أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - القطيع.. والنمل














المزيد.....

القطيع.. والنمل


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


غالبنى النوم .. ولم يغالب طفلتى الصغيرة.. وأصرت على حدوتة قبل النوم..ووجدتها تقول لى ..أريد حدوتة الفيل والنمل .. ونظرت إليها .. بعيون يغلبها النوم .. فيل ونمل الآن .. لا .. نامى الصبح نحكى.. ولكن طفلتى المدللة إنتصرت على نومى .. بقبلة صغيرة على جبهتى .. بلمسة حنان من يدها الصغيرة لا يعادله حنان.. وهى تقول لى .. لا إحكى لى حدوتة ( الفيل والنمل ) .. وإحترت كيف أحكى لها هذه الحدوته . وخصوصاً وهى كثيرة الأسئلة ولا تفوت جملة دون إستفسار.. ولكننى إعتدلت فى جلستى ووجدتنى أقول لها.. مين الأقوى .. الفيل ولا النمل؟؟؟ فقالت الفيل كبير قوى يا ماما.. لكن النمل صغير جداً.. وبتعبيرها الطفولى ( صغنون .. نونو)..قلت لها لكن ممكن النمل يدمرالفيل حتى الموت .. وإستغربت الصغيرة .. كيف؟؟ قلت لها لو إجتمع كل النمل مع بعضه البعض على .. الفيل.. وهاجمه بأماكن معينة من جسمه أولها الأذن .. ممكن يموت الفيل.. وضحكت الصغيرة جداً وببراءة جميلة قالت فيل عبيط..قلت لها . لا .. حبيبتى .. بل نمل ذكى ومنظم.. وهذه هى صفات مجتمع النمل فى الواقع .. التنظيم .. والتعاون .. والترابط والحذر..والذكاء.. وعندما بدأت أقول لها.. كان ياما كان ..فيه زمان.. مجموعة من الأفيال تمشى فى الغابة .. وكان فيهم فيل قوى وكبير جداً هو الزعيم لكل الأفيال.. فإذا ببقية أولادى وهم كبار ينضمون إليها ويستمعون لى .. ( فهم يحبون سماع قصصى الخيالية ) وإذا بالصغيرة سعيدة جداً..ووجدتهم يقولون أكملى ياماما .. فقررت أن أنتحى بقصتى إلى منحنى الكبار الممزوج بالخيال الطفولى .. وأكملت .. كان هذا القطيع دائماً يروع أهل الغابة ..بكبر حجمهم.. وأصواتهم المرعبة .. وقانونهم كان يمشى على الجميع .. حتى الأسود الملوك .. تخلوا عن زعامتهم لهم واصبحوا يمشون بركابهم مطأطأين الرؤوس..و رافعين راية.. من خاف سلم.. وإنضم للأفيال البقر الوحشى الذى لا يرحم وقد كان أصله من البرارى لاموطن له ولا بلد وتجمع بالغابة وقليلاً.. قليلاً.. أصبحت الغابة ملك للبقر ..والأفيال بالأذيال.. وأخيراً إنضم إليهم بعد مشقة النمور.. وكل ذلك والغابة تعانى ولا سبيل للتخلص من هذا الوضع .. وفى يوم من الأيام كان النمل مجتمع فى مكان يجهز طعامه للشتاء وإذا بقطيع البقر يأتى من بعيد يريد سحق هذا النمل بأرجله.. ومعهم الفيل الزعيم الكبير المثقل بهمومه ومشاكله التى لا تعد ولا تحصى ..ووراءهم النمور الذين دخلوا لعبة الزعامة حديثاً ولكن من طريق أكثر ذكاءاً ودهاءاً من طريق الأكل والملبس.. فلا يوجد أحد بالغابة وإلا أكله من النمور وملبسه مما تصدره له النمور..وهنا..خاف النمل وتفرق قال البعض سنسحق لا محالة .. ولكن بعض النمل وقف ولملم بعض الصفوف ونادى فيهم .. قائلاً يا من ذكرتم فى القرآن .. إجتمعوا ولا تخافوا يا أمة النمل .. إجتمعوا وإلتفوا حول بعضكم البعض.. ولا تأبهوا البقر والأفيال والنمور.. ولكن البعض ظل على خوفه وإنزوى ببعض الجحور.. ولكن أقدام الأفيال القوية هدمت عليهم الجدران وأطبقت عليهم أعمدة الخوف .. ونبش النمور الجحور .. وأخرجوا خيراتها .. لأنفسهم.. ووطأ البقر المكان ولوثه بروثه العفن..وزلزل الأرض من تحتهم .. فضاعوا نظير جبنهم وإستسلامهم .. هنا صاح البقية الباقية من النمل .. هلموا .. وخذوا الدرس مما سبقكم من النمل الضائع الخائف.. وإستغرب بعض النمل وكيف ونحن نمل ضعيف .. لاحول ولاقوة لنا أمام هذا القطيع؟؟ ولكن.. قال نمل حكيم .. نلتف حولهم ونتسلق ظهورهم وندخل لآذانهم ونغطى أعينهم ونغزو أنوفهم .. فلا يستطيعوا رؤيتنا ولا سمعنا ولا يشتموا أثرنا.. وفعلاً بدأ النمل بترتيب صفوفه بتنظيم دقيق.. وبتعاونهم المعروف عنهم والمذكور بالقرآن..بدأوا بذكاء.. يخترقون آذان الأفيال.. فإذا بها تترنح وتصرخ.. وبدأ فريق آخر يغزو عيون القطيع.. فإذا بالقطيع يتخبط ببعضه البعض..ويقع على الأرض.. وجاء دور فريق مختص بدخوله عبر ممرات الأنوف.. فإذا بالبقر يتصارخ والفيل يطيح بخرطومه بكل من حوله فتقع الأشجار الكبيرة بالغابة على النمور المستلقية على الأرض من عدم التوازن .. ويخرج النمل سريعاً من أرض المعركة .. صحيح أنهم خسروا منهم الكثير من النمل.. ولكنهم بعد ذلك عاشوا فى حرية وكرامة .. وأصبحت الغابة تحسب لهم ألف حساب..وتحترم وجودهم.. ويفسحون لهم الطريق.. بعد ما كانوا يداسون بالأقدام..وكانوا موضع سخرية من الجميع بكل مكان..
فرغت من قصتى .. ووجدت أن الصغيرة نامت.. قبل أن تعرف ..أن النمل بصغر حجمه .. أنتصر على الفيل بكبر حجمه وعلى باقى القطيع المعتدى عليهم.. ولكن بالتنظيم والتعاون والذكاء.. وأن من يخرج من صفوف الجماعة .. ليس له سبيل سوى الدمار والإحتلال.. وأن الطمع مهلك لصاحبه بالنهاية..وهنا ضحكت إبنتى الكبرى وهى تقول .. ليتنا كنا أمة من النمل!!!!!!..قلت لها ولماذا لا نكون هكذا ؟؟ أنتم الأمل .. الشباب هو من يقدر على المواجهة وببعض الخبرة من الجيل القديم .. تعزفوا منظومة متكاملة .. تواجهون بها عدوكم .. أنتم من سيقرر .. هل ستكونوا أمة من النمل ؟؟ أم ستداسوا بالأقدام.. القادم لكم .. وليس لنا.. فلكم الإختيار .. العيش بكرامة.. أو العيش تحت الأقدام..فقالت ..عندى محاضرة بالصباح .. و الأحسن أنام.... وتساءلت بنفسى .. ماذا لو كل الشباب قال نفس الجملة؟؟؟ هل سنكون يوماً بعدها أمة من النمل؟؟؟ السؤال مطروح.. والإجابة مترنحة.. تبحث عن حروف لتكوين جملة مفيدة وليست فقط مريحة.. ولكم تحيتى..



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همس (5) ات ليلية/ إمرأة.. يعتصرها الهلاك
- القطيع .. والنمل
- بر .. الأم .. بيوم .. الأم
- همس (4) ات ليلية/ و..تسألنى ..صمتاً!!
- خائناً..أم.. مزواجاً..ماذا تفضليه ؟؟؟؟؟؟؟
- المرأة.. و.. المجتمع.. فى ظل الإسلام/ تعدد الزوجات
- الحصانة....... الدرع الواقى
- همس (3) ات ليلية/ يتساءلون؟؟؟؟؟؟؟
- ما بين الماضى والحاضر... وما بين اليأس والأمل ...نصنع المستق ...
- همس ( 2 )ات ليلية/حديث المجون والجنون
- ...لمن .. يهمه .. الأمر.....S.O.S
- همسااات .. ليلية .. ل .. شه أحمد الرفاعى د
- ياااا ....شعووووب الكلام


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - القطيع.. والنمل