أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم - قراءة في رواية لا أحد يصل الى هنا للكاتبين طلال شتوي وفاطمة برجي














المزيد.....

قراءة في رواية لا أحد يصل الى هنا للكاتبين طلال شتوي وفاطمة برجي


زكية خيرهم

الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


يتطلب الأمر الكثير من الجهد لكتابة رواية من غير أي ضمان أن يكون الكتاب ناجحا. الرواية هي تلك الصرخة المدوية حتى يسمعها كل انسان وفي أي موقع جغرافي كان. الرواية تعبر عن وجود الإنسان وضرورة حقه في الحرية والعيش بكرامة في حياة جعلها الإنسان وكرا للظلم والقهر بكل أشكاله الاقتصادي والإجتماعي والسياسي لهذا الانسان العربي المقهور والغارق وسط مستنقع حياة هشة منعدمة الإنسانية. مُضيق عليه في الحياة العملية وفي التعبير عن رأيه وفي مسكنه. انسان تقهره جميع الانظمة وتستعبده الأعراف البالية. في رواية "لا أحد يصل إلى هنا " للكاتبة فاطمة برجي والكاتب طلال شتوي تجربة ثنائية مثيرة جدا ذكرتني بتجربة الروائيين الكبيرين جبرا ابراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف في روايتهما " عالم بلا خرائط" والتي كانت تجربة ناجحة لتفرّد العمل المليء بالحيرة والسخط، بالرعب والنشوة في مدينة شًيدها الكاتبين لتجعل زائرها "القارئ" مسكونا بتراكم الغموض والدهشة عبر حكايات متلاحقة مستعصية التأويل. بالنسبة لرواية "لأ احد يصل إلى هنا" تجربة ثنائية يلمس القارئ مباشرة شخصية كل واحد منهما، بفكره وتجاربه الخاصة بالرغم من وجود تداخل وتقارب في نص الرواية. وكأنه نص يكمّل الآخر. وعلى هذه الوتيرة كتب الكاتبين هذا السرد المسرف في الواقعية الى حدّ الاقناع. ورغم أن ما كتبته الكاتبة فاطمة برجي يدخل ضمن اطار المدرسة النفسية والواقعية من حيث الرفض والانسحاب والعزلة والصراع ضد قيود المجتمع والقرية والعائلة. وما كتبه طلال شتوي ، عمل ينضج بالأفكار المثالية والفلسفية ، إلى جانب الأسفار وقصص الحب والمغامرات. الكاتب طلال شتوي سرد كمية هائلة من المعلومات التي تدخل ضمن الميثولوجيا من اساطير وديانات وتجارب حياتية تنم عن ثقافة معرفية كبيرة عنده وكأنه يشكل صورة متكاملة من المعرفة وهو ينقل القارئ في سفراته بين شوارع وأزقة بيروت / مبرزا تجارب حياتية / اجتماعية انسانية تتجلى على شكل حكايات في شكل لوحات تنفرد بأحداثها وشخصياتها. حكايات متوحدة في انتماءها للمجتمع اللبناني بلد المتضادات والمتناقضات، بلد الحضارة والحريات، وفصل الدين عن الدولة والتعايش بين الاسلام والمسيحية . لقد جاء في الرواية الصفحة 57 " فعليا لم يكن مرتادو مدرسة الأحد وكل مدارس الأحد قي بيروت / من أبناء البيوت البروتستانتية، ولا حتى من أبناء البيوت المسيحية على اختلاف مذاهبهم. اجتذبت تلك المدارس الكثير من المسلمين، وتوسعت الدروس فيها لتشمل مبادئ الدين، الموسيقى واللغات والمعارف الأولية في الفلسفة والآداب."
رواية " لا أحد يصل إلى هنا" تطرقت إلى مواضع مختلفة منها النضال والثورة والتحرير ، كما تحرير المرأة والتمرد والاغتراب عبر محطات جغرافية: لبنان، تركيا، النرويج. في الرواية بانوراما للقرية أو"الضيعة " في لبنان، وكيف هي الحياة ووضعية الفتاة هناك وحالة القيود التي تحسها. وعوالم بيروت بكل متناقضاتها من انفتاح وتعصب وتعدد الطوائف والمذاهب والتيارات الفكرية. كل هذه المتناقضات على شكل لوحات معلقة جنبا لجنب كل تحمل معنى إما على شكل قصة أو خبر. لوحات قصصية وشخصيات وأماكن تعبر وتحكي عن الواقع من مقاومة ووحدة وطنية وحرب أهلية وحرب تموز، وعن بييروت الشرقية وبيروت الغربية. بشكل عام إنها رواية تجسم شكلا ومضمونا وروحا وبعدا واقعيا يمتزج بما هو مأساوي وتراجيدي وبما هو ساخر معبرة عن الواقع الذي أتى منه كل من الكاتبين طلال شتوي وفاطمة برجي. ألقت الرواية الضوء عن النضال والثورة وتحرير المرأة والتمرد والاغتراب. وذلك نراه جليا في المحطات الجغرافية بالرواية: لبنان – تركيا – النرويج . مجسدة شكلا ومضمونا وروحا وبعدا واقعيا، يمتزج بما هو مأساوي وتراجيدي وبما هو ساخر حدّ البكاء. لبنان، الأزقة، الشوارع، شارع الحمراء، بيروت الشرقية وبيروت الغربية. وفي النرويج اسلو وشوارعها، كارل يوهانس غاتا" شارع المشاة" وإلى مؤسساتها الإنسانية والحكومية التي تدافع عن الإنسان بغض النظر عن جنسه وجنسيته. انتقال جدري وقسري وهروب من التزمت والتعصب إلى النرويج بلد الحرية والسلام، إذا ما جاوزت الحد انقلبت إلى الضد. الحرية التي تحدث الصدمة، لكل من قدم من دول القمع والترهيب، فتحدث عنده رجة نفسية تجعله يعيش بين التفاؤل والتشاؤل والتشاؤم مختزلا معاني المأساة، ومن الألم لمداراة الوجع والتفجع. نطير داخل الرواية لنرى بانوراما اسلو وعوالم ومؤسسات رعاية المرأة المعنفة ومستشفى الأمراض النفسية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية المنعدمة في المجتمعات العربية. لكن أيضا نخرج برؤية أخرى في الرواية عن هذا العالم الغربي المتحضر، الإنساني بمؤسساته وقوانينه التي تخدم الإنسان ضد ظلم الإنسان للإنسان. فالتعنيف والإضطهاد لايعرف موقعا جغرافيا ولا دينا ولا مذهبا ولا دولة متحضرة أو متخلفة. إن عنوان الرواية "لا أحد يصل إلى هنا" يحتمل تحويلات ومقاربات، ولم يأت عن عبث. بل يعكس ما بداخل الأحداث، مكونا توظيفا اجرائيا لما له من علاقة بطبيعة وفحوى الرواية.



#زكية_خيرهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطنة أكادير لن تحرر فلسطين
- لقاء اللطف بالأدب
- مراكش البهيجة
- -الصمت في عصر الضوضاء-
- لمياء الراضي: التعايش عندما نتفق على أن أن نكون مختلفين
- الرذيلة تحت عنوان الفضيلة لقتل الهوية المغربية
- لاجئون بلا عنوان
- جواز سفر
- انتحار أحلام
- عقوق
- انكسار المرايا
- برنامج جاري يا جاري لمغرب كبير يتأرجح بين الحلم بالوحدة وعدو ...
- تعدد الزوجات والازواج في العالم الجزء الثاني
- قاتلنا من أجل النرويج
- قوس قزح
- في النهاية نحن جميعا شيكانا الجزء الثاني
- استطلاع حول قضية الصحراء المغربية مع الصحافي والمحلل السياسي ...
- استطلاع حول قضية الصحراء المغربية
- مأسآة غزة : من أذناب الاحتلال إلى أسياد المقاومة
- الديموقراطية البوشية


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم - قراءة في رواية لا أحد يصل الى هنا للكاتبين طلال شتوي وفاطمة برجي