أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - أنا مش كافر بس الجوع كافر














المزيد.....

أنا مش كافر بس الجوع كافر


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(قيل لفقير جائع: كم اثنين في اثنين؟ قال أربعة أرغفة)
1
لا بد أن يعمل الحُكَّام بحميَّة وحماس على قتل الجوع, لأن الجوع كافر وأزعم -وعساه يكون زعماً مقبولاً- لا عيب في أن تقوم العلاقة بين الحاكم والمحكوم على إطعام الجياع والمساكين وأهل السبيل, وأظنها بادرة طيبة أن يكون للحُكَّام مطاعم شعبية مجانية منتشرة في أرجاء البلاد يدخلها من شاء ليأكل ما شاء دون حسيب أو رقيب. وعلى الأحزاب الشيوعية خاصة-إن أرادت أن تعود إلى الشارع- أن تتبنى هذه الفكرة في كفاحها اليومي وأن تعمل عليها من أجل الجياع المتعبين. وقد ألتفت الموسيقي اللبناني الشيوعي زياد الرحباني في ثمانينيات القرن العشرين لهذه المأساة البشرية, فصرخ صرخته المشهورة المدوية في أغنية "أنا مش كافر بس الجوع كافر" وفي القرآن (ويطعمون الطّعام على حُبّهِ مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نُطعمِكُم لوجه الله لا نُريد منكم جزاءً ولا شكوراً) وكان الإمام علي بن أبي طالب-كرَّم الله وجهه- صادقاً في قوله لو كان الفقر رجلاً لقتلته.وقد أوجعت مشاهد الفقر والجوع على امتداد كوكب الأرض قلب الراحل البغدادي هادي العلوي, فكرّس مشروعه البحثي والعملي لنصرة الخَلق المتعبين.
2
مع بداية الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر نجح معظم البشر في انتشال أنفسهم من ذل الفقر والجوع. إلا أن نحو مليار نسمة من سكان العالم اليوم هم معدمون كلياً في عالم من الوفرة. ويعتقد البعض أن سبب مشكلة الجوع هو نقص الإنتاج, ولكن العالم زاخر بالطعام, كما هو متخم بأناس متخمين من كثرة ما يأكلون. إن وجود هؤلاء الجياع في الأرض هو بحد ذاته توبيخ من الله لأغنياء المترفين الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. وما تزال الدنيا تدور بعيدة عن ملك الجياع. والحقيقة أن الطعام ينتج اليوم بكميات تكفي لسد حاجة كل إنسان يعيش على هذا الكوكب.والسبب الأساسي للجوع هو الفقر, فملايين الأسر في أنحاء العالم اليوم ليس لديها المال لتشتري الطعام, ولا تستطيع شراء أدوات الزراعة لتقوم بنفسها على إنتاج غذائها. هؤلاء التعساء الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم لا يحصلون على كفايتهم من الطعام والمياه الصالحة للشرب والسكن الآمن والرعاية الصحية, إضافة إلى الصرف الصحي وخدمات التعليم.
3
الجوع وسوء التغذية على العموم يؤثران في مجموعتين هشتين من الناس بدرجات متفاوتة, المجموعة الأولى هم أطفال ما قبل المدرسة, حيث يوجد ملايين الأطفال الذين يعانون نقص الوزن بسبب الجوع الحاد أو المزمن وغالباً ما يكون جوع أولئك الأطفال ميراثاً من أمهات يعانين سوء التغذية. ويؤثر نقص التغذية في أولئك الصغار, فيجعلهم أقل حماساً للعب والدراسة؛ وكثير منهم يخفق في الحصول حتى على تعليم المرحلة الابتدائية. كما أن الملايين من أولئك الأطفال يتركون المدارس قبل إتمام دراستهم. كذلك يؤثر الجوع المزمن في النمو العقلي, وتبلغ المأساة ذروتها حين يتعرض هؤلاء الأطفال إلى أمراض معدية, إذ تقتلهم بسهولة أكبر مما لو أصابت أطفالاً يحصلون على غذاء جيد. أما المجموعة الثانية من الناس الذين يمكن أن يكونوا ضحايا الجوع أكثر من غيرهم, فهي مجموعة النساء والبنات, فبعض الدراسات البحثية تقر أن أكثر من ستين في المائة من جياع العالم من الإناث. ومع أن النساء المنتج الرئيسي للطعام في معظم أنحاء العالم, فإن البنية الاجتماعية والأعراف السائدة غالباً ما تؤدي إلى حصول النساء على طعام أقل مما يحصل عليه الرجال.
4
يبدو أن الأساس لأي خطوة عملية للقضاء على الجوع وسوء التغذية هو تحقيق نمو اقتصادي سريع للناس الفقراء؛ وخاصة في الريف, لأن الاستبيانات تؤكد أن خمسة وسبعين في المائة من فقراء العالم يعيشون في المناطق الريفية, فلا غرابة أن تكون تنمية الريف وتطوير الزراعة فيه هما العاملين الحاسمين في القضاء على مشكلة الفقر وبالتالي الجوع. على الرغم من أن أقوى آليات محاربة الفقر المدقع والجوع تتمثل في تشجيع مستويات النمو الاقتصادي العام, فإن المد المرتفع لا يكفي بالضرورة لدفع جميع القوارب. من الممكن أن يرتفع متوسط الدخل, لكن إذا كان توزيع الدخل غير عادل فإن استفادة الفقراء ستكون قليلة,ومن ثم تستمر جيوب الفقر.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلاً لينين
- عن ذلك الحصير في القصر الجمهوري
- كيف أصبحتُ شيوعياً
- الصورة الأكثر شهرة في العالم
- هل يجلبُ الطَّاغية شوكولاتة إلى أولاده؟
- حَكَمَ فَعَدَلَ
- طائر سوريَّة السَّكران
- هُناك مكان لمن يُصلي
- غسَّان كنفاني ماركسياً
- كلمة حق عند سلطان جائر
- خطابٌ مفتوح إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة
- قناديل ماركس
- قضية الجورنالجي الشيخ علي يوسف يوم 25 تموز 1904
- كنز الأموال بين الانجيل و القرآن
- رحم الله إيفان شيرفاكوف
- كيف تعرف أن السمك سعيد؟
- الدين النصيحة
- حجارة رجم الزانية سوداء
- مروان بن محمد يمنع لعب الشطرنج في دولته
- خطابٌ إلى الأمةِ الأمريكية


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - أنا مش كافر بس الجوع كافر