أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - نادية مراد بين نوبل وشنكال















المزيد.....

نادية مراد بين نوبل وشنكال


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 09:29
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كللت سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة (نادية مراد) الكردية الإيزيدية الناجية من جرائم التكفيريين المسلمين (داعش)ٍ، الضحية من بين ألاف ضحايا الفرمان الـ 74، بجائزة نوبل للسلام العالمي، لهذا العام 2018م، مع الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي، وذلك لـ "جهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والصراعات المسلحة" حسبما قالت لجنة نوبل النرويجية المانحة، وأضافت اللجنة أن نادية مراد أظهرت " شجاعة غير معتادة في رواية معاناتها" مع داعش.
وجائزة نوبل هذه تأتي بعد منحها العديد من الجوائز العالمية ومنها جائزة فكلاف هافيل لحقوق الإنسان وجائزة كلينتون العالمية للمواطن، وجائزة السلام من رابطة الأمم المتحدة في إسبانيا، وجائزة ساخاروف العالمية مع صديقتها الناجية لمياء بشار.
نادية مراد، أصبحت غنية عن التعريف، بتفانيها من أجل شعبها، وجرأتها، وإصرارها على المضي في نضاله، فهي الفتاة الناعمة البريئة التي تحمل همومها وهموم الإيزيديين عامة أينما حلت، وهي التي نشرت كتابًا بعنوان "The Last Girl" "الفتاة الأخيرة" تتحدث فيها عن مآسيها ومآسي مجتمعها الإيزيدي، وتشدد فيها على فكرة أن العدالة والحق والسلام لن يستقرا في المنطقة والعالم ما لم يتم القضاء على التكفيريين الدواعش. هي التي طالبت من على المنابر العالمية، وأمام رؤساء العالم، على محاربة داعش وأمثالهم من الإرهابين المختفين تحت عباءة الإسلام، وإنقاذ أهلها ودينها من الأشرار، فكلمتها أمام البشرية من قاعة مجلس الأمن نبهت دول العالم وخاصة الكبرى، لأحدى أبشع المنظمات الإرهابية في العالم الحاضر، حركت حينها ضمائر قادة سياسيين كانت نائمة حتى البارحة. كما وهي القائلة في حفلة التكريم أثناء نيلها جائزة ساخاروف " هذه الجائزة تمنحني حافزاً أكبر بالاستمرار في حملة المدافعة عن الإيزيديين والأقليات الأخرى الذين تعرضوا للإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية" كما وطالبت حينها من البرلمان الأوروبي " تقديم المزيد من الدعم للإيزيديين والمضطهدين كافة"، ولهذا فنحن على قناعة أن نوبل هذه ستزيدها تصميما على إيصال الصوت الإيزيدي إلى العالم، للحد من احتمالية تكرار أمثال الفرمانات المتتالية على مر التاريخ، ولحماية مجتمع إحدى أعرق الديانات في التاريخ (الأزداهية) من الإرهابيين التكفيريين المسلمين أو المختفين تحت غطائها.
أثبتت اللجنة القائمة على جائزة نوبل للسلام العالمي، من جهة، مثلما قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (فريدريكا موجيريني) " قوة وشجاعة ورؤية " بمنحها الجائزة لنادية مراد والطبيب الكونغولي. ومن جهة أخرى، للعالم وللإيزيديين ولنا وللأنقياء من البشر أن دعاة السلام اليوم انتصروا على حملة رايات الإرهاب والإجرام. علماً أن السلام لا يزال غائبا عن أهل (نادية مراد) وعن أخواتها الإيزيديات اللواتي لا زلن في غياهب الضياع، وداعش لا يزال يعيث في المنطقة إجراما، ولم ينتهي بعد، ولايزال السبي مستمراً، وإرضاخ الأطفال الإيزيديين المخطوفين ومن الأقليات الدينية الأخرى في المنطقة، على ترك دينهم واعتناق الإسلام، لمحاربة أهلهم على دينهم.
وخلف كل هذه المآسي والكوارث والجروح التي لربما لن تندمل يوما، نفتخر بما حصلت عليه خوشكا (نادية مراد) ونهنئها ونهنئ كل إيزيدية في أمتنا الكردية. ليس فقط لحصولها على الجائزة بل لصبرها وجرأتها وعدم تقاعسها على محاربة داعش والمنظمات الإرهابية المماثلة لها بكل ما أوتيت من القوة والإمكانيات، وفضح الذين لا يزالون يعبثون بمصير شعوب المنطقة، وينشرون المفاهيم الموبوءة، ويستخدمون الأساليب القذرة للعبث بحياة المسالمين من الناس، ونهنئها على تنبيه البشرية على معاناة الأخوات والإخوة الذين لا يزالون في الأسر، من الديانة الإيزيدية والمسيحية، والتركيز على تبيان مآسي الألاف من أهلنا الإيزيديين المشردين ضمن المخيمات المنتشرة بين كردستان إلى اليونان وغيرها من دول العالم، رغم تحرير مناطقهم المدمرة بمقدساتها، وحيث لا تزال قراهم، ومن بينهم قرية الناجية ذاتها، المانحة للجائزة (نادية) كوجو وشنكال، خالية من أهلها وناسها، وأطفالها.
لا يصح الحديث عن رسولة السلام، وحاملة جائزة النوبل العالمية، دون التنويه إلى الدور الكبير الذي قدمه أبن الإيزيدية البار (مراد إسماعيل) أحد مؤسسي منظمة (يزدا) والذي تخلى عن رسالته الدكتوراة وقد كانت في أواخر مراحلها، ليتفرغ لخدمة شعبه بعد الكارثة، فقد كان ولايزال له ولمجموعة الإخوة المؤسسيين والعاملين في المنظمة خدمات جليلة في إيصال صوت (نادية مراد) والمجتمع الإيزيدي قدر الإمكان إلى الهيئات والمنظمات العالمية، فهم كانوا بجانبها ومن داعميها في كل المناسبات، طرقوا لها أبواب العالم، ورافقوها في جميع جولاتها، وترجموا لها وساندوها معنويا ونفسيا في معظم أن لم نقل في جميع لقاءاتها، ضمن المحافل الدولية، ومع رؤساء الدول، وفي المراكز الإعلامية وغيرها، وإن دل هذا الإسناد المعنوي والعملي على شيء ما، فهو يدل على أن الصوت الإيزيدي الكردستاني معا سيؤدي إلى انتصار الخير على الشر، وأن وحدتهم وتكاتفهم ستسهل لهم فتح الأبواب الدولية، وستوصل صوتهم إلى مراكز القرار، وسيكونون مثالا لكل الشعب الكردي. وهذا ما تم إثباته اليوم، فبمشاركتهم وتعاضدهم، نجحوا، وأكدوا أن العدالة ستتحقق يوما ما وبشكل ما على الأرض ولصالح الأديان والأقليات المضطهدة، وأنه: هناك من يثمنون الجهود المشتركة، رغم نقصانها لمجتمعات كالتي تمثلهم الناجية (نادية مراد) عزيزة الأزداهية، المكللة بأثمن جائزة معنوية في العالم (نوبل للسلام) وأنه هناك شعوب حضارية تعمل بصدق للإنسانية.
وتبقى الجائزة رغم هذا بداية مرحلة الانتصار لعزيزتنا (نادية مراد) ولأهلنا الإيزيديين، علما أن الرحلة النضالية شاقة وطويلة، والتي اضطرت على خوضها منذ لحظة غزوة حثالة البشر لشنكال وقريتها الأمنة المسالمة كوجو، وهروبها من براثن حثالات البشر، إلى يوم تمثيلها لأخواتها من الأطفال والنساء السبايا في قاعة مجلس الأمن، وهيئة الأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي، والكونغرس الأمريكي، ومكاتب العديد من رؤساء الدول، والمراكز والهيئات الدينية المتعددة، من جامعة الأزهر إلى الفاتيكان إلى معابد الهندوس إلى السينكوكات اليهودية، وأثناء حواراتها العديدة مع المراكز الإعلامية العالمية. ولانتصاراتها هذه على الأشرار وحملة الثقافات الفاسدة، تعرضت إلى الكثير من الانتقادات والتهجم المغرض، خاصة عندما لبت طلب الكنيست الإسرائيلي، ورئيس وزرائها، وسافرت إلى إسرائيل حاملة هموم أمتها، وأهلها، دون التمييز بين الأديان والصراعات السياسية المنافقة، وقد كتبنا حينها مقالا تحت عنوان (زيارة نادية مراد لإسرائيل صائبة) على حلقتين، ردا على المنافقين والمطلبين باسم الإسلام.
وتبقى الجائزة، رغم مكانتها، وأهميتها، وتأثيرها على الرأي العام العالمي، ودورها في معرفة هول الكوارث التي حلت بأهلها والديانة الإيزيدية، دون سوية تعويضها جزء من ألامها، وتعويض أخواتها السبايا، والمخطوفين من الأطفال، والأهل المقتولين والمشردين، فتات من عزتهم وكرامتهم. فكما ذكرتها أم براف الشاعرة (أفين إبراهيم) من على صفحتها في الفيس بوك " مبروك يا نادية، مع أني أعلم جيدا أنه لا من جائزة على وجه الأرض تستطيع أن تجعل جرحك الكبير يبتسم".
لا نوبل ولا ساخاروف ولا العشرات من الجوائز العالمية تستطيع أن تزيل من الذاكرة لحظة من لحظات المعاناة والمآسي المعاشة، ولن تحل مكان الألم والقهر المغروز في الأعماق، والتي ستبقى هناك على مدى التاريخ حاضرة بكل أثقالها، كالمئات من الحوادث، المؤلمة والكوارث الإنسانية، المماثلة لها على مر القرون الماضية، وبأيدي الجحافل المشابهة لداعش وأجدادهم التكفيريين.
ملاحظة:
1- أرفق ملف مقالتي المذكورة من موقع ولاتي ما:
http://www.welateme.info/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22466#.W7f0NmhKiUk
2- الصورة الأولى أنا وأفين إبراهيم ونادية مراد في شقة الأخ مراد إسماعيل بهيوستن، بعد كلمتها في مجلس الأمن.
3- والصورة الثانية لناديا مراد أثناء تسلمها جائزة ساخاروف، وهي بلباس المرأة الإيزيدية.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعكاسات سقوط الطائرة الروسية على الكرد
- هل الله مقدس؟- الجزء الرابع
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثالث
- الكرد في الاحتدام الأمريكي الروسي على سوريا
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثاني
- هل الله مقدس- الجزء الأول
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الثامن عشر
- معركة السوريين الحقيقية
- هل تحرر المثقف الكردي
- هل ستتفتت تركيا كالإمبراطورية العثمانية 2/2
- هل ستتفتت تركيا كالإمبراطورية العثمانية-1
- انحطاط الآلهة
- كردستان يتيمة الإمبراطورية العثمانية
- كيف يخسر الكرد قدراتهم
- الكرد في قمة هلسنكي
- هل خسر الكرد في سوريا
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام -الجزء السابع عشر
- لنعيد الأمل بالمثقف الكردي


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - نادية مراد بين نوبل وشنكال