أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جورج حداد - لا نظرية ثورية بدون حركة ثورية














المزيد.....

لا نظرية ثورية بدون حركة ثورية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6012 - 2018 / 10 / 3 - 15:02
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تعتبر مسألة بناء التنظيم الثوري العربي الطليعي الحلقة الرئيسية التي تتمحور حولها حاليا جميع الموضوعات الاساسية لحركة الثورة العربية. فقد حقق الكفاح الوطني الدامي الطويل، منذ الخمسينات، انجازات تحويلية كبرى، منها: الغاء التواجد العسكري الاستعماري المكشوف في الغالبية الساحقة من البلدان العربية، تصفية الملكية في مصر والعراق وليبيا والامامة في اليمن، تصفية الاستعمار الاستيطاني في الجزائر، ضرب الدكتاتورية العسكرية العميلة في سوريا (الشيشكلي) والسودان (عبود)، وغيرها من الانجازات التي تحققت بفضل النضالات والانتفاضات التي شاركت فيها عشرات الملايين من الجماهير الشعبية، من العمال والفلاحين والطلاب والاجنحة البرجوازية الصغيرة والمتوسطة الراديكالية وابناء العشائر والجنود والضباط الوطنيين. وفي هذا المسار الشعبي العربي، طرحت بشدة مسألة الوحدة العربية ومسألة التحويل الاشتراكي للمجتمع العربي.
ومع ان هذه الانجازات نقلت الوطن العربي بأسره الى مرحلة اعلى واصعب واكثر تعقيدا، من مراحل النضال في سبيل التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي والوحدة القومية، فإن الطبقات الاستغلالية المحافظة والاكثر رجعية والعميلة والطامحة للتعامل مع الامبريالية، استطاعت ـ في غياب التنظيم الثوري الطليعي العربي ـ ان تتسلل في اغلب الاحيان الى قيادة الحركات العامة، وان تمسك بزمام السلطة، وان تحرف النضال الجماهيري عن خط سيره الحقيقي. وهذا ما مكن الامبريالية واسرائيل والطبقات الرجعية والاستغلالية العربية من الصمود في وجه النهوض الجماهيري العربي، والتكيف مع الظروف الجديدة، وتكييف الكثير من الانجازات المحققة، في الاتجاهات التي تخدم ديمومة وتطوير مصالح اعداء جماهير امتنا.
وقد بدأت ازمة القيادة العربية تظهر، بكل حدتها، منذ الستينات. ومن المظاهر الخارجية للازمة: الخلافات والانشقاقات داخل الاحزاب والحركات الشيوعية والقومية، انهيار الوحدة السورية ـ المصرية، الصراع الذي بلغ حد التذابح احيانا كثيرة في ما بين مختلف الاحزاب والقوى السياسية الجماهيرية... واذا تجاوزنا الجوانب السلبية للصراعات الحزبية والفئوية، نرى ان الازمة بينت بوضوح: اولا، القصور التاريخي للاحزاب الشيوعية العربية التقليدية، عن الاضطلاع بدورها الطليعي المفترض، بسبب "غربتها" عن المسألة القومية وتعاملها السطحي والخارجي، مع الواقع العربي وقضاياه المصيرية. وثانيا، السقوط التاريخي لايديولوجية البرجوازية الليبيرالية والبرجوازية الصغيرة المتذبذبة، التي وقفت سدا في وجه حركة تطور الثورة العربية، وكانت السبب الذاتي المباشر للانحرافات والنكسات، التي توجتها هزيمة حزيران 1967.
امام هذا الوضع، بدأ الانتشار الافقي لافكار الماركسية ـ اللينينية، التي اصبحت اشبه "بموضة"، صارت تقريبا غالبية الاخصام والاطراف المتنازعة "ماركسيين ـ لينينيين"، او على الاقل "اشتراكيين علميين!". وطرحت على نطاق واسع الضرورة التاريخية لمسألة بناء الحزب الطليعي التي كانت تعني، بالنسبة للبعض، التحول الى مثل هذا الحزب.
ولكن امام هامشية الاحزاب الشيوعية العربية في قيادة الحركة الجماهيرية، مقابل مسؤولية البرجوازية الليبيرالية والبرجوازية الصغيرة، في انحراف مسار الكفاح الجماهيري العربي والانتكاسات والمراوحة، وامام ضرورة تبني الفكر الاشتراكي العلمي، طرحت موضوعة بناء الحزب الطليعي وكأنها موضوعة نظرية بحتة، وصارت المسألة في ما بين مجمل الفصائل "الماركسية" القديمة والجديدة، مَن اكثر ماركسية من مَن؟ ومَن يمتلك النظرية "الصحيحة"؟ ووقعت مختلف الفصائل الماركسية في نوع من تقديس النظرية والتقليل من اهمية الحركة النضالية وضرورة الامساك بزمام المبادرة التاريخية فيي قيادة النضال الجماهيري القائم. وادى ذلك الى شرذمة الفصائل الماركسية وتفسيخها. وفي النتيجة الى اتاحة المجال واسعا امام البرجوازية الصغيرة وبرجوازية الدولة للعودة الى قيادة وتوجيه الحركات الجماهيرية، مباشرة ومداورة، واجبار مختلف "الطليعيين" على التجرجر وراءها!
وليس من العجب الان ان يتحول "الطليعيون" الذين امتنعوا في ذلك الوقت عن تحمل مسؤولياتهم النضالية التاريخية عمليا، بحجة اسبقية البناء الحزبي النظري، الى اتباع لليبيرالية والبرجوازية الصغيرة... وان يتحول تقديس النظرية المثالي الى واقعية مبتذلة تقدس التاكتيك والمرحلية والممكنية!!! لانه ليس من العجب ابدا ان تتحول الانتهازية اليسارية الى انتهازية يمينية. فانحرافات الانتهازية يمر بعضها الى بعض دوما. وهذا منطق الاشياء.
والمقالات المنشورة في هذا الكتيب، والعائدة لتلك الفترة، تتضمن اسهاما متواضعا في النقاش آنذاك حول مسألة بناء الحزب والدور الطليعي للماركسيين في الكفاح الجماهيري القائم. ويبين تاريخ الاطراف التي تتناولها هذه المقالات ان النخبوية النظرية المثالية والذيلية العملية الواقعية هما نقطتا بداية ونهاية في خط واحد، توجد احداهما حتما بوجود الاخرى. ويهدف نشر هذه المقالات الان الى كشف الانسجام ـ وليس التناقض ـ بين هذين الانحرافين، والى تبيان الاهمية الآنية لمسألة بناء الحزب الاشتراكي العلمي، الذي لا معنى لوجوده بدون دوره الطليعي، وهي المهمة التي يلقيها الان وراء ظهورهم "نخبويو" الامس ـ ذيليو اليوم.
واذا كان المطلوب بالامس الامساك بالحلقة العملية دون التخلي عن النظرية الطليعية، فإن المطلوب الان هو بلورة الخط الثوري الطليعي ليس فقط دون التخلي عن المواقع الثورية العملية، بل على وجه التحديد من اجل تطوير هذه المواقع الثورية العملية وبلورتها هي ذاتها في تنظيم ثوري طليعي.
(كتب في 10 ـ 12 ـ 1976)



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر دقائق فاصلة في تاريخ العدوانية الاسرائيلية
- اميركا تصعّد المواجهة ضد الصين
- السعودية تنتظر زيارة الرئيس الروسي
- الحرب التجارية الاميركية ضد روسيا والصين والعالم
- أضخم مناورات عسكرية روسية منذ 40 سنة
- تركيا و-الصدام الختامي في سوريا-
- انبوب الغاز الروسي -السيل الشمالي – 2- وصل الى بحر البلطيق
- غالبية الاميركيين تعارض سياسة ترامب
- واشنطن تنتهج سياسة السير على حافة الهاوية
- الدولار ينزل عن عرشه
- بعد قمة هلسنكي: ترامب يوقع اضخم ميزانية حربية اميركية
- يوغوسلافيا: من -اتفاقية يالطا- اللصوصية الى -جمهورية كوسوفو- ...
- اميركا تفشل في كسر شوكة الثورة الايرانية
- الازمة المصيرية الاميركية والخطة السرية لكيسنجر
- ايران ليست دولة يمكن الضغط عليها
- اميركا تغضب اصدقاءها ولا ترضي اعداءها
- المواجهة العالمية الشاملة بين روسيا واميركا
- اوكرانيا تبتعد اكثر عن الانضمام الى الناتو والاتحاد الاوروبي
- السعودية تمتشق السلاح النووي بمساعدة اسرائيل وباكستان
- سباق التسلح الروسي - الاميركي


المزيد.....




- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...
- سوناك يترنح ..حزب العمال يسقط المحافظين في بلاكبول ساوث
- بعد 14 عاما.. حزب العمال البريطاني يتقدم بالانتخابات المحلية ...
- هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟
- السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد ...
- إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
- فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...
- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جورج حداد - لا نظرية ثورية بدون حركة ثورية