أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .














المزيد.....

الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 20 - 16:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مصائب هذه الحكومة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية منذ 2011 ، أنها وضعت كل العراقيل في وجه الشباب الطامح في غد أفضل والباحث عن مصادر عيش تضمن له الكرامة وتحافظ له على الحد الأدنى من مقومات إنسانيته . إن اجتهاد الحكومة إياها لم ينصب على خلق فرص الشغل ودعم التشغيل الذاتي وتنويع مصادر خلق وتنمية الثروة وحماية المال العام من التبذير والنهب ، بل انحاز إلى الفساد والنهب بإطلاق "مبادرة" " عفا الله عما سلف" التي ضمنت الإفلات من المحاسبة والعقاب وشملت بالعفو كل المفسدين وناهبي المال العام . كانت إستراتيجية الحكومة ولازالت جعل الشعب في خدمة الدولة وليس الدولة في خدمة الشعب . وسنت الحكومة سلسلة قوانين واتخذت حزمة من الإجراءات والقرارات الهدف منها توفير موارد مالية إضافية لخزينة الدولة ، ليس عبر دعم الاستثمار العمومي والخاص وتنويع الموارد ، ولكن بنهب وسرقة أرزاق المواطنين . فالمواطنون باتوا ، في ظل هذه الحكومة، هم المورد المالي الرئيسي لخزينة الدولة ، مما ترتب عنه اتساع ظاهرة الفقر وارتفاع نسب البطالة وتغوّل الإجرام . بسبب انسداد الآفاق أمام الشباب ومصادرة أحلامهم في الشغل والعيش الكريم ، اضطروا إلى ركوب مخاطر البحر بحثا عن منافذ للهجرة نحو الضفة الأوربية .
شباب أثقل كاهلهم الفقر والانتظار وخيبة الأمل ، فقرروا المخاطرة بحياتهم وسلامتهم الجسدية . فهم ليسوا مهربين للعملة ولا متاجرين في الممنوع ولا متآمرين على مصلحة الوطن . تركوا "الجمل بما حمل" ، تركوا لمن صادروا أحلامهم المناصب والمكاسب وحتى الوطن والأرض . فلم ينازعوا أحدا في سلطة أو منصب أو مكسب ، بقدر ما يتشوفون إلى اليوم الذي تطأ أقدامهم أرضا ظل الفقهاء والشيوخ ينعتونها "بأرض الكفر" ويحذرونهم من العيش بين شعوبها الفاسقة وقوانينها الكافرة، بينما ظل الشباب يراها "جنة الدنيا" وأرض العدل والكرامة.
وما دامت الحكومة تتاجر بمآسي الشباب ، فقد قررت منعهم من الهجرة ، وباتت حريصة على ألا يتسلل أحد إلى البحر فرارا بجلده كما لو أنها حريصة على حياته وسلامته . بل هددت باعتقال الراغبين في الهجرة والوسطاء والمحرضين عليها . لم تجتهد الحكومة في معالجة أسباب الهجرة السرية وطمأنة الشباب على مستقبلهم في وطنهم كما تفعل كل الحكومات الديمقراطية، وإنما ركزت في اجتهادها على العقاب واعتقال الطامعين في الفرار من جحيم العيش في وطن لم يعد حضنا آمنا لهم . فالحكومة تقرر حجز الشباب المغربي داخل حدود الوطن بعد أن حولته إلى سجن شاسع جغرافيا وخانق للآمال . فلا هي "أطعمتهم ولا هي تركتهم يأكلون من خشاش أرض الغرب الذي لا تكف منابر مساجدنا عن نعته بـ"الكافر" .
لقد كان حريا بحكومة لها كرامة وعزة أن تقدم استقالتها بعد موجات الهجرة السرية الجماعية لشبابنا من وطن ليس به حروب ولا مجاعة ولا طاعون ولا فتن طائفية ولا كوارث طبيعية . كارثة واحدة تجتاح الوطن وهي كارثة الإفلاس السياسي لحكومة قررت منذ البداية "طحن" الشعب في ماكينة الدولة وتحويله وقودا لإدارة دواليبها .
من مفارقات الحكومة المغربية أنها فتحت فرص الهجرة لشباب جنوب الصحراء وضمنت لهم حقوق الإقامة بالمغرب ، بينما حرمت شباب المغرب من الهجرة نحو أوربا . لم تعاقب الحكومة المهاجرين السريين من جنوب الصحراء ولا تعترض جحافلهم عند الحدود مع موريتانيا والجزائر ، لكن تتخذ كل الوسائل لمطاردة الشباب المغربي على طول الشواطئ حتى لا يجد منفذا يفر بجلده من موت محتوم وواقع مأزوم وأمل معدوم.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لازال في الإمكان تصحيح ما كان .
- دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .
- جذور الإرهاب عقائده .
- أيها الريسوني ! الحداثة تجرّم التحرش والاغتصاب والابتزاز الج ...
- أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
- العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
- من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
- العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
- لله دركم آل المرابط .
- حوار حول أسباب التحرش الجنسي
- تولي المرأة منصب -عدل- خطوة لتكريس المساواة.
- لنحتفل بالسنة الميلادية ولينعق الناعقون.
- المساواة في البنوة يدعمها الدين والدستور.
- الفقر في وطني صناعة ممنهجة وليس قضاء الهيا.
- الزلزال السياسي ينبغي أن يصل مداه .
- فشل المشروع التنموي ،ما العمل ؟
- حقوق المرأة وإستراتيجية الإجهاز والنكوص.
- حقوق الإنسان بين مكيالين.
- زواج المسلمة من كتابي جائز شرعا .
- مصلحة أمريكا في الحرب على الإرهاب لا القضاء عليه .


المزيد.....




- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...
- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- مصر.. ساويرس يعلق على فيديو رفع صليب في سوريا بمظاهرات بعد ه ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديدة TOYOUR EL-J ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .