لينا فنجراوي
الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 19:50
المحور:
الادب والفن
لعلَّ الشمس حينما اختارت الشرق مبسماً لها؛ وهبها الله النور،فتألّقت. و عندما شعر الغرب بدفء حنانها؛ مدَّ أذرعه ليقص خصلاتها و يلقي بها في غياهب مياهه الباردة طمعاً بسلب دفق الحياة من شرايين توهجها.
اعتقدت بوصلة الإتجاهات أن ما يحصل هو تلاقح ٌ و خصوبةٌ بين متناقضاتها. لكن بذور الجشع القادمة مع ريح الشمال، أثمرت مؤامراتٍ لا نهاية لها. ليس أولها تسميم عقول البشر هنا ، و لن يكون آخرها إيهامنا أن الحضارة لا تليق بنا.
عشرات الآلاف من السنين مرت و ما زالت الشمس تشرق و ما زال الغرب ينسج أوهام غباءٍ نفخر بإرتدائها... كيف لا؟؟ و العفن صار وساماً على أرواحنا ، و وحش الهزيمة ينهش في أعمدة أوطاننا . تارةً بإسم الدين و أخرى بسياط حكامنا. ليتآلف الجميع فوق جثث طموحاتنا.
كل صباحٍ أقرأ دواوين عن أصل إنسانيتنا، فتطالعني قواميس ضللتنا. أعود لأبحث بنهمٍ عن مغزى تصنيفنا بعالمٍ ثالثٍ قبل التأكد من جودة تعدادنا لعوالم ساهمت في ترسيخ دمارنا.لشدة ما تذهلني شعارات ٍ كقوس قزح. أخاذة الجمال لكنها ليست أكثر من أوهام ملونة.... بعيدةً ، ملتويةً تسلب الأنظار.
تمر الأيام و أنا أستعد لسنين ستزيد من حيرتي حول جدوى اللاجدوى من خلقنا ؛ نحن الكائنات البائدة تتلمظنا الأزلية بين فكّي قَدَرٍ مزق مرامينا على مزابل مشيئته الطاغية و أشغلنا بتفاهات خلافاتنا ، ليتربع منتصراً على مختلف انتماءاتنا.
#لينا_فنجراوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟