أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الصالح - العصر الإسرائيلي














المزيد.....

العصر الإسرائيلي


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 6112 - 2019 / 1 / 12 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العصر الإسرائيلي
لا ادعي ان دانكو رئيس البرلمان السلوفاكي هو صديقي ولكنني اعرفه، ولقد اعتدنا ان نلتقي بين الفينة والأخرى مع مجموعة من السياسيين والمثقفين السلوفاك في مطعم خارج العاصمة، وكنا نتناول الطعام ونتحدث في أمور سياسية وثقافية محلية ودولية. كان دانكو نائبا لرئيس الحزب القومي السلوفاكي ومن ثم أصبح رئيسا للحزب. الحزب القومي السلوفاكي كان حزبا عريقا قبل العهد الاشتراكي ولقد جرى تجميده في ذلك العهد واعيد تأسيسه بعد سقوط النظام الاشتراكي على يد بعض الشباب السلوفاك ولقد كان معظمهم أصدقاء لي . وقف الحزب منذ تأسيسه مع قضايانا وخاصة مع قضية الشعب الفلسطيني.
عندما أصبح دانكو رئيسا للبرلمان السلوفاكي انقطعت علاقتي به كما انقطعت علاقته مع أعضاء مجموعتنا وبدأت مواقفه السياسية تتغير، خارج الحزب وداخله حيث قام بطرد مجموعة من خيرة أعضاء الحزب. ولقد انكشفت حقيقته أثناء زيارته لإسرائيل.
قام دانكو بزيارة إسرائيل في شهر يوليو من العام الماضي وكعادة كل من زار إسرائيل من المسؤولين الأوربيين، وضع الطاقية اليهودية على رأسه وزار حائط المبكى وقام بتقبيل حجر الحائط. ولقد تجاوز دانكو كل العادات الدبلوماسية حين زار الكنيست الإسرائيلي، حيث انحنى امام العلم الإسرائيلي وقبله. ولقد كانت كلمته في الكنيست مفاجئة لكل من عرفه، حيث اطال في مديح إسرائيل والمجتمع الإسرائيل واصفا إسرائيل بواحة الديموقراطية التي تعتبر رمزا ومثالا يحتذى به، ولم يعر أي اهتمام لمقتل أكثر من ستين فلسطينيا في غزة الذين قتلوا أثناء زيارته على يد القوات الإسرائيلية. ولقد انتقد ما سماه العداء لإسرائيل واليهودية ووعد الكنيست بأنه بعد عودته إلى سلوفاكيا سيقدم للبرلمان السلوفاكي مشروع قانون يحرم انتقاد إسرائيل والعداء للسامية.
صدق دانكو وعده وعندما عاد إلى سلوفاكيا قدم للبرلمان مشروع قانون لمحاربة أعداء السامية ونص القانون على معاقبة كل من ينتقد إسرائيل ويطالب بمقاطعتها ومقاطعة بضائعها وكل من ينتقد اليهودية ويشكك بالهولوكوست. مشروع القانون بجميع فقراته أعلن العداء لحرية الرأي والديموقراطية التي تغنت بها أوروبا منذ أعوام. لقد وافق البرلمان على مشروع القانون بدون أي تغيير، مع ان مجموعة كبيرة من المثقفين السلوفاك من كتاب وصحفيين قد رفعوا إلى البرلمان عريضة تطالب أعضاء البرلمان برفض مشروع دانكو ولم يعارضه إلا نواب الحزب القومي اليميني، أما اليساريون فلقد تغيبوا عن حضور الجلسة ولم يتجرؤوا أن يقفوا ضد القانون. ومخالفا لكل عرف دبلوماسي حضر السفير الإسرائيلي جلسة البرلمان وقام وشكر دانكو على مشروعه وشكر البرلمان على موافقته على المشروع.
هناك انتشار مسعور في أوروبا لمثل هذه القوانين. يمكنك ان تشتم الإسلام والمسلمين ويمكنك من تحت قبة البرلمان أن تشتم نبي المسلمين وأن تصفه بأبشع الأوصاف، يمكنك أن تشتم العرب أو الروس أواهل الواق الواق، ولكن لا يسمح لك بمس اليهودية والصهيونية وإسرائيل ومسهم يعرضك للسجن.
قبل خروج القانون قدمت للناشر الذي نشر جميع كتبي باللغة السلوفاكية والتشيكية كتابا جديدا كتبته بناء على طلبه وبناء على طلب القراء وهو بعنوان" حكاية الشعب الفلسطيني" ولقد جاءني أمس وهو يعتذر عن نشر الكتاب بعد صدور قانون دانكو، قانون معاداة السامية. لقد ماتت الديموقراطية وحرية الرأي في أوروبا وانتقلنا إلى عصر جديد هو العصر الإسرائيلي.

نضال الصالح



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال الذي لم أجد له جوابا.
- الإنسانية في النظام الاشتراكي مقابل النظام الرأسمالي، تجربة ...
- رسالة إلى الله
- كيف عادت كاتكا من الموت
- اللص الفاشل
- خلافة إسلامية ام قبلية عصبية وصراعا على الملك والسلطان
- الديموقراطية الأوربية ماتت ودفنت
- التوراة : الخيال الأدبي في خدمة اللاهوت والسياسة
- الدولة تأكل أولادها، من علامات النزع الأخير للنظام الاشتراكي
- الأعراض المرضية السعودية
- علم بصمة النص وإمكانية تطبيقه على النص القرآني:
- مهمة فاشلة
- المسلمون في أوروبا
- لماذا انقطعت عن الكتابة
- الجد و الحفيد
- حرق القرآن الكريم
- السياسة بين النظرية والتطبيق
- داعش وأخواتها لم تأتيا من فراغ, بل هما نتاج فكر مزروع في وعي ...
- فتوى الإنقاذ
- الضفدع


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الصالح - العصر الإسرائيلي