ظلم الانطباع الاول

نبيل نريمان عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 00:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عند اجراء عملية بحث بسيطة عبر محرك البحث الشهير غوغل فأننا سنجد عشرات المواقع التي قد تمنحك نصائح مجانية لكيفية ترك انطباع اول مؤثر او جيد حيث كثيرا ما نسمع بأن الانطباع الأول يبقى في الذاكرة لمدة طويلة علما ان الانطباع الأول ينتج من خلال قيام الدماغ البشري بتوليد صورة ذهنية عن الشخص خلال مدة قد تستغرق ١٠ ثوان فقط.
١٠ ثوان ممكن ان تكون عاملا حاسما في اجتيازك لمقابلة عمل مثلا ١٠ ثوان ظالمة ولعينة قد تحدد مصيرك لمدة طويلة بناءً على ما يسمى بالانطباع الأول ولكن كيف لنا ان نحكم على الانسان ذلك الكائن المعقد والمليء بخليط واسع من الانفعالات النفسية والسلوكيات التي لا يمكن التنبؤ بها من خلال الانطباع الأول فقط.
ان معظم الإشارات الخاصة بالانطباع الأول هي بصرية أي ان الحكم قد يصدر بناءًً على معايير ظاهرية (الملابس، طريقة الجلوس، الحركات، الشكل الخارجي ، الاتصال البصري ) وتلك المعايير من الممكن ان يتم التلاعب بها أي من الممكن ان يتم اظهار انطباع اول كاذب او مزيف من قبل بعض المحترفين في التمثيل ولا اقصد هنا التمثيل الفني انما التمثيل لا ظهار صورة تخالف الواقع لغرض كسب انطباع اول جيد لدى المقابل ومثال ذلك الكثير من المجرمين والمحتالين من الذين استطاعوا ان يظهروا صورا غير حقيقية عن سلوكهم لغرض زرع الاطمئنان لدى ضحاياهم وبذلك نرى ضرورة منح فترة زمنية ملائمة لغرض دراسة تصرفات وامكانيات أي شخص ضمن ظروف متعددة وعدم غض النظر عن الكثير من المؤهلات والقدرات الحقيقية الأخرى وخاصة فيما يتعلق بال (Hard Skills & Soft Skills) والتي لا يمكن اظهارها الا خلال فترات زمنية ملائمة وبذلك يتم اصدار حكم فيه عدالة اكثر مما لدى الحكم الصادر من خلال الانطباع الأول .

#نبيل_نريمان_عبدالله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل