أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - معتز محمد - المخابرات الأمريكية تدق المسمار الأول في نعش بوش















المزيد.....

المخابرات الأمريكية تدق المسمار الأول في نعش بوش


معتز محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يتصور بوش أن تقارير المخابرات الأمريكية حول العراق و التي كانت سلاح لتبرير شن الحرب قد تتحول إلى سلاح ضده ، فالرئيس الأمريكي دخل دائرة الخطر بعد اتهامات بتورطه في كشف اسم عميله للمخابرات الأمريكية من اجل التغطية السياسية لشن حرب العراق

يورانيوم النيجر .. البداية

ملفات القضية تعود لعام 2002 حيث أبدت أمريكا ( بناء على تقرير من المخابرات البريطانية ) تشككها في أن العراق يحاول ابتياع يورانيوم من النيجر كي يواصل تطوير أسلحة الدمار الشامل ،حينها قامت الولايات المتحدة بإرسال السفير الأمريكي السابق لدى العراق جوزيف ويلسون إلى النيجر للتأكد من صدق المعلومة و فور عوده السفير قدم تقرير نفى أي شبهه في هذا الشأن

رغم ذلك ألقى بوش خطاب حالة الاتحاد في 28 يناير 2003 أشار فيه إلى تقارير تؤكد سعى صدام حسين إلى الحصول على يورانيوم من النيجر ، بعد ذلك نشر جوزيف ويلسون في صحيفة النيويورك تايمز مقالة بعنوان " ما لم اعثر عليه في إفريقيا".. اتهم فيها الإدارة الأمريكية بالتضليل, وأنها تجاهلت معلوماته لأنها لا تتطابق مع الأفكار المسبقة لغزو العراق.

و لم يترك البيت البيض ثأره فى هذا الشأن حيث تم بعدها تسريب اسم فاليرى بليم زوجه السفير الأمريكي على أنها عضو في المخابرات الأمريكية ، و نشرت في ذلك الوقت عدد من الصحف الأمريكية مقالات ترد على ويلسون و تؤكد أن زوجته كانت مسئوله عن مهمته في النيجر من خلال عملها في المخابرات الأمريكية

هذه القضية أدت الى فتح تحقيق خاص فى هذا الشأن حيث تم استدعاء عدد من الصحفيين و من بينهم ماثيو كوبر من مجلة "تايم" وكذلك جوديت ميلر من "النيويورك تايمز" التى رفضت الإفصاح عن مصدرها ولكن كوبر كشف اسم كارل روف مستشار الرئيس بوش, أما ميلر فقد تناولت في شهادتها لويس ليبى مساعد نائب الرئيس الأمريكى وتم فتح الملف.

و الحقيقة ان إدارة بوش سعت لهدفين الأول الانتقام من ويلسون و الثاني العمل على تشويه سمعته عبر التلميح بأنه لم يحصل على مهمته فى النيجر سوى بفضل زوجته المتخصصة في أسلحة الدمار الشامل ، فبوش رغم اعترافه بعدم حقيقة بعض مبررات غزوه للعراق لم يكن على استعدادا لتحمل مزيد من النقد و خاصة مع وضع متدهور يؤكد إن أمريكا غاصت حتى النخاع في مستنقع الدم العراقي

و طالت الاتهامات كارل روف المستشار السياسي لبوش و اتهم روف بأنه كان وراء فكرة فضح هوية بليم لمعاقبه لزوجها كما حامت الشكوك حول ديك تشينى نائب الرئيس ومساعده لويس ليبى

ليبى .. المصدر الخفي في البيت الأبيض

لعب لويس ليبى مساعد نائب الرئيس الأمريكي دور البطولة في الانتقام من ويلسون حيث تأكد أن ليبي هو المصدر المجهول داخل البيت الأبيض الذي قام بناء على طلب تشيني بتسريب معلومات مخابرات بشان العراق

حيث جرى حديث بين ليبي والصحفية الأميركية جوديث ميلر لنشر معلومات حول هويه فاليرى بليم

و تؤكد تقارير عديدة أن المحادثة التي جرت بين ليبي وميلر ماكانت لتحصل لولا إشارة من نائب الرئيس بأن بوش تحديدا فوضه بتسريب المعلومات وان ليبي رأى الأمر فريدا وان المعلومات كانت ستبقى سرية لولا موافقة الرئيس.

و ليبى الذي أعلن في البداية انه لم يفعل ما يخالف القانون وجد انه ليس أمامه سوى الاعتراف بالحقيقة مع اتهامه بخمس تهم تتعلق بالحنث بالقسم والإدلاء بشهادات كاذبة وعرقلة العدالة واستقال ليبي على الفور من منصبه

وقال "ليبي" ـ خلال الإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين: إن الرئيس الأميركي "جورج بوش" سمح بتسريب اسم عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إيه) "فاليري بليم" إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، وذلك بهدف الدفاع عن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

فيليب اجى و فضيحة مدوية

المثير للدهشة أن قانون حماية هوية عملاء المخابرات الأمريكية الذي أجيز في 1982 و نص على أن كشف هويات العملاء السريين في بعض الظروف يعتبر جريمة صدر بناء على توصيه خاصة من جورج بوش الأب الذي كان مديرا للسى اى ايه

فتسريب اسم العميل يؤدى إلى وضع حياته و حياة من يعملون معه في خطر بالغ فضلا عن اعتباره ورقة محترقة في هذا العالم الذي يعتمد على السرية

و كانت المخابرات الأمريكية قد عانت من خسارة مدوية تسببت في مقتل مئات من عملائها في أوربا الشرقية بسبب عدم وجود قانون يجرم هذا الفعل ، حيث قام ضابط سابق متخصص في شئون أمريكا اللاتينية بالسى اى ايه بإصدار كتاب بعد تقاعده من الخدمة تحت اسم "يوميات سى اى ايه ... داخل الشركة ( تعبير يقصد به المخابرات الأمريكية ) حيث أفصح فيليب اجى فى هذه الكتاب عن هوية مئات من عملاء المخابرات الأمريكية في أوربا الشرقية و التي كانت تخضع للاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت

و اتهمت أمريكا آجى بأنه تسبب في فضح هويات عملائها و قتلهم داخل الدول التي عملوا فيها كجواسيس و كرد فعل لهذا صدر قانون يعاقب و يجرم كشف هوية عملاء المخابرات الأمريكية

و الجدير بالذكر أن هذه ليست الحادثة الوحيدة في هذا الشأن ففي 1975 تم اغتيال مدير مكتب المخابرات المركزية الأمريكية فى أثينا على يد جماعه إرهابيه يونانيه و كان السبب هو نشر مجله أمريكية لاسمه و هويته في إحدى مقالاتها

بوش ينتظر النهاية

و قد لعب الرئيس بوش دون أن يدرى دورا في ادانه نفسه فمع تفجر الفضيحة أعلن انه يريد الوصول للحقيقة و انه لا يمكن أن يتسامح مع أى مسئول عن تسريب اسم فاليرى بليم و خاصة أنها قضية تمس الأمن القومي الأمريكي ، كما قال بوش ان للسياسة حدودا و انه رغم أن مقال ويلسون بالكشف عن المهمة التي أوكلت له أثار حرجا بالغا للرئيس بوش، إلا ان ذلك لا يعتبر بأية حال مبررا لتصرفات تتسم بالافتقار للوطنية.

و قد ادت هذه التصريحات الى سيل من الانتقادات بعد الكشف عن دور بوش في التسريب , فالأمن القومي الأمريكي و هو الوتر الحساس الذي يضعه بوش نصب عينيه و من اجله هاجم العراق و أفغانستان و واصل حملته الشرسة ضد الإرهاب متجاهلا الحلفاء و متناسيا الأصدقاء ومهددا الأعداء أصبح مهدد على يد بوش نفسه

و الدليل على ذلك الحملة التي بدأها الديمقراطيين و التي عبرت عن نفسها فى تصريحات هوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي الذي قال أن بوش ضحى بأمن الولايات المتحدة في سبيل تحقيق مكاسب سياسيه

و بالتالي فالقضية الآن في يد الشعب الأمريكي الذي يرى أن بوش قد ضحى بأمن الأمريكيين من اجل تغطيه نفسه بعد فضح أوهامه الخاصة بأسلحة الدمار الشامل العراقية .



#معتز_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المرأة العالمي وقفة من أجل نصف المجتمع الآخر
- الإشتراكية تغزو أمريكا اللاتينية
- الأردن و الإرهاب أولا و ليس أخيرا
- فرنسا تشتعل بلهيب العرقية والجريمة و البطالة


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - معتز محمد - المخابرات الأمريكية تدق المسمار الأول في نعش بوش