أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال عثامنة - ما بين سوتشي وهافانا ضاعت لحانا















المزيد.....

ما بين سوتشي وهافانا ضاعت لحانا


جمال عثامنة

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 14:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




ما أشبه اليوم بالبارحة. ففي عام 1997 شاركت في مهرجان الشباب والطلاب العالمي الرابع عشر وكان الاول بعد انقطاع لثماني سنوات ابان سقوط الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية وكان من اكثر المهرجانات حضورا وفاعلية ونشاطا، رغم امكانات كوبا المتواضعة وبالرغم من الحصار الامريكي المفروض عليها وما سبّب لها من معاناة الا انها احتضنتنا بسخاء وشحن ثوري كما لم نعهد. قبل شهر او اكثر بقليل من افتتاح المهرجان تم العثور على رفات الثائر ملهم الاجيال تشي جيفارا في بوليفيا، فضخ شحنة اضافية من الاجواء المميزة لكوبا فبانت لنا كلها مفعمة بنبض روحه الثائرة واينما حللت صدحت الموسيقى والاغاني الي تتغنى به. وكان الكوبيون يترقبون لحظة بلحظة كما الملايين من احرار العالم نقل رفاته الى كوبا ومن بعد الى محطته الاخيرة بسانتا كلارا ليشكل مع ستة اخرين من رفاقه الضريح والمعلم الابرز لانطلاق الثورة الكوبية وانتصارها، وبعد سنوات من تلك الايام ووقوفنا على درجات جامعة هافانا للاستماع لخطاب فيدل كاسترو ادركنا كم كانت تلك اللحظات تاريخية ومميزة.
كان لي الشرف ان اشارك بالمهرجان كممثل لقطاع الطلاب الجامعيين وقد انتدبت من قبل وفد الحزب والجبهة الى جانب السكرتير العام للشبيبة الشيوعية لاكون عضوا باللجنة التنظيمية للمهرجان. وصلنا حوالي اسبوع قبل موعد افتتاح المهرجان وتوالت الاجتماعات والتحضيرات التي تناولت الفعاليات والندوات وتحديد الـ "بيوت" المناطقية والاتفاق حول الانشطة العامة وكذلك الجولات والزيارات واللقاءات السياسية وغيرها. تماشيا مع البرنامج المخطط، تم توزيع المشاركين على "بيوت" بحسب المنطقة الجغرافية التي قدموا منها، وفيها تلتقي الوفود المختلفة، تنظم فعالياتها الخاصة بها، تعرض قضاياها وكذلك يسهل على من يريد التعرف او الالتقاء بهم ان يبحث عنهم وان يجدهم.

• نحن العشرون مستحيل
في اليوم المحدد لافتتاح " البيوت" انتظمت الوفود كل بحسب منطقته وتوجهت بمسيرات نحو "بيتها" على شكل تظاهرة احتفالية تخللها الغناء والهتاف .قبل وصول وفدنا الى "بيتنا" اعترض الوفد السوري المشارك وكان جله من موفدي حزب البعث (النظام)، على حضورنا كوفد الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة الشيوعية (الاسرائيلية). فأرسلوا لوفدنا رسالة وصلتنا بشكل غير مباشر عن طريق رفيقنا عضو الحزب الشيوعي اللبناني (المندوب الوحيد انذاك عن لبنان) مفادها اننا ضيف غير مرغوب فيه، واننا لا ننتمي الى "بيت الشرق الاوسط" ويتوجب علينا الانتقال الى "بيت اوروبا"!! بعد الصدمة تمالكنا انفسنا وكظمنا غيظنا وتوجهنا مرفوعي الجبهات الى المكان المخصص لنا رغم محاولات الوفد السوري لصدنا، ولقناهم درسا وطنيا وعلمناهم كما غيرهم من قبل وبعد، انه ولا يمكن لاحد ان ينتزع منا هذا الحق، نحن ابناء واحفاد الفلسطينيين المنكوبين، نحن "العشرون مستحيل" الصبار بحلق اسرائيل والصهيونية الزجاج بعيونهم، "نحن نورنا السبيل في لهيب المستحيل، بين نقب وجليل دمنا الحر ينادي" عانينا ما عانيناه وانجزنا ما انجزناه من بقاء وصمود وحافظنا على هويتنا ولغتنا وثقافتنا، بل وابدعنا واضفنا لها كما ونوعا وادبا وشعرا وسياسة ونضال ومقاومة.
كان وفدنا ورفاقنا الانشط بالتحرك والعمل على اطلاع المشاركين من اماكن مختلفة من العالم على قضية شعبنا، عن جرائم الاحتلال ودور الامبريالية العالمية ووكلائها بالمنطقة من الصهيونية والرجعية العربية في المسؤولية عن تشريد شعبنا وتشتيت شمله، عن العدوان المستمر والاستهداف للمنطقة العربية وبالاخص للقوى التقدمية والمناهضة للهيمنة الامبريالية من قبل اسرائيل واذرعها في شرقنا. عملنا على ان تستحوذ القضية الفلسطينية الى جانب قضية الصحراء الغربية المكان المركزي في البيان الختامي للمهرجان. وتنازلنا لصالح وفد الصحراء الغربية لتكون لهم الكلمة الرئيسية في الحفل الاختتامي للمهرجان.وفي نفس الوقت تواصلنا ووطدنا علاقتنا مع وفود الاحزاب الشيوعية في المنطقة العربية، بالاخص العراقي، والتونسي، والليبي ولحد ما مع اللبناني (الذي كنا نفهم خشيته وورعه الدائم من ان يكون لذلك تبعات وعقوبات من قبل السوريين الذين كانوا الى ذلك الوقت بمثابة الحاكم الفعلي للبنان) الى جانب حركات واحزاب ثورية من كل اصقاع الارض.
بالتزامن مع تلك الحقبة والسنين، كان النظام السوري الرسمي الذي اراد وحاول مندوبوه ان يقصونا من "بيت الشرق الاوسط" ونفينا الى اوروبا مشرعا ابوابه لـ "المفكر العربي" (عضو الكنيست الاسرائيلي انذاك) عزمي بشارة ليصول ويجول بدمشق ويلتمس الكثير من "الثوريين والمناضلين والمثقفين" العرب لقاءً يجمعهم معه. وها هم بعد عقدين على طرفي نقيض: بشارة، يتامر على المقاومة التي احتضنته (ودفعت له كما يتردد مبالغ لا بأس بها) ويعمل كل جهده من اجل إسقاط الدولة السورية وتفتيت سوريا وليبيا وغيرهما من دول عربية، متحالفا ومؤتلفا مع اكثر القوى الرجعية العربية بؤسا وخبثا وعنفا. وبالمقابل الشيوعيون "الاسرائيليون" كانوا ولا زالوا القوة الاولى التي وقفت منذ اليوم الاول ضد المؤامرة على سوريا كما وقفت دائما بالمرصاد ضد المشروع الصهيوني والرجعي العربي والامبريالي الذي يعمل عل تفتيت المنطقة العربية واخضاع جبهة الممانعة والمقاومة العربية دون ان يطلب ودا ولا جاها ولا مقابل ولا يمن بموقفه على احد لانه نابع من فهمه وادراكه وخطه السياسي المتين والممتد لعشرات السنين والذي صمد وناضل ويناضل امام اعتى قوى الهيمنة بطشا (الصهيونية) يوميا دون كلل او ملل. وكان ولا زال عنده من المرونة والقدرة على التحديث واستيعاب القادم كمنهج اشتركية ماركس وانجلز حصنته وحمته حين هوت احزاب شقيقة انظمة ودول عظمى بسبب الجمود الذي اصاب نهجها واشتراكيتها. وان شابه خطا هنا واخر هناك الا انه لم يرتكب معصية ولا خطيئة ولم يشترك لا بمؤامرة ولا بمقامرة سياسية ارضاء لاهواء قيادة من بينه او مؤتمرا بأوامر تملى عليه.

• انحرافات سوتشي
وفي هذه الايام ينعقد المهرجان التاسع عشر بمدينة سوتشي بروسيا، ولكن بروح واجواء بعيدة عما اتفق عليه في بيانه التاسيسي ويختلف عما تم التعارف عليه على مدار العشرات من السنين كونه المنبر التقدمي والداعم الابرز لقيم العدل والتحرر الوطني والانعتاق من الارتباط المباشر وغير المباشر من الامبريالية العالمية واقطابها وتجلياتها الكونية، حيث قررت اللجنة المنظمة للمهرجان (التي يسيطر عليها اقطاب الحزب الحاكم بروسيا) دعوة وفود من احزاب سياسية صهيونية وامبريالية اسرائيلية، على نقيض من الاهداف المرجوة للمهرجان ومبادئه ومنافيا للعرف السائد باقتصار المشاركة من داخل (اسرائيل) بالاساس على مندوبين عن الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية بالاضافة لفعاليات وحركات سياسية تقدمية مناهضة للصهيونية والتي تلتقي مع مبادىء وقيم المهرجان. الحزب والشبيبة الشيوعية (الاسرائيلية) كانوا اول من تنبهوا الى هذا التجاوز من قبل رعاة المهرجان وادركوا المنزلق الخطير الذي يترتب عليه، وبصفتهم احد الاعضاء المؤسسين للمهرجان حاولوا من خلال التواصل مع رفاقنا بالحزب الشيوعي الروسي ثني الحكومة الروسية عن دعوتها لوفود احزاب صهيونية وعندما لم يفلح الامر ارسلوا كتابا الى اللجنة المنظمة بضع اسابيع قبل انعقاد المهرجان ونشروه على الملأ مطالبين بسحب الدعوات التي وجهوها الى الاحزاب الصهيونية للمشاركة بالمهرجان ولكن تلك الخطوة لم تغير بالنتيجة كثيرا انما بالشكل، ووجهة الدعوة لتلك الجهات للمشاركة بالمهرجان من قبل السفارة الروسية بتل ابيب استعاضة عن الدعوة من قبل اللجنة التنظيمية!
الجدل والنقاش الذي يدور حول مهرجان الشباب الديمقراطي العالمي المنعقد بهذه الاثناء بسوتشي في روسيا، وبالأخص ما يدور بين الوفود العربية والتقدمية المشاركة في المهرجان وبالاخص عن اثر قرار اللجنة المنظمة للمهرجان دعوة احزاب صهيونية ويمينية هو حيوي وضروري، بل انه الحدث الاهم بمثل هذا الظرف، ويمكن ان يشكل رافعة نحو التفكير المشترك "ما العمل" لاستنهاض الهمم والنشاط والمبادرة ولكي لا تقتصر نشاطاتنا على ردود الافعال بل لنصنع التغيير الذي نريد. وبداية علينا جميعا ابناء هذا الطريق ورفاقه واصدقائه الكثر الكف عن تشتيت شمل الصف الواحد، التوقف عن امتحان الواحد الآخروالاشارة بأصابع الاتهام بعضنا لبعض.
لقد ثبت للمرة الالف ان مواقفنا، وتحليلنا، ورؤيتنا لمستقبلنا ومستقبل منطقتنا بالاخص والعالم عامة متطابقة الى حد بعيد. اختلافاتنا وخضوصياتنا ثانوية ونعذر بها بعضنا البعض كم فعل من قبلنا الآباء المؤسسون (كما ورد في مقدمة البيان الشيوعي النسخة الالمانية، فان ماركس وانجلز كتبا: ...ان التطبيق العملي للمبادىء سيعتمد دائما وفي كل مكان على الظروف التاريخية المحددة لكل مكان...وفي مكان اخر اورد الاثنان المثال عن انتقال الادبيات الاشتراكية والشيوعية الفرنسية الى المانيا واختلاف تاثيرها هناك عن تاثيرها بالوطن الام ...حيث لم تنتقل معها الظروف الاجتماعية الفرنسية ولدى احتكاكها بالظروف الاجتماعية الالمانية فقدت كل اهمية عملية لها...)، فلا يعقل رغم كم التجارب والتحديات التي تواجهنا في مجتمعاتنا وبلداننا ومنطقتنا سياسيا وامنيا واقتصاديا ان نجتهد في اضعاف بعضنا البعض. لنعطي ولنوفر لرفاقانا جوا وحاضرا مفعم بالامل لنكمل المشوار نحو غد افضل لنا جميعا.

(القدس)



#جمال_عثامنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال عثامنة - ما بين سوتشي وهافانا ضاعت لحانا