مدد يا شيخ إمام مدد

كريم رضي

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السر في اليورانيوم - مدد يا شيخ إمام مدد
لا تحزن ولا تفرح يا صديقي. سنيا كنت أم شيعيا أم لا مذهبيا. مسيحيا أم بوذيا. وحتى إن كنت ملحدا. لا تحزن ولا تفرح. فقط تأمل. أما إن كنت يهوديا ففي الأمر نظر. لا تظن لحظة من الزمن أن هؤلاء المسئولين يقولون ما قالوه حبا في السنة وكراهية في الشيعة. بل حتى إن القول إن تصريحاتهم طائفية يعطيهم شرفا لا يستحقونه. لم يكن يوما لدى هؤلاء من طائفة غير طائفة الفساد، ولا من دافع عقائدي حين قالوا ما قالوه.
انظر لهم وهم يتحدثون في الهندسة كأنهم فيثاغورث: (المثلث السني) (المربع الشيعي)، أو يتحدثون في الفلك كأنهم بطليموس: (الهلال الشيعي). إنهم لا يستحون أبدا من أن يهرفوا بما لا يعرفوا.
أنت يا صديقي سنيا كنت أم شيعيا، تلومهم على التعميم، ولكن قل لي متى عرف هؤلاء أن يخاطبوا الناس بدون تعميم؟. ألم تكن النسخة العربية من المكارثية قد اعتبرت كل ماركسي عميلا لموسكو؟. ألم يطردوا آلاف العمال اليمنيين والفلسطينيين من أعمالهم دون ذنب، لمجرد أن مسئولي هاتين الجاليتين قد أيدوا عدوان صدام على الكويت؟ ألا يحاسبون اليوم الإنسان على قصر ثوبه وطول لحيته بالسنتيمترات بغض النظر عن انتمائه السياسي بحجة محاربة الإرهاب؟ فلـِم تستغرب إذن منهم أن يروا في كل سلفي قاعديا وفي كل شيعي عميلا إيرانيا؟
لكن يا صديقي ينبغي ألا يزعجك هذا كثيرا, فقط relax وحاول أن تفهم. السر في اليورانيوم يا صديقي. فقط اليورانيوم ولا شيء آخر. وإلى حين تسوية موضوع اليورانيوم وتخصيبه بين أميركا وإيران عليك أن تعود أذنك على سماع الكثير من الهراء الذي سيزيد تردده حتى يخرم طبلة أذنك. هراء عن (إسماعيل الصفوي الذي هو أخطر من أيهود أولمرت، وعن الصفوية التي هي أخطر من الصهيونية، وعن الزوارق الإيرانية التي تسرق السمك من مياه الخليج وعن خامنئي الذي يريد أن يصبح شاهنشاه جديدا، وعن شيعة الخليج عملاء إيران والخ). صدقني لا تحزن ولا تفرح ياصديقي.
فما أن تتم تسوية الموضوع بين إيران وأميركا حتى ترى نفس هذه الجوقة المملة من المسئولين العرب وهي تهذي عن (العلاقة العريقة بين الأمتين العربية والفارسية وعن جناحي الوطن من الطائفتين الكريهتين – عفوا الكريمتين- وعن أن الدين لله والوطن للجميع والثروة لهم طبعا) ولا تستغرب إذا ما تبرع البعض من الكتبة بالتطبيل لهم في كل مرحلة حسب ضرورات البراغماتية الأميركية، ألسنا في العصر الأميركي؟.
في ندوته الرائعة بمركز الشيخ إبراهيم آل خليفة قال المفكر صادق جلال العظم واصفا سياسة الأنظمة العربية تجاه السلفيين بالسياسة (الكلبية) لأنها تقوم على النفعية المحضة: (فهم يقتلون السلفيين في دولهم ويؤيدونهم في العراق بل يرسلونهم إليها. لا حبا في المقاومة ولا كرها لأميركا. بل للتخلص منهم، ولا بأس أن يموت في سبيل ذلك كم عراقي وأميركي).
أما أنا فأدعوك لتستمع معي للشيخ إمام عيسى، ذلك الصوت المصري الصميم، المشحون بدفء الرفض وتعب الناس وهو يدندن على عوده الحزين قصيدة شاعر الرفض الأول آنذاك أحمد فؤاد نجم غداة الثورة المليونية الإيرانية في ربيع 1978 م متهكما على منطق الزعماء العرب وهم يقولون: (إن ما يصلح للشعب الإيراني لا يصلح لنا) ومذكرا لجيوب وكروش الزعماء المرتعدين من ثورة مماثلة أن النهب والفساد الذي يغرقون فيه لا مذهب له. كأنه الآن مرة أخرى يخرج من قبره شاهرا فقره مرتديا صوته الرخيم مغنيا في ظلمة الجبانة:
دا شيعة واحنا سنة / دا فين ومصر فين / عاوزين يدخلونا / نظام ودنك منين / وناس تقول شيوعي / وعامل نفسه شيعي / علشان خايفين طبيعي / ليبقوا ثورتين / يا أسيادنا اللصوص / قرينا في النصوص / لو الإنسان يلوص / يغوروا الفرقتين / وشفنا في الكتاب / عرفنا الدين حساب / وثورة وانتساب / وعين تساوي عين / سرقتو الثورة منا / وقلتو الصبر مِنه / وبعد الصبر جنه / ودار بمفتاحين / ودان الملك ليكو / وزاد الظلم بيكو / وشاع الكفر فيكو / عملتوا إسلامين / وطفشتوا الحمام / وطنشتوا الإمام / خلاصة الكلام / يزيد والا الحسين.
مدد يا شيخ إمام مدد

#كريم_رضي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل