أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نجوى ابوخاطر - هل تجرؤ على نقد اليسار














المزيد.....

هل تجرؤ على نقد اليسار


نجوى ابوخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 00:32
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


عندما بدأت الحركات والأحزاب اليسارية بالتشكل والبزوغ في المنطقة العربية في بداية التسعينات من القرن الواحد والعشرين، كان الكثيرون ينظرون إليها كبديل حتمي لأنظمة الحكم الملكية أو العشائرية التي حكمت بلادنا لفترات طويلة وأوصلتها إلى الكثير من المطبات السياسية والحضارية، لذا دب الحماس في قلوب الكثيرين من مختلف الفئات المجتمعية خاصة فئة الشباب التي كانت محرومة لعقود من المشاركة السياسية والتعبير الحر في ظل حكم كبار العشائر والعائلات الملكية، فكان للخطاب اليساري صداه ووقعه في النفوس المتعطشة للتغيير والتقدم.
ومن هنا بدأ ربط اليسار بالتقدمية كمبدأ مناقض للتخلف والرجعية، حيث أخذت صورة اليساري تتشكل في الأذهان بهيئة المثقف الذي يحمل الكتب والصحف في كل مكان ويجلس مع الرفاق في أي مقهى شعبي بين العامة يحدثهم ويسمع منهم ويشجعهم على التعبير بحرية ويذكرهم بأن السلطة الحقيقة بيد الشعب، ثم يدأب هذا المثقف على تدوين الهموم والقضايا التي سمعها لكي ينشرها ويلوح بها في وجه الأنظمة المستبدة مذكراً إياهم بمصدر القوة الحقيقي، فيبدأ الالتفاف الشعبي يزداد ويكبر حول هذا اليساري التقدمي المثقف، ويبدأ الاهتمام العالمي ينصب على منطقتنا التي تنتفض وتعلي الصوت من أجل التغيير.
كان هذا الأمل والرجاء، ولكن سرعان ما بدأت كذبة اليسار التقدمي بالتداعي والانهيار، وذلك قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، وربما نتجت عما انتشر من أقاويل عن شراسة وعنجهية أنظمة الحكم اليسارية وتسخيرها لعامة الشعب من أجل خدمة ورفاهية الطبقة الحاكمة التي لا تتوانى عن التضحية بالآلاف من أبناء الشعب وأتباعها الأوفياء أيضاً من أجل تحقيق مصالحها الخاصة التي تدّعي أنها مصالح عامة.
وقد يكون لما انتشر من كتب عن اليسارية دور في تهييج الحوار حول ماهية هذه الأحزاب وحقيقتها وما إذا كانت شعاراتها مجرد خدعة صوتية، فعلى سبيل المثال نجد كتاب 1984 للروائي الإنجليزي جورج أورويل والذي يتحدث فيه عن امبراطورية مستقبلية تمارس فيها الحكومة أبشع أنواع التلاعب والتحكم والإرهاب النفسي على شعبها، وتحارب بل تدمّر كل من يجرؤ على التفكير المستقل أو التشكيك بسلطة الأخ الأكبر. امبراطورية الرعب التي وصفها أورويل تشبه إلى حد كبير نظام الاتحاد السوفياتي وأنظمة الحكم اليسارية في كوريا الشمالية والبلدان العربية، فسلطة الأخ الأكبر التي يقابلها في واقعنا الزعيم والقائد هي سلطة غير قابلة للنقد والتشكيك، وعامة الشعب ما هم إلا عمال مسخرون لبناء المجتمع ومد السلطة الحاكمة بالمزيد من القوة، أما عن الكتب فهي أمر شيق للغاية لأنها حسب مبادئ شعارات اليسارية التقدمية تعتبر أبرز معالم اليساري المثقف الواعي والحر، بينما في الرواية فقد كانت ممنوعة، وكل من يتهم بحيازة كتاب يعتبر مرتكباً لجريمة فكر من العيار الثقيل وعقابه الموت. في المقابل نرى الأحزاب أو الأنظمة اليسارية تقتصر في قراءاتها على الكتب التي ألّفها يساريون أو تلك التي تتحدث عن عظمة وروعة الأنظمة اليسارية وضرورتها لإنقاذ البشرية.
أعتقد أن أزمة اليسار العربي تكمن في نقل التجربة بحرفيتها وتفاصيلها إلى المنطقة العربية دون الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الثقافية والجغرافية وغيرها، كما تم أخذ التجربة بجميع جوانبها بدلاً من انتقاء أفضل ما فيها وترك ما أثبت فشله، وقد سمعت يوما مقولة مضحكة تؤكد رأيي، حيث يقول بعض اليساريين العرب "إذا أمطرت في موسكو سيكون لزاماً علينا رفع المظلات في بلادنا العربية". كيف لهذه الأنظمة والأحزاب التي تدعي التقدمية والتحرر أن تكون على هذا القدر من التبعية العمياء؟
والأغرب من كل ذلك ما تفعله هذه الأنظمة والأحزاب اليسارية بأبنائها ممن يحاولون النهوض بأحزابهم وتصحيح مساراتها من خلال التزامهم بالمبادئ الأصلية التي طرحها منظروا اليسارية، فنرى أحزابهم تلفظهم أو ترفضهم بل ويصل بها الأمر أحياناً إلى قتلهم إذ ا ما كان الأبناء متمسكين بمبادئهم ورافضين للفساد والديكتاتورية حتى لو كانت ترتدي ثوب الشعبوية، ومن الأمثلة التي تؤكد على ذلك ما حدث للمناضل اليساري الإيطالي أنطونيو غرامشي الذي مات تحت التعذيب عام 1937 بعد إعلان معارضته للمسار الفاشي الذي اتخذته الأنظمة اليسارية الكبرى في ذلك الوقت. فماذا ننتظر من نظام ثوري بالإسم ديكتاتوري الفعل عندما ينقلب ويأكل أبناءه في حال تعارضهم مع مساره أو تجرأهم على نقده؟



#نجوى_ابوخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى ذاتي من بعد آخر


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نجوى ابوخاطر - هل تجرؤ على نقد اليسار