أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - أسرار المعارضة السورية














المزيد.....

أسرار المعارضة السورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا شك أنه، وفي ظل غياب آلية واضحة، ودقيقة للتمثيل السياسي العادل، والشامل، فإن كل من هبّ، ودبّ، وشبّ، وقبّ على وجه الأرض سيمتطي موجة المعارضة السورية السائبة، ومشرّعة الأبواب للمستثمرين والمغامرين السياسيين، وعشاق "البروظة"، والصالونات، والاستقبالات، وحضور المؤتمرات شريطة أن تكون في فنادق النجوم الخمسة المتلألئات. ويصبح، عندها، أي كان، متحدثا بالشأن السوري الهام، وحاملا تطلعات وآمال الفقراء، وناطقا باسم الملايين من الجياع، وهو بالكاد يعرف شوارع وأزقة مدينته، وحتى بدون أن يكون له أية تضحيات، أو انجازات، أو تاريخ واضح يدخله في عداد المناضلين الأشاوس وحماة الديار.

المعارضة السورية الجوالة، في عواصم القرار، تثير الحيرة، والريبة، والاستغراب، وما الذي يرمي إليه أداء بعض من هؤلاء. مؤتمر هنا، وآخر هناك، واجتماع في هذه العاصمة ودعوة لتلك، وكله كرمى لعيون المواطن الحزينة والذي لم يسمع، ولم يرَ شيئا من خير هذه اللقاءات. ولعل غياب الشفافية، والوضوح، والمباشرة، وطرح جميع القضايا، هي أبرز ما يميز هذه الاجتماعات. إضافة إلى الشللية، والتحالفات، والمعرفة الشخصية، والمحسوبية، وطغيان اللون، والاتجاه الواحد في عمل وطني، أقل ما هو مطلوب منه الشمول، والتمثيل العريض والتام. وحين يتكرم أحدهم بإصدار أي بيان، وهي مكرمة جاد بها البعض، ولكنه لا يحسد عليها بأية حال، تراه غائما، عائما، هائما، فضفاضا قيل على عجل واستحياء، فيما يمتنع البعض الآخر حتى عن مجرد تحديد مكان وزمان الاجتماع. ولعل الغموض هو اللغز الأكبر في تلك المؤتمرات التي تلتئم وتنتهي دون أن يعرف المعنيون، والمتابعون للحدث شيئا عن هذا الاجتماع. ولا يكلف المجتمعون الأفاضل أنفسهم عناء إصدار ولو نبأ صغير، وكأنهم يحتفظون بسر الأسرار، وإكسير الخلاص للناس. ويحتاج المرء عندها لأكثر من العفاريت، والمخبرين، والجان، وأشطر من قارئة فنجان، ليعرف عما دار في هذا أو ذاك الاجتماع، ومن حضر من الثقاة، والأتقياء حتى يطمئن الشعب المغلوب على أمره من السلطة والمعارضة على حد سواء، بأنه في أيد أمينة، واطمئنان، واستقرار.

فمن مؤتمر باريس الذي شابه الكثير من القيل والقال، إلى مؤتمر الدوحة الذي لم عرف أحد عنه شيئا، وكأنه قصة من قصص الغموض، والتشويق والإثارة لآغاثا كريستي، أو واحدة من حكايا شهرزاد لشهريار التي ستداوم على روايتها على مر الزمان، فإن الغموض، والتعتيم، والتكتم هي سيدة الموقف، وما سيواجه به أي فضولي حين السؤال عن هذه النشاطات في عصر الإعلام السريع والكلمة الصاروخ، والخبر العاجل الذي يخترق الآفاق، باستثناء مقال يتيم بعنوان "مؤتمر باريس وتصنيع الجواسيس"، كتبه د. أكرم شلغين ينفي فيه وجود تلك الشخصيات والأسماء المثيرة للجدل في مؤتمر باريس، ولكنه في نفس الوقت لم يعرج على ما دار من مناقشات، أو يقدم أية فحوى، أو إيضاحات عن الاجتماع المذكور. فمن حق السوريين جميعا، والمعنيين بمتابعة الشأن العام أن يعرف ويطّلع على مجريات هذه المؤتمرات، من مثل من دعا من؟ ومن يملك هذا المفتاح؟ ومن يقيّم الناس ويضعهم في خانة المواطنين المعصومين الشرفاء، ومن يكفر ويلغي آخرين ويصنفهم في خانة المشكوك بهم، والأعداء؟ ومن حضر؟ وماذا دار من مناقشات وحوارات؟ وما طرح من حلول ومقترحات وآراء؟ ولِمَ عقد الاجتماع أصلاً؟ ومن هي بعض من تلك الوجوه التي لا يعرف عنها الشارع شيئا ولا عن تاريخها ونضالها؟ أليس حريا، وتأكيدا للشفافة والصفاء، أن يكون كل هذا متاحا بشفافية للجمهور وللعوام، وللغلابة ممن تُمتطى رقابهم، ويتم الكلام بأسمائهم، ويضرب بسيفهم في فنادق "الستارز"، في مدن الأحلام؟

من حق البعض، وربما لأسباب أمنية مفهومة، ومبررة أحيانا، أن يتوارى بعيدا عن الكاميرات وعيون "الحساد" والعسس، والعرفاء، ولكن مجرد بيان، أو بلاغ للرأي العام لن يضير أحدا، ولن يصيب قوم بسوء على الإطلاق. فقد جرت العادة، في أدبيات وتقاليد الاجتماعات، أن يكون هناك ناطق رسمي، باسم أي مؤتمر، وإيجاز صحفي يومي عما دار من فعاليات. فلِمَ لا تغطى إذن إعلاميا، وصحافيا بالشكل الأمثل والتام؟ أم أن لدى القوم ما لديهم، وما يخفونه، وما يخجلون من إعلانه، وإطلاع الناس عليه؟ وهذه ليس مؤتمرات أمنية، ولا عسكرية، أو إستراتيجية لإعلان الحرب على العدو الغاشم، مثلا، كما لم، بل على العكس من المفروض أن يغلب عليها الطابع المدني، والعلني الشفاف. أما هذا التعتيم، والمداراة، والإخفاء فلا مبرر ، ولا هدف له، على الإطلاق؟ يريد الجميع أن يفهم ويعرف ماذا يجري بالضبط خلف الكواليس، والدهاليز، وفي هذه المؤتمرات؟ ولِمَ كل تلك الاجتماعات واللقاءات إن لم تسفر عما يهم ويشبع نهم الناس التواقين لمعرفة مصائرهم وما يخبئ لهم هؤلاء.

إن ادعاء التكلم باسم السوريين، وتمثيلهم، والتصدي لهمومهم ومشاكلهم يقتضي من أصحابه التواصل معهم، والتعامل معهم بشفافية، وإطلاعهم على موقعهم في "روزنامتهم" التغييرية الفصحاء، وألا يسلك سلوك من سبقوه في هذا في إقصائهم والتنكر لهم، لأنه ببساطة سيصل لنفس المأزق الذي يعيشه الجميع الآن.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد في سبيل الله
- سوريا: عودة الحرس القديم
- وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام
- فيلسوف من هذا الزمان
- عيد الأمومة: عيد الحب والعطاء
- الصحوة الإسلامية
- المعارضة الذكورية
- أدب السجون
- اختطاف أحمد سعدات
- المشرحة
- سمر يزبك:تكريم المرأة على الطريقة السورية
- أحزاب العرب الكوميدية
- إلى ظبية فراتية
- تحررالمرأة بين الواقع والأحلام
- الاعتقال هو الحل
- أنا سوري آه يا... شحاري
- الحراك المذهبي والسنيّة والشيعيّة السياسية
- ما هكذا الإجحاف يا سيريا نيوز
- العراق: العبور الشاق، والمخاض العسير
- أطوار الزمان الغريبة


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - أسرار المعارضة السورية