أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - تضبيب الصورة وتبطين الاستئصال .. الضفة الغربية إلى أين؟؟















المزيد.....

تضبيب الصورة وتبطين الاستئصال .. الضفة الغربية إلى أين؟؟


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 06:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


واندلعت المواجهات أخيرا في الضفة الغربية .. والسؤال الأهم:

1- هل نحن أمام ثورة على المحتل؟ أم

٢ هل نحن أمام ثورة شعب شاملة على الحكام والإحتلال في الضفة وغزة ؟ أم

٣ هل نحن أمام تضبيب الصورة وتبطين الإستئصال؟

نهوى الأولى، فهي وحدة شعب ضد المحتل، وفيها خلاص من الإحتلال، والسيء فيها هو بقاء الحكام الفاشلين.

ونتمنى الثانية، وفيها خلاص من الإحتلال والحكام الفاشلين مرة واحدة.
.
ونرفض الثالثة، رغم توفر البيئة الحاضنة لها وهي الأقرب لتوقعات الحدث الجاري لأن بها ما لا يسر عدو ولا صديق.


تضبيب الصورة وتبطين الاستئصال حالتان تتعمقان في الوعي الفلسطيني منذ زمن، وهما من أخطر نتائج الخلافات الفصائلية في الساحة الفلسطينية.

تضبيب الصورة هو جعلها ضبابية أو معتمة أو مشوهة وهي حالة نفسية تعبر عن ذات أو جماعة، والتضبيب هنا يختلف عن وصف التخوين أو الإتهام أو السب المباشر والفج العابر، حيث التضبيب هى حالة نفسية واعية، ومدركة للهدف الذي تريد من وراء إطلاق السحب والضباب على المستهدف أو صورة المستهدف لحجب رؤيتها بوضوح عن الآخرين وعندها يمكن التحدث والوصف للصورة الضبابية كما يريد المضبب أو حاجب الرؤية، وهذا الوضع ينطبق تماما على الحالة الخلافية في الساحة الفلسطينية يمارسه فريق مؤيد لحماس وفريق مؤيد لعباس أو فتح، أو السلطة، والمؤيدون هنا ليس المنتمين للحزب ولكن هم كل المتفقين بوجهة النظر مع حماس وضد عباس وسلطة رام الله أو كل المتفقين في وجهة النظر مع عباس وضد حماس حيث تظهر عملية التضبيب فاقعة بإتهام كل طرف ومؤيديه منهم للآخر بالتوافق مع صفقة القرن، وهنا فريق رام الله يضبب الصورة ويدعي أن حماس موافقة على الصفقة و تعمل على الإنفصال وتشارك به في سياق تطبيق الصفقة وإقامة دولة غزة في الوقت الذي يدعي فريق حماس ومؤيدوها بأن عباس هو الذي يعمل على فصل غزة تنفيذا لصفقة القرن التي يوافق هو عليها.

هل إنفجار الوضع في الضفة العربية يحدث في سياق حالة التضبيب ومنها إلى تبطين الإستئصال؟؟ ... دعونا نواصل الحديث لتوضيح الفكرة.

آخر عمليات التضبيب فيديو إعتداء الأمن على متظاهري حماس من نساء ورجال أشعل الدنيا وفرق الشمل ونقل وقفة عز مع الشهداء إلى حرب شعواء على أمن السلطة ومسؤوليهم ورئيسهم وبدأت حماس ومؤيدوها في فتح قريحتهم بالإنتقام لضرب الحرائر وفتاوي التحريم كما نقلت وكالات الأنباء والمواقع فتوى للشيخ محمد سليمان الفرا وبدأت الذاكرة تسترجع سريعا أيام ما قبل الإنقلاب الحمساوي في غزة، محافظ الخليل في طرف السلطة صرح أن الفيديو مجتزأ ولا ينقل صور إعتداء متظاهري ومتظاهرات حماس على عناصر الأمن، وقيل عن تحضير فعاليات تجمع الكل الوطني وتركت حماس القطيع لتنفرد كعادتها في عدم مشاركة الآخرين وذهبت لأجندة خاصة ومدبرة لتفجير الوضع في الصفة الغربية، وإلى هنا فقد تفجر الوضع إلا من معجزة لمنع الانفجار الكبير البيني الفلسطيني والذي لا يعرف مداه أحد، بدل توجه الجميع نحو جنود الإحتلال.

قس على ذلك من عمليات التضبيب والضبابية المستمرة منذ زمن الانقلاب في غزة كمحطة قريبة، أو ما قبل حتى نشوء السلطة بين حماس وفتح في صراع تمثيل الشعب الفلسطيني.

نضرب بعض الأمثلة البسيطة والقريبة الحدوث والمستمرة التي يطلق عليها العامة "المناكفات" وهي ليست مناكفات،
بل هي تضبيب الصورة لخطوة أخرى تتعمق في الوعي تسمى "تبطين الإستئصال" ، ورغم الأسف الشديد من سطحية استخدام كلمة مناكفات من قبل السياسيين والمثقفين أفقدها المعنى والهدف الأصلي الذي يقوم به الطرفان.

تشويه الصورة في مجال فلسطيني آخر كمثال:
حين يقول فريق السلطة أنه يصرف أكثر من نصف الموازنة على قطاع غزة، و فريق حماس يقول بأن السلطة تسرق موازنة غزة وتكسب من الضرائب المضافة على غزة أكثر مما تصرف عليها، وفي كليهما ضبابية أو تضبيب رغم تقديم الأرقام من الطرفين، فإن الصورة أصبحت لدى المواطن مشوهة وبها ضبابية ويتم البناء والمراكمة عليها بأمثلة في مجالات أخرى من المضببين، والأخطر هو أن يحدد الجمهور مواقفه حسب الصورة الضبابية المقصودة لا عن وعيه وإطلاعه، وإدراكه، و في الغالب الأعم تتشوه الصورة ولم تعد نقية أو صافية كما نقول بالعامية.

مثال آخر حماس وفريقها يقولون السطة في رام الله لا تزود غزة بالدواء والعقاقير والأجهزة الطبية اللازمة وهم يجرمون بحق المرضى، أما فريق رام الله فيقول حماس تسرق العقاقير والأجهزة والمستلزمات الطبية لمستشفياتها الخاصة وهم يجرمون بحق المرضى وفي كلتا الحالتين هي عملية تضبيب وبث الضبابية للبناء عليها كما ذكرنا في رحلة الإستئصال من قبل أحد الطرفين للآخر .. هذه أمثلة بسيطة وهناك الكثير الأعقد..


أما "تبطين الاستئصال"

فهو حالة من الوعي المركز جدا وهو أحد عناصر التمويه الدال على خطة يرسمها الفرد أو تخطط لها جماعة من الأفراد"، وهذه الجماعة قد تكون واحدة من إثنتين فقط، إما حزبا سياسيا، أو، عصابة إجرامية، ولا يخرج المعنى لغيرهما، ففي الأول أي الحزب، فمكنون العمل سياسي، ولبلوغ الهدف تحتاج جماعة الحزب للتمويه والخداع، وفي الثاني أي العصابة، فمكنون العمل إجرامي، ولممارسة القتل أو الخطف أو السرقة وهنا أيضا تحتاج العصابة للتمويه والخداع.

المفروض أن الجميع يشاهد أو أصبح لديه خبرة بأن الطرفين لا يريدان المصالحة لأنهما يبطنان الإستئصال، ولا شيء غير ذلك وهما وكثيرين من الشعب الفلسطيني يفهم ذلك فلا مجال لتواجد الحزبين في خارطة سياسية واحدة أو من المستحيل أن يوافق أحدهما على قيادة الآخر للشعب الفلسطيني، حيث قاما على نفس الهدف أصلا وتلقيا الدعم لتلك المهمة أي قيادة الحالة الفلسطينية ولكن بفارق التوقيت في زمن وحيثيات التشيؤ والعرابين.

يبدو أن إثني عشر عاما من تضبيب الصورة تكفي لتنطلق عملية الإستئصال المضمر ، وبعد أن فشل عباس وفتح والسلطة بعقوباتهم ومن قبل في إستئصال حماس في مهدها حين كانت أضعف سواء بطلب مخادع من الولايات المتحدة حين أجبر عباس أو تآمر مع الولايات المتحدة لجلب حماس للمشاركة في الانتخابات التشريعية لتصبح حماس أقوى لاستئصال فتح ومنظمة التحرير لاحقا والتربع على عرش فلسطين، أو كما رأينا مؤخرا مع ظهور الصفقة وقد تغيرت الأجندات أو جرى عليها التعديلات.

الآن الجميع أخذ وقته الأصلي والوقت الإضافي لإنهاء مباراة الكأس أو الظفر بالحكم والتمثيل بعد إستئصال الآخر ، فهل نحن في دقائق المباراة الأخيرة وهجمة مرتدة من حماس في الضفة الغربية؟؟

هناك فرز واضح للإستئصال في عمق الحزبين وإجماع شعبي فلسطيني أيضا للخلاص من مأزق الإزدواجية، وهناك إحتقان كبير في مدرجات المشجعين من الطرفين، وحتى المستقلين والجمهور البسيط يرغبون في إنتهاء المباراة أيا كانت النتيجة ..
دعونا نرى تطور اللحظات الأخيرة من المباراة فقد تحدث مفاجآت.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت فتح
- دحلان والتيار الإصلاحي: رؤية جديدة للنظام السياسي الفلسطيني ...
- دحلان .. لماذا يتابعه الخصوم والمؤيدون بهذا الزخم
- ماذا يريد الرئيس من جلب رشيد أبو شباك
- إسرائيل وعمليتها العسكرية -درع الشمال- والحرب على غزة
- نحو طريق آخر للمصالحة .. العفو العام
- خطاب السرايا .. دحلان ولغة اليد
- مع د. فضل عاشور حول مهرحان أبو عمار والتيار الإصلاحي في فتح
- دحلان يعود رجل فتح الأقوى
- موجةالتطبيع لا طعم ولا رائحة
- في سياق الحوار الذاتي
- مطلوب تغيبر في الطرف الفلسطيني
- تظاهروا أيها الفلسطينيون لفرض المصالحة
- خلينا نحكي طب وبلاش سياسة
- سدوا الثغرة
- السياسي العصري
- هل انتقل الترويض للضفة الغربية
- لماذا ينتظر الفلسطينيون إقرار قانون الإعدام الإسرائيلي دون ع ...
- تصريح صحفي دعوة لتشكيل جبهة إنقاذ وطني تحرري
- تغيير طبيعة الصراع من صراع لتحرر وطني لصراع بين دولتين هو ما ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - تضبيب الصورة وتبطين الاستئصال .. الضفة الغربية إلى أين؟؟