أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - حُسن الخاتمة!.. قصة قصيرة (ق.ق)














المزيد.....

حُسن الخاتمة!.. قصة قصيرة (ق.ق)


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 6044 - 2018 / 11 / 4 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


حُسن الخاتمة!.. قصة قصيرة (ق.ق)
بقلم / محمود سلامه الهايشه
Mahmoud Salama El-Haysha (M.S. El-Haysha)
كاتب وباحث مصري
[email protected]

غاب العمدة منذ عدَّة أيام، فَذَهبوا للاِطْمئنان عليه، ودَقُّوا جرَس الباب فلم يُجِبهم، فحاوَلوا الاتِّصال به عشرات المرَّات، لكن دون جدوى، فظنَّ بعضُهم أنه سافر لزيارة ابنٍ من أبنائه.
في نِهاية اليوم الثالث، تلقَّى أحدُ جيرانِه اتصالاً من ابنه الأكبر، يطمئنُّ على أبيه الذي حاول الاتِّصال به أكثر من مرَّة دون جدوى، فأمسك هذا الجار أعصابَه، وقال له:
• ربما يكون التليفون معطَّلاً، سأذهب إليه بعد قليل وأُطَمئنك.
ملأ الشكُّ صدْرَ الجارِ وعقْلَه، فَهذا ابنُه الأكبر يسأل عنه، فمن المؤكد أنه اتَّصل بباقي إخوته، وتأكَّد أنَّه ليس عندهم، إذًا فالرَّجل ما يزال داخل بيته، فقام على الفور مُنْطلقًا حتَّى وصل إلى الباب وهو يحمل شاكوشًا، فكسَر باب البيت، وألقى السَّلام فلم يَرُدَّ عليه أحدٌ.. بدأ يبحث في غُرَف البيت الكثيرة، فلم يَعْثر على شيءٍ في الطابق الأوَّل، فصَعِد إلى الطَّابق الثاني حتَّى وصَل إلى غرفة نومه، فطرَق الباب بِخِفَّة؛ حتَّى إذا كان نائمًا لا يُزْعجه، ثم فتَح الباب وعينه تنظر في كلِّ جنباتها فلم يَجِد شيئًا، وفجأة عندما اقترب من السَّرير وجدَه ساجدًا على سجَّادة الصَّلاة في الجانب المقابل خلفه.
في لحظة فارقة وقبل أن يتحرَّك من مكانه، رجعَتْ به ذاكرتُه إلى الشَّيخ عبدالسَّتار إمام المسجد الكبير، حينما سجَد وهو يَؤُمُّ النَّاس في الرَّكعة الأخيرة من صلاة العشاء ليلة السَّابع والعشرين من رمضان الماضي، فلم يرفع، وطالت السَّجدة، فقام أحد المُصَلِّين، وأمسك بـ (الميكروفون)، وكبَّر وأَنْهى الصَّلاة، وعندما سلَّم وجده قد قُبِضَت روحه.
فالتفتَ وانتبه للموقف الذي هو فيه، فقال بينه وبين نفْسِه:
• أيكون العمدة قد قُبِض بنفس الكيفيَّة؟!
• لا.. لا.. انتظِرْ قليلاً.. حتَّى يُنهي صلاته.
ظلَّ يَنْظر في ساعته، وتَمُرُّ الدقائق كأنَّها سنوات، فقال لنفسه:
• لن أستطيع الانتظار أكثر من ذلك.
فهمَّ واقترب منه يرفع أرجُلَه بِصُعوبة كأنَّها ملتصقة بالأرض، ووضَع يده على ظهره، وقال: "بسم الله"، وشدَّ كتفيه، وعدَّل جسده وهو يُنادي عليه، فعرف على الفور أنَّه قد مات وهو ساجد، أمسك بالتليفون واتَّصل بالشُّرطة التي هرعَتْ إلى المكان ومَعها الإسعاف، حضر وكيل النِّيابة لِمُعاينة الغرفة والتأكُّد من عدم وقوع جريمة، وطلَب من رِجال الإسعاف نَقْل الْجُثَّة إلى مقرِّ الطبِّ الشرعي؛ للتأكُّد من أسباب الوفاة.
تَجمهَر أهالي البلدة حول بيت العمدة عندما رأَوْا وسَمِعوا صوت سيَّارات الشُّرطة والإسعاف، وظلَّ الجميع طوال تلك الليلة في حَيْرة، منتَظِرين نتيجة تقرير المَعْمل الجنائيِّ؛ فالجارُ المُبَلِّغ قد تَمَّ التحفُّظ عليه لِحِين ظهور كلمة الحقِّ، مرَّت السَّاعات كالدَّهر، وحضر جَميع أبناء المُتَوفَّى من أماكن إقامتهم.
وفي الصباح أُفرج عن الجار وصرَّحَت النيابة بِدَفْنه، وتبيَّن أن رُوحه قبضت منذ ثلاثة أيام وهو ساجدٌ لله تعالى يصلِّي، فذهب أهالي القرية بِصُحبة أبنائه لاِسْتلام الجثمان من المَشْرحة، فقال لهم الطبيب:
• هل هذا الرجل كان صالحًا؟
فردَّ عليهم أحد أبنائه:
• لماذا هذا السُّؤال؟
• لأنَّه لَم يتحلَّل جسَدُه رغم مرور تلك المُدَّة الطويلة، ولَم يتخشَّب عظمه؛ فقد فُرِد بسهولة! إنَّا لله، وإنا إليه راجعون.



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضفضة ثقافية (421)
- دفن بالواسطة!!.. قصة قصيرة
- صدر حديثا ومؤخراً .. ج3
- صدر حديثا ومؤخراً .. ج2
- صدر حديثا ومؤخراً .. ج1
- فضفضة ثقافية (420)
- ذهبت البركة!.. قصة قصيرة
- فمن يشتكي إذا؟! ... قصة قصيرة واقعية
- هل نقف البحث العلمي ؟!
- ليس كل ما هو سلبي سيء..وليس كل ما هو إيجابي حسن!!
- في عصر جوجل تحولت فنون التراسل والمرسلة إلى ثرثرة الكترونية
- فضفضة ثقافية (419)
- عواصف العرب..بين الماضي والحاضر!!
- عقد زواج!!
- التسامح يقوى ويتطور الجهاز المناعي للأفراد والمجتمعات
- الصفر قيمة أما لا شيء..فلا سبيل للتقدم والرقي ألا بقيمة الحب ...
- قراءة سريعة في العدد 171-172 من مجلة أبقار وأغنام الشرق الأو ...
- جدري الحوار! .. قصة قصيرة عن مرض جدري صغار الإبل
- حاصد الجوائز!.. قصة قصيرة
- تطوير السياحة الداخلية سبيل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية


المزيد.....




- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - حُسن الخاتمة!.. قصة قصيرة (ق.ق)