أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأنظمة العربية وتاريخ الاغتيالات السياسية















المزيد.....

الأنظمة العربية وتاريخ الاغتيالات السياسية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6058 - 2018 / 11 / 19 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موضوع إغتيال الصحفى السعودى..وإختفاء جثمانه (الذى يؤكد صحة رواية تقطيع جسده، أوتذويبه فى الأحماض الكيماوية) هذا الموضوع حرّك ذاكرتى، فاستعدتُ عدة وقائع من التاريخ الوسيط والحديث..وفجأة تبرزأمامى ذكرى إغتيال المُـعارض الليبى (منصورالكخيا) الذى كان من أشد المعارضين لنظام العقيد القذافى..وكخيا (1931- 1993) شغل منصب وزيرخارجية ليبيا..وسفيرها فى الأمم المتحدة..وفى سنة1993زارالقاهرة..وذكرشهود عيان أنه تعرّض للاختطاف من ثلاثة رجال..ووضعوه فى سيارة ليموزين سوداء عليها لوحة (دبلوماسية) وذلك بالقرب من فندق السفيرالذى كان يـُـقيم فيه..وبعد أربع سنوات كشفتْ المخابرات الأمريكية عن أنّ من اختطفوه مصريون..وسلــّـموه للسلطة الليبية..وتـمّ العثورعلى جثته فى ليبيا عام2012.
وعادتْ بى ذاكرتى للحادث البشع الذى تعرّض له المُـناضل اللبنانى فرج الله الحلو(سكرتيرالحزب الشيوعى اللبنانى) الذى تم تذويب جسده فى الأحماض الكيماوية، فى سجن المزة بسوريا..وكان الآمرعبدالناصر..والمُـنفذ وزيرداخلية سوريا عبدالحميد السراج (زمن الوحدة المصرية السورية) وأنّ الحلوتـمّ تقطيع جسده بمنشارقبل تذويبه فى الأحماض..وأنه تعرّض لأبشع أنواع التعذيب لمدة أربعة شهور(فخرى لبيب فى كتابه: الشيوعيون وعبدالناصر- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام1990- ص59- وقرارالاتهام الصادرعام1961فى باب الملاحق- من ص552- 574)
ومثل أية مُـتوالية كابوسية، فإنّ تذويب الحلوفى الأحماض ذكــّـرنى بالكاتب الأهرامى (رضا هلال) الذى لم تظهرجثته منذ اختفائه عام2003بالرغم من أنه كان يشغل منصب نائب رئيس التحرير..وهذا الاختفاء (اللغز) رجـّـح مقولات البعض عن تذويبه فى الأحماض.
والتصفيات الجسدية وصلتْ لدرجة أنّ صدام حسين قتل زوجىْ ابنتيه..ويتــّـم أحفاده..وتدنى صدام (من مستوى رئيس دولة) ليهبط إلى مستوى (رئيس عصابة) فيمسك مسدسه ويصوبه على رأس أحد الوزراء..والتركيزعلى العينيْن (سقوط دكتاتورتأليف الشاعرالفلسطينى د. أحمد أبومطر- ص48، 80)
وذكرتْ منظمة العفوالدولية أنه فى عام1980 اعتمد النظام الحاكم فى ليبيا رسميًا سياسة التصفية الجسدية للخصوم السياسيين (كتاب عقوبة الإعدام ضد حقوق الإنسان – ص 194) أما نظام صدام حسين فى الفترة من85 – 88 فقد تمّ إبلاغ المنظمة عن ((إعدام المئات كل عام. والإعدام كان علنيًا والمحاكمات غيرعادلة..ولاحقّ فى الاستئناف ضد أحكام تفرضها محكمة الثورة والمحاكم الخاصة المؤقتة..وتطبيق القانون بأثررجعى..والأخطرهوإعدام أطفال..وإعدام سجناء رغم الحكم عليهم بالسجن (المصدرالسابق ص167)
وفى السودان تمّ إعدام الشيخ محمود محمد طه علنـًا داخل سجن كوبريوم18 يناير85 بأوامرمن الخليفة جعفرالنميرى، علمًا بأنّ الشيخ المذكوركان على درجة من التقوى والورع شهد له بهما كل من تعاملوا معه..وكان أحد زعماء الإخوان الجمهوريين..ولم يكن ضد تطبيق الشريعة الإسلامية..ولكنه كان ضد تطبيق نميرى والإسلاميين أتباعه للشريع الإسلامى. لأنه كان ضد قطع أيدى الفقراء المُـعدمين..وكان يستشهد بما فعله عمربن الخطاب، عندما منع قطع يد السارق فى عام (المجاعة) الشهيربعام (الرمادة) ولم يقتنع الأصوليون بمنطقه.
وهل كان العامليْن محمد البقرى (19سنة و6 شهور) ومصطفى خميس (18 سنة) من خصوم ضباط يوليوالسياسيين..والحكم (العسكرى) بإعدامهما فى مذبحة عمال كفرالدوار بعد 3 أسابيع من استيلاء الضباط على مصر؟ ومحاصرة المصانع وبيوت الأهالى بالدبابات واعتقال567 عاملا والحكم العسكرى بسجن الكثيرين..وتـمّ الإعدام أمام1500عامل فى ملعب كرة القدم. وبحضورأهالى العمال..وهوالمشهد الذى أيقظ من بئرالأحزان مذبحة دنشواى التى ارتكبها ضباط الإحتلال البريطانى عام 1906 ضد الفلاحين المصريين.
وإذا رجعنا للعصرالوسيط فإنّ دولة بنى أمية شهدتْ صراعًا عنيفــًا بين العلويين، الذين قتل بنوأمية منهم المئات ومن أتباعهم الشيعة عشرات الألوف..وفى الدولة العباسية أحضروا لأبى العباس السفاح رأس مروان بن محمد، فسجد السفاح وأطال سجوده ثم قال ((الحمد لله الذى أظفرنى بك وأظهرنى عليك)) أما الصورة الأبشع حين كان العباس جالسًا يأكل أمام سبعين أسيرًا أمويًا، فأمربضربهم بالسياط قبل قطع رقابهم ثم أمربفرش السجاجيد فوق القتلى الذين يحتضرون وفوقها موائد الطعام، فجلس السفاح ومن معه من بنى العباس يأكلون ((وموسيقاهم أنين المحتضرين)) وامتد الانتقام ضد الأمويين طوال مائة عام ((فالعداء كان شديدًا ودفينًا بين بنى أمية وبنى هاشم جاهلية وإسلامًا..ومثلما كان خلفاء بنى أمية يلعنون عليًا والعلويين من فوق المنابر، راح العباسيون يلعنون معاوية والأمويين على المنابرعملا بالسنة العربية المتبعة عبرالتاريخ))
وإذا كان معاوية بن أبى سفيان أخذ البيعة لابنه يزيد بالسيف وجعل الخلافة ملكــًا وراثيًا، وقال ((أنا أول الملوك)) فإنّ الخليفة أبى جعفرالمنصورقال ((أنا سلطان الله فى أرضه)) وكانت الكارثة عندما صارالناس يعتقدون ((أنّ الخليفة العباسى هوحقــًا ظل الله على الأرض)) ولم يكن حظ الشعوب البائس فى الخليفة الطاغية فقط..وإنما- أيضًا- فى الفِرق الإسلامية المتعددة، ما بين سنية وشيعية..والأخيرة وصل عددها لأكثرمن 72 فرقة يُـكفــّـربعضها بعضًا..وأنّ الفرقة الوحيدة المعتدلة هى الزيدية. أما الخوارج الذين قاتلوا عليًا، فقد امتد صراعهم ضد مخالفيهم حوالى300سنة..وكان صراعًا داميًا سيق فيه للذبح فقراء، متعصبين أوغير متعصبين..مع رفع شعار((لاحكم إلاّ لله)) وهوالشعار((الذى تـُـردده الجماعات الإسلامية فى زماننا..كما أنّ الماوردى تجاهل تاريخ القهرللخلافة الإسلامية..ورأى أنّ مركزالخليفة مركزانتخابى)) ونقل سليمان فياض فى فصل ممتع بعنوان (مصارع خلفاء القهرووزرائهم) عن المؤرخين العرب حالات الاغتيالات المتكررة والبشعة، مثل مقتل مروان بن الحكم على يد زوجته من بين4من خلفاء بنى أمية..و14من العباسيين من بينهم الخليفة الهادى الذى قتلته أمه بالسم..وفى هذا الفصل الشيق بيان بأسماء الخلفاء الذين تــُـذيل أسماؤهم بلفظ ((الله)) مثل المتوكل والمنتصرإلخ.. (الوجه الآخرللخلافة الإسلامية- دارميرت للنشر- عام1999- أكثرمن صفحة)
000
أعتقد أنّ أمهات الكتب التى أرّختْ لتاريخ الخلافة الإسلامية..وما فيها من وقائع عن التصفيات السياسية (ومن داخل الأسرة الواحدة) فإنّ هذه الكتب التراثية تؤكد إنّ إغتيال خاشقجى حلقة من جذورتلك البنية العقلية التى حكمتْ الشعوب العربية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وزارة الصحه فرع من فروع الأزهر؟
- فساد المحليات : مسلسل متواصل الحلقات
- التوحيدى بين أهمية كتاباته وتناقضاته
- حسن نصرالله والتطبيع بين إيران وإسرائيل
- التعليم للأثرياء ولمن استطاع إليه سبيلا
- حقيقة العلاقة بين تنظيم حماس وإسرائيل
- هل ممارسة الظلم غريزى أم بيئى؟
- التوسع الإسرائيلى والتراجع العربى
- مسلسل قتل المصريين (المسيحيين)
- العلاقة بين المثقف والسلطة (1)
- العنف حتى القتل هل هوغريزى أم بيئى؟
- جنون الأسعار فى سلع الفقراء
- لماذا جاء ترتيب مصر فى مؤخرة الدول فى التعليم؟
- القطاع العام : الصراع بين التطوير والبيع
- صراع القبائل العربية للاستيلاء على إسبانيا (1)
- سوار الذهب : نموذج نادر للحاكم المثالى
- خاشقجى : درس المعارضة السطحية
- الخلافة الإسلامية وصراعات السلطة
- أليس الجندى سليمان خاطريستحق التكريم؟
- وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية


المزيد.....




- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأنظمة العربية وتاريخ الاغتيالات السياسية