أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل نريمان عبدالله - سيناريوهات العقل البشري(قصة قصيرة)














المزيد.....

سيناريوهات العقل البشري(قصة قصيرة)


نبيل نريمان عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 00:53
المحور: الادب والفن
    



كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة صباحا عندما وصلت شيماء الى شارع الربيعي حيث مقر عملها في احدى المولات. كان الشارع خال من المارة ومن المتسوقين على غير العادة في هذا الوقت من النهار، ففي تلك الساعة يمتلئ الشارع بالمتسوقين ومرتادي المطاعم والمقاهي ويصبح الزحام على أشده ولكنه الآن فارغ من أي حياة! كما كان المول الذي تعمل فيه مغلقا أيضا!
شعرت شيماء الفتاة العشرينية الجميلة بقلق وارتباك شديدين!
فما الذي حصل؟ اين ذهب الناس؟ لماذا لم تفتح المطاعم والأسواق أبوابها؟ عشرات الأسئلة التي لم تجد لها أي إجابة ولكن السؤال الأهم الذي لم تجد له إجابة هو اين اختفى سائق التكسي الذي جاء بها الى هذا الشارع! استرجعت احداث الليلة الماضية لترى ان كان هناك أي خبر يتعلق بالناحية الأمنية لمدينة بغداد او أي أوامر تتعلق بمنع التجول او ما شابه ذلك فلم تتذكر أي شيء! فالأمور كانت طبيعية حتى ساعة منامها.
لم تكن تعرف ما الذي يجب عمله وبدأت بالسير لوحدها في الشارع الخالي من المارة.
وفي هذه الاثناء رأت رجلا يسير في الجانب الاخر من الشارع ففرحت لذلك كثيرا! وارادت ان تعبر الشارع لكي تستفسر منه عن عشرات الأسئلة التي جالت في خاطرها ولم تجد لها أي إجابة الا انها تسمرت في مكانها فجأة واصيبت برعب شديد بعد أن رات مشهدا عجيبا!
يا ألهى! ما هذا الذي اراه؟
الرجل يفقد أجزاء من جسمه وهو يسير!
أصيبت بالرعب وبدأت تركض بعيدا وبينما هي تركض رأت رجلا في الاربعينات من عمره يرفع كرسيا متحركا على رأسه وتظهر عليه علامات الانهاك فذهبت اليه واستوقفته سائلة:
-ارجوك اخي ما الذي حصل؟ اين ذهب الناس؟ ولماذا الأسواق مقفلة؟ ومن هذا الرجل الذي يفقد أجزاء من جسمه وهو يسير؟
-ان هذا الامر لا يخصني كما انني مستعجل من امري فأمي كما ترينها مقعدة واني احملها لكي اذهب بها الى المستشفى.
تعجبت من ذلك فهل هذا الرجل مجنون! أين هي والدته؟ فالكرسي المتحرك فارغ!
-اخي العزيز عن ماذا تتكلم فهل الان وقت المزاح؟ الكرس الذي تحمله فارغ!
أجاب الرجل بغضب شديد:
-ماذا تقصدين هل انا مجنون! لا لن اترك امي مجددا كما فعلت في المرة السابقة ولن ادعها تموت من جديد سآخذها الى المستشفى بنفسي هذه المرة.
تركها ومضى بعيدا واستمرت في سيرها!
وصلت الى نهاية الشارع ورأت رجل مسن عند تقاطع الإشارة المرورية الضوئية وبيده مناديل ورقية!
تقدمت منه وقالت:
حجي ما الذي حصل اليوم؟ لماذا الشارع فارغ من المارة؟
تفاجئ الرجل المسن بوجودها وقال بصوت حزين: أخيرا وجدت شخصا أتكلم معه اليوم! فانا مثلك يا ابنتي لا اعلم اين ذهب الناس جميعا! ولم ابع اليوم أي مناديل ورقية لحد الان.
-ولكن لماذا لم ترجع الى البيت وترح نفسك من عناء هذا التعب مادام الشارع فارغ من الناس.
-يجب ان ابيع بعض المناديل الورقية فزوجتي قد توفت من زمن بعيد وابني الوحيد قد طردني من البيت وانا الان أعيش في غرفة بائسة في منطقة العلاوي ولابد ان ابيع بعض المناديل لكي أستطيع ان ادفع ايجار الغرفة.
يا له من ابن عاق قالت شيماء أتمنى بأن يصبح مثل هذا الرجل الذي يمشي ويفقد أجزاء من جسمه.
وفجأة سمعت شيماء صوتا بعيدا غير مفهوم يزداد قربه شيئا فشيئا
-شيماء كفاك نوما، استيقظي فقد حان وقت ذهابك الى العمل
شعرت بغشاوة تملء عيناها وتراءت لها صورة الرجل المسن وهو يقول:
-ابنتي العزيزة ابني كان هنا صباح هذا اليوم ولكنه كان على هيئة ثانية حيث يفقد أجزاء من جسمه ويستعيدها وهو يمشي! يبدو ان الله قد عاقبه على ما فعله بي!
ازداد صوت أمها قوة حتى استيقظت بصعوبة بالغة وعلامات الإرهاق بادية عليها! اخذت بعدها حماما سريعا وارتدت ملابسها على عجالة وخرجت من المنزل.
اوقفت سيارة تكسي وتوجهت الى مقر عملها في شارع الربيعي وصلت الى المكان المحدد وفتحت حقيبتها لتعطي للسائق أجرته ولكنه اختفى فجأة! نزلت من السيارة وبحثت عنه هنا وهناك ولكن دون جدوى نظرت حولها لقد كان المول مغلقا والشارع فارغ من المارة، وبدأت تسير لوحدها!



#نبيل_نريمان_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم ثورة الحسين
- ظلم الانطباع الاول
- معايير الحضارة واسس تكوينها
- الدوغمائية الصفة الاعظم للطغاة والمجرمين
- الفلسفة هي الحل النموذجي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل نريمان عبدالله - سيناريوهات العقل البشري(قصة قصيرة)