغير ولم ينافسه احد من اعضاء حركته يوما, وبالمحصلة نجحت مناورة العربية للتغيير من تسليط الضؤ نحوها ولربما تعزيز مكانتها, فإن اختارت المضي منفردة ممكن ان تعزز صورتها كضحية باقي الاحزاب والتي تريد ان تحرم الناس حقهم باختيار مرشحيهم واجحاف واخفات صوت غالبية الجماهير وممثلتهم العربية للتغيير!!.
المتحمسون "لتكتيك" العربية للتغيير وزعيمها د. احمد الطيبي يعولون على هذه الخطوة لربما تكون كافية لاستثارة عواطف الجموع لنقل العربية للتغيير لبر الامان بالانتخابات القادمة وبمساعدة تحالفات مع شخصيات مستقلة تمكنهم من عبور نسبة الحسم. اما اذا تراجعت العربية للتغيير عن اعلانها خوض الانتخابات منفصلة وعادت لحضن القائمة المشتركة, نزولا عند رغبة الوجهاء والوسطاء وضغط الجماهير والقيادات الفلسطينية من السلطة والخارج سيضمن لها ذلك تمثيلا وحجما اكبر مما كانت قد تحصل عليه من خلال الية الترتيب والتركيب المتبعة بالقائمة المشتركة ويمكنها ان تظفر بمقعد ثاني او اكثر بقليل كتقاسم مقعد ثالث بالتناوب مع احد مركبات القائمة المشتركة من بين الاحزاب الاخرى واحدا لن يجرؤ على فتح ملف المساءلة والمحاسبة للعربية للتغيير. وهكذا ستحقق العربية للتغيير مرادها دون الحاجة الى اي مشقة او مجازفة قد لا تحمد عقباها!! وانا اميل الى الراي ان د. احمد الطيبي لن يجرء على خوض الانتخابات بشكل مستقل اذا لم تكن نسبة نجاحه مضمونة 200% بالنهاية هو ليس ذي عقيدة ايدولوجية ولا يمثل تيار فكري سياسي وفي حالة عدم وصوله للكنيست ستختفي العربية للتغيير او على اقل تقدير لن يعود لها وجود يذكر وباحسن الاحوال ممكن ان تتحول الى حزب رف ينتظر فرصة قادمة لبيع اسم الحزب في سوق المزاد العلني لطامح جديد يريد ان يجرب حظه على نفس الفئة “niche”التي يتربع عليها الطيبي.
اما اكثر التبريرات رواجا في ايامنا 2019 حول الحاجة الى اجراء تعديلات وتغيرات على تركيبة وترتيب (اهمها) المقاعد بالقائمة المشتركة هو لتحسين ادائها وفاعليتها مع الناس وبالعمل البرلماني اي تبرير عملاني, واقل ما يقال عن كهذا تبرير انه قول حق يراد به باطل. كيف يمكن لترتيب كهذا او اخر ان يتعهد بان ينجز اكثر من غيره في ظل لعبة سياسية تحتكم للاجماع الصهيوني؟ ما الذي ممكن ان تعطيه حكومة اسرائيلية للفلسطينيين اذا كان على راس القائمة المشتركة د. احمد طيبي؟ ولا تعطيه لهم اذا كان رئيسها ايمن عودة من الجبهة والحزب الشيوعي؟ او حتى لو كان د. منصور عباس عن الحركة الاسلامية؟ اي من الطامعين باستبدال رئيس القائمة المشتركة الحالي لم يقدم للناس اي برهان او دليل على انه سينتقل باداء القائمة المشتركة لمستوى لم يلمسوه من قبل؟ لم يقدموا دليلا على ممارستهم كهذا نهج بالفترة المنقضية, وما هو تميزهم واثرهم الملحوظ على تحسين الاداء الجماعي للقائمة المشتركة ؟ هل عملوا كل ما بوسعهم لانجاج العمل الجماعي وعمل ومكانة رئيس القائمة المشتركة ام انهم منذ اليوم الاول حتى الاخير تناحروا وتنافروا وطعنوا بمكانة رئيس القائمة من فوق كل منبر بالخفاء والعلن بالتعاون مع افرقاء وبعض الاحيان بغض النظر من بعض اقران ايمن عودة؟ انقضت اربع سنوات ولم تذهب الحساسيات ولا التنافس ولا التنافر بالعلاقة الفردية او الحزبية بين العديد من نواب القائمة المشتركة. ولكن من قال ان طموح ومطلب الناخبين بتذويب الفوارق فيما بينهم؟ الخلاف في هذه النقطة يتمحور حول من يقف على راس القائمة المشتركة ولا اكثر, لا العمل الجماعي ولا صدى صوت الناس. اعتماد الية ترتيب المقاعد بحسب القوة النسبية لكل مركب من مركبات المشتركة يضع الجبهة والحزب الشيوعي كاكبر الاحزاب الفاعلة بين الفلسطينيين في الداخل على راس القائمة كما كان بالسابق, ومن الطبيعي الا يروق ذلك للمنافسين والطامحين للرئاسة ولم يبقى بجعبتهم وسيلة لتجاوز القوة النسبية سوى استحداث وسائل شعبوية علها تنطلي على الناس ومنها استطلاعات الراي الموجهة والممولة. جميع الاستطلاعات التي تم النشر عنها للان وبغض النظر عن موضوعيتها واستقلاليتها, طلبت من المستطلعين الاختيار ما بين الرئيس الحالي للقائمة المشتركة عن الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي ود. احمد طيبي فقط من العربية للتغيير. واعطت معظم الاستطلاعات ما يقارب ال 60% ممن يودون ان يكون الطيبي على راس القائم المشتركة بينما حوالي ال 40% او اكثر بقليل يريدون الابقاء على ايمن عودة. السؤال الاول الذي يتبادر للذهن هل سينتخب ال 60% الطيبي والعربية للتغيير بيوم الانتخابات؟ لا تنتطح عنزتان على ان الاجابة هي لا مؤكدة ويمكن الذهاب لابعد من ذلك والجزم لو ان الطيبي يضمن ان تعبر قائمته نسبة الحسم لوحدها فانه لن يتوانى عن الانفصال عن القائمة المشتركة ولا للحظة فهو لم يدعي يوما انه جاء لتوحيد الفلسطينيين وللم شملهم ولا لتقديم مشروع وطني جماعي لهم. اما السؤال الثاني حول الاستطلاع الثنائي؟ بما ان القائمة المشتركة مركبة من اربع قوائم وخمسة احزاب وجميعهم يتطلعون للاطاحة بالجبهويين والشيوعيين عن مكانة الطليعة في العمل السياسي ومواقع القيادة, فاذا يمكن الجزم ان نسبة لا باس بها (مع التجاوز مرة اخرى عن مستوى الاستقلالية للاستلاطاعات المذكورة) ممن فضلوا الطيبي على ايمن عودة هم من انصار الاحزاب والقوائم الاخرى التي ترى بنفسها البديل الاحق وليس الطيبي. بالمختصر هذه الاستطلاعات لا تغني ولا تسمن من جوع وما هي الا لذر الرماد بالعيون وساقطة بامتحان الواقع والانتخاب الفعلي.
موقف الاحزاب المختلفة من مستقبل القائمة المشتركة
رغم ان جميع مركبات القائمة المشتركة عدا العربية للتغيير اعلنت انها متمسكة بخيار القائمة المشتركة الا انه هنالك تباين بمواقفها وتعاطيها مع اعلان الانشقاق من قبل الطيبي. الجبهة والحزب الشيوعي تحدثوا بثبات ووضوح ضد التعاطي مع منهج الابتزاز وترفعوا بلغتهم دون الالتفات الى الصغائر وتجنبوا تقييم اداء اعضاء المركبات الاخرى واسهامهم بتقوية وتعزيز مكانة القائمة المشتركة او اضعافها مع العلم ان هذه المعلومات موجودة وموثقة. من جهة اخرى فان اكثر الاحزاب (التجمع) التي على صوتها عند انتخاب رئيس لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في اسرائيل مطالبة باستحداث الية انتخابات مباشرة وبديلة عن الاحزاب والحركات السياسية هي الان الاكثر مناكفة لمطلب الطيبي بانتخاب اعضاء القائمة المشتركة مباشرة. يمكن الجزم بحذر ان اكثر المستفيدين من خروج الطيبي من القائمة المشتركة هو التجمع الديمقراطي, بحسب نتائج الانتخابات للسلطات المحلية التي جرت مؤخرا تراجع وتقهقرت نتائجه الى مستويات متدنية في حين ان المرشحين المستقلين الذين حظوا بدعم او اعلنوا عن دعمهم للطيبي يزيدون بكثير عن مؤيدي التجمع والذي عادة ما يتبع نفس الالية بالانتخابات المحلية (دعم مرشحين مستقلين) على العكس من الجبهة والحزب الشيوعي ولحد ما الحركة الاسلامية. الية التوزيع الحالية تعطي للتجمع عددا اكبر من المقاعد مقابل عدد اقل للطيبي وفي حالة بقاء الطيبي او عودته الى القائمة المشتركة فمن المرجح ان يخسر التجمع مقعدا واحدا على الاقل لصالح الطيبي ليعبر بشكل افضل عن توزيع القوة فيما بينهم, لذاك لا عجب ان يكون اعضاء التجمع من اكثر الاطراف بالمشتركة حماسا نحو سد الباب بوجه عودة الطيبي للمشتركة ولكن اذا اتفقت القوى الاخرى فيما بينها على اعادته لن يكون امامهم مبرر الا القبول فهم بوضع لا يحسدون عليه وهم اقل الاحزاب فرصة من ان يذهبوا للانتخابات وحدهم ولا يمكن تصورهم في الوضع الراهن قادرين على جمع ائتلاف بديل يقفون على راسه ويمكنهم من عبور نسبة الحسم المرتفعة. لكن على الاغلب فان اعضاء التجمع سيزيدون من وتيرة وحدة انتقاداتهم للطيبي وسيعكروا اي امكانية لاجواء عمل طبيعية مستقبلا ضمن القائمة المشتركة. اما الخيار الثاني امام التجمع فهو الانسحاب من الانتخابات كلها والاعلان عن مقاطعة "انتخابات الكيان", هنالك تيار داخل التجمع بقيادة اعضاء سابقين من حركة ابناء البلد الذين تركوا حركتهم الام وانضموا لعزمي بشارة حين اسس التجمع ممن يجاهرون باصواتهم ودعوتهم للتجمع لمقاطعة الانتخابات, ولكن كما يبدو ان صوت الطامحين لمقعد بالكنيست من بين اعضاء التجمع لا زالت له الغلبة على صوت دعاة المقاطعة.
اما الحركة الاسلامية فاتبعت وسيلة مسك العصا من الجانبين, مع عودة الطيبي للقائمة المشتركة ومع اشراك الناس باختيار ترتيب المقاعد بحسب الية فصلها مرشحهم الاول د. منصور عباس من خلال بوست على صفحته بالفيسبوك من تاريخ ال 12/1/2019 ولم يوضح هل هذا هو مقترحه الشخصي ام مقترح مقر من قبل مجلس شورة الحركة الاسلامية, دون الخوض بتفاصيل المقترح, وبحكم نفس المنطق يتساءل العامة وبحق, ما هي الاليات التي اتبعتها الحركة الاسلامية والعربية للتغيير لانتخاب مرشحيها؟ الم يكن من المجدي ومن الاوجب ان يمارسوا ما ينادون به لكيفية اشراك الناس في اختيار تركبية المشتركة لانتخاب مرشحيهم وترتيبهم؟ السيناريو المعقول والوحيد لوجود قائمتان بدل قائمة واحدة هو بان يعطي الطيبي المكان الاول لمرشح الحركة الاسلامية بقائمة مشتركة لهما, هل سيقبل الطيبي ان يدفع ثمن مغازلة د. منصور عباس لمقترح فتح باب رئاسة القائمة المشتركة لالية تشبه التي ينادي بها الطيبي؟ وهل سيقدر الطيبي على ان ياتي الحركة الاسلامية "بقميص عثمان" ليعطيهم الحافز والمبرر للخروج من القائمة المشتركة؟ وهل يستبدل الطيبي صهره بمازن غنايم؟ ام يتنازل عنه لصالح التجمع ويبقي على صهره بالمكان الثاني؟ واخيرا ما الذي سيفعله باقي اعضاء فئة النجوم الذين لن يقدر الطيبي على استيعابهم حتى لو جارى دفعهم نحو المضي بقائمة منفصلة فهل هو من السذاجة ليفضلهم على الحركة الاسلامية وباقي الاحزاب ذات الكوادر والفروع وتجربة العمل بيوم الانتخابات؟
الفردانية والعداء للاحزاب الايدولوجية
فاذا عاودنا مقاربة الديناميات والحراكات السياسية فيما بين الفلسطينيين "مواطني اسرائيل" في السنوات الاخيرة مقابل التغييرات التي تواكبهم يمكن ان نلحظ تعالي اصوات الافراد التي لا تنضوي ولا تريد ان تنضوي تحت راية اي حزب وبخاصة الاحزاب المتاصلة وذات المعالم الفكرية الواضحة, ويعلو صوت تلك الافراد في فترات الانتخابات وخاصة البرلمانية وتطالب بحقها بجزء من "غنائم" المشاركة باللعبة السياسية الاسرائيلية, اكثر ما يميز هؤلاء الاشخاص انهم كونوا لنفسهم على مدار عقد او اكثر راس مال اجتماعي من خلال مناصب تقلدوها او وظائف قاموا بها والتي تعد بعينهم وعين العامة مرموقة على غرار ما اصطلح على تسميته بالنخب المعولمة الجديدة , مضاف اليها شهادة اكاديمية وحائط خلف مكتب انيق يزدان بشهادات التقدير والشكر والعرفان, عديد منهم اتٍ من فضاء المجتمع المدني الذي تعززت مكانته ووظائفه منذ مطلع سنوات التسعين من القرن الماضي وقد شكل تحدي وارق لبعض الاحزاب واغتر العديد من نخبه الصاعدة بنفسه لدرجة ان يحل مكان القيادات الحزبية والسياسية القائمة, او يفوقها اهمية, على الاقل على المستوى الاعتباري. ومعظمهم كان على قناعة مع مطلع الالفية الثالثة ان اللحظة مواتية للانتقاص من قيمة الاحزاب وتحييدها وان الاحزاب الايدولوجية تلفظ انفاسها الاخيرة على غرار ما انبأنا به دانيل بيل منذ العام 1950 ,ومتممه فوكوياما الذي اعلن نهاية التاريخ ب 1989.
لكن تشكيل القائمة المشتركة ونجاحها بالانتخابات الاخيرة ب 2015 وتعزيز مكانتها كاقوى صوت معبر عن الفلسطينيين بالداخل (المفروضة عليهم الجنسية الاسرائيلية) نفّسَ بالون الغرور عند العديد منهم, ومن تأفف وتعفف بالماضي عن خوض غمار العمل السياسي من بين النخب اعلاه يلتمسون طريقهم بهذه الايام من اجل محاولة القفز على عربة العضوية بالكنيست من خلال القائمة المشتركة او عن طريق فسخها الى اثنتان. اما الفئة الاخرى من الافراد الطامحين للقب عضو كنيست من خارج الاحزاب هم الشخصيات النجومية (بالمفهوم الضيق لمجتمع الفلسطينيين في الداخل وهوامشه) معظم هذه النجوم لديها شبكات علاقات متشعبة ومتعددة ولا يمكن حصرها بقالب, ونسيج علاقتها ومصالحها المخبأة اكبر من المكشوفة والمعلنة ويتسم معظم افراد هذه الفئة بالشخصية "الهيبريدية Hybrid" (الهجينة) ونجاح بعضهم بالانتخابات لرئاسة السلطات المحلية ب 2018 وبالاخص رئيس بلدية الناصرة (اكبر تجمع للفلسطينيين بالداخل) زاد من تسليط الضوء عليهم مرة اخرى. النهج الذي يجمع عليه اعضاء نادي الافراد او النجوم الفردانيين انه ينبغي على الاحزاب المشاركة باللعبة السياسية الاسرائيلية ان "تتقاسم كعكة الكنيست" معهم والا فانهم سيصدعوا راس الناس من خلال الاعلام التجاري والاصفر والذي بمعظمه يتماها معهم بالهجوم على الاحزاب وضرورة كنسها وكونها فشلت بتحقيق الانجازات العظيمة وانه ان الاوان ان ياخذ الناس زمام الامور لايديهم وانهم من سيحرر الناس من قيود الاحزاب, وانه بسبب انشغال قيادات الاحزاب الممثلة بالكنيست بقضايا وطنية وقضايا الصراع ما بين اسرائيل والعرب وما بين الصهيونية والفلسطينيين ساءت احوال الناس والمواطنين وان هم حلوا مكانهم فان الاولويات ستنقلب وعندها يمكنهم ان يدخلوا المواطنين العرب الصالحين الجنة الموعودة باسرائيل!!
ظاهرة الفردانية تبرر على انها رد على تحجيم دور الفرد وتهميش الذات الفاعلة وتحويلها الى ذات خاملة سلبية ليست أكثر من تابعه لصيرورة الحراك المجتمعي. ويتغيب معها دور النشاط الإنساني المبدع لصالح نشاط دور المؤسسات المجتمعية من الاسرة والفضاء العام والبيئة المحيطة والاعلام والاحزاب، والتي تلعب دوراً سلبياً، غالباً، في تنميط عقول الافراد وبلورتها في إطار محدد وضيق وفقاً لتوجهات الفكر الجمعي (وطني, ايدولوجي...) واستراتيجياته والاجندة الخاصة التي يسعى الى ترسيخها. وكون الاحزاب الايدولوجية بحسب المؤيدين للفردانية هي نمط من تشكيلات مجتمعية والتي من خلالها يتم بلورة الافراد وقولبتهم بنسخ مكررة من بعضهم وتعمل بشكل أساسي على الغاء مفهوم الذاتية وتمييعها وتهميش دورها في الحياة وتحد من التميز والابداع كما عبر عنها ماكس فيبر وبعكس هابرمس الذي لا يرى اي تناقض بين الاثنين (تعزيز الابداع الفردي للصالح العام والمجتمع).
العداء للاحزاب الوطنية الفاعلة بين الفلسطينيين في الداخل ليست بظاهرة جديدة وانما هي منهج اساسي اتبعته الحركة الصهيونية واحزابها ونخبها على مدار عقود لتفرق الوحدة الوطنية والهوية الجماعية للفلسطينيين نقيضة الصهيونية والشاهد الحي على جرائمها وخطرها تجاه الفلسطينيين. استغلت الحركات الصهيونية المتعاقبة هيمنتها على الموارد العامة وفرص العمل وتقديم الخدمات لتطويع الفلسطينيين عامة ومواطني اسرائيل خاصة ودفعهم نحو الفردانية باسم الالتفات الى انفسهم ومصالحهم والتطور والتقدم وتحقيق الذات. ومقابل الانعام عليهم بالحق بالاتحاق بالتعليم الاكاديمي او العمل بوظائف بالقطاع العام او الحصول على حق طبيعي اخر, على الفلسطيني/ العربي الاسرائيلي الجيد ان ينئى بنفسه عن اي مشاركة بعمل او نشاط وطني والابتعاد عن الحركات والاحزاب السياسية المناهضة للصهيونية كشرط لتحسين ظروف معيشته او تحقيقه لطموح مهني او تعليمي. ومن جاد وتفاعل اكثر عن طريق الانخراط بالعمل المباشر لصالح الاحزاب الصهيونية او اجهزة الامن التي تتبعها اغدق عليه الجاه والنفوذ والمال ورغم الكشف المتزايد عن اليد الخفية والخبيثة للصهيونية التي تقف خلف تلك الادوات والدعوات بما يشمل كتاب واكاديميين اسرائيليين الا ان هنالك من لا زال يعتمد على جهل البعض بباطن الامور او ذاكراتهم القصيرة ويستمر بالترويج لمثل كهذا النهج.
بعد انحسار دور وفاعلية الاحزاب الصهيونية بالتاثير المباشر على حياة الفلسطينيين اليومية وجد العديد من اصحاب الفئة الاولى (فئة النأي بالنفس) من الفردانيين الذين وان لم ينخرطوا بالعمل الامني او السياسي المباشر لصالح الاحزاب الصهيونية, باتوا غير ملزمين بتقديم حسن الولاء ولا الطاعة لها, ولكن من جهة اخرى خوفهم الدفين والمتوارث من ان تطالهم يد اسرائيل لا زال يلجمهم ويمنعهم من الانخراط بنشاط مباشر لصالح لاحزاب معادية للصهيونية. والانكى من ذلك قسم لا باس فيه من بينهم اورثوا لابنائهم جيناتهم الانهزامية. جزء يسير من فئة النجوم الفردانيين فيهم كثير من خصائص من يمكن ان ينقلب على مصلحة وطنه ويغلب المصلحة الفردية على الجماعية ومعظمهم سيتوانون عن مواجهة الاجماع الصهيوني حتى ولو امعن بضرب مصالح شعبهم ومقدراته مقابل الفتات على المستوى الفردي متكئين على تبريرات استقلالية الراي. اما اكبر الاخطار من قبل كهذه مجموعة او افراد ان نجحوا بالوصول الى الكنيست من خلال اصوات ناخبي القائمة المشتركة هي ان ينقلبوا عليها, ويعلنوا انفصالهم واستقلالهم باي ذريعة ممكنة وفي سيناريو اخر ممكن ان يدعموا ائتلاف حكومي اسرائيلي او حتى ان ينضموا اليه مقابل الاغداق عليهم بلقب وزير او نائب وزير فلا ضامن ولا رادع لهم ولا الية العمل البرلماني الاسرائيليىة تحد او تمنع ذلك وبحسب القانون فان المقعد يتبع صاحبه ما دام جالسا عليه ومتمسكا به.
في حقبة التسعينات ولاحقا جزء من اقران النجوم الافراد شكل "احزاب هيبريدية" ومنهم من نجح بالوصول الى المقعد المنشود بالكنيست عن طريق حشد جموع الافراد وخاصة ممن تحرر من سطوة الاحزاب الصهيونية وضرورة دعمها وانتخابها متساعدين بسقف نسبة الحسم المنخفضة والتي لم تتجاوز ال 1% بتلك الفترة. اما في الفترة الراهنة فان هذا الخيار (انشاء احزاب هيبريدية جديدة) يبدو اقل شعبية ورواجا, كونه يتطلب بذل جهود ملموسة من اجل انشاء مبنى تنظيمي, وتسجيل الاعضاء وتفعيل للهيئات وكل هذه الانشطة يترتب عليها تفريغ الوقت اللازم, تخصيص للموارد والميزانيات...حيث لا شان ولا اهتمام عند الافراد النجوم بمثل كهذا عناء ومعظمهم باتوا يحبذون الية "الهبوط بالمظلة" دون عناء او شقاء يذكر, مباشرة الى مكان على لائحة ما تضمن لهم مقعد بالكنيست القادمة كالمثل الاشهر من الانتخابات السابقة (2015)وما فعله الاعلامي زهير بهلول والذي لم يضره ان حطت به مظلته خلف الخطوط الوطنية وانضم لقائمة البيت الصهيوني!! ومما رشح للان كما يبدوا ان الانتخابات القادمة ستشهد اعداد اكبر من الهابطين بالمظلات, ابرز الاسماء المتداولة للان هم رئيس بلدية الناصرة الحالي علي سلام ورئيس بلدية سخنين السابق مازن غنايم, وان كان الاول قد حسم امره واعلن انه سينضم للقائمة التي يراسها الطيبي فان الثاني (مازن غنايم) لم يعلن حسمه بعد, ويتنافس على وده واستقطابه كل من قائمة الطيبي وحزب التجمع الذي اسسه عزمي بشارة والذي اغدق المال من قطر على فريق سخنين لكرة القدم حين كان يراسه غنايم بالاضافة الى ذلك فان اعضاء حزب التجمع دعموا باصواتهم واعلامهم وميزانياتهم السيد غنايم في كل الدورات التي ترشح بها لرئاسة بلدية سخنين ولاحقا كرئيس للجنة رؤساء السلطات المحلية العربية. على ما يبدو فانه مع انتهاء موسم الانتقالات الشتوية بعالم كرة القدم سنعرف وجهة السيد غنايم الى اين.
المال والسياسة
قانون الانتخاب الاسرائيلي وقانون الاحزاب فيها ينظم عملية الترشح والمشاركة بالانتخابات ويتيح المجال لكل من تسول له نفسه ان يسجل حزبا وان ينافس في اي انتخابات شرط الالتزام بشروط حد ادنى من عدد المنتسبين ودفع رسوم التسجيل ورفع التقارير لمسجل الاحزاب. من جهة اخرى فانه يضمن للاحزاب حق الحصول على تمويل من الميزانية المرصودة للاحزاب بفترة الانتخابات, اولا للاحزاب التي كان عندها تمثيل سابق بالبرلمان/الكنيست او السلطة المحلية او النقابة المعنية, بحسب مفتاح نسبي يراعي حجم التمثيل السابق ومقابل كل عضو كنيست يحصل الحزب على حوالي 375000-$- لتمويل حملته الانتخابية, ويتيح للاحزاب الجديدة فرصة الحصول على قرض وبحالة نجاحهم يعفوا من تسديده. من جهة اخرى فانه يتيح للاحزاب تجنيد موارد من مصادر مستقلة بشرط الا تتجاوز قيمة كل تبرع مبلغ ال 625-$- لتفادي تاثير اصحاب المصالح الخاصة من التاثير على نتائج الانتخابات. لكن لازالت هنالك فجوات ومساحات رمادية تتيح للاحزاب تجنيد موارد اكبر ولكن ممكن ان تعاقب عليها وتحاكم اذا ما قررت المحكمة ان ذلك منافٍ للقانون. نجح نتنياهو وبراك بالتملص بالماضي من اي تغريم عقب استغلالهم تلك المساحات الرمادية لتجنيد ملايين الدولارات لصالح حملاتهم عندما كانت الانتخابات لرئاسة الحكومة مباشرة (1996 و1999).
اما بالنسبة للقوائم العربية فانها تعتمد بالاساس على الميزانية العامة ورسوم الاعضاء, الا انه وبحسب تقارير ومصادر اسرائيلية فان حزب التجمع جمع وادخل مبالغ طائلة لصالحه من مصادر خارجية (باشارة واضحة الى قطر) قبل انتخابات الكنيست الاخيرة والتي سبقتها وطالبت الشرطة بتقديم لوائح اتهام ضد نوابه الثلاثة مع بداية العام المنصرم. مما لا شك فيه ان الحملات الانتخابية مكلفة وتزداد تكلفة بسبب انحسار العمل التطوعي عند الاعضاء او عدم وجود اعضاء ملتزمين من اصله عند بعض الاحزاب كذلك فان انقطاع الاحزاب عامة والاحزاب النخبوية عن التواصل المباشر والمستمر مع الجمهور يزيد من التكلفة على الاحزاب في فترات الانتخابات, لذلك فمن المرجح ان تلجأ بعض الاحزاب وخاصة النخبوية من اجل تحصيل دعم اضافي من موارد التمويل المتاحة امامها وتلك المعنية بهذا الحزب وبالانتخابات الاسرائيلية. مقابل الادعاء ان للتجمع مصادر تمويل من الخارج من قطر ومن اثرياء عرب مقربين من عزمي بشارة ويعيشون بالغرب, نلامس بالاونة الاخيرة ادعاء شبيه نحو الطيبي وعن نية ممولين خليجيين ووسطاء فلسطينيين على صلة باصحاب تلك الموارد بدعمه ودعم حملته بالانتحابات القادمة. بغض النظر عن مدى صدق تلك الادعاءات وحجم المبالغ المقصودة هنالك حاجة ملحة لتعزيز اليات فصل المال عن السياسة عند الاحزاب والقوائم العربية. سيكون من المعيب ومضر ان تتصدر بعض الاحزاب العربية اخبار شبهات الفساد بعيد الانتخابات القادمة. كيف لاحزاب من رحم شعب يعيش معظم اطفاله تحت خط الفقر ان يتصرف على هذا النحو؟ كيف لاحزاب تتشدق بالوطنية ان تسهم بتعميق الفساد واتباعه؟ ان احد اكبر المخاطر التي تحدق بفلسطيني الداخل هي تفشي الجريمة والعنف الذي يتبعها, فاي قدرة ستبقى عند احزاب وقيادات وطنية ان تقف امامه وتواجه وتحمي الناس ومجتمعها من عالم الاجرام والجريمة اذا هي نفسها شريكة بها؟
خاتمة
القائمة المشتركة بالنسبة للنشطاء السياسين لم ولن تذيب الفوارق الفكرية والاختلافات بالفكر والممارسة فيما بين الاحزاب السياسية وانما هي اداة اخرى لمن قرر المشاركة باللعبة السياسية الاسرائيلية من اجل لجم الصهيونية. نجاح القائمة المشتركة يعني اولا ترسيخ الثوابت والحد من اي اختراق وتطبيع للحركات الصهيونية بين الفلسطينيين واعطاء بديل وطني لمن قرر ان يشارك بالانتخابات الاسرائيلية وفضح ممارسات اسرائيل العنصرية وتعطيل ما يمكن من اذى يمكن ان تسببه للفلسطينيين وانتزاع اكبر قدر من الحقوق دون الخنوع والخضوع. عوامل النجاح الاساسية بالمرة الماضية كانت الوحدة ووجود وجه شاب على راس القائمة, هل تكفي ام لا للمرة الحالية؟ اما السؤال الثاني هل تمتلك الاحزاب الوطنية الاساسية الشجاعة للمضي قدما متحدين ومنفصلين عن الافراد والنجوم؟ وما الضير بوجود قائمتان منفصلتان واحدة للاحزاب واخرى لفئة النجوم؟



#جمال_عثامنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين سوتشي وهافانا ضاعت لحانا


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال عثامنة - الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية القادمة والناخبين الفلسطينيين