أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - 4الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 4 -















المزيد.....

4الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 4 -


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 6113 - 2019 / 1 / 13 - 23:45
المحور: الطب , والعلوم
    


الأوميين * نموذجاً
ميتافيزياء الأوميين علم من أصعب العلوم وأعقدها، وهو غير الميتافيزيقيا البشرية ذات المضامين الدينية الثيولوجية . فتعريف هذه الأخيرة عند البشر هو " مابعد الطبيعة" بينما عند الأوميين فإن مفهوم " الميتافيزياء" يعني " ما فوق الفيزياء" أو الفيزياء التي لم تخضع بعد للاختبار التجريبي والمختبري لكنها علم من العلوم التي تدرس في الجامعات عندهم. ويمكننا أن نقرب الفكرة ونعتبر ، على سبيل المثال" إن نظرية " الأوتار الفائقة" نوعاً من أنواع الميتافيزياء البشرية. علم الكونيات البشرية مؤطر بين النسبية العامة لآينشتين وفيزياء الكموم أو الكوانتوم، بين اللامتناهي في الكبر واللامتناهي في الصغر. بين الميكروسكوبيك والماكروسكوبيك، ولكن كيف يمكننا أن نتحدث عن طبيعة تحتمجهرية أو ما دون الذرية للفضاء أو المكان أو للزمكان؟ ولكن هناك دائماً حدود للمادة تحدد بـ " طول بلانك" و " زمن بلانك" اللذان يعتبران أصغر وحدات قياسية للمادة التي يعرفها البشر. فهناك في الكون المرئي جسيمات عديمة الحجم في حين أن للأوتار ، وهي أصغر الوحدات النظرية الافتراضية في فيزياء الجسيمات، أحجاماً متنوعة وهناك جسيمات بدون كتل وجسيمات ذوات كتل، وهناك جسيمات " رسل" أو حاملة للكتلة كالبوزونات الخ... فما أن نصل إلى مقياس أو إطار أدنى من " بلانك" مكانياً وزمانياً ، حتى تتوقف قوانين الفيزياء ولن تعد صالحة أو قابلة للتطبيق، وهذا هو مجال الميتافيزياء. بعبارة أخرى يصل مفهوم المكان والزمن أو الزمكان في اللامتناهي في الصغر وبحدة إلى نهاية مادية معلومة هي " أبعاد بلانك" فلا يوجد شيء أصغر وأقصر من مكان وزمن بلانك أو ما هو أكبر من كتلة بلانك في الفيزياء العادية . بعض العلماء اقترح ، في إطار" الميتافيزياء" البشرية إحتمال ألا يفقد المكان والزمن معنيهما في المستويات دون المجهرية أو دون الذرية وبالذات فيما يتعدى أبعاد " بلانك" الزمكانية بل يتحولان إلى مفاهيم مجردة أكثر جوهرية عندها لن يكون محظوراً التفكير بإمكانية " ولو من الناحية النظرية " ، بإمكانية الولوج إلى ما هو أصغر مكانياً وأقل زمانياً من حدود " بلانك " القصوى كل ما في الأمر ينطوي ذلك على سعي العلماء للتعرف على " المفاهيم" الأكثر جوهرية التي " يتحول إليها الفضاء أو المكان والزمن عند الحدود التي تتجاوز إطار أو مستويات "بلانك" . وتعميق المعرفة في فهم وإدراك واستيعاب التركيبة الكمومية أو الكوانتية للمادة والقوى الأخرى الجوهرية ما عدا الجاذبية أو الثقالة ، أي ما يتجاوز " النموج المعياري لفيزياء الجسيمات الأولية. وينتظر العلماء بشغف اكتشاف جسيمات ومكونات أصغر من الكواركات، بل وأصغر حتى من الأوتار واكتشاف الجسيم الأولي الحامل للجاذبية وهو " الغرافيتون". والحال أن الميتافيزياء تبحث في :" لماذا تحمل الجسيمات الأولية ، المكتشفة والخفية التي لم تكتشف بعد، تلك الخواص أو الخصائص والسمات التي تسمح بحصول التفاعلات والعمليات النووية ومادون النووية مما سمح بتشكل الكواكب والنجوم والمجرات والحياة؟.
ويدرس علماء نظرية الأوتار الفائقة، بطريقة الميتافيزياء، نمط وتغير وتنوع الاهتزازات والفتلات أو الدورانات الذاتية المغزلية الــ spin والذبذبات التي تقوم بها الأوتار لخلق جسيمات أولية في حين أنهم لم يروها أو يلموسها وإنما فقط من خلال الحسابات والمعادلات الرياضياتية. ويأمل علماء نظرية الأوتار الفائقة أن تصل نظريتهم إلى أبعد من الخطوط العريضة لخواص الكون المرئي وتفسرها بالتفصيل واكتشاف الأبعاد المكانية الأخرى العشرة زائد بعد الزمان لتصبح أحد عشر بعداً وهم لايعرفون منها سوى ثلاثة أبعاد مكانية في الفيزياء العادية وهي الطول والعرض والارتفاع إلى جانب البعد الرابع الزمن، وهذه هي الميتافيزياء بعينها.
إن ميتافيزياء الأوميين تتعامل مع علوم أخرى متعددة غير الفيزياء وعلم الكون ، مثلما هو حال الميتافيزيقيا البشرية التي قادت إلى صراع بين العلم والدين، وإن الأديان تستند إلى خاصية الإيمان والاعتقاد وتصديق النصوص المنزلة حتى لو تضمنت تناقضات أو معلومات منافية للعقل والعلم وقوانين الطبيعة لا لشيء إلا لأنهم يعتقدون أن مصدرها رباني إلهي، في حين تقوم العلوم التجريبية بعرض الأدلة العلمية والبراهين المختبرية لذلك لايرتاح رجال الدين والمؤسسات الدينية التقليدية عندما يطالبون بتقديم الأدلة والبراهين على صحة ما جاء في نصوصهم المقدسة، فعندما اعترض عليهم جيوردانو برونو أحرقوه حياً لأنه تجرأ على تحدي الكنيسة الكاثوليكية ومحاكم التفتيش. فللعلم مجال هو مجال المعرفة القابل للطعن والمراجعة وللدين مجال هو الإيمان والاعتقاد بلا نقاش. من هنا أبعدت الميتافيزيقيا عن حقول ومجالات وأطر البحث العلمي لأن الميتافيزيقيا البشرية تتضمن كل شيء غث وسمين من معجزات وأرواح وأشباح وارتفاعات في الهواء والسير على الماء وخرق قوانين الطبيعة والتخاطر والطاولات الدائرية لاستحضار الأرواح والآلهة والله والشياطين والجحيم والفردوس ويوم القيامة والعقاب والثواب ، وبالتالي بات مفهوماً أن العلم العقلاني والمادي لا يمكن أن يلوث يديه بمثل هذه الخرافات والخزعبلات. ولكن الرفض المطلق لكل هذا العالم الغريب ليس موقفاً علمياً . ولنبدأ من تعريف البشر للميتافيزيقيا التي هي " كل ما هو " ما وراء الفيزياء أو ما بعد الطبيعة au-delà du physique والحال إن العلم لا يدرس إلا ماهو مرئي مرصود وملموس وقابل للقياس والحساب ، أي كل ما هو فيزيائي. الأمر يختلف عند الأوميين بما لديهم من أجهزة وتقنيات متطورة جداً وعلم متقدم أقدم منا بخمسة مليون سنة، سمحت لهم في سبر أغوار عوالم تقع في نطاق الميتافيزيقيا عند البشر لكنها تقع في نطاق الميتافيزياء عندهم ، أي هي علم من العلوم. فليس كل ما هو ليس بمادي غير موجود بالضرورة بل يجب أن يخضع لبحث وتقصي واستكشاف معمق كمجال النفس والروح والوعي واللاوعي والذكاء وآلية التفاعلات الدماغية ومفاهيم كالقدر والجبر وحرية الاختيار libre arbitre الخ.. فالإنسان، بكل مكوناته، هو آلة معقدة جداً ومتقنة الصنع و لايمكن تجاهل هذه الحقيقة ، إلا أن البشر ينفقون بسخاء في مجال الأبحاث والتجارب لصنع أسلحة فتاكة ومدمرة ولا ينفقون أي شيء لدراسة الروح البشرية علمياً.
لقد اكتشف الأوميون أن الكون المرئي مكون من عدة مكونات منها المادة والطاقة، المرئية منها والسوداء أو المظلمة ومن المادة المضادة ومن مادة أخرى يجهلها البشر ويسمونها الروح أو النفس. فهناك روح جمعية منتشرة في كافة أرجاء الكون المرئي ومكونة من جسيمات أولية " روحية" غير مرئية تتمتع بمزايا خاصة، وكل جسيم منها يتفاعل مع الغلاف المادي لأي جسد أو كائن حي، وهي لاتموت كما تموت المادة بل ترجع للاندماج بالروح الكلية أو الجمعية عندما يموت الجسد المادي . وبالتالي أخرج الأوميون مفهوم الروح من دهاليز الدين والثيولوجيا الغيبية وأدخلوه في رحاب العلم والتجارب العلمية وعالم المعرفة.
فليس كل ما يتعدى الفيزياء هو بالضرورة يتعدى العلم. لقد تمكن الأوميون من إجراء المصالحة بين الفيزياء والميتافيزياء وتغلغلوا علمياً داخل المناطق الممنوعة وعثروا مختبرياً على عدد من الكيانات الميتافيزيائية كجسيمات الروح الجمعية، ما أتاح لهم تحديد وظيفة ودور الإنسان في الكون المرئي ، والمقصود هنا الإنسان في كل مكان في الكون المرئي وليس فقط على الأرض ، فهناك أكثر من 20 مليار كوكب مأهول قابل للسكن ولنشوء الحياة فوقه بدرجات متفاوتة من التطور في مجرتنا درب التبانة وحدها حسب آخر إحصاءات وتقديرات العلماء في نهاية عام 2016، وهناك بالتأكيد مليارات المليارات من الكواكب في باقي المجرات في الكون المرئي، فالعلم صار يتقبل ويؤمن بفكرة وجود حياة خارج الأرض في الفضاء الخارجي وتجرى التجارب والمحاولات حثيثاً للعثور على آثر لحياة ما سواء في نظامنا الشمسي أم خارجه على كواكب أخرى.
يتبع



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 3 -
- الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 2 -
- وحدة الوجود وحقيقة الكون المتسامي 1
- الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية
- التساؤلات الوجودية الكبيرة – 3 -
- التساؤلات الوجودية الكبيرة – 2 -
- التساؤلات الوجودية الكبيرة – 1 -
- العقل البشري بين الممكن والمستحيل بين العلم والخرافة
- هل آن الأوان لفتح صفحة جديدة في سجل السياسة العراقية؟
- قراءة في كتاب داعش حكاية مسخ أو افسلام السياسي من المنبع إلى ...
- مع قيس الزبيدي : عودة إلى السينما البديلة
- الله محمد القرآن رؤية إستشراقية
- نظام الزمن : L’ordre du Temps – 2 -
- عراق أمام مفترق طرق وربما منحدر خطير
- هل هناك حقيقة قاطعة عن أصل الكون المرئي؟ - 1 -
- صدور كتابين للباحث والكاتب جواد بشارة في بغداد
- نظام الزمن
- سياسة دونالد ترامب الخارجية ترتد عليه
- عراق الأفق المسدود؟ المفارقات والفوضى الدائمة
- الله والكون بين العلم والفلسفة والدين – 1 -


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة الفجر الجزائرية على الأقمار الصناعية ...
- “أمتع قنوات الطبيعة“ تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 نايل ...
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي حول عدم نشر الأسلحة النوو ...
- موسكو: رفضنا المشروع الأمريكي حول منع نشر أسلحة الدمار الشام ...
- موسكو: نريد فرض حظر شامل على نشر الأسلحة في الفضاء
- روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول ...
- الديوان الملكي يُعلن مغادرة الملك سلمان المستشفى بعد إكمال ا ...
- طريقة عمل الآيس كريم في المنزل مثلجات صيفية بمذاق الفاكهة ال ...
- واتساب تختبر خاصية لنقل الملفات دون الحاجة إلى اتصال بالإنتر ...
- العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان على مواجهة مخاوفهم


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - 4الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 4 -