أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير الخويلدي - أشكال اكتساب الثروة واستعجال الحوكمة














المزيد.....

أشكال اكتساب الثروة واستعجال الحوكمة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 10:16
المحور: المجتمع المدني
    


" الإثراء بلا سبب لا يستلزم أي شرط خاص بل يكفي أن يفتقر أي شخص فيثرى شخص آخر على حسابه دون مبرر قانوني"

من مظاهر تفشي الفساد في النسيج المجتمعي في الفترات الانتقالية التي تمر بها الشعوب هو بروز تفاوت صارخ بين الطبقات وحصول تفكك في الطبقة الوسطى ولاتكافئ في التطور بين الجهات وبين المركز والمحيط وسوء توزيع الثروة حيث يزداد ثراء الأغنياء و بؤس الفقراء ويختل التوازن التجاري والمالي ويمكن إضافة المال الفاسد عند تمويل الانتخابات والسياحة الحزبية البرلمانية عند تشكيل الحكومات.من المعلوم أن الفساد سواء كان تم عمدا وعن وعي أو بغير قصد وانفعالي وسواء حصل في القطاع العام أو ضمن القطاع الخاص هو فعل خطير يظل مرتكبه عرضة للملاحقة الجنائية ومحل تتبعات قضائية. من جهة ثانية الفساد هو سلوك مستهجن وعقلية مرفوضة يتصرف وفقها شخص أثناء قيامه بواجبه ويعمد إلى قبول هدايا ومنافع مالية في مقابل تقديم خدمة والتستر على تأخير أو على فشل في أداء مهمة معينة.كما يشكل الفساد جريمة لها آثار سيئة على السياق الذي تقع فيه ويتم من خلال اتفاق بين طرفين التعويض بشيء يمكن التصرف فيه والاستفادة منه مثل السكن المجاني وقرض بدون فوائد وتخفيض سعر الشراء. إن الإثراء بلا سبب هو الحصول على فائدة على حساب الغير وامتلاك ثروة بإلحاق خسائر بالمال العام وهو غنم بالضرر وكسب بدون بذل جهد مستحق وتلقي منفعة لا يستحقها وفق القانون وبلا استحقاق.في إطار السياق الحقوقي لقد وقع تعريف " الإثراء بدون سبب بأنه تلك الحالة التي تربو فيها ذمة شخص وتنقص ذمة آخر والحال أن لا سبب قانوني أو تعاقدي يبيح مثل هذا الإثراء فهو إثراء بدون سبب".
لعل السبب وراء ذلك يكمن في هشاشة الدول والصعوبات التي تواجهها في مستوى إدارة الشأن العمومي وبسط نفوذها على الأقاليم وتعرض السيادة القانونية إلى العديد من التحديات سواء من الداخل أو من الخارج وتشكل ظاهرة الاقتصاد الموازي وتعدد النشاطات التبادلية التي تتم خارج رقابة الإدارة الرسمية وتنامي التهريب وتصاعد وتيرة الاحتكار والقرصنة والأسواق السوداء والبضائع الوافدة والمستوردة. لقد انتقلت ملكية وسائل الإنتاج إلى فئة قليلة من الناس وبرز على السطح مالكون جدد ودخل إلى الأسواق التجارية والبورصات مراهنون وتناقص عدد المستثمرين وتعطلت بشكل لافت آليات الإنتاج والتوزيع والتبادل والاستهلاك واقتصرت على تصدير المنتجات الغذائية المدعمة والبضائع الزراعية المهمة.فكيف يمكن أن نفهم ظاهرة الإثراء السريع؟ وماهي العوامل التي ساهمت في تشكلها؟ ولماذا تناقصت معدلات النمو وتضاعفت الأزمة الاقتصادية وتراجعت قيمة العملة وتدهورت القدرة الشرائية للمواطن؟ وماهي الآليات التي يمكن اعتمادها للتصدي إلى هذا الانفلات؟ ومتى يتم تقسيم الثروات بشكل منصف؟
في هذا السياق يمكن تنظيم ورشات تفكير حول ظاهرة الإثراء غير المشروع من أجل تحليل هذا الواقعة المرضية وتشخيص العوامل المساهمة في تشكلها واقتراح بعض الأفكار للتوقي منها والتصدي لها.
يمكن التحرك ضمن حقول أساسية ساهمت في انتشار حالات انتهاك مبدأ النزاهة :
- الحقل القانوني: غياب قوانين منظمة وعدم تفعيل تشريعات ملزمة وواقية
- الحقل المالي: تنامي ظاهرة تبييض الأموال وصرفها خارج القنوات الرسمية.
- الحقل الاقتصادي: تكاثر الاخلالات في مواقع الإنتاج وتعدد التجاوزات في الحياة الاقتصادية.
- الحقل الاجتماعي: انخراط الكثير من الشرائح الاجتماعية المهمشة في الأنشطة الموازية.
- الحقل الثقافي: تشكل منظومة قيمية متحالفة مع الفساد الاجتماعي والتهرب الجبائي.
يتحمل مسؤولية انتشار الفساد في المجتمع من حيث المبدأ المسؤولون عن السلطة العامة وأولئك الموكلين إليهم مهمة خدمة عامة وأولئك المنتخبين علنيا من برلمانيين والذين يمثلون مناطقهم الجهوية والمحلية. غير أن تحول هذه الظاهرة إلى عادة متكررة وارتباطه بالسلوك اليومي للناس وارتباطه بالإثراء السهل والتملك غير المشروع يوسع من دائرة المساهمين في هذا المرض الاجتماعي وصيرورته جريمة منظمة. والحق أن هناك إثراء ايجابي مادي تتوفر فيه الأسباب المعلومة في اكتساب الثروة وإثراء سلبي غير مباشر ودون سبب مشروع وعن طريق التهرب الضريبي والتنصل من الديون ويخلف الإثراء المادي عند القلة انعدام الإثراء عند الغالبية وهناك إثراء معنوي دون حق بالاستفادة من الجهود الفكرية للآخرين.على هذا الأساس يجدر بالجميع الحرص على مقاومة الفساد واعتبار الإثراء اللاّمشروع ظاهرة مرضية تستحق التدخل الفوري والمعالجة الوقائية بالانطلاق من حوكمة النشاط الاقتصادي ومراقبة المعاملات المالية وتنظيم أنشطة السوق وتطبيق العدالة الجبائية على الجميع وإلزام مالكي رؤوس الأموال على رفع نسب الاستثمار والمساهمة في دعم المجهود الذي تبذله الدول في التنمية الثقافية والتطوير العمراني. فما السبيل للتعويض عن الأضرار والخسائر الحاصلة عن الإثراء بغير سبب وعن الكسب اللاّمشروع؟ ومتى يتسنى للمواطنين الحياة في مجتمع خال من الفساد يتم فيه تملك الثروة وتوزيعها بشكل مشروع؟ وكيف يمكن التمييز بصورة إجرائية بين ظاهرة الإثراء دون سبب وممارسة الفعل غير المشروع؟
كاتب فلسفي





#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة السترات الصفراء وربيع باريس
- التفكير النقدي في العقلانية المعاصرة
- الأنثربولوجيا بين التبشير بالتنوير ومناهضة الاستعمار
- متاهات مابعد الفلسفة
- الثنائية في المنهج الديكارتي
- دواعي شجب حنة أرندت للأنظمة الشمولية
- ارتدادات الثورة العلمية على الصناعي والرقمي
- الرد على تحديات المستقبل من خلال قراءة غرامشي لماركس
- طرق الانعتاق من الكولونيالية عند سيزار وفانون
- الدرس الافتتاحي للفلسفة في عيدها العالمي
- التزام الثقافة بالتغيير الاجتماعي
- وظيفة المثقف في الحالة المجتمعية
- الخطابة الجديدة بين اعتباطية الآراء ودقة البرهنة
- الخطاب الديني والحاجة الى الأنسنة
- راهنية التساؤل الفلسفي عن الطبيعة
- المنظور الفيزيائي للكون عند رونيه ديكارت
- سمير أمين بين المركز الامبريالي والتطور اللامتكافئ في المحيط
- مطلب الحرية بين النظر العقلي والفعل الإرادي
- التفكيك والاختلاف عند جاك دريدا
- مستقبل العالم في ضوء المتغيرات


المزيد.....




- ميقاتي: الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أر ...
- مسئولة أممية: المجاعة تنتقل من شمال قطاع غزة إلى جنوبه
- تعذيب مجندات بجيش الاحتلال رفضن الخدمة على حدود غزة: تذنيب ت ...
- ميقاتي يرد على حملة بوجود -رشوة أوروبية- لإبقاء النازحين الس ...
- عشرات المهاجرين يصلون إلى إنجلترا على متن زورقين من فرنسا
- كيف تحولت مظاهرة لغزة في جامعة إنديانا إلى نضال لحرية التعبي ...
- بالصراخ وسط الليل.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق
- حملة ترمب تركز على -المهاجرين- لتضليل الناخبين
- صحة غزة تطالب محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في تعذيب واغتي ...
- جنوب السودان يلغي الضرائب التي أدت إلى تعليق عمليات الإنزال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير الخويلدي - أشكال اكتساب الثروة واستعجال الحوكمة