أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أغنية لكاظم الساهر نشيدنا الوطني؟














المزيد.....

أغنية لكاظم الساهر نشيدنا الوطني؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركوا أشعار فطاحل العراق كالجواهري والسياب وجمال الدين وراحوا يروجون نصا عاديا لكاتب أغان غير معروف لكاظم الساهر كنشيد وطني.
يروِّج بعض السياسيين والإعلاميين هذه الأيام نصا شعريا ركيكا كتبه شخص لم يسمع باسمه كثيرون، هو أسعد الغريري ومع احترامي لشخصه وتجربته، ولكنه كاتب أغانٍ عادية ولا تتميز عن سواها بشيء من الناحية الفنية، قدَّم عددا منها للمغني العراقي المعروف كاظم الساهر. أيا يكن رأينا بغناء الساهر، فالأمر متعلق بالذائقة الشخصية، فهو لا علاقة له بالموضوع إلا على سبيل تلحينه للنص المقترح نشيدا وطنيا للعراق وترويجه وتبنيه للأغنية بوصفها نشيدا وطنيا مقترحا ودخوله طرفا مع أحد الزعماء السياسيين في مفاوضات لجعل هذه الأغنية نشيدا وطنيا كما قرأت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي. وحتى قبل ذلك، فلم يخلُ الأمر من الكذب والفبركة فقد زعم الزاعمون، قبل أكثر من عام، أن هذا النص ومطلعه (سلام عليك على رافديك ...) هو للشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري، وهذا كذب رخيص ومحاولة ساذجة لاستعمال اسم الشاعر الكبير كسلم إعلامي لهذا النص وقد كتبت مقالة حول هذه الحدث في وقته. شخصيا لا استثني حتى العامل الطائفي والرثاثة الثقافية والفنية كدوافع لهذا الترويج وهذا الاختيار ولكنني أتساءل فقط لماذا يهمل هؤلاء نصا رائعا لشاعر كبير هو مصطفى جمال الدين ويتم ترويج هذا النص الفارغ من أية روح شعرية. هاكم هذا المثال مما قاله جمال الدين:
بغدادُ ما اشتبكتْ عليكِ الاعصرُ
إلا ذَوَتْ ووريقُ عمركِ أخضرُ
مرّتْ بكْ الدنيا وصبحُكِ مشمسٌ
ودجتْ عليكِ ووجهُ ليلكِ مقمرُ
وكأن عيدَكَ بعدَ ألفِ محولةٍ
عيدُ افتتاحكِ وهوَ غضٌّ مثمرُ
أما الجواهري فله الكثير من الجوهر الخالد في مملكة الشعر العراقي ويكفي التذكير مثلا بـ:
برغمِ الإِباءِ ورغمِ العُلى ورغمِ أُنوفِ كِرامِ المَلا
ورغم القلوبِ التي تستفيضُ عُطفاً تَحوطُكَ حَوْطَ الحِمى
وإذْ أنتَ ترعاكَ عينُ الزمانِ ويَهْفُو لجِرْسِكَ سَمْعُ الدُّنى
وتلتفُّ حولَكَ شتَّى النُّفوسِ تَجيشُ بشتَّى ضروبِ الأسى
وتُعرِبُ عنها بما لا تُبين كأنَّك من كلِّ نفسٍ حشا
فأنتَ مع الصبحِ شَدْوُ الرعاةِ وحلمُ العذارى إذا الليلُ جا
سلامٌ على هَضَباتِ العراقِ وشطَّيهِ والجُرْفِ والمُنحنى
على النَّخْلِ ذي السَّعَفاتِ الطوالِ على سيّدِ الشَّجَرِ المُقتنى
على الرُّطَبِ الغَضِّ إذ يُجتلَى كوَشْيِ العروسِ وإذ يُجتنى
ودجلةَ زهوِ الصَّبايا الملاحِ تَخَوَّضُ منها بماءٍ صَرى
سلامٌ على قَمَرٍ فوقَها عليها هَفا وإليها رَنا
تُدغدِغُ أضواؤهُ صَدْرَها وتَمسحُ طيَّاتِها والثِنى
كأنَّ يداً طرَّزَتْ فوقَها من الحُسن مَوشِيةً تُجتلى
أو قصيدته :
حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني
يا دجلة الخير، يا أمَّ البساتين ِ
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين
إني وردتُ عُيون الماءِ صافية
نَبعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
يا دجلة الخير:يا أطياف ساحرةٍ
يا خمرَ خابيةٍ في ظلَّ عُرجونِ
وثمة أيضا هذا النص الشعري الجميل لبدر شاكر السياب:
الشمسُ أجملُ في بلادي من سواها، والظلام
حتى الظلام-هناك أجمل، فهو يحتضن العراق
يا أخوتي المتناثرين من الجنوب الى الشمال
بين المعابر والسهول وبين عالية الجبال
خير البلاد سكنتموها بين خضراء وماء،
الشمس نور الله، تغمرها بصيف أو شتاء.
وأخيرا، وعلى الصعيد العملي، ففي البرلمان السابق، تم اختيار ثلاثة نصوص من بين النصوص أعلاه ليتم التصويت لاختيار واحد منها نشيدا وطنيا، ولكن تمت عرقلة العملية بالشرط الذي وضعه الطرف السياسي الكردي والذي طالب بوجوب ترجمة بعض أبيات النشيد الوطني إلى اللغة الكردية، وهذا طلب مضحك ولا سباق له في تاريخ البشرية، وهو يدل على استهتار واضح من الساسة الكرد ودونية أوضح من الساسة الشيعة الذين تحالفوا معهم لتأمين الأغلبية الدائمة والنكاية بغريمهم الطائفي " العرب السنة"! إن المطالبة بأن يكون هناك نشيد وطني بأكثر من لغة هو إجبار ملايين العرب وغير العرب والكرد من العراقيين على إنشاد جزء من النشيد الوطني لبلادهم بلغة أخرى غير لغتهم الأم والسائد في حال كهذه أن يكون النشيد الوطني باللغة الوطنية الأولى ويترك للقوميات الأصغر إن وجدت أن تترجم النشيد كله إلى لغتها أو تكتفي بالنشيد عزفا موسيقيا. وكانت النتيجة أن تم تجميد مشروع النشيد الوطني مثلما تم تجميد العلم الوطني والشعار الجمهوري والإحصاء السكاني فنحن نعيش في دولة مؤقتة بمعنى الكلمة!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب -الديني- شمل حتى طفلات الابتدائية، القمع الناعم؟
- العامري يعترف بتدخلات إيران في العراق وحملة اعتقالات ليلية ف ...
- وزارة ثقافة نافلة وتعويضات مليارية جديدة للكويت لتنظيف تربته ...
- وثيقة وزارية تؤكد عرقلة إنجاز ميناء الفاو!
- نقد الجغرافية التوراتية العسيرية واليمنية
- اعترافات القاتل الاقتصادي الأميركي جون بركنز
- عبد المهدي لا يعرف الفرق بين ميناء الفاو الكبير والجزيرة الخ ...
- هل سيحول عبد المهدي العراق الى كتلة من العشوائيات؟
- إما تفكيك النظام الطائفي أو الانفجار الاجتماعي الدموي القريب ...
- حكومة عراقية ناقصة في فيلم أميركي طويل!
- ما الفرق بين المالكي والعبادي وعبد المهدي؟
- اغتيال الشيخ وسام الغراوي أحد قادة انتفاضة البصرة إشارة خطير ...
- برهم صالح في الكويت والهدف تدمير ميناء الفاو العراقي!
- ج2/الصراع القيسي اليمني في التاريخ العربي
- ج1/الصراع العنيف بين القيسية واليمنية في التاريخ العربي؟
- حسان عاكف يتصدى للخصخصة
- الأسباب الحقيقية لكارثة نفوق الأسماك!
- حكومة عبد المهدي: عودةٌ لرجال بريمر -تكنوقراطياً-!
- ج4/المجتمع المدني...وممثلوه المشبوهون في العراق وغيره!
- محاولات تغيير اسمي المدرستين النحويتين البصرية والكوفية إلى ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أغنية لكاظم الساهر نشيدنا الوطني؟