أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - حَرْبٌ ضدّ الأشباح المخفيّة














المزيد.....

حَرْبٌ ضدّ الأشباح المخفيّة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أثارت تفاعلات البيان الإرهابي المزعوم لحامي حمى الإسلام المجاهد الهمام أبو ذر المقديشي، نصره الله، وهو اسم خلبي وسرابي، كاذب، ولا وجود له، على أية حال، مسألة مألوفة، لكنها في غاية الأهمية، واتسمت بها عموماً بيانات، وعمليات هذا التيار الإجرامي المنحرف الضال، وهي التخفي، والتلطي دوماً، والظهورً بأسماء وهمية ولا ترى كالأشباح. ولا ننكر هنا، أن هناك طيفاً واسعاً من المتابعين والقراء، عبّروا عن سخطهم، واستنكارهم لهذا البلاغ الشاذ، والذي يسيء أول ما يسيء للإسلام، كدين، بشكل عام.

فأكثر ما يلفت النظر في هذا البيان الخسيس الجبان، هو الغدر، والنذالة، والخوف، والتمويه، والاختباء، واسترخاص كرامات وحياة الناس، واستسهال مسبّتهم، وزجّهم دون محاكمة بالنار، وإصدار أحكام الإعدام. فهؤلاء، ومن والاهم، من المهووسين الشذّاذ، يدركون تماماً حقيقة موقفهم القانوني، ودورهم الجبان، ومكانتهم الطبيعية في الحياة، فلا يجرؤون البتة على إعلان أسمائهم الصريحة، أو التعريف بأنفسهم، كما يفعل أناس محترمون لهم اسم، وكيان، واعتبار. ويدركون في أغوار نفوسهم المريضة، بأنهم ليسوا أكثر من مجرد نكرات وضيعة، منحرفة، ضالة، تعاني العقد، والنواقص، والهواجس، والأمراض. ولهذا يخجلون، دائماً، من إعلان هوياتهم، وهم في حاجة مستمرة للتمويه الإخفاء، والعمل تحت الأرض، ودس رؤوسهم في الأوحال.

وتتمنى أن تسمع صوتهم بعيداً عن لغة السيف والرصاص، ويجنحون دوماً كالفئران المذعورة للهروب والتلثم، والتنكر بشتى الأسماء، ولا سيما "الأبوات" منها، ظناً بأنهم يخدعون الناس. ففي جميع الردود السلبية، التي تحمل النفس الإجرامي الوغد، الحاقد والمنحرف الضال، ترى هناك تنصلاً، وتملصاً، وهروباً، وتلثماً ممن أطربتهم، وأسكرهم هلوسات المغوار المقديشي الإجرامية، وعصابات الخفافيش والملثمين الأخرى، وجماعات الإرهاب الفكري، الذين لا يستطيعون العمل والعيش إلا في عتم الليالي، ودياجير الكهوف، والأوكار، كمثل تلك التي يقبع فيها أربابهم وسَحَرَتِهِمْ في تورا بورا، ممن سهّلوا لهم استباحة الدم الحلال، ومهدوا لهم سبيل الإثم والضلال، وذلك عبر اصطناع ألقاب فضفاضة، وإظهار عنتريات جوفاء، ومرجلات مشكوك بها هنا وهناك.

يعبر الكتاب التنويريون عن أنفسهم دائماً، بشكل جلّي، ودونما تلثم، وخوف، أو اختباء ، ويعلنون عن أنفسهم بشجاعة فائقة، وشفافية مطلقة، وبروح من المواجهة الصافية. وهم يكتبون بأسمائهم الصريحة، وينشرون صورهم المعروفة، وعناوينهم الإليكترونية الحقيقية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على صدق نواياهم، ونبل معركتهم، وسمو مقاصدهم، وأصالة تفكيرهم، وطيب خصائلهم، واحترامهم لشرف الكلمة وقدسيتها، في محاولاتهم الدؤوبة، والبطولية الرائعة، الرامية لنشل هذه المجتمعات المنكوبة البائسة، من حضيض مستنقعات الدجل، والجهل، والخزعبلات، والخرابيط، والأباطيل، والأوهام. وليس لديهم أية نيّة للمساومة، والمداهنة، والتهرب من حمل مسؤوليتهم التاريخية، أوترك الأمانة الإنسانية الملقاة على كواهلهم، ونذروا أنفسهم، وبدون مقابل، لهذه المهام الأنبل، والأسمى، والأعظم. ويدرك هؤلاء الكتاب الرواد، والكاتبات الرائدات، وفي بواطن أنفسهم، عمق المخاطر الجدية التي تواجههم، والتضحيات الكبيرة التي يجب أن يقدمونها، وحجم الأضرار الجسيمة التي سيتكبدونها، ومقدار ما سيعانونه من صنوف الإرهاب، والتضييق، والحصار، والتجويع، والمطاردة، والإفقار. ويَعُون تماماً شراسة الحرب المعلنة ضدهم من الأنظمة، والجماعات الظلامية، التي خرجت من تحت عباءات أجهزة القمع، والإذلال، ومع ذلك فإن شرف الكلمة، وقدسية الموقف، وصوابية الرؤية، والصدق، والشفافية هي المعيار الأول والأساس في هذا السجال الماراتوني الطويل مع قوى التبرقع، والتلثم، والظلام.

إن هذه الأشباح الوهمية الملثمة، من الخسة، والنذالة، والجبن، والعار، بحيث لا تستطيع ارتكاب أفعالها، والبوح بمكنوناتها الشيطانية الشريرة، إلاّ تستراً تحت جنح الظلام، أو تلطّياً وراء لقب، واسم مستعار، أو جعيراً ونعيقاً من وراء حجاب وستار، يُغطّون بذلك على عارهم الأبدي، ودونيتهم الرخيصة، ويوضحون، من خلاله، طبيعة منبتهم الرث، ومعلنين بذلك، ونهائياً، سقوطهم الأخلاقي الكبير.

من حق أي إنسان أن يعبر عما يجول في أعماق نفسه من أفكار، ويردّ، ويدفع الضيم، والظلم إن حاق به، بكل وسائل التعبير الشرعية، والقانونية، المتعارف عليها. لكن، من حق الجميع، أيضاً، أن يتعرفوا على هذه التحف البشرية المتخفية، عن كثب، وهذا واجب أخلاقي، قبل أن يكون ضرورة مهنية. وإذا كان الكتاب التنويريون مستعدين دائماً، لأسوأ الاحتمالات، ويجهرون بآرائهم النيّرة دون خوف، أو وجل، أو حساب، ويعلمون تماماً الثمن الباهظ الذي يتوجب عليهم دفعه، وعواقب موقفهم الرائع الخلاّق، فهل تلكم الأشباح المتخفية الجبانة الخرقاء على استعداد، ولو لمرة واحدة، على الأقل، في هذا المحيط البالغ السواد، أن تقابلهم بنفس الشجاعة، وتتمتع فعلاً، ولو بِنُذْر يسير من الرجولةً، والشرف، والإقدام، وتعلن عن هويتها الحقيقية بوضوح، وجلاء، إن كان لديهم، ثمة هوية، على الإطلاق؟


*حلو الكلام: ليس من المهم أبداً، أن تكون أميراً، بل المهم، أن تعرف كيف تعيش، كأمير حقيقي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوائم الموت
- ماذا بعث البعث؟
- تكايا المعارضة السورية
- تَرَجّل فارسُ الحرفِ الجميل
- قنوات التحريض الشامل
- ما أحلى الرجوع إليه؟
- د.العريضي:أية صورة ستتحسن بعد الآن؟
- مؤتمر اللمّة العربية
- أسرار المعارضة السورية
- الجهاد في سبيل الله
- سوريا: عودة الحرس القديم
- وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام
- فيلسوف من هذا الزمان
- عيد الأمومة: عيد الحب والعطاء
- الصحوة الإسلامية
- المعارضة الذكورية
- أدب السجون
- اختطاف أحمد سعدات
- المشرحة
- سمر يزبك:تكريم المرأة على الطريقة السورية


المزيد.....




- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - حَرْبٌ ضدّ الأشباح المخفيّة