أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - هل الدخان حرام ؟















المزيد.....

هل الدخان حرام ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بيان لسخافة الأمم المتحدة ؟
الغريب في الأمر أن مثل هذا التساؤل السمج , حولته الأمم المتحدة , ومنظمة الصحة العالمية , كقضية تناضل من أجلها , وكأن في الأمر بقايا متعلقة بالحرب الباردة سيئة الذكر ,فهي من نشر على علب الدخان الجميلة عبارة : تحذير , المنتج الفاخر والعريق موسوم ببشاعة الدمغة النارية لرعاة الأبقار على فخذ الحيوان البريء , التدخين يضر بالصحة , حذار من انفجار اللغم والسرطان , وكأن الكلمة الأولى في هذا العالم مازالت لأطباء يتغنون بأفضال الحجامة وشرب السوائل الساخنة , بل النوم باكرا والصحو باكرا , كنوع من الثقافة الصحية المثالية , في واقع غير مثالي بوجه عام , وبخاصة حين تهاجم البشرية أمراض خطيرة وليس بمقدور العلم الآن , فك خطوطها وفهم نصوصها في المرحلة الراهنة كالإيدز والايبولا وأنفلونزا الطيور ,وغيرها مما قد يتألف من الأمراض الفيروسية الفتاكة .
قيل لأعرابي : اترك الدخان .
سأل مستنكرا : لماذا ؟!.
قالوا له بثقة وبكل برود : سيضرك .
رد عليهم مستغربا باستهجان : يضرني فقط , يا ليته يقتلني ..
الحرية في الاستهلاك , والاستهلاك من الحرية , والحكم للعقل في النظرية الاقتصادية , باسم إشباع الرغبات والحاجات ,من خلال قانون المنفعة الحدية للاستهلاك , وهي دالة مفسرة بدقة بالغة , لفكرة الزائد كالناقص , أو فكرة ما زاد عن حده انقلب ضده ,وقبل الشروع في مناقشة المسألة , فلا بد من بيان أهمية التكافؤ بين الإشباع المادي والمعنوي كذلك , وباعتبار الدخان كان قد اخترع أصلا للإشباع النفسي والمعنوي , والصحة النفسية كالصحة الجسمانية ,فالتوازن الصحي محكوم هو الآخر بالتوازن النفسي , ومن أقوال أحدهم , الصحة للبغل , لأنه أقوى من أقوانا صحة جسما نية ؟
شرب عشرات الكؤوس من مياه شلال طبيعي أو نبع صاف في جبل بعيد عن تلوث البيئة , والتهام صندوق فاكهة , وسرط قالب حلوى من أحجام موسوعة غينيس , لا يختلف رد الفعل فيه , من تحمل الألم , كوصية الشيخ المجذوب للعبد الصالح , أن لا يلتهم أكثر من عشر خوخات , لأنه سيمضي ليله شاعرا بالهلاك ؟
قانون المنفعة الحدية , هو التعبير عن السلوكية المنطقية لمستهلك , ليس شرها ولا لقاما , حيث يصعب على الدارس توقع نقطة إشباعه وتحوله عن الاستمرار فيما يضره أو ينفعه , ولكن الشراهة المادية في الاستهلاك يقابلها من الجهة الأخرى شراهة في الاستهلاك المعنوي , لكائن إنساني مفكر أو مجرد متوتر , يرى في منفضته العامرة بالسجائر المحترقة , كمقبرة لأفكاره وأحاسيسه ومشاعره , فحين يورث الدخان يطلق العنان لنفسه الجياشة لتتوازن من خلال الدخان وسيجاره , في حياة غير بهيمة ؟
لحظات التصالح مع ألذات والصفاء مع النفس , بل والتوحد والاسترخاء , هذا إذا لم نجازف بالقول ما هذا الطبل الأجوف , والوتر المشدود على الدوام ؟
الحلال والحرام , غير بائن كما الخير والشر , ومن هنا ندخل للتفريق بين الاستهلاك المعلن والاستهلاك السري ؟
يمكن لنا أن نصنع أقيسة فاسدة من نوع ,ما أضر كثيره فقليله حرام , على نمط ما أسكر كثيره فقليله حرام ,وقس على ذلك ؟
إن أظرف النتائج التي يمكن أن تصدر عن المنطق السابق , هو من نوع , من حرم القليل بحجة ضرر الكثير , أن يصبح هو نفسه عرضة للنفي من لغم القاعدة ذاتها ؟
فعلى سبيل المثال من غير حصر , فان الإكثار من التدين , وحيث لا فرق بين دين ودين , هو عمل خائب , لاخير فيه , من نوع الاعتدال خير احتفال , لنعود من جديد إلى النظرية الاقتصادية , في إقرارها للمنطقية السلوكية الاستهلاكية , لبلوغ المنفعة الحدية المتناقصة ؟
إنني أطالب الهيئات الأممية المختصة بالأمم المتحدة , بتعميم قوانينها بالاستناد على تناقص المنفعة الحدية لكل أشكال الاستهلاك , ولتطالب كل وزارات الصحة العالمية , بتحذير العالم بأسره من خطر تجاوز المنفعة الحدية للحوم والألبان , والخضار والفاكهة , والماء , وكل أشكال الاستهلاك , وذلك بوضع دمغة رعاة الأبقار , على شكل : تحذير ؟
أي نفاق يجري في المنتظم الدولي ؟ !.
أوبئة وأسلحة , بل وإرهاب وتقييد معنوي ,بل وإنقاص من سقف الحرية , ومعادلاتها الشفافة والمنطقية , فحيث إن صندوق النقد الدولي , لا يهمه أبدا صحتنا الجسدية أو المعنوية ,بل كل ما يهمه ما تخرجه جيوبنا , فلسنا مشمولين كبشرية بتأميناته التي تتيح لنا البقاء بكرامة مادية ومعنوية لائقة , وقد يصعب عليه أن يسعفنا من جيبه حتى في أوقات الكوارث الإنسانية ؟ والعالم لم يصبح بعد مجرد جمعية خيرية , بحيث يوزع الدخان الفاخر , في أبهى حلله مجانا على الشعوب والأمم ؟ وكأنه ملك مشاع لجميع البشرية , من نوع الناس شركاء على الأقل بالدخان ؟
ينبغي إظهار نسبة السمية التي يحدثها للكون غير المتفكر من وجهة نظر دولية , لمدخني العالم , قياسا لأتفه مصانع الكيماويات غير القابلة للتحلل , ومن الذي يهلك البيئة الإنسانية ,وألا فعليهم اعتبار أشكال الموت تدخينا من الحالات الايجابية المهملة ,والالتفات إلى ماهو أعظم ضررا , وأشد فتكا كالحروب الوحشية , وأسلحة الدمار الشامل , وثقب الأوزون , والكوارث الطبيعية بكل أشكالها , وضرورة احترام الحدود التي شرحها القس توماس مالثوس ؟ أم أن شعار الهيئة الدولية من نوع : خطوة للأمام ثم خطوات للوراء ؟!.
انه من الغريب أن تصب طاحونة الأمم المتحدة , في مجرى الأمم المنفصلة , من حيث الحلال والحرام , والخير والشر بدون كفاءة حدية لقانون المنفعة المتناقصة المحكومة سلوكيا بمنطق داخلي ميتافيزيقي , تبقي سقفا للحرية اصليا هو من ضرورات بقاء الهيكل العظمي أو ألشبحي المقيت لكائن منافق ومشوه اسمه الأمم المتحد ه ؟
من يقود الآخر ومن سينقاد له ؟
سؤال يبحث عن إجابة ؟ ولكن مالا يمكن فهمه وإقراره بالنسبة لأي عقل سليم , كيف يمكن للأمم المتحدة أن تشرع للإرهاب العالمي ؟!. كيف ذلك ؟ هذا ما يمكن اكتشافه من قائمة الممنوعات الساذجة , لا تدخن كي لاتقتل نفسك , بينما يمكن لك أن تقتل جميع البشرية ؟!.
أكثر إرهابي العالم كانوا قد أخضعوا لتوجيهات المنتظم الدولي في عقليته الراهنة , لا تدخنوا , ولا تقر أو كيفما كان , حلال حرام , خير وشر , بدون الاعتماد على قانون الكفاءة الحدية المتناقصة وفي السلوك المنطقي , لمستهلك حر أكثر بكثير من قدرة السفاهة في المنتظم الدولي على الإدراك والوعي بضرورات المستقبل الأفضل للبشرية ؟ لعالم بدون حروب ابادة , عالم للسلم والحياة بدون إرهاب , من الطبيعة أو المجتمع , فكيف بالتافه الساذج والمصطنع ؟
وكل احترام مزعوم إن وجد , فلن يكون سوى للإنسان المنطقي في معرفة حدوده السلوكية مع الأسف مابين الخير والشر , أو بين حياة الإرهاب والسلام ؟!.



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالوا لهم بمكيالين وكالو لنا بمكاييل ؟
- ثنائية الهمجية والحضارة ؟
- ?الماركسية والدين ؟!.والدين ليس أفيون
- نحن أصلا بلا وطن وندعي أوطان ؟
- حوار الأنا والخوار بانتظار السنا
- خطوط عريضة لما بعد الحداثة ؟
- أمنية بوم أم نيروز دوم ؟
- لاتزعفي أيتها الشاعرة مليكه أومزان ؟
- حقوق الإنسان قبل حقوق الشعوب ؟
- بيان الى اتحاد كتاب الانترنت العرب ؟
- لست أنا , هو ذاك الذي كان البارحة ؟
- حقيقة وسر؟
- الى متى تظل حياة المرأة مجرد قضية؟
- عطر حناء
- من هو الأستاذ إبراهيم كبه ؟
- سوريا ( بيها شي , لامابيها ) ؟!...
- هل سيكذب دوما , من يكذب يوما ؟
- الديمقراطية الفلسطينية وضعف الوعي السياسي ؟
- ?لقاء كوميدي مؤجل
- أقبل يديك مارغريت 2 عاشت المملكة الدانمركية لا وهابية ولا أز ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - هل الدخان حرام ؟