سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 14:51
المحور:
الادب والفن
يبحث دون جدوى
عن طعم الأمسيات النحيلة
عن الحزن المسائي الخفيف
في صورة قديمة
عن حلم أو فكرة مستحيلة
تبعثرت الأحلام
قالت له الصفحة البيضاء
أو ربما جاءه الصوت من المرآة
ربما تاهت الأوهام
تبخرت
أو فقدت الخريطة
عند مفترق الطرق
وربما ترددت
بين طريق المقبرة
والطريق نحو الهاوية
وربما عادت غدا أو في الأمس البعيد
في مواعيد الأمسيات الهزيلة
بين الحين والحين
في الأوقات المنسية
إلى الذاكرة
عندما كان يتمشى
في المقابر
بين الغصون اليابسة
قبل أو بعد أن تحترق حطبا
في فجر الليالي المنهكة
وربما وربما
عادت الزهور إلى جلادها
تعتذر عن فقدان حمرتها
أو عن كونها زهورا
وربما اغتال النص كلماته
ودفن معانيها في المقبرة
معنى وراء معنى
وربما
ابتلعت الكلمات حروفها
وسكبت الدال والمدلول في المحبرة
حينما
تتحول الصفحة البيضاء
بدورها
إلى شاشة مرتعشة
وتتحول الريشة
إلى كي بورد
تفاحة مسمومة منسية
تتبرعم بالندى
فوق رفوف الزمن
وصية
ترتجف في الفراغ الأبيض
وشم وعلامة
في جبهة العصر المنتصر
وشهادة المنتحر
هوية الأمسيات الممطرة
وجرح في حلم البشر
يسعل الكمبيوتر من البرد
من ثقل الكلمات والصور
من ضخامة الملفات
من فقر الذاكرة
ثم يسعل ويسعل
ثم يبق
تنطفيء الشاشة
وتغيب راحة اليد المفتوحة
يختفي رأس السهم في ظل العتمة
ويضحك الفأر الأبيض في سره
يقضم التفاحة
ويأكل القصيدة
إستراحة
#سعود_سالم (هاشتاغ)
Saoud_Salem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟