أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سوسه - سياسة العراق تجاه المنظمات الدولية1958-1963 ج 2















المزيد.....

سياسة العراق تجاه المنظمات الدولية1958-1963 ج 2


سعد سوسه

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثانياً : سياسة العراق تجاه مؤتمرات عدم الانحياز
أعلن العراق في البيان الأول لثورة الرابع عشر من تموز 1958م عن تمسكه بسياسة الحياد الايجابي وقرارات مؤتمر باندونغ عام 1955م، ولم تكد تخل خطبة من خطب الزعيم عبد الكريم قاسم من الاشارة الى ذلك ، واسهم العراق في عدد من مؤتمرات عدم الانحياز ابرزها مؤتمر الشباب الافرو- اسيوي الذي عقد في القاهرة من الثاني الى الثامن من شباط 1958م، والقى فيه الرئيس جمال عبد الناصر كلمة اشاد فيها بثورة العراق واصدر المؤتمر توصياته التي اكد فيها على تأييد حركات التحرر في اسيا وافريقيا .
وشارك العراق في مؤتمر التضامن الافرو-اسيوي في كونكاري عام 1960م الذي ترأس وفده الزعيم الركن محي الدين عبد الحميد وزير المعارف ، حيث قرأ فيه رسالة الزعيم عبد الكريم قاسم التي اشاد فيها بعهد الحرية والاستقلال التي انهت السيطرة الاستعمارية في قارتي اسيا وافريقيا .
وعندما تبلورت سياسة عدم الانحياز تبلوراً واضحاً وقوياً ، وادركت بعض البلدان المستقلة حديثاً في اسيا وافريقيا ضرورة خلق جو دولي تستطيع فيه المحافظة على استقلالها ، وشهد الوضع الدولي تدهوراً كبيراً ، لاسيما بعد اجراء الاتحاد السوفيتي تفجيراً نووياً ، واعلن عن استئناف تجاربه النووية ، فاتجهت دول عدم الانحياز نحو تخفيف حدة التوتر الدولي عن طريق عقد مؤتمر للحركة في بلغراد عام 1961 . فاسهم العراق في هذا المؤتمر الذي عقد في ايلول 1961م في مدينة بلغراد اليوغسلافية ، ومثله فيه هاشم جواد ومحمد حديد وقاسم حسن سفير العراق في براغ ، وحسين جميل والدكتور عدنان الباجه جي والدكتور مصطفى كامل ياسين ومحمد علوان وهاشم الطبقجلي وعبد الله الخياط ورياض تحسين علي . وجاءت مشاركة الوفد العراقي في المؤتمر استجابة لتمسكه بسياسة عدم الانحياز والحياد الايجابي ، وللدفاع عن القضايا العربية المطروحة في هذا المؤتمر لاسيما القضية الجزائرية .
وقد حث رئيس الوفد العراقي على الاخذ بيد الشعوب الثائرة من اجل التخلص من السيطرة الاستعمارية البغيضة ، واشترط المؤتمرون على الدول المشتركة في المؤتمر ضرورة انتهاج سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز وان تكون مستقلة في سياستها الداخلية والخارجية وان لا تكون عضواً في أي حلف عسكري جماعي .
شارك في هذا المؤتمر اقطاب دول عدم الانحياز ولاسيما الرؤساء جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو وسوكارنو ، والقى وزير الخارجية العراقي هاشم جواد كلمة اشار فيها الى المنازعات الدولية التي يشهدها العالم وفقدان الثقة والاطمئنان في المجتمع الدولي ، وندد بسياسة الدول الاستعمارية في اضطهاد الشعوب وكبت حريتها وضرورة نبذ التمييز العنصري، وطالب بنزع السلاح وتأييد قضايا الشعوب المكافحة ، لاسيما في الجزائر وجنوب الجزيرة العربية وعُمان والخليج العربي والكويت وهاجم سياسة الاحلاف واقامة القواعد العسكرية . ودافع وزير الخارجية العراقي عن قضية فلسطين ودعا الى اسناد الشعب الفلسطيني من اجل استعادة حريته وشجب خلق دولة اسرائيل المصطفة كقاعدة متقدمة للاستعمار الغربي ، واصدر المؤتمر قراراته ومنها قرارات تتضمن دعم القضايا العربية في الجزائر وفلسطين ، وتأييد حركات التحرر وحق تقرير المصير للشعوب ، وبسبب موقف العراق الداعم للقضية الفلسطينية شكرت الهيئة العربية العليا لفلسطين وزير الخارجية العراقي لدفاعه عن قضيتهم في هذا المؤتمر المهم والمحفل الدولي لعدم الانحياز .
واصدر المؤتمر بياناً اشار الى ان المشاركين في المؤتمر يرون ان من الضروري ان تشترك الدول غير المنحازة في حل المشاكل الدولية الرئيسة القائمة الخاصة بالسلم والامن الدوليين ، لان اياً منها لا تستطيع البقاء بمعزل عن هذه المشاكل ، او ان تتخذ موقف اللامبالات بها ، وهم يرون ان توسيع رقعة المنطقة التي لا تتبع احدى الكتلتين يشكل البديل الممكن الوحيد الذي لابد منه لسياسة التقييم الكامل مع كتل وتصعيد الحرب الباردة .
وأيد المؤتمر تأييداً كاملاً ، كفاح الشعب الجزائري من اجل الاستقلال ، وكفاح الشعب الانغولي من اجل الحصول على حقه في الاستقلال ، وجلاء القوات العسكرية الفرنسية عن جميع اجزاء الوطن التونسي ، وعودة الشعب العربي الفلسطيني الى دياره وفقاً لقرارات الامم المتحدة وجلاء القاعدة العسكرية الامريكية في غوانتنامو في كوبا .
وهكذا اضحى العراق مرتكزاً مهماً لدول عدم الانحياز ، واسهم في تقديم المساعدات للدول والشعوب الساعية للحصول على حريتها واستقلالها من السيطرة الاستعمارية البغيضة ، وركز على ضرورة ان تكون الدول التي تضمها حركة عدم الانحياز مستقلة في توجهاتها الخارجية وان تتعامل سياسياً واقتصادياً بما يعزز دورها في هذه الحركة .
ان مشاركة العراق الفاعلة في هذه المنظمات الدولية دليل على رغبته الصادقة في ان يأخذ دوره في السياسة العالمية ومد يده للاقطار الاخرى الراغبة في اقامة علاقاتها على قاعدة الاحترام المتبادل للدول الاخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والاعتراف بسيادة واستقلال كل منها سواء اكانت شرقية ام غربية طبقاً للقوانين الدولية وهيئة الامم المتحدة بما يحقق الرفاه والسلام للجميع .

ثالثاً : دور العراق في منظمة الدول المصدرة للنفط
تأسست منظمة الدول المصدرة للنفط(اوبك)(Organization of Oil Exporting (OPEC)Countries) في بغداد وبمقترح من الحكومة العراقية بعد فشل مباحثاتها مع الشركات النفطية فقد وجهت الدعوة الى دول عربية واجنبية لحضور المؤتمر المزمع عقده خلال المدة من 10 - 14 ايلول 1960 لاتخاذ موقف موحد بشأن مسألة تخفيض اسعار النفط . وعندما عقد المؤتمر جلساته تم الاتفاق فيها على تأسيس المنظمة . لذا كان العراق من الدول المؤسسة لهذه المنظمة ، واسهم بدور اساس في دعمها لانه عدها تكتلاً نفطياً بامكانه ان يقف بوجه الدول الصناعية التي كانت تتحكم باسعار النفط وتضر هذه الدول عبر السياسات الرأسمالية ، ولذلك وافق مجلس الوزراء العراقي على تسديد حصة العراق في المنظمة والبالغة (150) الف باون استرليني او ما يعادلها من العملة القابلة للتحويل ووضعها تحت تصرف السكرتير العام الذي تقرر تعيينه من قبل المؤتمر الثاني الذي عقدته المنظمة في كاراكاس خلال شباط 1961 .
وشارك العراق بوفد رأسه محمد سلمان حسن وزير النفط وعضوية الدكتور جميل ثابت مدير ادارة المصافي العامة وعبد العزيز الوتاري مدير الدائرة الفنية في هيئة النفط وعبد الله السياب مدير الدائرة الفنية بوزارة النفط والدكتور عبد المنعم السيد علي من وزارة الخارجية .
ورشح العراق صالح كبه مدير شركة النقل البحري العراقية لوظيفة ممثل في مجلس المحافظين لمنظمة الاقطار المصدر للنفط الخام نظراً لما يتمتع به من كفاءة وجدية واستقامة واخلاص تؤهله لتمثيل العراق في هذا المجلس المهم .
واوفد العراق صالح عبد الامير وكيل وزارة النفط ومحافظ الجمهورية العراقية في مجلس المحافظين التابع للمنظمة الى جنيف لحضور اجتماع المجلس للمدة من السادس والعشرين من ايار حتى الثاني من حزيران من عام 1961م . ودفع العراق مبلغاً قدره ثمانية الاف باون استرليتي لحساب منظمة الاقطار المصدرة للنفط الخام في جنيف بالنظر لعدم كفاية المبالغ المخصصة سابقاً لتغطية جميع النفقات المتوقعة للسنة المالية 1961م عملاً باحكام الفقرة الثانية من القرار رقم (2-8) من قرارات المنظمة انفة الذكر .
المصادر
- وثائق الامم المتحدة ، تقرير مجلس الامن الى الجمعية العامة عن المدة الواقعة بين 16/تموز/1958 الى 15/تموز/1959 (الدورة 14) ، نيويورك ، 1959 ، ص84-85
- "الوقائع العراقية"، العدد 327، 20/تموز/1960؛ قحطان احمد سليمان، المصدر السابق ، ص582-583.
- د. ك.و. ، قرارات مجلس الوزراء العراقي لعام 1960 ، رقم القرار (17) ، تاريخه 5/9/1960 .
- وزارة الخارجية ، خطاب وزير الخارجية هاشم جواد في الدورة السادسة عشر لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الذي القاه في 6/12/1961 ، بغداد ، 1962 ، ص11-12 .
- الجمهورية العراقية ، وزارة الخارجية ، حركة عدم الانحياز . دراسة احصائية عن الحركة من خلال مؤتمراتها ، بغداد ، 1980 ، ص22 .
- وزارة الخارجية ، سياسة عدم الانحياز في بلغراد ، خطاب هاشم جواد وزير الخارجية في مؤتمر بلغراد 1961 ، بغداد 1961 ، ص3 .
- نقولا الفرزلي ، عدم الانحياز من بلغراد الى بغداد ، باريس ، 1982 ، ص111.
- اوهانيس استيانيان ، منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك ، بغداد ، 1983 ، ص5-6 .



#سعد_سوسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة العراق تجاه المنظمات الدولية1958-1963 ج 1
- سياسة العراق تجاه سورية 1961-1963م
- سياسة العراق الخارجية تجاه دول المغرب العربي1958-1963
- الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق خلال العه ...
- الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق خلال العه ...
- سياسة العراق الخارجية تجاه بقية دول المشرق العربي1958-1963 ج ...
- سياسة العراق الخارجية تجاه بقية دول المشرق العربي1958-1963
- سياسة العراق الخارجية تجاه ايران 1958-1963م
- سياسة العراق الخارجية تجاه الجمهورية العربية المتحدة (1958-1 ...
- العوامل والمؤثرات الرئيسة في تشكيل أسلوب الكتابة عند كامو ج ...
- العوامل والمؤثرات الرئيسة في تشكيل أسلوب الكتابة عند كامو ج ...
- العوامل والمؤثرات الرئيسة في تشكيل أسلوب الكتابة عند كامو .
- الفلسفة في فكر البير كامو ج 2
- الفلسفة في فكر البير كامو ج1
- مسرح التمرد لدى البير كامو ج 1
- المسرح التمرد لدى البير كامو
- حياة البير كامو ج 1
- حياة البير كامو ج 2
- قصص قصيرة لأمرأة
- خذلته عندما ماتت ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سوسه - سياسة العراق تجاه المنظمات الدولية1958-1963 ج 2