أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام أبو النصر - دولة انيس صايغ















المزيد.....

دولة انيس صايغ


حسام أبو النصر

الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 16:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اختلفت الروايات حول علاقة انيس صايغ بياسر عرفات، بل اخذت مساحات كبيرة، على الاقل في مذكرات الصايغ والذي كان ينتقد ابو عمار في حياته واعتبره السبب في تراجع اداء مركز الابحاث خلال توليه رئاسته ، وكان من الضروري ان اضع رؤية لما قرات وسمعت وحللت بين مختلف الروايات ، من حيث المساحة المفردة للموضوع ، او مدى اثر ذلك على العمل العلمي في المركز او بشكل عام، ومن اهم الملاحظات ان ابو عمار كان مقل في تصريحاته بهذا الخصوص وحاولت ان اسال مقربين منه على قيد الحياة فيما يخص مركز الابحاث فقللو من شان الموضوع واعتبرو خلافه مع انيس ليس بالحجم الذي يصور ويكتب عنه، وانه هامشي بالكاد امام مسؤوليات عظيمة ومرحلة ثورة كان يقودها ، والمركز هو مؤسسة من عشرات المؤسسات التي كانت تخضع لمنظمة التحرير برئاسة ابو عمار وبالتالي ليست موضوعا للخلاف باعتباره الآمر الناهي، فيما ان مذكرات انيس ومن عملو في المركز اكدوا ان الخلاف عميق وأثر بشكل كبير على اداء المركز وكتب كثيرا من الكتاب عن هذا الموضوع ، وحمّل كثير منهم ابو عمار مسؤولية ذلك، وخلال جلوسي مع عضو لجنة مركزية سابق ومستشار للرئيس الراحل ابو عمار اكد ان الخلاف لم يتطور الى هذا الحد وان انيس متحامل كثيرا على ابو عمار دون سبب ، فيما انيس اعتبر منذ اللحظة الاولى التي التقى فيها ياسر عرفات ان هناك شيء ما عندما فاجئه ابو عمار قائلا: ( انيس بتاع الشقيري) ، اي ان انيس الصايغ كان محسوبا على الشقيري ، ولكي اتابع الموضوع بدقة حاولت ان ادرس علاقة الصايغ برئساء منظمة التحرير السابقين فوجدت ان علاقته بالشقيري جدا ممتازة والذي كان يزوره في المركز شخصيا بتواضع كبير كما وصفه الصايغ، اما يحيى حمودة الرئيس الثاني للمنظمة تعتبر علاقة معقولة نوعا ما ، وان الطرفين لم يتدخلا في عمل انيس الصايغ منذ استلام زمام الامور من شقيقه فايز الصايغ ، وبالتالي حسم امر الرمكز منذ الزمن الاول للتأسيس انه بمثابة سيادة واستقلالية، والتدخل فيه من الخطوط الحمراء وقد تفهم الامر الرئساء السابقين، لانها من الشروط غير المعلنة لانيس وانما هي سلوك مارسه طوال فترة رئاسته مركز الابحاث واكد ذلك في لقاء تلفزيوني وفي مذكراته انه حرص على عدم تدخل اي جهة بالمركز ، وحقيقة يحسب له ذلك لما احدثه من توازن في العمل الوطني الفكري البحثي، وحَيد المركز عن التجاذبات التي كانت قائمة في منظمة التحرير وبين احزابها والتي كان ابو عمار يعيش في اوجها ، وهنا لو تتبعنا ظروف رئاسة كل من الشقيري وحمودة واسباب عزوفهما عن رئاسة المنظمة بعد ذلك ، نجد ان سببها التجاذبات السياسية الكبيرة في ظل تدخلات اقليمية والعربية على الاقل وبالتالي لشخصيتين مثلهما لن ينظرا لمركز برئاسة انيس بخصومة خاصة انه استلم مهام المركز من الشقيري نفسه حين اعلن فايز الاستقالة ، ولم يذكر انيس بعدها ان الشقيري تدخل في اي قرار داخل المركز وسهل ووفر كل الامكانيات المتاحة لضمان استمرار العمل، وبالتالي يحيى حمودة في مدته القصيرة في رئاسة المنظمة لم يكن له الا ان يسير على نفس الخطة، والتدخل الوحيد هو اعتراضه على احد منشورات المركز وطلب من الصايغ سحبه، الا ان انيس رفض ذلك بعدها لم تذكر اي واقعة اخرى، لكن لاحظت من خلال اطلاعي على الوثائق والمذكرات ان علاقة الصايغ مع ابو عمار منذ اللحظة الاولى ندية ، وانا ارجعت ذلك لعدة اعتبارات، اهمها ان ابو عمار حين تولى رئاسة المنظمة في تلك الظروف الاستثنائية كانت يتطلب منه احكام قبضته على كافة مؤسسات منظمة التحرير ، وحسب ماكان فإن شخصيته تفرض حضورها ورأيها وقرارها الساري، والصايغ لم يكن من الاشخاص الذين يتوددون لابو عمار ، ويعتبر ان المركز سيادة ولها قدسية، فيما ابو عمار يرى ان كل المؤسسات يجب ان تخضع لقراره، الا ان عدم خضوع انيس لابو عمار لم يجعل الاخير يتخذ قرار مباشر ضد انيس، فنلاحظ ان الفترة التي تراس فيها انيس المركز من 1966حتى 1976 فيما تولى ياسر عرفات رئاسة المنظمة من من عام 1969 اي انه عايش على الاقل 7 سنوات لرئاسة انيس المركز، ويقول انيس انه بعد ان انفجر الطرد الملغوم 1972 طلب من ابو عمار ابقاءه كي لا تعتبر اسرائيل رحيل انيس انتصار ، وابو عمار وافق على ذلك ، ولو كان ابو عمار يعتبر ان العلاقة بهذا السوء لأقاله دون تردد بسبب ظروفه الصحية والتحجج بها ، فما ذُكر ان ابو عمار كان له اعوان داخل المركز عددهم لا يتعدى 5 وكان يحاول تمرير قرارات ومتابعة كل ما يصدر عن المركز وعن انيس ، فيما انيس وضع حد لاي تدخل حتى عندما طلب ابو عمار اقالة احد الموظفين رفض انيس بشدة، كان العلاقة متوترة ولا يمكن اخفاء ذلك، لكن حجم رؤية انيس لهذا التوتر لم يكن بحجم رؤية ابو عمار له، فصورة كانت كاملة لدى رئيس المنظمة المطلع على كل تفاصيل دوائرها، فيما كان انيس يريد ان يحافظ على سيادته على المركز على الاقل بعيدا عن سلطة ياسر عرفات وسلطات اخرى، وهنا بموضوعة عالية استطيع القول انه كان من الضروري استقلاية المركز وتحييده عن اي خلاف سياسي، حيث ان المنظور الفكري العلمي كان طاغ على عقلية انيس في ظل حالة الفوضى واللاستقرار، فيما العقلية الثورية طاغية على فكر ياسر عرفات، وكان يحاول انيس في ظل تلك المرحلة ان يوازن بين العمل الفكري الى جانب العمل الثوري، فيما قد يكون ياسر عرفات اعتبر ان هذا الهامش اقل ولا يمكن اعطاءه حجم اكبر على حساب احتياجات اخرى نضالية، اذا ًكان هناك تفاوت في سقف كل منهما، فيما الاصل بالموضوع ان تخضع كل مؤسسات منظمة التحرير لقرارت رئيسها ولجتنها التنفيذية، لكن حجم السيط والشهرة التي اكتسبه انيس في عمله الفكري ليس فقط في مركز الابحاث وحسب بل ورئاسته مراكز اخرى فيما بعد جعله محط انظار لكثيريين، بل ان هناك رؤساء دول ومندوبيين كانوا على اتصال مباشرة معه لاستقاء المعلومات التي قد تفيدهم في حالة الصراع العربي الاسرائيلي، باعتبار ان مركز الابحاث اصبح منارة ومرجع مهم في الشرق الاوسط، وتوزع منشوراته على مختلف دول العالم، هذا الانتشار الواسع بالنسبة لابو عمار على الاقل كان يريد ان يحكمه او بمعنى اخر الاستفادة منه في عمله الاعلامي الى جانب النضالي، وهنا اسجل ان انيس لم يكن مقتنعا مطلقا بطريقة ياسر عرفات في ذلك ويظهر هذا من خلال الوثائق والتصريحات، بل عرفات كان يحرص على وصول كل اصدارت المركز له، وحتى الموسوعة الفلسطينية، فقد استنفر وغضب حين علم بصدورها ولم تصله نسخة، وعبر بذلك لانيس في لقاءهم بالقاهرة، وتعاتبا وفتحا صفحة جديدة، لكن انيس يعتبر ان اللقاء لم يغير شيء بسلوك عرفات اتجاه المركز، وهنا قد تكون مطالب المركز مشروعة من حيث الامكانيات المتطلبات، والموظفين ورواتبهم، بالمقابل ممكن ابو عمار لم يكن باستطاعته زيادة هذه الموازنة على حساب اشياء اخرى، واعتبر انيس ان ذلك قوض عمل المركز وادى الى تراجع كبير، وانه اخذ يبحث عن مصادر اخرى للتمويل وان ابو عمار الرافض لتحسيين وضع المركز، واعتقد في ذلك ان ما كان يدور في عقل ابو عمار كيف يريدني الصايغ ان ازيد من موازناته ومتطلباته وفي نفس الوقت يرفض قراراتي وتدخلي؟!! منطقي جدا هذا الطرح في ظل الحديث عن السيادة، اذا كان يتعامل الطرفان ان لكل منهما دولته، مع ان منظمة التحرير اشمل من المركز، فيما يعتبر انيس ان الفكر والثقافة اعلى سلطة من السياسة، وقد ظهر ذلك من خلال النقد الدائم من الصايغ لابو عمار، الا اني استطيع القول، ان هذا السجال اخذ مساحة كبيرة في سجلات ومقالات الكتاب ولم يتم تناوله بشكل تحليلي عميق، وحتى من عاصر الطرفان في حياتهما لم يتدخلا، الا من خلال الغرف المغلقة، ولم يخرج حقيقة السجال وابعاده الى العلن، الا من خلال ما طرحه انيس علنا، والذي اعتبر ان ابو عمار لم يكن مهتما في مركز الابحاث ولا بمصير كتبه التي نهبت من قبل اسرائيل، لكن اكد لي مستشار لياسر عرفات، لو كان ابو عمار غير مهتما لما عقد صفقة تبادل تشمل الكتب وهذا يعد قمة الاهتمام وهذا ينفي ما قاله انيس، الا ان الواقع ان الكتب حتى الان لم تعد من الجزائر لاسباب مختلفة لكن هذا الواقع، بالنتيجة انا اتحدث هنا عن عملاقين ياسر عرفات القائد السياسي التاريخي، وانيس صايغ المفكر العربي الفلسطيني وكلاهما اثريا المشهد الوطني، وكما يرى البعض لا يمكن مقارنة قائد ثورة بآخر، فيما يرى اخرون ان المثقف اعلى السلطات.



#حسام_أبو_النصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الفلسطيني بين سلطتين واحتلال
- استقالة الشاذلي بن جديد 1992 وتحول الحياة السياسية في الجزائ ...
- محمود أبو النصر في صفحات الثورة المنسية
- اوباما في أحضان هافانا
- تاريخ المسرح في فلسطين
- - آثار فلسطين - ... احتلال ، سرقة ، تدمير
- فتح صراع الوظيفيون والثوريون
- واقع المقدسات الاسلامية والمسيحية في ظل الاحتلال


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام أبو النصر - دولة انيس صايغ