أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.














المزيد.....

لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحل اليوم العالمي لحقوق الإنسان ومعه تبرز كل الإشكاليات الحقوقية في بلاد المسلمين على اختلاف أعراقها . وتزداد هذه الإشكاليات تعقيدا في البلاد العربية . إذ كلما صدرت أجيال جديدة من حقوق الإنسان إلا وواجهتها الدول الإسلامية/العربية بمزيد من التحفظات كما لو بلاد وشعوب استثناء لا تنبت فيها ثقافة وقيم حقوق الإنسان . وما يثير الانتباه هو أن المجموعتين : "منظمة المؤتمر الإسلامي" والدول العربية الممثلة في الجامعة العربية، كل على حدى ، وضعت ميثاقها/إعلانها لحقوق الإنسان : "الميثاق العربي لحقوق الإنسان" والإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان ؛ وبين الميثاقين فوارق جوهرية .الأمر الذي يطرح سؤالين جوهريين : ما الذي أفقد الدول العربية الحماسة للدفاع عن تصورها لمفهوم حقوق الإنسان رغم نواقصه ؟ ما الغاية من وضع ميثاق عربي/إسلامي لحقوق الإنسان في ظل اتفاق أممي على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
أكيد أن المقارنة بين الإعلان الإسلامي/العربي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان تظهر أن للمسلمين مفهوما لحقوق الإنسان يناقض الإعلان العالمي لهذه الحقوق . ومكمن التناقض أن المسلمين لا يقرّون بالحقوق خارج إطار الشريعة الإسلامية . وهذا الذي يجعلهم يشرطون كل حق بالتوافق مع الشريعة كما تم التنصيص عليه في المادتين 24 و 25 من الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان كالتالي:
المادة الرابعة والعشرون:
كل الحقوق والحريات المقررة في هذا الإعلان مقيدة بأحكام الشريعة الإسلامية.
المادة الخامسة والعشرون:
الشريعة الإسلامية هي المرجع الوحيد لتـفسير، أو توضيح أي مادة من مواد الإعلان.
وطالما أن المسلمين لم يغيروا زاوية نظرهم إلى الإنسان من حيث هو إنسان يستمد كرامته من ذاته وليس من عقيدته ، وأن إنسانيته جوهر ثابت لا يزيد أو ينقص سواء بالارتباط بالعقائد أو بدونها ، فإن حقوق الإنسان ستظل معرضة للانتهاك والمصادرة .والجدير بالذكر أن الدول الإسلامية ظلت وفية لموقفها من حقوق الإنسان كما جسدته في إعلانها إياه ، وسعت جاهدة إلى رفض الإقرار بكثير من الحقوق في بُعدها الكوني بمبرر "الخصوصية"، مما جعلها أكثر دول العالم من حيث تحفظاتها على تلك الحقوق . ولم تفلح كل البرلمانات العربية/الإسلامية في وضع تشريعات تستمد روحها من حقوق الإنسان في بعدها الكوني . فهما ادعت هذه البرلمانات الاستقلالية والانفتاح على العصر بقيمه ومكتسباته الحضارية ، فإن إقرار دساتيرها بسمو الشريعة الإسلامية على المواثيق الدولية ، وأنها المصدر الأساسي للتشريع يجعل من دولها دولا دينية وليست مدنية . وهنا ينبغي التنويه بالقرار التاريخي للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي حسم الجدل لصالح مدنية الدولة التونسية وسمو القوانين المدنية عما عداها من التشريعات فكانت مصادقته والحكومة على مشروع قانون المساواة في الإرث بين الذكور والإناث. وقرار الرئيس التونسي المستند على الدستور يؤكد من جديد أن النهوض بأوضاع النساء وإقرار حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا لا يتأتى إلا بسمو المرجعية المدنية وتحررها من أية سلطة دينية . فكل المجامع الفقهية تقر بحد الردة ومصادرة حقوق المواطنة لغير المسلمين والتضييق على حرية التفكير والتعبير والإبداع ؛وهذه نماذج من تلكم القوانين التي تتنافى كلية مع كونية حقوق الإنسان (موريتانيا : صدور حكم بإعدام الكاتب محمد الشيخ ولد امخيطير في 21 أبريل 2016، بتهمة الردة، وذلك على خلفية مقال كتبه، باكستان: صدور حكم بإعدام آسيا بيبى في نوفمبر 2010 لإدانتها بتهمة سب النبي محمد (ص) لفقتها لها نساء قريتها . المغرب : أصدر المجلس العلمي الأعلى فتوى بقتل المرتد عن الدين الإسلامي ) .وهذه الأحكام تتوافق مع المادة السادسة عشرة من إعلان المسلمين لحقوق الإنسان:
لكل إنسان الحق في الانتفاع بثمرات إنتاجه العلمي، أو الأدبي، أو الفني، أو التـقـني، وله الحق في حماية مصالحه الأدبية والمالية الناشئة عنه، على أن يكون هذا الإنتاج غير مناف لأحكام الشريعة.

من هنا يمكن الاستنتاج بأن ربط حقوق الإنسان بالشرائع الدينية يقود حتما إلى مصادرتها وانتهاكها . ولا فرق بين الشرائع الدينية في مجال التضييق على حقوق الإنسان . بل إن الأديان جميعها شرعنت القتل والسبي وشجعت أتباعها على ممارستهما بشكل أفظع . ولم تتطور حقوق الإنسان إلا مع العلمانية وفصل الدين عن السياسة والدولة . فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان مستمد من "إعلان حقوق الإنسان والمواطن" الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789 التي أسست للعلمانية وفصلت الدين عن السياسة بشكل قطعي.لذا، فما يتوفر من حقوق ، على محدوديتها ، في بلاد العرب والمسلمين ليس مرده إلى كون الشريعة الإسلامية تكرّم الإنسان وتصون حقوقه كما يردد المسلمون في كل المناسبات ، بل الفضل فيها إلى النظام العلماني الذي أتاح للدول الغربية إقامة أنظمة سياسية مدنية لا سلطة للكهنوت عليها . ولولا الضغوط الدولية على الدول العربية والإسلامية لاحترام حقوق الإنسان في حدودها الدنيا لظلت أسواق العبودية تملأ الساحات العمومية في كل المدن ، ولظل نظام الجواري وملك اليمين ساري المفعول إلى اليوم .
هكذا إذن، تم القطع مع العبودية وملك اليمين بضغوط دولية خارجية ، أي بقرار سياسي وليس بتعاليم الشريعة الإسلامية .وكانت آخر الدول التي ألغت العبودية هي الدول الإسلامية : السعودية 1962 عمان 1970 موريتانيا 1981.
ورغم الضغوط الدولية لجعل الدول العربية/الإسلامية تغير قوانينها بما يضمن حرية الاعتقاد ويصون حقوق النساء والأطفال ، لازالت هذه الدول تعتمد قوانين وتشريعات تكرس العنف القائم على النوع وتسمح بزواج القاصرات وتجرّم تغيير العقيدة وتمنع زواج المسلمة من غير المسلم والتوارث بينهما .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
- خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .
- تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
- احذروهم فهم يكيدون.
- تثبيت التوقيت الصيفي تأكيد للتبعية وفقدان للسيادة.
- الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .
- لازال في الإمكان تصحيح ما كان .
- دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .
- جذور الإرهاب عقائده .
- أيها الريسوني ! الحداثة تجرّم التحرش والاغتصاب والابتزاز الج ...
- أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
- العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
- من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
- العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
- لله دركم آل المرابط .
- حوار حول أسباب التحرش الجنسي
- تولي المرأة منصب -عدل- خطوة لتكريس المساواة.
- لنحتفل بالسنة الميلادية ولينعق الناعقون.
- المساواة في البنوة يدعمها الدين والدستور.
- الفقر في وطني صناعة ممنهجة وليس قضاء الهيا.


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.