حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي
(Haider Makki Al-kinani)
الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 20:01
المحور:
الادب والفن
( تحكي أمي عن مجموعتي فتاوي شعرية ) - مجموعتي فتاوي شعرية -
________________________
تحكي أمي ..
شخصٌ ما .. لاتستطيع أن تسميه
لن تسميه
تخافُ أن تُسميه
ولمجرد متعةً خالصةً كما تعتقد
هي ..
عوّقَ وحيدها (أنا )
وتركني (أنا )
بعد أن سرقني وطنا (أنا )
سلبني (أنا )
بكارةً أجلّها
تركني مطعونا بالخاصرةِ
تحكي أمي ..
هي ..
شخصٌ ما ..
لاتبوحُ باسمه
تخاف أن تتلفظ أسمه
هي ..
لن تلفظ أسمه
لكنّه يظهرُ كثيرا في التلفاز
وينتشرُ وجههُ في المذياع
ويخرج أنفه من الجدران
هو ..
أنبتَ صورته على الجدران
صار يُرَدّد أسمه للصبيان
هو ..
لمجرد متعةً خالصةً قطعَ لساني (أنا )
وسمّمَ فراشاتي (أنا) والأغصان
لأني حلمتُ بوطني (أنا )
أن يكون كما الأوطان
لأني (أنا )
تلفظتُ بأسمي وتذكرتُ الجيران
لأني حافظتُ على وجهي من النسيان
تحكي أمي ..
هي ..
أنهم منعوا أسمي أن يُلفظ
وعلَقوا حروفه على أرجل الغربان
ومنعوا أحلامي من التحليق
وكتبوا على باب صلاتي (هَذَياَن)
تحكي أمي ..
أنّهم منعوا فراشاتي من الطيران
وأعتقلوا حبيباتي (أنا )
وطلبوا منهنّ أن يبايعن أمامِهم
خليفتِهم
ملكِهم
قائدِهم
مرجِعهم ..
صكّا للغفران
وأن يُنَقّبوا في وثائقِ طفولتي (أنا )
عمّن يُناصرني
أو عن حرفٍ قد شكّكَ يوما فِكرَ السُلطان
تحكي أمي ..
(أنا )
أنها ( هي ) لن تؤمن بعد اليوم بأمامِ حاراتنا السكران
فقد علّمنا أن نصومَ عن الحقِّ
ونَفْطِر بتَمرِ الخُذْلان
و نُصلي بلا وضوءٍ
ولاقبلةٍ
ولاأمان
وأن نزحفَ تحتَ كلماته
(نحن)
كالجرذان
تحكي أمي ..
أنّها لن تؤمنَ بشيخِ حارتنا السكران
ولا فتاويه الشعرية
لقد افتى بحُرمة الكلمة
وحُرمة القصائد الصوفية
لكنّه أحلَّ هتك عرْضِ الجملة الأسمية
تصريف الجملة الأسمية
لأنها تبدأ بـــ(وطن ) يحلم بالحرية .
#حيدر_مكي_الكناني (هاشتاغ)
Haider__Makki__Al-kinani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟