|
من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
إياد الغفري
الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 04:38
المحور:
كتابات ساخرة
لسنوات غرست الأنظمة في عقولنا خرافة حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل، فاليهود الملاعين وعلى مدى التاريخ يسعون للسيطرة على العالم. *** الماسونية العالمية والصهيونية تحكمان العالم.... تداولت وسائط التواصل صورة مفبركة للمستشارة الألمانية في شبابها مع تيريزا ماي ومع رئيسة المخابرات المركزية الأمريكية هاسبل واعتبرت أن الماسونية العالمية خططت منذ خمسينات القرن الماضي لما يحدث اليوم. بداية شكي في الصورة هي كون الفاضلة ميركل كانت من رعايا جمهورية ألمانيا الديموقراطية، مما ينفي إمكانية سفرها خارج حدود ألمانيا الشرقية أو لقاء يجمعها بمواطنتين رأسماليتين، فمواطني ألمانيا الشرقية لم يكونوا قادرين على الحلم بالتواصل مع الخارج... بالتمعن بالصورة زادت شكوكي لأن تركيب رأس ميركل الشابة على الجسد كان فاشلاً فبدت رقبتها ممطوطة للأمام وكأنها دجاجة أو حيزبون تعاني من ديسك في الرقبة -عافانا وعافاكم الله-.... ليست المشكلة في تركيب الصور... المشكلة تكمن في نظرية المؤامرة التي تنهش في عقولنا لدرجة أن نتداول الصورة الفبركة على أنها حقيقة بغض النظر عن خلفيتنا.... *** الماسونية وحسب نظرية المؤامرة تخطط منذ بضع مئات من السنين لمستقبل المنطقة وكأنها تعلم منذ العصور الوسطى مقدرات العالم وما سيكون.... إن كان الأمر كذلك فأنا والله مؤمن بالماسونية لأن توقعاتهم أدق من نبوءات الأديان وأصدق من توقعات المحللين الاستراتيجيين الذين تستضيفهم الجزيرة أو مقالات المفكرين العضويين الذين يطبل لهم المطبلون. فكرة سيطرة الماسونية واليهود على العالم مقلقة للشعوب العربية والإسلامية، وترتبط هذه العقيدة بالأفكار المعادية للعنصر اليهودي والتي لن تنتهي بالبروتستانت والتعصب المسيحي ولم تبدأ بالفكر الديني الإسلامي. *** عدد اليهود في إسرائيل حوالي ستة ملايين، وفي العالم ككل حوالي أربعة عشر مليون كائن بشري... اللهم لا اعتراض.... لكن ولكون عدد سكان العالم اليوم حوالي المليارات الثمانية فإن هذا يعني أن نسبة اليهود أقل من 0.077% وبالمقارنة يمكن التأكيد أن عدد الصينيين مثليي الجنس المصابين بالحول أكبر من عدد اليهود في العالم. أن تعتقد أمة عددها أكثر من مليار ونصف بأن الصينيون الحول مثليي الجنس سيحكمون العالم لهو أمر يثير القلق... بالتأكيد فإن أربعة عشر قرناً من غسيل الدماغ سترسخ حقيقة خطر مثليي الجنس الصينيين.... تصور يا رعاك الله أن يحكم العالم هؤلاء الخولات. *** مرحلة ما بعد قيام إسرائيل الكبرى إن أرادت الدولة العبرية التوسع على حسابنا فإنها ستواجه مشكلة حكم المقاطعات.... الستة ملايين يهودي الذين يسكنون فلسطين نصفهم أطفال، ولنتخيل جدلاً بأن النساء والرجال والشيوخ سيستلمون مفاصل الدولة من الفرات إلى النيل، إشكالية فرض السيطرة ستكون أكبر مما يمكن تخيله أو ما خططت له الماسونية العالمية وأذيالها... هل سيكون كبار موظفي دولة إسرائيل الكبرى شيشان وأفغان...؟ بالطبع سيكونون إسحاق وكوهين وشلومو... لنأخذ محافظة إدلب ونتخيل أن سيدنا أردوغان سيتركها بعد سنوات مزدهرة قبل تحقق حلم إسرائيل الكبرى التي ستبتلعها. سيقوم الكيان الاستيطاني التوسعي باختيار محافظ لها من أبناء عمومتنا ومجلس محافظة من عشرة صهاينة خنازير... وسيتم تعين شلومو مديراً لناحية أبو الظهور وشلياط لناحية سراقب وليفي لناحية معرة مصرين وداوود لناحية بنش وأرييل لناحية سرمين وحزائيل لتفتناز وكوهين لناحية مركز إدلب.... للحفاظ على أمن مدراء النواحي ومجلس المحافظة سيتم تعين ثلاثة حراس لمرافقة كل منهم بينما سيتم ترك رؤساء مخافر قرى المحافظة ومخاتيرها بدون حراسة وسيسلم واحدهم مسدس ماكروف إسوة بممارسة الأخ القائد رفعت ومظلييه في ثمانينات القرن الماضي... عندها سيحصل مختار حزانو ورئيس مخفرها على مسدسين ماكروف وكذلك سيكون حال عقربات والبلليصة والبراغيثي وتل كلبة وإجلاس وبجفاص وكفر بطيخ وخواري ولوف ومعربسة وترمبة وكفر جالس وتلتونة وخان السبل وطواحينة.... كل قرية سيتم حكمها بمسدسي ماكروف وزوج من عتاة الصهاينة واحد كمختار والثاني كرئيس مخفر وذلك بعتادهم الثقيل سابق الذكر. بالطبع سيستتب الأمن لأن الماسونية العالمية بدهائها ستمكن مختار تل كراتين شلومو وكوهين رئيس مخفرها من السيطرة على أهل القرية بمسدسي الماكروف.... وسيستتب الأمن للصهاينة... لنقم بإحصاء كم مختار ورئيس مخفر ستحتاج المحافظة أولاً ثم الدولة الاستيطانية بحدودها الجديدة... ولنسلم قيادة الشركات الكبرى والمصانع والوزارات والمؤسسات الحكومية ومراكز البريد والهاتف في الدولة لليهود... أيكفي عدد اليهود في العالم لتغطية هذه المسؤوليات في إسرائيل الكبرى.... الدولة التي لم تكتف الأنظمة العربية وأساتذة التربية القومية الاشتراكية بنقر طيزنا حول خطرها بل استمدت نخب المعارضة مهمة التحذير من شرها المستطير واستمرت في تهويل أطماعها الاستعمارية.... أظن أن تأسيس إسرائيل الكبرى سيحل مشكلة فلسطين لأنها ستخلو من ملايينها الستة من اليهود الذين سيتوزعون في محافظات إسرائيل الكبرى وسيتمكن الإخوة الفلسطينيون من العودة دون أي معيقات تؤخر حقهم المشروع في العودة. ونحن سيكون لدينا في دمشق حصتنا 2000 يهودي يحكمون مفاصل الدولة بمعدل صهيوني في كل مخفر... يعني سيكون عددهم في دمشق أقل من عدد موظفي السلك الدبلوماسي قبل الأزمة ولن يشعر بوجودهم أحد... اللهم إلا أصحاب وصاحبات بارات ومطاعم دمشق القديمة. القناعة بخطر اليهود ما هي إلا فيروس شديد العدوى قامت الأديان بنشره لخلق صورة عدو تساعدها على تروض أتباعها... فيروس قام بإصابة اليهود أنفسهم لتتحول صورة العدو لخيال في المرآة.... صورة طورت من فكرة العداء للسامية وضخمت الشعور بالاضطهاد الذي تحول ليصبح ميزة رافقت بقايا الإثنية اليهودية لليوم.... هذا اللهم إن لم يكن مصدرها الفكر الديني اليهودي نفسه. عندما أسمع عن خطر اليهود على العالم أشعر بالقلق من الأشانتي حيث أن أقلية الأشانتي الأفريقية والتي تتحدث لغة التوي يبلغ عددها عدد أتباع الديانة اليهودية في العالم ويزيد.... وللأسف لم تتنبه شعوب العالم لخطر الأشانتية العالمية. *** الفكر الديني الذي تبشر به الديانات الإبراهيمية التي خرجت من معطف اليهودية هو الخطر الحقيقي على السلام العالمي، فالشعوب وقياداتها السياسية تندفع بلاوعي جمعي للإيمان بخرافات شعب الله المختار ويوم الدينونة الذي لن يأت إلا بظهور ابن الله وهدايته لبعض اليهود قبل نهاية الزمان.... يجب ألا ننسى أن ما يؤمن به متعصبو البروتستانت الأمريكان من وجوب قيام إسرائيل هو العداء الحق للسامية فما دعمهم للدولة إلا لتقريب يوم الدينونة كي يأتي ابن الله "ليلعن رب اليهود" إلا 160 ألفاً منهم سينجون في اللحظة الأخيرة بتبديل دينهم. وفي الإسلام سيأتي أخر الزمان حيث سيصيح الشجر والحجر إلا الغرقد "لعنه الله" مرشداً أبناء الدين الحنيف لليهود وذلك لتتم النبوءة وليتم قتل اليهود قبل أن نقابل وجه الكريم... أنا أستغرب فكرة يوم الدينونة.... إن كان الجميع سيموتون فما الداعي لأن نقاتل بعضنا قبل نهاية المهزلة بدقائق.... الكل سيموت عند النفخ بالصور.... هذه الحرب المذهبية ما هي إلا هدر للطاقات...ككل المذابح التي بشرت بها الأديان بغية الوصول لنهاية الزمان. لو فكرنا خارج الإطار الديني واعتبرنا أن الهوموسابيان الذي طور في الآلاف الثلاثة الأخيرة من وجوده الطويل على سطح الكوكب هذه العقائد.... ما هو إلا وريث الإله على الأرض وليس عبداً له ولتعاليم رسله؛ فإننا سنصل للسلام العالمي الذي حرمتنا منه الأديان السماوية... الأديان التي قامت بالتنويع على المقام اليهودي القائم على الخطيئة واللعنة وعقاب الله للعصيان البشري... لتوصلنا إلى مرحلة نزع الآدمية عن الكفار والمغضوب عليهم والضالين. السلام على الأرض مستحيل بوجود الفكر الديني لأن الأديان قامت لتقويضه... فالآخر المختلف هو المشكلة الأساسية التي يجب القضاء عليها ليكون يوم الدينونة الذي سننعم فيه بالثواب وجنات عدن بينما يتم شواء الأخرين في جهنم وبئس المصير، وقراءة عقلانية للكتب المقدسة قد تنير لنا تاريخ البشرية وتفسر الحروب التي لم يخل عصر منها. سيستفز نص كهذا المؤمنين وكبار المفكرين الثوريين وسيعتبرونه دعوة للتطبيع.... وهذا حقهم... لكنه ليس كذلك. خلاصة هل سيمكن لدولة إسرائيل الكبرى أن تسيطر على مساحة من الفرات إلى النيل برئيس مخفر ومختار في كل قرية؟؟؟؟؟ بالتأكيد هذا من الممكنات. الأنظمة التي حكمت المنطقة ما كانت إلا تكافل قوى المرتزقة والمطبلين وقائلي: "نعم".... صدام لم يكن النظام... ولا مبارك.... كذلك الأسد ليس هو النظام.... بل النظام هو تكاتل مدراء إعلام تلفزيونه وصحافيي وسائل إعلامه، وزراء ونخب.... راهنت على حصان آخر.... جلادو النظام في السجون والمعتقلات ينتمون لكافة طبقات ومكونات موزاييكنا السوري الرائع. الملايين التي قالت نعم، والتي سارت في أعراس الأنظمة ودبكت على أنغام مزامير السلطة هي من كانت تشكل أدوات قمعه..... مخابرات النظام ومدراء مؤسساته الإعلامية كانوا وما زالوا من الشعب نفسه.... الاختلاف الوحيد هو أن بعض أفراد السلطة صاروا معارضة، هم لم يغيروا سوى رب العمل بينما بقيت ولاءاتهم ثابتة لم تتغير... الولاء للقمة العيش وللدرهم، فمن قبض سابقاً من رجالات النظام صار يقبض من معارضيه ومموليهم.... حكماً وبداهةً لو قرر الكيان الصهيوني شراء ذمم نخبنا، لانهارت قيمة الفرد منهم كانهيار الليرة... كثرة عرض وقلة طلب، فمن شتم ألمانيا في حضن أردوغان.... شتمه من برلين، ويوم ستستقبله تل أبيب، سيشتم من توجهه الدراهم لشتمه. بالنتيجة لن تحتاج الدولة العبرية الكبرى إلى رئيس مخفر في كل قرية.... فمن سيعرضون أنفسهم لخدمتها هم من عرضوا أنفسهم للبيع مؤخراً، وطيلة قرون من تاريخنا المظلم.... لو وقف نتنياهو، شامير، مناحيم بيغن أو حتى طيب الذكر حاييم وايزمان أمام قصر الضيافة العتيد وأعلنوا البيان رقم واحد لإعلان الدولة الموعودة من النيل للفرات فسوف يتزعم الدبكة الآلاف من نخبنا وساستنا، قادتنا ومفكرينا، مؤيدينا ومعارضينا مغنين منشدين: لهيوت عام خوفشي بأرتسينو، إيرتس تسيون ڤيروشالايم.... على أنغام مقام يا حيف الخالد. وسنرى مفكري الأمة ونخبها، ائتلافا، معارضة، وجبهة وطنية تقدمية... يتسابقون لنيل الرضا وللقبض بالشيكل بدل الدرهم. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء
#إياد_الغفري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار المتمدن
-
الظريف والشهم والطماع
-
الثورة العاقلة
-
الإدمان
-
رسائل إلى سميرة (1823)
المزيد.....
-
جرأة محفوفة بالمخاطر.. شهادات علنية لضحايا اعتداء جنسي تتحدى
...
-
الفرانكو- جزائري يخرج عن صمته ويعلق بشأن -فضيحة حوريات-
-
نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا
...
-
شون بين يتحدث في مراكش عن قناعاته وتجربته في السينما
-
تكريم مؤثر للفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي في مهرجان
...
-
بوتين يتذكر مناسبة مع شرودر ويعلق على رجل أعمال ألماني سأله
...
-
على طريقة أفلام الأكشن.. فرار 9 سجناء من مركز اعتقال في نيس
...
-
-الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي- في فرنسا لنجوان درويش
-
الخنجر.. فيلم من إنتاج RT يعرض في مسقط
-
ملف -القندورة والملحفة- الجزائري بقائمة اليونسكو للتراث غير
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|