أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر الحكيم - الأخطاء والمغالطات التاريخية في قصة الرسول بولس















المزيد.....

الأخطاء والمغالطات التاريخية في قصة الرسول بولس


جعفر الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حوارات في اللاهوت المسيحي 39

القديس بولس او رسول الامم هو احد اهم اعمدة الرسل في الكنيسة المسيحية الاولى, بل يمكن اعتباره الشخصية الأهم في التاريخ المسيحي, بعد شخصية يسوع الناصري, ويكفي القارئ الكريم ,ان يعلم, ان العهد الجديد, وهو الكتاب المقدس لدى الاخوة المسيحيين, والذي يتألف من 27 جزءا, ما بين رسائل واناجيل وأسفار, هذا الكتاب يضم 14 رسالة تعود لبولس
(بعد اضافة رسالته الى العبرانيين)...أي ان الرسائل التي احتوت على أفكار و مواعظ وتعليمات بولس تؤلف الجزء الأعظم من محتويات العهد الجديد ,والذي يؤمن المسيحيون انه ,وبكل محتوياته, يمثل ( كلمة الله)

ولد بولس في مدينة (طرسوس) التركية, والتي كانت في ذلك الزمان تعتبر من حواضر الامبراطورية الرومانية, ومركزا مهما من مراكز الثقافة الهيلينية, والفلسفة الرواقية,وكان اسمه (شاول الطرسوسي) قبل ان يصير اسمه بولس وتعني (الصغير)....وكان ينتمي الى عائلة يهودية تتمتع بصفة المواطنة الرومانية, وقد نشأ بولس في (طرسوس) وتلقى تعليمه فيها,قبل ان يلتحق باورشليم لاستكمال تعليمه الديني اليهودي هناك, بعد حادثة صلب المسيح, على الأرجح.

المصادر التاريخية والدراسات البحثية والتي تناولت شخصية بولس ,كثيرة جدا, ومتنوعة,ولعل أهمها وأقدمها هو العهد الجديد نفسه,والذي اشتمل على رسائل بولس العديدة, وكذلك,سفر أعمال الرسل, والذي تضمن في جزئه الأكبر , الحديث عن بولس,و قصة تحوله للمسيحية ,ورحلاته, ونشاطه الكرازي.

جميع المصادر التاريخية المسيحية, التي تطرقت الى سيرة بولس, أجمعت على أمور عديدة حوله,ويمكن اختصار قصته, بأنه كان يهودي متعصب, من الذين ساهموا في اضطهاد وتعذيب المؤمنين الاوائل بالمسيحية, وخلال رحلة له الى دمشق من أجل تتبع بعض المسيحيين, ظهر له في الطريق يسوع المسيح, موجها له اللوم على أفعاله الشريرة, فامتلأ قلب بولس بالإيمان!!!... وحصل على تكليف من يسوع المسيح بأن يكون رسوله الى الأمم البعيدة ( غير اليهود)!!

في هذا البحث سنختار ثلاثة مواضيع, لكي نناقشها من خلال مطابقتها مع الثوابت التاريخية المعروفة, من أجل اختبار مصداقية تلك الأخبار التاريخية, التي تضمنتها سرديات المصادر المسيحية المبكرة….وهذه الأمور الثلاثة هي:

ان بولس كان قبل ظهور يسوع المسيح له, ينتمي الى طائفة الفريسيين اليهود, وانه كان ناشطا في مجال ملاحقة واضطهاد المسيحيين الاوائل, و كذلك أظهرته بعض المصادر, وكأنه عالما بكتاب اليهود المقدس, وفاهما لمضامين التوراة الى الحد الذي مكنه من الخروج بتأويلات وأفكار جديدة, كانت نتيجتها أبطال العمل بناموس اليهود ..والى الابد !!


في البداية نحتاج الى مقدمة مختصرة عن الفريسيين, وهم إحدى الفئات الدينية اليهودية الرئيسية الثلاث التي كانت معروفة عند اليهود في زمن مجيء المسيح. وهذه الفئات الثلاث، هي: الصدوقيون، والأسينيون والفريسيون.
وكلمة فريسي ، كلمة آرامية ومعناها (المنعزل) لانهم كانوا يعتبرون أنفسهم مفروزين عن الشعب لقداستهم. وكانوا يمارسون التعليم والوعظ مع التشدد والتمسك بحرفية الناموس في التفسير, وكانوا ينتشرون في جميع قرى ومدن المناطق اليهودية في ذلك الوقت.
وفي نفس الوقت, كان هناك طائفة اليهود الصدوقيون, وهم الطبقة الأرستقراطية بين اليهود، ومنهم معظم رؤساء الكهنة، وكان عملهم المحافظة على نظم الهيكل والضرائب ومراقبة الخزائن, وهم مرتبطون مع السلطة الرومانية المحتلة, وإليهم أسندت السلطة الدينية ومهمة رئاسة الهيكل و النشاط الكهنوتي, على اعتبار انه حق تاريخي لهم منذ زمن جدهم (صادوق) الذي تولى رئاسة الهيكل في زمن النبي سليمان, واليه أصبحوا ينسبون بالتسمية.

كانت العلاقة بين الفريسيين والصدوقيين, متوترة في أغلب الأحيان, نتيجة لصراع المصالح والنفوذ, وكذلك بسبب الخلافات العقدية بين الطائفتين, من قبيل الايمان بقيامة الأموات, والارواح, ووجود الملائكة والشياطين, والذي يؤمن بها الفريسيون,وينكرها الصدوقيون, هذا بالإضافة الى الإيمان بالتوراة الشفوية, والعلاقة مع سلطة المحتل الروماني, والتي تسببت باستمرار الصراع بين الطائفتين في فترة يسوع المسيح وما بعدها.

عندما بدأ يسوع الناصري كرازته في قرى الجليل, اصطدم اولا مع الفريسيين, وكان الخلاف بين الطرفين ,على شكل سجالات عقدية لم تكن تخلو من تبادل للاتهامات !!
ولكن عندما ذهب يسوع الى أورشليم, وبعد حادثة تطهير المعبد الشهيرة, بدأ الاصطدام مع جماعة الصدوقيين, الذين بدأوا يتحسسون ,في دعوة الشاب المصلح ,الخطر على مصالحهم ومكانتهم ونفوذهم….فأخذوا بالتخطيط للتخلص منه, ومن دعوته, فحرضوا السلطات الرومانية عليه, وهيجوا عامة الشعب ضده, وتصدى كبرائهم امثال (حنانيا) و( قيافا) لمحاكمته
و في نهاية المطاف, نجحوا فعلا, في التخلص منه ,باستصدار الحكم بصلبه.

بعد صلب المسيح, بقي تلاميذه نشطين في الدعوة الى الإيمان بمسيحانيته, واخذ ينضم إليهم بعض الاتباع الجدد, وكان مركز دعوتهم في أورشليم, مع حرصهم على التواجد في المعبد الرئيسي لليهود (الهيكل), وممارسة الدعوة هناك, وهذا الأمر كان بمثابة جرس إنذار للصدوقيين, من أجل المسارعة الى القضاء على هؤلاء الأتباع وسحق الدعوة التي تهدد نفوذهم ومصالحهم, فابتدأ منذ ذلك الوقت الصدام بين الصدوقيين وبين تلاميذ المسيح واتباعه, وابتدأ الاضطهاد والملاحقة وممارسات التنكيل التي شرع بها الصدوقيون, مستغلين قربهم من المحتل الروماني ,والصلاحيات التي منحها لهم والتي تخولهم لادارة شؤون المعبد والكهانة وما يتعلق بها من حفظ التشريعات و القوانين الخاصة باليهود.

هذا فيما يتعلق بالصدوقيين, اما الفريسيون, فيبدو ان نظرتهم الى تلاميذ المسيح واتباعه, كانت مختلفة, حيث كانوا يرونهم مجموعة صغيرة, لم تعد تشكل خطرا على الديانة اليهودية, وربما كانوا يعتبرون صراعهم التقليدي مع الصدوقيين اهم واولى من الدخول في صراع مع مجموعة صغيرة, سيتكفل الزمن بأضمحلالها واندثار دعوتها.

ان هذه النظرة الفريسية, تجاه تلاميذ المسيح, نقلها لنا سفر أعمال الرسل, على لسان, شخصية تعتبر من ابرز واشهر شخصيات اليهود الفريسيين , ويدعى ( غمالائيل) ...حيث ينقل لنا كاتب السفر في الإصحاح الخامس/34:

(فَقَامَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ اسْمُهُ غَمَالاَئِيلُ، مُعَلِّمٌ لِلنَّامُوسِ، مُكَرَّمٌ عِنْدَ جَمِيعِ الشَّعْبِ، وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ الرُّسُلُ قَلِيلاً)

هذا العالم اليهودي الفريسي الكبير, وقف في محاكمة بطرس وبقية الرسل, حيث كان الصديقيون يحاولون ان يتخلصوا منهم ,من خلال الحكم عليهم بالقتل….وقف كبير الفريسيين (غمالائيل) وقال:

(أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، احْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هؤُلاَءِ النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا….
وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ هؤُلاَءِ النَّاسِ وَاتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هذَا الرَّأْيُ أَوْ هذَا الْعَمَلُ مِنَ النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ،
وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ، لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ للهِ أَيْضًا
فَانْقَادُوا إِلَيْهِ. وَدَعُوا الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ، وَأَوْصَوْهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.
وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ)

من هذا النص المهم جدا, نفهم ان موقف الفريسيين المتمثل برأي كبير علمائهم, كان عدم تأييد قتل ومضايقة أتباع يسوع الناصري, وان يتم الكف عن اضطهادهم ,و تركهم للزمن, الذي هو كفيل بإظهار صدق دعوتهم او بطلانها, وقد كان لهذا الموقف الفريسي ,أهمية كبرى في إنقاذ التلاميذ من مؤامرة القتل التي كان الصدوقيون يحاولون تمريرها, لولا تصدي الفريسيون!

وبعد ان عرفنا موقف اليهود الفريسيين, من تلاميذ وأتباع المسيح, والمتمثل برأي(غمالائيل) كبير الفريسيين في ذلك الزمن, نحتاج لمعرفة نوع العلاقة بين هذا العالم اليهودي الفريسي وبين بولس, في تلك الفترة….يقول بولس:

(أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ) اعمال الرسل 22/3

هذا النص الذي يقر فيه بولس انه كان من تلاميذ كبير الفريسيين , في تلك الفترة, يظهر لنا مغالطة صريحة وخطيرة
لان الفريسي (بولس/شاول) نفسه, تظهره لنا نصوص اخرى, وكانه أشد تعصبا وتطرفا من الصدوقيين ضد تلاميذ المسيح , حيث كان مهتما جدا بملاحقتهم, واقتحام أماكنهم وبل وحتى قتلهم, على الضد من رأي وموقف طائفته وكبيرها !!

(أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ) اعمال 9/1

ومن التناقضات التي تبرز لنا, هي أننا نجد الفريسي, بولس, ليس فقط يخالف تعاليم معلمه وكبير طائفته, بل ايضا, وعلى غير عادة الفريسيين, نجده متحمسا للتعاون مع الصدوقيين ,خصوم طائفته التقليديين, من أجل اضطهاد مجموعة صغيرة, يطالب معلمه وزعيمه الروحي, بالكف عن أذيتهم وتركهم وشأنهم!!

والتناقض الغريب, اننا نجد هذا اليهودي الفريسي, يطلب من رئيس الكهنة, وهو من الصدوقيين, ان يمنحه تخويلا, بملاحقة اتباع يسوع المسيح في خارج الأراضي الفلسطينية...وان يلقي القبض على من يجده منهم في الطريق

ولو صدقنا , ان الفريسي(شاول/ بولس) كان غير مبالي ولا يحترم راي وتعاليم استاذه,كبير الفريسيين, يبقى الامر الاكثر غرابة وصعوبة على التصديق, هو كيف يثق رئيس الكهنة الصدوقي, بشخص ينتمي لطائفة تعتبر من خصومه وفي صراع مستمر مع طائفته, ويعطيه صلاحيات ودور محوري لم تذكر لنا المصادر انه اعطي مثله حتى للصدوقيين؟!!

ان التصديق بهكذا حكاية متناقضة, يشبه تماما التصديق بحكاية افتراضية تخبرنا :
ان فلان ( الشيعي المتعصب) طلب من المفتي الاكبر (للسلفية) بالسعودية, ان يخوله ويعطيه صلاحيات لملاحقة والقاء القبض على المسلمين (الصوفية) في دمشق, او من يجدهم بالطريق , وجلبهم مقيدين بالأغلال !!!!

المغالطة التاريخية الاخرى, في نصوص العهد الجديد,التي تحكي عن بولس, أثناء فترة نشاطه في اضطهاد المسيحيين الاوائل , هي اننا نجد تلك النصوص, تصوره لنا, وكأنه ضابط في الجيش الامبراطوري الروماني, الذي كان هو صاحب السلطة الفعلية في تلك الفترة, والذي لم يكن يسمح بظهور سلطة موازية له
النصوص المسيحية, اظهرت لنا بولس, وهو يقتحم البيوت, ويقتل, ويطارد المسيحيين حتى خارج حدود فلسطين, ويجلب اناس مقيدين بالاغلال, كل هذه الأعمال, تجري في غياب السلطة الرومانية وجنودها التي كانت تحكم البلاد بقبضة حديدية, وفي تناقض لافت مع الحقائق التاريخية التي تؤكد ان اليهود في تلك الفترة كانوا في حالة احتقان و تشنج مع المحتل الروماني الذي كان يعاملهم باحتقار و قهر وإذلال, الامر الذي ادى ,لاحقا, الى اندلاع الثورة اليهودية الكبرى ضده …
مع التذكير هنا, ان كهنة الهيكل لم تكن لديهم صلاحيات ممنوحة من الرومان لممارسة سلطتهم الدينية خارج فلسطين, الأمر الذي يبين لنا ان ادعاء بولس, حول رحلاته الى دمشق , ونشاطه النضالي في الطريق إليها, مجرد كذبة مضخمة!!

ان عوامل الشك في مصداقية دعاوى وقصص بولس, ومحاولته اضفاء معالم الاهمية والمركزية على شخصيته, تزداد لدى الباحث لهذه الشخصية, من خلال تتبع رسائله وما تضمنته من اقتباسات غير حقيقية كان ينسبها الى كتب اليهود المقدسة , ضمن التعاليم والمواعظ التي كان ينشط في إرسالها الى اتباعه المؤمنين الجدد, من غير اليهود, الذين ليس لديهم اطلاع ولا معرفة بتفاصيل عقائد اليهود, فيستقبلون تأصيلات بولس على اساس انها حقائق إيمانية يقينية!

ومن الامثلة على ذلك, ادعاء بولس, وهو يؤصل للعقيدة التي ابتدعها, ان لا مغفرة بدون سفك دم !!

(وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ) عبرانيين 22/9

هنا نلاحظ, ان بولس, ينسب هذا الادعاء العريض والخطير الى الناموس( التوراة) وهو ادعاء غير صحيح
حيث تؤكد نصوص التوراة الكثيرة على ان المغفرة, تحصل بالتوبة والعودة الى الله, والكف عن عمل الخطيئة

( فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.
كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا) سفر حزقيال 18/21

ومن الامثلة الاخرى, والعجيبة, على جرأة بولس في المغالطة والتحريف, نجد الخطأ الذي يمرره لإقناع أتباعه الغير مطلعين على اللغة العبرية ولوازمها , حيث يخاطب أهل غلاطية في رسالته...غلاطية 3/16

(وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ….!!!)

وهنا يجد القارئ محاولة بولس لتمرير خطأ مضحك, يكتشفه اي عارف بلغة اليهود(العبرية), والتي لا توجد فيها اصلا , كلمة (انسال) وانما فقط كلمة (نسل) والتي تأتي للدلالة على الجمع فقط, كما هو الحال مع كلمة ( ابل) في اللغة العربية.

ان لجوء بولس الى استخدام أسلوب التلون من أجل نجاح دعوته!!...كما أقر هو في كورنثيوس الأولى 20/9

(فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ)

وكذلك اعتماده على منهجية ( الكذب المقدس) من اجل مجد الرب !!

(فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ )

كل هذه الحقائق, تقودنا الى فهم المغالطات والاخطاء التي أوردها بولس, او أتباعه, في سرديات قصته, وكذلك تفسر لنا حقيقة الأسباب التي جعلت هذا الشخص ينجح في تحويل دين يسوع المسيح, الى دين جديد, يقوم بأكمله على شخص المسيح...فقط !!



#جعفر_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قيامة المسيح..كيف بدأت..وكيف تطورت؟
- الأثر السوسيولوجي في تطور قصة صلب يسوع المسيح
- التناقضات التاريخية في قصة صلب يسوع المسيح
- يسوع الناصري....والرهان الخاسر !
- نبذة تاريخية عن المسيحيين الأبيونيين
- ألوهية يسوع المسيح والأدلة المُختَرعَة
- قصة الرحلة (المزعومة) للعائلة المقدسة...والغرض من اختلاقها !
- حين يزداد صدق الرب (بالكذب) لمجده !!
- معضلة موت الرب في الميثولوجيا المسيحية
- استخدام المخاتلة اللفظية في بناء المفاهيم الايمانية….ابن الل ...
- الذين صلبوا يسوع الناصري...هل يستحقون العقاب ام الجائزة؟!
- الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم !
- الكتاب المقدس...ما بين طفولية النص و سريالية التفسير!
- في البدء كان الكلمة….فما هي قصة الكلمة؟!
- التناقضات والمغالطات التاريخية في قصة ولادة يسوع الناصري
- ولادة يسوع المسيح الإعجازية بين الإيمان والحقيقة والاسطورة!
- الكتاب المقدس….وظاهرة التلاعب بالنصوص!
- هل ارتكب يسوع الناصري خطيئة كبرى ...ومزدوجة؟!
- الكتاب المقدس والتحول من العنصرية العرقية الى عنصرية الايمان ...
- القصص الأسطوري في الأناجيل...إقامة (لعازر) نموذجا


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر الحكيم - الأخطاء والمغالطات التاريخية في قصة الرسول بولس