أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح كنجي - الحمامة نادية رسالة للسلام في عالم متوحش..















المزيد.....

الحمامة نادية رسالة للسلام في عالم متوحش..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 02:41
المحور: حقوق الانسان
    


الحمامة نادية رسالة للسلام في عالم متوحش..

من جديد تستوقفنا نادية مراد بعد تكريمها بنوبل .. نوبل الجائزة التي يحلم بها العلماء والمنشغلين في الشأن العام.. بالإضافة الى المبدعين من المثقفين والفنانين والموسيقيين و العاملين في مجال حقوق الانسان..
هؤلاء الذين يتبارون لسنين طويلة مع منافسيهم في تخصصات متعددة ويتطلعون لنوبل وهم يعدون العدة للمواجهة والتسابق حاملين نتاجاتهم وحصيلة جهودهم التي امتزجت بلهاث اجسادهم واشعاعات عقولهم المتقدة.. ليعلن عن حضورهم الانساني وترشيحهم لرحاب واروقة نوبل.. الذين يترصدهم الإعلاميون ويوثقون خطواتهم قبل الوصول لنوبل ..
الا نادية التي تقدم نوبل العظيم نحوها يستعجل الوصول لها.. ليركع امامها.. يذرف الدموع .. يشاركها الاحزان ويخفف من آلامها .. وهو يقلدها وشاحاً ابيض اللون يليق بها و بشرفدين .. الذي بقي شامخاً ناصع البياض يتحدى المهاجمين الحاملين للراية السوداء من مجرمي دولة الخلافة الاسلامية الارهابية ـ داعش.. التي تزعمها خليفة مثقوب ..
نوبل الذي كان هدية نقدية تقدم عوناً للمبدعين والفائزين.. تحول مع نادية الى راية للسلام.. راية تماهت في ثنايا جسدها الضئيل.. واندمجت بأحزانها الكبيرة.. التي ضاق بها الكون.. وهي تذرف الدموع باكية على اهلها في شعاب جبل سنجار .. راية و حمامة سلام بيضاء تحمل رسالة في زمن متوحش ..
تستوقفنا نادية لنشهد ولادة جديدة .. تتشكل من بقايا روح متمردة ابت الاستسلام.. فرت من اجواء داعش وطارت كالحمامة محلقة في فضاء الحرية باحثة عن الأمان ..
طارت الحمامة نادية .. كما طارت وحلقت من قبلها عشتار.. بعد ان غرست احزانها في عمق الارض وهي تعد العدة للصعود نحو السماء متخطية الابواب السبعة باحثة في زوايا العرش عن مختطف بريء اقتيد لمذبح الرب عنوة .. وكان التحدي .. وكانت عشتار اهلا لهذا التحدي وهي تقول لن اعود الى الارض قبل ان اصطحب تموز معي ..
بين نادية وعشتار تتواصل الراية ـ الرسالة .. رسالة نادية بعد نوبل تجعلها امام تحديات كبيرة .. تحديات تتطلب منها.. اولاً وقبل كل شيء القطيعة مع نفسها .. لا اقول ان تنسى.. فهذا محال.. لكنها مطالبة بالفصل بين نادية الضحية.. ونادية حاملة الرسالة ..
الفصل بين الاحزان والمآسي والآلام .. بين الذاكرة والماضي والمستقبل .. لم يعد هنا من هذه اللحظة التاريخية حاجة لتكرار ما كانت تسرده بانكسار وألم للآخرين .. لم نعد بحاجة للمزيد من التفاصيل عما حدث معها.. او مع غيرها من الضحايا في سنجار و بقية مدن سهل نينوى المستباحة.. لم يعد للكثير مما كنا نردده عن المجرمين و القتلة .. ومن ساهم في ضياع سنجار و الموصل أية اهمية .. لم نعد بحاجة للتذكير بمن ساهم في فتح الطريق للدواعش من حكام الموصل وبغداد والاقليم ..
لم تعد هناك صفحات مخفية .. كل الاسماء .. كل الاحزاب .. جميع الاشخاص .. رؤساء العشائر .. الرموز الدينية .. حتى الله ليس بريئاً امام ما حصل لنادية وذويها في كوجو وسنجار.. ونادية مدركة لهذا .. مدركة لكل خفايا وخبايا كارثة سنجار .. وتستطيع التعبير عن موقفها بشجاعة .. كما واجهت الدواعش ولم تخضع لإرادتهم ..
و يقينا هي اقوى الآن .. اقوى من نادية الطفلة .. نادية الصبية التي لم تكن حدود احلامها وتطلعاتها تتجاوز صالون تجميل صغير كأحلامها الصغيرة التي سرقها الدواعش.. هي الآن نادية صاحبة رسالة .. بيقين أكبر وفضاء يتعدى مساحة كوجو وسنجار الى فضاء الكون الشاسع ..
وحتما فإن حدود تفكيرها يتجاوز اطر الاحزاب والدين والمجاملات الانتهازية غير المجدية .. هي اكبر من كل هذا .. بحكم ما تمتلكه من ارادة وطاقة وهيبة حضور .. تتجسد بتجاوزها لحالة الضحية والانكسار .. اصبحت كعشتار لها رايتها ورسالتها التاريخية..
بعد ان تحولت الى مكافحة ومناضلة عنيدة .. تسعى لتحقيق ما يمكن تحقيقه في هذا الزمن المتوحش الذي انجب لنا الدواعش والمتطرفين الاسلاميين و الفساد المعولم .. فساد النفط والثروة .. فساد السلطة .. فساد السياسة .. فساد الدين .. فساد الفقهاء والسفهاء.. فساد العشيرة .. فساد الاحزاب المتعفنة .. فساد الاخلاق .. فساد الارواح الخاوية .. فساد الآلهة ..
نادية او ان شئت عشتار حاملة الرسالة .. هي ليست تلك الفتاة الصغيرة التي كانت لا تستطيع التحديق في عيون الآخرين وتزيغ النظر عنهم من كثرة احزانها وخجلها .. نادية الواثقة من نفسها وخطواتها لم يغريها الفوز بنوبل.. وتبرعت بما حصلت عليه لبناء مستشفى في سنجار.. تقف شامخة لتحاكم الجميع ممن يتوددون لاستقبالها .. قد لا يتسع لها المجال لتقول ما يمكن قوله في هذه الساعات السريعة والمربكة .. قد تخذلها اللغة و الكلمات .. قد يخذلها التعبير والعبرات.. فما زالت تغص بالأحزان.. وما زالت عيونها تواقة للدموع ..
سنقول معها ما يمكن ان تقوله الآن وفي المستقبل ..
سنفكر بما يمكن التفكير به معها بعد الآن..
سنسترجع معها ..
ـ ما قاله لها من يجلس على كرسي الرئاسة في بغداد وخاطبها بـ .. نادية ابنتي .. نادية بنتنا ونقول له بدلاً عنها ـ إن كان قد منعها الحياء ـ حياء رسالة السلام التي تكافح من اجله نادية .. إذا كنتُ بنتك او بنت غيرك من السياسيين الذين يتحكمون بأوضاع العراق اليوم ..
لماذا تركتنا انت وغيرك لقمة سائغة للمبتذلين الدواعش؟..
لماذا لم تدافع عن بنتك .. و بناتك وابناؤك الآخرون؟.. ممن وقعوا فريسة سهلة في ايدي الدواعش!.
ـ سنقول ايضا لعادل زويا ونسأله ذات السؤال.. بعد ان اهدى لنادية لوحة فنية تمثل الحضارة والتراث العراقي لماذا ؟..
لماذا لم تحافظوا على المتاحف والتماثيل والايقونات العراقية التي دمرها الدواعش ؟..
لماذا لم تحافظوا على الكنائس والمراقد الدينية والمعابد التي فجرها الدواعش ؟..
لماذا تنهبون وتسرقون اموال الدولة والمجتمع والناس وتحمون الفاسدين ولا تحاسبون المجرمين والقتلة واللصوص والحرامية ؟..
لماذا تتمسكون بالمحاصصة والطائفية وكل ما هو معادي للحضارة والتقدم ؟..
ـ ونقول لوكيل الامير الذي طالبك بمواصلة الكفاح من اجل حقوق الايزيديين ( متمنياً ان تبقى تدافعين عن حقوق الايزيديين عامة وعن حقوق اخواتك الناجيات اللواتي مازلن في اسر داعش. وان تنقلي ما حصل للإيزيديين من ابادة جماعية للعالم اجمع كي يعرف العالم حجم المأساة التي تعرض لها الايزيديون.) ..
ـ لماذا لا تكافح انت ايضاً في سبيل هذه الحقوق؟..
ـ لماذا لا تكافح مؤسسة المير من أجل الايزيدية وتطالب بحقوقهم ؟..
ـ لماذا لم تبادر الى فتح مستشفى او دار ايتام لرعاية اطفال الايزيدية في سنجار وغيرها من المدن المستباحة ؟..
ـ لماذا لم تفكر ببناء مستشفى في باعذرة؟ ..
ـ لماذا تبقون متخلفين عن الركب وتسلمون رقابكم الى فساد السياسة في كردستان والعراق؟ ..
ـ لماذا .. لماذا يا مير تتصرفون كأنكم ادنى من رؤساء العشائر وانتم تحملون لقب امير الايزيدية في العراق والعالم ؟...
ـ لماذا لا تدعون امرأة من عائلة المير تساهم في اعادة بناء المجتمع الممزق الذي اصبح نصف عدده في عداد المهاجرين الى أوربا ؟...
ماذا تنتظر يا وكيل الامير؟.. هل تحتاج انت الآخر لنوبل كي تعيد النظر في علاقاتك مع الاحزاب والجهات التي ساهمت في استباحة اهالينا وقرانا ومدننا؟..
الست مطالب بالوقوف الى جانب الضحايا وتحديد من المسؤول عن الجرائم التي لحقت بالإيزيدية؟ .. ممن تخاف يا اميري؟.. ممن تخاف؟.. هل بقي شيء نخاف عليه؟ .. هل بقي بعد الدواعش جهة نخاف منها؟!!..
ـ وبلا خجل او رهبة ..نقول لـ لله انزل .. هيا انزل من علياك و قف امام نادية.. لتسألك سؤالها المؤجل من لحظة تدنيس اراضي سنجار في الثالث من آب عام 2013 ..
ـ لماذا تخليت عن رسالتك؟.. ولم تدافع عن عبادك؟..
ـ لماذا تهاونت مع المجرمين؟..
ـ لماذا تواريت عن الانظار ولم تشفع لأطفال سنجار الذين ماتوا من العطش؟ ..
ـ أي إله انت؟.. ما قيمة وجودك؟..
ـ القائمة طويلة بإمكانك يا نادية ان تحاكمي الجميع .. ان تتطلعي في عيونهم .. وتؤنبينهم فرداً فرداً.. ابتداء من بقايا البعثيين الذين ساهموا في استقبال الدواعش و رؤساء العشائر العربية الذين غدوا بكم وانساقوا مع القتلة والمجرمين.. وانتهاء بمن كان يتحكم بسنجار من الاحزاب الكردية والبيشمركة المتخاذلين الذين سماهم قاسم ششو ونطق بأسمائهم واحداً بعد الآخر في لحظة كبرياء وألم .. قولي له لـ ششو ايضاً ماذا حدث بعدها كي تتواطأ معهم وتلتقي بهم في دهوك كأن شيئاً لم يحدث؟!!..
وذات الاسئلة توجه للأحزاب .. جميع الاحزاب المتهرئة التي تهاونت مع الدواعش..
ثمة في رسالتك القادمة الكثير الكثير من اسئلة التحدي .. اطلقيها بلا وجل .. لا تترددي .. وثمة مشاريع تنتظرك بدأتيها بتبرعك لبناء مشفى في سنجار.. وسيكون من مهامك دعم الوعي والمثقفين فكري بإنشاء مركز نادية او سنجار او اية تسمية مناسبة للتوثيق والبحوث والدراسات .. نشر الوعي و الارتقاء بالإنسان هي جوهر رسالتك القادمة في مواجهة المتوحشين حيثما كانوا..
لنتوحد ونتعاضد في دعم نادية حاملة رسالة السلام ..
ما احوجنا للسلام والأمان..
ما احوجنا لاستعادة كرامتنا ..
ما احوجنا لنعيد كلمات نادية البليغة والمعبرة .. خذوا نوبل وكل جوائز العالم و أعيدوا لي كرامتي وكرامة اهلي..
ويبقى ان نتساءل هل يفهم المتوحشون والفاسدون معنى الكرامة ؟..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

صباح كنجي
18-12-2018



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر النهضة و ما بعد شكسبير .. هاملت
- هلوسة .. احمق الوزراء في المنطقة الخضراء
- شعلان ذلك النصير المقدام
- التحمير و الجحشنة في الأديان ..2
- التحمير و الجحشنة في الأديان ..1
- دير مار متي يفصح عن تاريخ مغيب للإيزيديين سابق للإسلام..
- منظومة الاجرام الاسلامية .. أطباء مع داعش ..4
- برقيات الانتفاضة 5 برقية العطش و الدم ..
- الزرادشتية مختصر معلومات..
- الموسيقى في الديانة الإيزيدية
- ابو جنان ضحية البغل الجبان
- برقيات الانتفاضة.. 4 انتفاضة الحرف وثورة الثقافة في العراق
- برقيات الانتفاضة البرقية الثالثة.. الى منظمي المظاهرات ولجان ...
- برقيات الانتفاضة ..
- درجة 73.. فيلم باز البازي عن القمع الاجتماعي والعنف الديني ف ...
- الحزب الشيوعي العراقي ملامح ازمة بين الاحلام الجميلة والأوها ...
- هل يمكن التنبؤ باتجاه التطور في العراق بعد الانتخابات؟!!..
- التصويت في انتخابات أيار لصالح من يمثل المنكوبين العراقيين ف ...
- لا أعترف بحق الأبوة!
- اياد جلال بابان يعيد افتراءات المندوب السامي البريطاني


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح كنجي - الحمامة نادية رسالة للسلام في عالم متوحش..