أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - احمد عبد الفتاح اسدي .. لماذا يصمت الشعراء ..؟!














المزيد.....

احمد عبد الفتاح اسدي .. لماذا يصمت الشعراء ..؟!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


احمد عبد الفتاح اسدي.. لماذا يصمت الشعراء ..؟!
بقلم: شاكر فريد حسن
احمد عبد الفتاح اسدي شاعر مخضرم معتق ومغمور من جيل الستينات، بقي في دائرة الظل بعيدًا عن الأضواء الكاشفة، احتجب وانسحب من المشهد الثقافي احتجاجًا.
جمعتني به صداقة طيبة في اواخر السبعينات من القرن الماضي، تبادلنا الرسائل والأراء والأفكار والخواطر وتزاورنا، وأجريت معه مقابلة نشرت آنذاك في مجلة " الحصاد " الفلسطينية، التي كان يصدرها المحامي حسين الشيوخي، كذلك كتبت مراجعة نقدية لديوانه اليتيم " التيه والأوهام "، ورغم أن لديه عشرات النصوص الشعرية الا أنه لم يفكر، نتيجة استغلاله من قبل دار النشر التي طبعت ديوانه الأول، باعادة التجربة مرة أخرى.
ولد احمد عبد الفتاح اسدي في قرية دير الأسد الجليلية العام ١٩٤٠، انهى دراسته الثانوية في مدزسة يني يني بكفر ياسيف عام ١٩٥٩، بعدها اشتغل مدرسًا في قريته ردحًا من الزمن حتى خروجه للتقاعد، وكان يقضي جل أوقاته بين صفحات الكتاب، حيث وجد في ذلك لذة ومتعة كبيرة.
احمد عبد الفتاح اسدي من رواد القصيدة العمودية المقفاة الموزونة التي تعتمد بحور الخليل ابن احمد الفراهيدي.اقتحم ميدان الكتابة منذ الصغر، ونشر نتاجه الشعري في مجلة " الجديد " المحتجبة ، وفي صحيفة " الاتحاد "، ثم انقطع، لكنه عاد من جديد للنشر في اواخر السبعينات في صحيفة " الاتحاد " و " صدى التربية " ومجلة " مشاوير " المتوقفة عن الصدور، ثم اصدر ديوانه الآنف الذكر " التيه والأوهام ".
وفي قصائد احمد عبد الفتاح اسدي نستشف حالة من الوجع الانساني والألم الوجداني، لما آلت إليه أحوال وأوضاع مجتمعنا وأمتنا العربية، فيصور لنا مأساة الانسان الفلسطيني في مخيمات اللجوء والبؤس والشقاء، ويطرح همومنا السياسية والمسائل القومية والوطنية، وينتقد المجتمع والظواهر السلبية المدمرة فيه، ويدعو للتمسك باهداب الفضيلة والقيم السمحة، ويحاكي الوطن والعروبة والحب ويتغزل بالمراة، يتأمل الطبيعة ويناجي العشيقة.
وفي كتاباته الشعرية يرتفع احمد إلى اعلى درجات الحرفية الفنية والخصب والابتكار، فيجمع في قصيدته بين العبارة القديمة والحديثة، ويمزج بين التعبير القديم والحديث في سلاسة تامة، وما يميزه تعابيره الخلابة، ولغته التعبيرية الرشيقة، متصفًا بسعة الخيال الرؤيا البعيدة، وحدة الانفعال، والشكوى والحزن على ما وصلت اليه احوال الوطن والمجتمع والأمة في ظل الضياع والتيه.
احمد عبد الفتاح اسدي شاعر مرهف الاحساس، عميق المعرفة، غني التجربة، ومبدع حقيقي وسط الابداع المصطنع والجعجعة الفارغة، فاذا تحدث صدق، واذا كتب ابدع. وهو يرسم بريشته عالمًا كاملًا معبأ بالانسانية والأسى والغضب باسلوب أدبي وشعري ناضج يعتمد الصورة والايحاء والايقاع الموسيقي الداخلي والخارجي، محققًا جدلية الشكل والمضمون.
ومن نماذج شعره هذه القصيدة التي كان نشرها في مجلة " مشاوير "بعددها الثالث الصادر في آذار العام ١٩٨٠، حيث يقول:
ماذا أقول وعذري غير مقبول
ماذا أقول وعتبي غير محمولِ
قد جئت والشؤم باق لا يبارحني
حتى انتزى وعلى المعلوم مجهولي
أشكو وقد أغفل التاريخ مظلمتي
حتى تناهى وفضٌ الأنس تخذيلي
واستجهل الدرب يا عيني، أمبصرة
كي تستشٌفي المدى من خلف مجهولٍ؟
ودثر الليل آفاقا سعيت لها
واستقطب البؤس يأسا منه تشكيلي
واستنفر الآه قلبي اثر موجدة
حتى غدا شوك روضي جل محصولي
مخايل الفجر، هلاٌ لحت وانكشفت
جوانب الدرب كي أردي لتضليلي
لست الوحيد بهذا الكون مغتبنا
لكنٌما الغبن أضحى شرع تدويلِ
بات التلاحي على السفٌود ينظمنا
لحما يمزق بين القال والقيلِ
جلٌ الزعامة قد أضحو مسيلمة
ضٌلوا الرشاد، وقد عقٌوا لتنزيلِ
واستنفرت دول أعلامنا شيعا
نادوا بها بين ( تحرير )و ( أيلولِ)
( شعبية) دعيت اخرى ويجمعها
غير التآلف في هتر وتضليلِ
نادوا بها جبهات لا مفاد بها
قد حد منها، وقد باءت بتنكيلِ
من قال أمنَكم يوما على سبلي
تالله نصحو على وعد وتبديلِ
لولا اجتماع على العٌلات وحٌدنا
لما تحمٌل أمري أيٌ مسؤولِ
( صفين ) موعدهم منها قد استلفوا
دون الشقاق جهادا غير مجزولِ
حطٌم على شرف الاسراء فرقتنا
وناد بالشام ان هبٌي، وبالنيلِ
( القادسية ) تدعوكم وقائعها
كم من أسير بذلٌ القيد مكبولِ
لا ينقص الدهر حقًا حوله همم
أو يضعف الهول عزما اثر تهويل
سجل على صفحة الرايات ما ارتفعت
أيدي الرجال بتكريم وتبجيلِ
سجل عليها انتسابي انٌني عربي
سجٌل عليها فحقٌي غير ممطولِ
سجٌل ( فلسطين ) عين الله تكلؤها
سجٌل بمهبط قرآن وانجيلِ
قد قيل طبعي والتخريب قد خلقا
قد صاغها تهمة تحظى بتمويلِ
كل الذين جنوا فينا تفرْقنا
كل الذين سعوا دوما بتضليلِ
قالوا وقد نعتوا التخريب غايتنا
سجٌل نعوتا بتزمير وتطبيلِ
هذا افتراء، ولولا أنه كذب
ما ارتضت دول الدنيا بتمثيلِ
يمكن القول، احمد عبد الفتاح اسدي شاعر التمرد الحار العام، وشاعر المعنى بما يخفيه من رموز ويسبغه من تأويلات في زمن التيه والأوهام والقهر والتردي، ومَن يقراه تتحرك مشاعره وتهتز من الأعماق.
ويبقى السؤال: هل يعود احمد إلى ربة الشعر مجددًا وبهمة أقوى، أم أنه طلاق بالثلاث، وكيف لشاعر مثله أن يصمت ؟؟!!!



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدك أجمل الأعياد
- الاضراب النسائي الاول في البلاد احتجاجا على العنف وقتل النسا ...
- بعد توصيات الشرطة ..هل يواجه نتنياهو مصير اولمرت ؟!
- مستقبل القائمة المشتركة
- في رحيل وجيه مصمص المرحوم مفيد صالح اغبارية
- جرائم قتل النساء إلى متى ..!!
- الشاعر الفلسطيني محمد العصافرة يترجل عن صهوة القصيدة
- حوار مع الكاتبة والشاعرة الفلسطينية نجاح داوود
- فيروز نهر العذوبة وقيثارة الشرق
- الدكتورة تغريد يحيى- يونس: طلائعيّة بامتياز وبارّة بمجتمعها
- هل تنهار حكومة بنيامين نتنياهو ويتجه الكيان الاسرائيلي إلى ا ...
- سجى العبق
- ماذا بعد الانتحابات المحلية..!!
- إلى أين تتجه حكومة نتنياهو بعد استقالة ليبرمان ؟!
- نظرة خاطفة على الانتخابات المحلية ..!
- مفيد صيداوي رئيس تحرير مجلة الاصلاح يقدم محاضرة بالعبرية عن ...
- حبات المطر
- بهرت بسحرها
- غارة في جعبة الأستاذة روز شعبان
- قصيدة غاضبة


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - احمد عبد الفتاح اسدي .. لماذا يصمت الشعراء ..؟!