أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - ما الجدوى من عودة العرب للشام؟














المزيد.....

ما الجدوى من عودة العرب للشام؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 15:27
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ما الجدوى من عودة العرب للشام؟
تتهاطل اليوم على سوريا جملة من العروض "الدبلوماسية" السخية، لإعادة العلاقات المقطوعة منذ سبع سنوات تقريباً معها، كان أهمها دولتا الإمارات والبحرين، بعدما تأكد ولاح بالأفق بقاء واستمرار "النظام"، وبعدما تيقن الجميع من العجز التام عن إسقاطه لاعتبارات جيوسياسية ولوجيستية كثيرة أهمها الدعم اللامحدود من الحليف الروسي، وتقع العلاقة الإستراتيجية الوثيقة مع واحدة من أهم القوى الإقليمية الصاعدة اليوم، في سماء المنطقة، وهي إيران، في صلب تلك الاعتبارات، بالتزامن مع ضعف وتضعضع وشبه انهيار لمنظومة العدوان، الذي بلغ ذروته مع إعلان الانسحاب "الهروب" الأمريكي من سوريا، وترك القوى المتصارعة التي جلبتها، مرتبكة تائهة وحائرة، تقلع أشواكها بأظافرها.
خذل العرب سوريا، أيما خذلان، في محنتها القائمة، وتحولوا لخنجر وسكين سامة في ظهر سوريا والسوريين، عموماً، ولا ينفع، ها هنا، النبش بالماضي ونكء الجراح الساخنة، قدر ما تتطلب الحالة الاتعاظ، واستخلاص العبر، كي لا نجتر ذات الكوارث والمآسي بالقادم من الأيام، مع بروز جملة من الأسئلة من قبيل ما الذي تغير مع هؤلاء العرب سواء على صعيد دولهم بشكل منفرد، أم على صعيد جامعتهم العربية على نحو جامعي؟ وهل أصبحت هذه الدول مستقلة و"شورها من رأسها" كما يقال، أم لا تزال دولاً وظيفية خدمية تسدي الخدمات الإستراتيجية الجليلة للولايات المتحدة وإسرائيل حسب الخطاب "المقاوم" ذات نفسه؟
والأهم، ما الفائدة من فتح ما تسمى بسفارات الدول العربية في سوريا، في سوريا إذا كانت هذه الدول المسماة بالعربية لا تسمح بدخول سوري واحد إليها، ولا تمنح فيزا إلا لكل طويل عمر، وطوال فترة الحرب الظالمة والجائرة على سوريا، وخاصة منظومة مشيخات الخليج الفارسي، والتي كان لهذه المنظومة المشيخية اليد الطولى في تأجيجها وتسعيرها، ونفخ النار في كيرها، ودعمها بالمليارات النفطية وحقن جبهاتها الملتهبة بالمرتزقة الإرهابيين القتلة المأجورين من كل دول العالم للانقضاض على الفريسة و"الصيدة"، ناهيكم عن التحريض الطائفي والمذهبي الإعلامي الخبيث، بإمبراطورياتها الإعلامية، الذي تولته هذه المنظومة، على مدار الساعة، والذي ما زال مستمراً حتى اللحظة في تلك المنابر والأبواق، ورفضها فتح حدودها واستقبال أي لاجئ وفار من لظى تلك الحرب التي أشعلوها، وفوق ذلك كلها تعاملها بعنصرية وفوقية مع المواطن السوري، وبما يشبه الممارسات العبودية، وفرض الكثير من إجراءات القهر والظلم والإذلال بحقه كوجود كفيل محلي يبتزه بطرق مختلفة كشرط لدخول تلك البلدان وحتى لزيارتها أو العمل والإقامة فيها، رغم أن حق السفر والإقامة والعمل مكفول بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي تتنكر له تلك المنظومة، ورفضها بالمطلق منح الجنسية له مهما أقام هناك، أو تمتعه بأي من حقوق الإقامة الأخرى كالزواج والتملك وإدارة المشاريع الخاصة، والأهم تلك الممارسة العنصرية المهينة والمذلة للسوري وهي كما أسلفنا اشتراط وجود "الكفيل"، وهو غير موجود حتى عند "الكفار" والمشركين الإمبرياليين الكبار، ولا حتى بإسرائيل التي يطنطن الإعلام المقاوم بعنصريتها وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وهذا أمر جائر، مجحف ومهين للكرامة الشخصية والهوية الوطنية السورية الذي لا يجب على الحكومة الوطنية السورية التي تمثل مصالح وكرامة كل سوري أن تقبل به، وأن تفرض مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول صاحبة العلاقة وتعاملها وفق قوانينها، وهو مبدأ معمول به في كل دول العالم تقريباً.
إن تعزيز التحالف مع الأصدقاء لأبعد الحدود وخاصة الذين وقفوا مع سوريا، ولا سيما جمهورية روسيا الاتحادية، والانضمام للاتحاد الروسي، ورابطة الدول المستقلة، هو أنجع وأكثر فائدة و"رسملة" من العودة للمربع القديم وهو التعويل على العرب وجامعتهم في أي تحول وأفق وإنجاز، وغسل ونفض اليد تماماً، وكلياً، من أولئك الذين غدروا بسوريا وشعبها وتنكروا لها بأحلك الظروف وأمرّ الأوقات.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الرد على شبه التكفيري ابن بوداييه الذي يتقمص دور ربه البد ...
- بوداي وأدونيس كمجرمي حرب كبار
- العروبة والصهيونية وجهان لعملة الاحتلال والاستعمار
- هل السوريون عرب؟ هل أنت عربي؟ المنطقة بين العرب والمستعربين
- سوريا: أم الهزائم وخرافة الانتصارات؟
- هلا بالخميس: كيف أصبحتم أقل من العبيد؟
- سوريا: الفاشية والعنصرية والتمييز الأغرب بالتاريخ
- سوريا: الدولة، الحكومة النظام
- لماذا المقاومة ملعونة ومذمونة ومحرّمة وحرام؟
- كأنك يا بو زيد ما غزيت: لماذا لا يتغيّر النظام؟
- الدور المشبوه للإسلام السياسي السني والشيعي (1)
- إيران السيناريو الأسوأ: وداعاً للحروب التقليدية
- كيف نقضي على الفساد بسوريا بكبسة زر؟
- باب الحارة: اضحكوا مع عبقرية جماعة البكالوريا أدبي شحط
- سوريا: استراتيجية التيتي تيتي*
- قه البداوة: مبادئ أساسية في علم البداوة والاستعراب
- التعليم الديني: أهم أدوات الماسونية العالمية
- لماذا شطبت الأمم المتحدة سوريا من كل المؤشرات وباتت خارج الت ...
- بلاغ إلى السيد وزير الداخلية السوري المحترم
- سوريا: هل تسلم الجرة كل مرة؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - ما الجدوى من عودة العرب للشام؟