أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انعام السلطاني - قصة قصيرة لفتاة عراقية تلاعبتها الاقدار














المزيد.....

قصة قصيرة لفتاة عراقية تلاعبتها الاقدار


انعام السلطاني

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


واصبر لحكم ربك فانك باعيننا
قصة واقعية لفتاة عراقية تلاعبتها الاقدار.
" مرارة العيش التي كنتُ اعانيها جعلت امنيتي بالحياة ان اتزوج بأي رجل مهما كانت مواصفاته يطرق ابواب بيت جدي حيث كنت اعيش ، كان همي ان اتخلّص من الذل والمرار بعد وفاة امي وزواج ابي وانتقاله الى عمَان مع زوجته الجديدة وتركني لذلّ الحياة في بيت جدي سنين طويلة ، فكان الاب بالنسبة لي مجرد نسب واسم في اوراقي الرسمية. كان عمري تسع سنوات حين انتقلت الى العيش في بيت جدي وحينها كانوا اعمامي وعماتي بعمر الشباب واصبحت مهنتي هي خادمة للجميع لا تعليم ولا رعاية وكنت اخدم الصغير والكبير وكان العم الصغير يعجز من فعل اي شئ مهما كان وكنت انا حتى اقلَم له الاظافر، وذات ليلة وبينما كنت اقلَم اظافره كالعادة مفترشة الارض ومنهمكة في تقليم اظافره اخطأت واخذ المقراض عمقاً في اظفر عمّي مماسبَب له ألماً فوجئت بأنه ركلني ركلة دفعتني الى معرض الصحون الذي كان خلفي.. أوقع المعرض وما فيه على جسدي الصغير وانهال عليَ بالضرب صرخت بشكل هستيري أيقظ كل من كان في المنزل ، كان عقلي الصغير حينها يصور لي ان اعمامي وعماتي سيتدافعون لنجدتي وإذا بهم ينهالوا عليَ بالضرب لاني كسرتُ صحونهم اضف الى شتى انواع الشتائم والسباب ويلعنون الساعة التي رأوني فيها .. كل هذا لانّي دون قصد تسببت في كسر صحونهم ، عشت مع تلك الهموم طفولتي كلها حرمان من حنان الابوين ومن العيش الكريم ومرّت السنين تلو السنين ، كبرت واصبح ضربهم لي لايؤذيني جسديا فحسب بل يؤذيني نفسيا لاني بدأت اشعر بان لا كرامة لي ولم اكن ادرك في صغري معنى الكرامة . فكرت مرارا ان اهرب من هذا السجن اللعين لكني لم اكن املك الجرأة الكافية ورغم مرور السنين لم ارى والدي ولا مرة واحدة ولم يفكر أن يتصل بي ابدا. كل الذي كان يقوم به هو ارسال مبلغ شهري وبالطبع لم يكن يصل لي بل تتم مصادرته من قبل أعمامي وكنت في قرارة نفسي اقول" لولا هذا المبلغ لما تقبلوني للعيش معهم طيل تلك السنين" . وبعد زواج عمَاتي اضيفت لي مهمة اخرى في منزل جدي غير التنظيف والخدمة هي التسوق ، فرِح عقلي الصغير بهذه المهمة فهي المتنفس الوحيد من ذلك السجن المقيت وبالفعل بدأت مهمتي الجديدة التسوق وكنت اهتم بهندامي وشكلي اثناء ذهابي للسوق وكأنني اتوجه الى حفل وذات يوم وكعادة الشباب في الحي الشعبي الذي كنّا نسكنه تبعني احدهم وبدا يطرق على مسامعي بعض الكلمات وامام الملا ولان مجتمعنا محافظ ويستهجن احيانا تلك التصرفات مما حدا باحد الاشخاص "بائع خضروات " الى توبيخه ثم تطور الامر الى عراك بالايدي خفتُ كثيرا وذهبتُ مسرعة الى البيت خوفاً من ردة الفعل ، ثم بعد مرور اسبوع على الحادث ذهبتُ مرّة اخرى الى السوق وتوجهتُ الى بائع الخضار وكنتُ في قرارة نفسي أقول لعلني اجده قد قُتل او نُقل الى المشفى او او...... ولكن المفاجاة وجدته كما هو يجلس في محله ومُنهمك بعمله اقتربت منه بحذر شديد والقيتُ التحية وقلتُ له " اعتذر عن الموقف الذي حدث" فكان ردّه اي موقف استدركتُ الذي حدث قبل اسبوع وانا الفتاة التي تشاجرت من اجلها وجاء رده اعذريني لاني لم انتبه في حينها الى سحنتك وعموما انّي ارفض تلك التصرفات ولا نقبلها ولوتعرضت اي فتاة لهكذا الموقف كنتُ اتصرف نفس الشئ ، فشكرته وانصرفتْ ولكنّي ولاول مرة في حياتي احسستُ انّ هذا الشاب هو رجل بألف رجل رغم قلّة هندامه ومنذ ذلك الحين بدأتُ اتردد كثيرا على صاحب المحل بحجة شراء الخضروات ولم يكُ يعلم اني معجبة به ابداً ( لانه بصراحة كان قفل .. قفل بمعنى الكلمة) حاولتُ ان المَح له مرارا وتكرارا فمثلاً مرّة سألته هل انت متزوج !!... لسوء حظي لم يفهم انّي اريد التقرّب اليه وبدأ يتكلّم عن معاناته بالعمل وانه من منتسبي وزارة النفط لكن ضعف الدخل جعله اضافة الى ذلك يعمل بالخضار ومواضيع شتى لاعلاقة لها بسؤالي ومااريد الوصول اليه ، ثم حاولتُ مرّة اخرى حيث خطرتْ لي فكرة فقلت في نفسي افضل الحلول هو ان استجمع قواي واتكلم معه بوضوح واقول له اني معجبة بخُلقك لعله يفهم بأني احبّه , وجاءني الرد الذي صعقني قال لي بالحرف الواحد ( رحم الله والديك) انه قفل بمعنى الكلمة , عرفت وقتها انه لا امل بهذا الرجل . وبعد مرور فترة كنتُ اتردد على السوق كالعادة وبدأت اتسوق من محل مجاور له نكايةً به واثناء انصرافي من السوق تبعني ثم ألقى التحية وقال لي هاتي عنك الاكياس انا احملها فأجبته بعنفوان" لا.. شكرا لك ولاتتبعني" ، فكان ردّه ارجوك اعتذر لسذاجتي حيث سألت اخي وقلت له ان فتاة اعربت عن اعجابها بخلقي فقال لي ياغبي انها تحبك واعذري جهلي فانا مااعرف ماعندي تجربة ، في تلك اللحظة ضحكتُ كثيرا واحسست ان القدر ابتسم لي اخيرا وكانت البداية بداية لقصة حب نقية وصار لي حبّ حياتي ثم بعد فترة قصيرة تقدم لخطبتي ورغم ضعف حالته المادية تزوجنا وسكنت غرفة مصنوعة من حجر البلوك فوق سطح دار اهله حيث كانت في الصيف لهيب الحر لايوصف وفي الشتاء برد قارص لكن هذه الحجرة كانت قصري وكنت انا ملكة هذا القصر وعشنا ايام حلوة ومرة سوية , وبعد الحرب الامريكية على بلدي واحداث سنة 2003 وماتبعتها من احداث ادّت الى تحسّن الوضع المادي لمنتسبي وزارة النفط بشكل كبير ومن ضمنهم زوجي ورزقنا الله بدل الحجرة دارين وسيارة احدث موديل والذرية الصالحة فلنا الآن بنتين وولد واصبح لزوجي اكثر من مشروع تجاري لا اعرف ماذا اصف هذا الرجل الذي بعثه الله لي كطوق النجاة فكل الكلمات لاتصفه ومهما اشهدُ له بحسن الخُلق تبقى شهادتي مجروحة بحقه ودارت الايام واليوم يحاول والدي بشتّى الطرق يتصل بي لكي يراني هو الذي نساني سنين عمري كلها الاّ ان قلبي المجروح يأبى رؤيته رغم محاولة زوجي اقناعي برؤيته دون ملل لانه متاكد لابد ياتي اليوم الذي احن لرؤية ابي , آه يادنيا.



#انعام_السلطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهارات الاشراف الفعال
- دراسة واقع الاحزاب العراقية وبنيتها التنظيمية قبل وبعد اقرار ...
- معوقات رجال الاعمال بالتعاملات مع كافة المؤسسات الحكومية
- المرأة ورئاسة أتحاد الحقوقيين العراقيين
- دراسة مقارنة لمفهوم النشوز وفق احكام الشرع الاسلامي والتشريع ...
- الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل
- المادة 46 من قانون الاحوال الشخصيةرقم 188 لسنة1959 المعدل
- دراسة ميدانية لبعض احكام قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انعام السلطاني - قصة قصيرة لفتاة عراقية تلاعبتها الاقدار