أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد يوسف عطو - نصير شمة استمرار لمسيرة جميل بشير















المزيد.....

نصير شمة استمرار لمسيرة جميل بشير


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 6038 - 2018 / 10 / 29 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


نصير شمة استمرار لمسيرة جميل بشير

( اعتقد انه بتواضع ,ان الموسيقى التي اعمل بها ,هي موسيقى غير معنية بالمسميات الشرقية والغربية ,بل هي معنية بجوهر الانسان , هي تخاطب روح الانسان وعقله ,وتبدا في روحه).
الموسيقار نصير شمة

ولد الموسيقار نصير شمة من عائلة كردية فيلية من مدينة الكوت على نهر دجلة ,تقع عائلة نصير شمة في حي عرف بميول ساكنيه الشيوعية .لذا كان نصير يتنفس القلق منذ بداياته , وكان يتعجل المعرفة . تعرف في العام 1977 الى معلمه في مدينة الكوت المختص بالنشاط الموسيقي , ومن هنا بدات رحلته مع العود .

تم قبوله في معهدالدراسات النغمية في بغداد عام 1980 , وقد اكتشف استاذاه في المعهد,العازفين ,والخبيرين في العزف على العود ,الاستاذ علي الامام وسالم عبد الكريم , انهما حيال طالب استثنائي غير اعتيادي .استطاع نصير شمة اختصار البرنامج التعليمي من ست سنوات الى اقل من ثلاث سنوات .

في منتصف ثمانينات القرن الماضي ,وكان نصير شمة قد تجاوز العشرين عاما بقليل بدا العزف والظهور ,وكان اصغر عازف عود يمثل العراق في المحافل الموسيقية في العالم العربي وفي اوربا .وقد اطلقت عليه الصحافة الفرنسية لقب ( زرياب الصغير ) .نجح في ادارة فرقة (البيارق ) التي ضمت افضل المواهب الموسيقية العراقية الحقيقية .لفت نصير شمة الانتباه اليه والى عزفه في مهرجان جرش في الاردن عام 1988 واسلوبه الجديد في العزف على العود وفي تقديم اعمال موسيقية في المسرح والتلفزيون تنتمي الى الحداثة الفنية .

اعتقل في الاردن من قبل المخابرات الاردنية وتم تسليمه الى المخابرات العراقية في الاردن وتم نقله وتسفيره الى بغداد بسبب وشاية من مسؤول موسيقي عراقي كبير . وكاد نصير شمة ان يفقد حياته .الشجن في موسيقى نصير شمة اخذه من بيئة الجنوب ومن كردستان ,ومن اروقة التحقيقات في المعتقل , كما يشير الى ذلك الناقد الموسيقي علي عبد الامير في كتابه :
(رقصة الفستان الاحر الاخيرة).ورث نصير شمة الصمت العميق وروح الغضب بالمحبة,وهذه عوامل توازن ,ان انفرط عقدها ضاعت من بين يدي الموسيقي جوهرة النغم .

اغتنت موسيقى نصير شمة رقة وعذوبة وتجديدا اسلوبيا بقدر ثقل القنابل التي سقطت على العراق . لقد خرج نصير شمة شاهدا على العصر وعلى ماساة العراق . ومثلما كانت عمان انيسته , كذلك حين احاط به الاصدقاء والمبدعون في اقامته الثانية عام 1992 . كانهم كانوا يتاكدون من بقاء معالم كثيرة على قيد الحياة في العراق ,لوفرة الموت الذي احاق بالبلاد.

ومن عمان انتقل نصير شمة الى تونس حيث اغتنت تجربته الموسيقية عبر عشرات الامسيات الموسيقية وتدريس فنون العزف على العود في المعهدالعالي للموسيقى . وتونس نقطة اتصال مع اوربا .وهكذا استطاع نصير شمة من تقديم مشروعه الموسيقي بين فضاءات غربية مما اكسبه النضج والعمق في التجربة.

من خلال مهارات نصير شمة الموسيقية اصبحت المقامات العراقية تتشح بتعبيرية جديدة خارج نطاق (القولبة),وقدالتقت روحية نصير شمة وطريقته في العزف مع روحية الموسيقار العراقي الخالد جميل بشير ,المتحررة من النمط والقولبة الى رحاب التاليف الموسيقي والانتماء الى المدرسة العراقية في العزف على العود .

النغم عند نصير شمة احد اشكال الوعي واخطر تجلياته ,خصوصا الموقف من قضايا الشعوب والانسان .وهكذا كانت حفلاته عناوين تضامن مع الشعوب المقهورة .لم يكن نصير شمة انانيا او نرجسيا ,ولم يجعل نفسه نجما ,بل عرض افكاره الموسيقية على مؤسسات ثقافية وفكرية عربية من شانها تحقيق حلمه في تاسيس معهد لتعليم العزف على العودوصقل المواهب .

وفي الوقت الذي كان نصير شمة على وشك الاتفاق مع جامعة لندن , التي قررت تنفيذ المشروع,كان يامل ان تاتي المبادرة ولو بربع الامكانيات , من جهة عربية , وهو ماتحقق حين وافقت مستشارة دار الاوبرا المصرية والباحثة ومديرة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ,الراحلة د .رتيبة الحنفي على ان تستضيف دارها (بيت العود العربي )الذي اضاء فيه نصير شمة في العام 1998 شموعا كثيرة , صبر عليها كثيرا كي تضيء المكان .وهكذا اصبح بيت العود مؤسسة تعتمد على بلدان العالم العربي وعواصمه من الجزائر الىى الامارات العربية مرورا ببغداد .

اتقن نصير شمة التعامل مع الاوركسترا وادخل صوت العود في اعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية .ولكونه صاحب نهج خاص في التعاطي مع الثقافة ,فقد وجد في التراث الصوفي مايشفي غليله الى التعبير الصافي والشفاف عن وجدان الانسان . وقد اسس نصير شمة (فرقة عيون )التي تعزف معه .

لقد تحول شمة من فتى يسابق المخاوف الى موسيقار عذب وشفاف ومتواضع ومتعدد الثقافات .

مسك الختام :

لقد اكمل الموسيقار نصير شمة مشروع الموسيقار العراقي الفذ الراحل جميل بشير وهو ماصرح به علنا .لقد كان يسكن نصير شمة هاجس التجريب والحداثة في التعبير الموسيقي , وبحسب الناقد علي عبد الامير في كتابه ( رقصة الفستان الاحمر الاخيرة)فقد اجاب نصير شمة عن سؤاله عن جهة اتصاله مع الموسيقار جميل بشير فقال :

(لجهة البحث عن قوالب في التعبير الموسيقي وهاجس التجريب .. ولو لم يدرك الموت جميل , كان من الصعب ايجاد مكان لنا وسط عالمه المليء بالتجديد ,وبالروح ,وبالشفافية العالية , او كان علينا البحث عن صيغ اكثر ابتكارا ,ولم يترك فكرة , لم يمسها في تجديد الة العزف على العود ).

روابط ذات صلة :

عزف منفرد للموسيقار نصير شمة بيد واحدة فقط .

https://www.youtube.com/watch?v=Rf39MSqtSVI

نصيرشمة يتحدث مع منى الشاذلي عن فترة اعتقاله :

https://www.youtube.com/watch?v=qWbmrYqYeZI

فيلم من قناة الحرةعن حياة الموسيقار الراحل جميل بشير

https://www.youtube.com/watch?v=P6ZPsfOeS8w



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميل بشير وتراثه الموسيقي الخالد
- ظروف الفلاح في زمن المؤسسة الشيخية
- هجرات الفلاحين في العراق
- مائدة نزهت مطربة الغناء الراقي
- كاظم الساهر قيصر الاغنية والانسان
- تطور الموسيقى والاغنية العراقية
- القابلية على الاستعمار الخارجي والداخلي
- مصيدة الفئران السياسية
- كتابات على جدار الفكر والثقافة
- عادل الهاشمي شيخ النقاد الموسيقيين العراقيين
- غزو قيم الرثاثة للمجتمع العراقي
- ذاكرة العراق الفنية ومحاولة طمسها
- كشكوليات على جدار الحرية
- في انثروبولوجية الهوية
- ظاهرة الفاشية الثقافية
- صدام مهزوما رغم ضحكته المدوية
- صناعة البطل ومواصفاته
- صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا
- سلطة المثقف ومراكمة راسماله
- تساؤلات مثيرة حول احداث 14 تموز 1958


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد يوسف عطو - نصير شمة استمرار لمسيرة جميل بشير