أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - المهمة المتعذرة للأزهر














المزيد.....

المهمة المتعذرة للأزهر


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 02:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أستغرب الصيغة المتعالية التي تحدث بها شيخ الأزهر في كنيسة العاصمة الإدارية, فالأزهر مثله مثل كل كهنة الاسلام الموجودين علي الساحة, لا يستطيع أن يسلك طريقا سوي ما رسمه القدماء, فتلك هي عقيدته التي قام عليها, ومنهجه الوحيد هو وكل المنشآت الدينية الاسلامية الأخري في العالم, بل أن يأتي بتفسير أو إجتهاد أو رأي مخالف لما هو موجود بالفعل منذ مئات السنين هو ضرب من ضروب الخيال, ولا عجب أن يكون حديث الشيخ عن (دولة الإسلام) في القرن الواحد والعشرين, فكلهم لا يستطيعون أن يفهموا معني الدولة المدنية الحديثة القائمة علي الدستور والقانون والمواطنة المتساوية بين الجميع, فهي لم ترد في تراثهم وكتبهم ومنقولاتهم.

من ضروب الخيال أن يخرج علينا الأزهر محرما جهاد الطلب, أو رافضا لتكفير غير المسلمين, أو موافقا لتساوي المرأة والرجل في الميراث, أو ممانعا لتعدد الزوجات, أو الطلاق الشفهي ... الي آخر تلك القضايا الذي فرضها الواقع الجديد, وظروف الزمان والمكان, المختلف كليا عن ظروف بدء الرسالة والقرون الأولي لها.

الصعب في الأمر أن الأزهر وكل المؤسسات الدينية التي حملت الراية طوال القرون السابقة دون إجتهاد أو تطوير, قد أفرغت هذا الفكر المتجمد في عقول العامة حتي استقر وجدانهم لمئات السنين علي مفاهيم وقواعد يصعب الفكاك منها.
وكما انتفض الجميع رافضين لتساوي المرأة والرجل في الميراث الذي اقترحته تونس, سيثور العامة قبل رجال الدين عند كل محاولة لتغيير المفاهيم واقتراح مفاهيم جديدة.

الأمر جد صعب ولكنه ليس مستحيلا, ويحتاج الي زرع فكر جديد في عقول الناس أولا, يتناول النصوص كافة في إطارها التاريخي حيث لعب المكان والزمان والظروف البيئية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعادات والتقاليد والموروثات, ومحدودية العلم والثقافة والتطور, وكلها عوامل لعبت دورا كبيرا في طبيعة النصوص الفقهية, وما انطوت عليه من تعاليم خاطبت فئة معينة من الناس, انتهت واندثرت وانتهي عالمهم وحل مكانها عالم جديد لا يشبههم في شيء, عالم أصبح لديه معطيات زمانية ومكانية مختلفة أكثر تطورا وعلما وحضارة.

أطرح هنا مثالا يجدر أن نبحثه بدقة, هل مهمة الدعوة للإسلام بين الناس هي مهمة صالحة لهذا الزمان؟ بعد أن استقرت البشرية واستقرت المعتقدات وانفتح العالم علي بعضه وصار كقرية صغيرة واصبح ما يمكن أن يقال علي لسان الداعين تستطيع بضغطة علي الكومبيوتر أن تقرأ كل ما يتصل بدعوة الإسلام؟ ولك ان تقرر ما تعتقد, واذا كان الأمر كذلك ما هي الحاجة لأن تكون الدعوة هي المهمة الأولي للمؤسسات الدينية.

وبالمثل ماذا لو تأخر نزول الرسالة (فرضا) الي العام 2000 مثلا هل كانت النصوص ستأخذ نفس شكلها وستحمل نفس المفاهيم والأفكار؟.

اذن فالقصد الأسمي من الدين وهو اعلاء القيم الكبري من الحق والخير والجمال وما تفرع منها وتنظيم المعاملات والعبادات, لا يرتبط بزمن معين ولا مكان محدد وهو ما يجب أن يحوز اهتمامنا في النصوص التي تقود الي خير البشرية وارتقائها.
وما عداها من مفاهيم وتفاسير علينا أن نتعامل معها بمنطلق صلاحيتها وعدم صلاحيتها للظروف الآنية, علي أن تكون عملية ديناميكية مستمرة مع التطور الزمني والحضاري, وهي مهمة للمفكرين قبل الأزهريين وكهنة الدين في عمومهم.
هذا ما يتعذر علي الأزهر أن يقوم به وبالتالي فهي مهمة مستحيلة بالنسبة له.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الدور السعودي في المنطقة
- تاريخ السياسة السعودية مع مصر
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح
- هل حقا لا كهنوت في الإسلام؟
- أي استنارة وأي وسطية في الأزهر؟
- الإسلام السياسي
- الفجوة بين الأديان والعلم تزداد إتساعا
- المعركة الخاسرة للأساطير
- الحب.. خطأ لغوي
- المشروع القومي وليس البطل القومي
- بالعقل يا فضيلة الإمام
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح مفاهيم تحتاج للتدقيق
- جمهورية مصر المصرية
- شيخ الأزهر لا يرغب في التجديد
- الناس علي دين ملوكهم
- كونوا رجالا بحق
- لتجارة المغشوشة
- تزوير التاريخ
- العبرة لا بعموم اللفظ ولا بخصوص السبب
- كيف أكون نفسي


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - المهمة المتعذرة للأزهر