أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الشمري - بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب والسياسة (10)














المزيد.....

بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب والسياسة (10)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 19:57
المحور: الادب والفن
    


كان بلزاك يعتقد بأنه لن يرتقي لمكانة عليا على سفح هرم الطبقة البرجوازية بخدماته الاجتماعية او الثقافية،بل في اعتماده على ذاته وارادته،وجهده الفردي،ومهما كان الثمن!.وان الرغبة،رغبته هي التي تقود ارادته نحو العظمة والثراء،وبها وحدها-الارادة-تقاس القيمة الاخلاقية.يقول بلزاك:"ان الجرأة الاخلاقية تجعل من الانسان عظيما في طيبته،والامر سيان أكان متعلقا بالطيبة او الجريمة،فالمهم هو التحلي بالجرأة الاخلاقية".انها الارادة غير المؤمنة بصلاح البشر،والتغيير،العديمة العاطفة،الباردة،والتي لاتجدي معها كل اشكال الرجاء والتوسل.اذن:كيف تكون قوانين العدالة محققة في عالم قاس،ومقلوب،وظالم كهذا؟!.حيث تنقذ الارادة راستنياك،وتحكم بالفشل على لوسي دي رومبيري؟!.انها موجودة،ولكن ضد الضعفاء،لتطبيق شريعة الغاب،قانون وعدالة الاقوياء!.فتهب لنجدة ونصرة المنتصرين الجريئين،اصحاب الارادة والحيلة،ذوو البأس والقوة.موجودة من اجل مساعدة الارمل الخبيث الكذاب ضد الضابط شابير،موجودة من اجل المركيزة دي سبارو ضد زوجها،مع كاموزو دي مارفيل ضد الفقراء!.ان مؤسسة القضاء هي مؤسسة-جهاز طبقي-وأداة قانونية برجوازية حتى في العلاقات الثابتة بين الحكام والاحزاب المسيطرة-السائدة."وبسبب معتقداته،لم تعر الهيئة القضائية،المحامي "فيني"اذنا صاغية"!.هذا مايجري من ممارسات العدل البر جوازي في العالم الروائي البلزاكي الواقعي،حيث يرتفع الخط البياني للطموح بموازاة ارتفاع الانتاج والربح الصناعي والمالي.فالمجتمع يحمل في احشائه قانون حركته وصراعه،فحركة صعود المال تقدم تفسيرا منطقيا للتفاعل الجدلي بين العقول والنفوس.يقول فاتران-احد شخصيات بلزاك-عن هذا المجتمع:"ان النجاح هو السبب المحرك لجميع التصرفات"ومايجري في عروق افراد هذا المجتمع هو:الذهب بدل الدم!.لهذا دأب نقاد بلزاك المتحاملين على لومه،للمبالغة في سماع رنين التالر!.حاول الكثير من دارسي بلزاك وادبه ننبع انساب شخصياته في موسوعته الروائية"الكوميديا الانسانية"واقتفاء آثار الابطال الحقيقيون الذين وقفوا وراء خياله الروائي،ولكن لم يكم هناك سوى الجذر الاول،الام الكبرى،والتي انحدر منها الجميع،الا وهي:الملكية،فهي البطلة الرئيسية في ملحمة بلزاك وسرديته الطويلة.فهو يقول:"ان مهر الزواج هي احد بطلات هذه القصة"على لسان نائب ارسي!.ويقول ابن العم:"كلهم يريدون معرفة بطلة هذه القصة"ويقصد بذلك:مجموعة التحف الفنية الثمينة،والتي تبلغ قيمتها ملايين التالرات!.ان تتبع الشخصيات وتحولاتها،وانتقالها من رواية الى اخرى هو امر ممتع بالتأكيد،ولكن الاهم من ذلك هو متابعة كيس النقود!.وكيف يصنع هذا الكيس العجائب والمعجزات،بين حركة وانتقال وسلوك عبيد المال هؤلاء!.لنأخذ شخصية الاب"غوريو"مثلا على ذلك:ان هذه الشخصية التي تشبه الملك لير-لكن كبرجوازي!-يحطم نفسه من اجل بناته العاقات،ومن اجل ذلك لابد ان يكون غنيا ومالكا اولا!.وفي الحقيقة كان الاب غوريو في بدء انطلاقه "عاملا بسيطا في معمل لانتاج المعكرونة"واصبح اثناء الثورة الفرنسية رئيسا لمقاطعة مدينته،لابسبب ايمانه بمباديء الثورة والجمهورية الفرنسية طبعا!.بل لانه اراد "حماية تجارته"واستطاع تحقيق ارباح طائلة من مجاعة حقيقية او مفتعلة"وجمع ثروة كبيرة،وآلت تلك الثروة في الختام الى بناته،واللاتي جعلت تربيتهن الرفيعة منهن فتيات ميتات الروح والضمير،ومن الطبقة البرجوازية الراقية!.فتزوجت احداهن البارون دي نوسيني،وتزوجت الاخرى الدوق روستو،وهكذا تنتقل الثروة الطائلة من جيب الاب غوريو،بعد ان جمعها باستغلاله مجاعة باريس،الى جيوب الشرائح الرئيسية من طبقات الفترة الزمنية المقبلة:الى البنك،والملكية العقارية!.لقد انقضت تلك الحقبة التي تخون فيها"سوتيفل"عشيقها البرجوازي"جورج دندان"يكل برود ابان عصر موليير.ففي المرحلة الرأسمالية الصاعدة اصبح الوضع مختلفا جدا،فخيانة بنات مالك معمل المعكرونة-الاب غوريو-للبارون المالي،والدوق الشريف.احداهن مع ر"استنياك،"والاخرى مع"مكسيم دي تريل".فالعلاقات العاطفية خارج مؤسسة الزواج لاشأن لها بالحب قطعا عند هؤلاء السيدات والسادة المحترمون!.لقد اصبح راستنياك عشيقا لدلفين بعد ان تعلم درسا من موت ودفن الاب غوريو،فيخاطب من اعلى تلال مقبرة"بيير لاشيز"المدينة الجاثمة تحت قدميه،مخاطبا اياها قائلا:"والان اتى كلبنا ياباريس"!.وسيغدو راستيناك(نا) هذا رئيسا للوزراء عندما نلتقيه للمرة الاخيرة على صفحات الرواية،عندما يتزوج ابنة عشيقته،والتي يكون نصف مهرها"اربع افلاسات"ونصفه الآخر"من مجاعة حقيقية او مفتعلة"!.اما النصف الآخر من ثروة الاب غوريو،والتي يديرها المرابي"جوبه"فيتيح لورثة عائلة روستو الزواج من اعظم الاسماء في فرنسا!.وهكذا قامت حركة صعود النقود بوظيفتها الاساسية.كانت المجاعة منبع المال،ثم البنك،والملكية العقارية،واخيرا الحكومة و"فوبورج سان جرمان،وسيزار بيروتو-عنوان رواية لبلزاك بنفس الاسم.م.ا- تاجر العطور و"شهيد التجارة"الذي قام بوظيفة نائب عمدة مدينة مقاطعته،وابتدأ غناه من المضاربة بالنقود في فترة الثورة،ثم تاجر بالمراهم المزيفة المانعة للصلع،ورغم عدم جدواها كعلاج!.واشترى بأسعار بخسة عقارات مختلفة،ويرد على زوجته المحتقرة لعمله هذا،بأن هذه الاعمال هي من"ضرورات"هذا العصر!.وبعد افلاسه بسبب محام محتال،والاعيب احد اصحاب البنوك،يبروءه بلزاك من كل عمل مشين،جاعلا منه شهيدا للتجارة!.لتنتهي ملكيته المستعادة الى ابنته وصهره"انزلم بوبيتو"الذي سيصبح اثناء حكم لويس فيليب وزيرا للتجارة!.فياللمصادفات الطريفة:صهر شهيد التجارة يصبح وزيرها!!
............................................................................................................................................................................................
يتبع.
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب و ...
- بلزاك(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب وال ...
- (الديستوبيون)....وعرض(الفارس)الانتخابي!
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(7-الاخير)
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(6)
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(5)
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(4)
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(3)
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(2)
- (سورة)قريش..لاهوت التجارة وتجارة اللاهوت!.(1)
- فيورباخ-ماركس-فرويد...والاغتراب/تداعيات اغتراب ذاتي خارج الن ...
- فيورباخ-ماركس-فرويد...والاغتراب/تداعيات اغتراب ذاتي خارج الن ...
- فيورباخ-ماركس-فرويد...والاغتراب/تداعيات اغتراب ذاتي خارج الن ...


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الشمري - بلزاك..(سكرتير) التاريخ! والكوميديا (البرجوازية) بين الادب والسياسة (10)