أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن المنصور - الناصرية وداخل حسن والغناء الريفي















المزيد.....

الناصرية وداخل حسن والغناء الريفي


مازن المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


شهدت منطقة وادي الرافدين( Mesopotamia ) العديد من الحظارات التي ترجع أقدمها الى 3700 قبل الميلاد وهي الحضارة السومرية وشارك السومريون في بناء تلك الحضارة والكتابة المسمارية وتأسست العديد من المدن مثل مدينة أوروك في نهاية الآلف الرابعة وقد أمتد تأثير الحظارة السومرية الى العيلاميين في إيران , وبلاد الآناضول , ومصر . كما أزداد تأثير نفوذ ملوك كيش العرب ألى أن أحتل الاكديون العرب بلاد سومر سنة 2350 قبل الميلاد .
مدينة الناصرية هذه المدينة التي هي إمتداد لحضارة الآجداد السومريين الذين عاشوا في مدينة أور , عرفت هذه المدينة منذ أقدم العصور بتسامح أهلها وإ حتضانهم للعديد من ألاقوام التي هاجرت وأستوطنت في هذه الآرض الطيبة التي أحبها الله بالخيرات , المدينة التي غنى لها الشعراء والمطربين , تتميز هذه المدينة بخصائص في شتى حقول الحياة من سياسية , وأدبية , وفنية , بالأضافة الى موقعها التأريخي حيث ولادة سيدنا أبراهيم عليه السلام في منطقة( اور ). وهي المدينة التي أصبحت من المدن المميزة لآنطلاق كل التحركات والاحزاب الثورية , والمدينة التي أقلقت حكام العوجة مما أطلق عليها( صدام الحفرة ) أسم ( الشجرة الخبيثة). ولها شخصياتها الفاعلة في تاريخ العراق , فعلى صعيد الثقافة والشعر والفنون والادب كان الشاعر عريان سيد خلف , وسعيد زامل الفتاح , وصلاح نيازي , وكاظم الركابي والفنان حسن ال سعيد والنحات هادي سعيد , ومن الموسيقيين الملحن طالب القره غولي , وحسن الشكرجي , والمطربين داخل حسن , حضيري أبو عزيز , ناصر حكيم , وحسين نعمة وغيرهم .....
وفي السياسة ظهر فيها رئيس الوزراء ومؤسس حزب آلامة في العهد الملكي صالح جبر , ويوسف سلمان ( الرفيق فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي , وفي حزب البعث كان فؤاد الركابي الذي يعتبر من اوائل المؤسسين لحزب البعث في العراق , وناجي طالب المنظرين لحركة الضباط التي قامت بأنقلاب عام 1958,والدكتور طاهر البكاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة العراق الجديد وغيرهم ...

إلا أن الطامة الكبرى التي أصابت العراق ومدينة الناصرية بصورة خاصة عند هجرة أقوام لم يعرفوا سوى القساوة والبطش التي لايزال العراق يعاني منها , عند مجيء الآمويين الى العراق ولغة السيف هي السائدة وقد فرظوا نمطهم المتحجر بحد السيف , ومن اشهر سفاحيهم كان الحجاج بن يوسف الثقفي , وعبيد الله بن زياد , ولم تكن معاناة العراقيين ضئيلة مع العباسيين الذين هاجرو الى العراق , أسوأ ما فعلوه هم إستقدامهم لآقوام عتاة جلاف وحفاة من القفقاز لم يعرفوا عن الثقافة أي شيء سوى حد السيف وتم تسكينهم في المنطقة الغربية من العراق وعملهم سوى البطش والقتل وحماية الخليفة العباسي , ولكنهم آصبحوا هم الاسياد بمرور الزمن والمتنفذين في حكم العراق وبقية هذه آلاقلية تحكم العراق ولقد ذكر في كتاب فتوح البلدان التاريخي بأن آهل تكريت هم قفقازيون هاجروا اليها وآستوطنوا فيها ودفع أهل العراق والناصرية بصورة خاصة ثمناً باهضاً الى هؤلاء الآوغاد وآعطوا الشهداء والتضحيات ودمرت حتى حضارتهم السومرية ( مدينة أور ) حيث منعت حتى من أهاليها الذين يقطنون المنطقة بسبب بناء القاعدة الجوية العسكرية ( قاعدة الامام علي الجوية ) هناك في ذلك الموقع التأريخي والآثري ومدينة الناصرية نالت مانالته بقية المحافظات الجنوبية من الظيم والبطش
و رغم من فشل الحجاج بن يوسف الثقفي وحكام اخرين لتجفيف ألاهوار الا إن نظام العفالقة نجح في تجفيفه وتدمير مواقع الثوار من عشائر تلك المحافظة, واصبحت هذه المدينة مهملة ومكروهة بعد آلانتفاضة الشعبانية , رغم ما توجد فيها من ثروات طبيعية الا أنها مازالت فقيرة وبدون خدمات وينطبق عليها قول الشاعر شاكر بدر السياب ( بيوت أرفع آلابواب عنها تغدو أطلالا ) , ولازالت ذكريات أهالي المدينة عن ذلك الوحش الذي ارسله سيده الملقب ( علي كيمياوي ) لقد أعلن منذ قدومه الى المدينة الآمنة أنه الحاكم العسكري والمدني وجاء لغرض تأديب هذه المدينة المشاغبة حسب قولهم بسبب عدم ولائهم لقائده الصنم , وجاء حاملاً كل الحقد والكراهية على مدينة الآبداع والفن ومدينة ألابطال , واصدر قانون الآشتباه من قبل سيده ( صدام الحفرة ) في حق أبناء هذه المدينة وأقسم بحياة سيده وشرفه سيدمر هذه المدينة وأهلها ... وبدات المعاناة والتعذيب والاضطهاد والاعتقالات بحق أبناءالمدينة المسالمة ...

فكانت قدرها هذه المد ينة الحزن والبكاء منذ نشأتها وقدرها الغناء الحزين الدارمي المختلط بالتعازي والبعد والفراق والغربة والجفاء والقطيعة وغناء الآبوذية هو ذلك الغناء الحزين في نكهته وكلامه أشبه بغناء وموسيقى الفلامنكو الآسبانية الحزينة التي جاءت أيضا من ظروف الاضطهاد والظلم الذي حل بالمسلمين واليهود والغجر في اسبانيا في حكم الملك فرناندو وزوجته , فكانت اغاني الآبوذية تعكس صورة الاضطهاد والتعسف الذي يعانونه اهل المدينة وانتشر في هذه المدينة ( الشروكية ) التي تشرق الشمس من الجنوب , وهي المدينة الطيبة التي تعتز بأبنائها من المفكرين والسياسيين والآدباء والفنانيين وهي موطن الابطال والفن والشعراء , وهي التي أكتسبت أهمية ثقافية وفنية وقيثارتها السومرية هي اهم أثر تركه السومريون في أور , حيث كانت التراتيل تؤدى من قبل المنشدين والمنشدات في معبدها معبد الاله أمون اله القمر وكذلك في زقورتها فليس من الغريب علينا ان نجد لمسات الموسيقى والشعر والغناء في أبناءها الذين لهم الفضل الآكبر في الموسيقى العراقية .
وهاهنا نتحدث عن شخصية فنية من هذه المدينة العريقة الذي أشتهر في تأدية الغناء الريفي وهو الفنان داخل حسن , أن اهالي الريف في كل بقاع العالم يختلفون عن عادات وتقاليد أهل المدينة والبادية وحتى في غناءهم نجد تأثرهم بالبيئة التي يعيشون بها من خلال أصوات حفيف الاشجار , وزقزقة العصافير , وخرير الآنهار , فتكيفت حناجرهم وكانت أغانيهم جميلة تتذوقها ألاذن وتطرب لها النفس .

ولد الفنان داخل حسن علي الغزاوي في قضاء الشطرة عام 1909 وهو من الآقضية التابعة الى مدينة الناصرية وبدأ حبه للغناء وهو في سن الثامنة , وبعدها رحل الى مدينة الناصرية لغرض العمل في تصليح الزوارق ( المشاحيف ) وفي عام 1927 تقدم للعمل في سلك الشرطة وعين شرطياً وطيلة هذه الفترة لم يترك الغناء ثم ترك سلك الشرطة في عام 1936 وسافر الى العاصمة العراقية بغداد التي سبقته شهرته وتقدم للعمل في دار ألاذاعة كمطرباً للغناء الريفي وغنى أشهر ألاطوار الريفية واصعبها , وكان يمتاز بحنجرة قوية ونفس طويل وكذلك بحة شجية في صوته تحمل في ثناياها الشجن والحنان , وكان صوته يمثل أوركسترا كاملة من ألالات الموسيقية , وكان يبث الشجن الدافيء في أعماق مستمعيه , حيث أستخدم ذكاءه رغم كان رجلاً أمياً كان يختار كلمات أغانيه التي تدخل الى قلوب مستمعيه وغنى كافة الاطوار الغنائية الريفية البوذية , والمحمداوي , والشطري وكذلك الاهزوجات التراثية وغيرها ...
وأثناء غناءه يظنه المشاهد إنه يبكي ولا يغني لفرط ماتتغير ملامح وجهه تقطيباً وعبوساً وخاصة عندما يبدأ بعصر حبات ( مسبحته ) التي كلما زادت أحزانه وانفعالاته وأتخذ المسبحة جزءاً من الالات الموسيقية التي ترافقه في الغناء .
كان صوته يجمع رفيف نخيل الناصرية وغناء الصيادين وعمال الزوارق , وهدهدة آلآمهات وحزن الجنوب وصدق المشاعر التي يتحلى بها أبن الجنوب , لقد قدم الغناء المعروف با ( الدويتو ) قبل أكثر من 30 سنة مع المطربة ( بنت الريم ) في أغنية ( لورايد عشرتي وياك ) , وتأثر به كثير من المطربين ومن أشهرهم الفنان حسين نعمة , والفنان رياض أحمد , وسجلت أغانيه على الاسطوانات لشركات ا لتسجيل الصوتي الكبيرة والمشهورة عالمياً مثل شركة سودا , نغم , كولومبيا , وجقماقجي وله رصيد من الآغاني أكثر من 137 أغنية , وفي بداية الخمسينات بدأت مرحلة جديدة في حياة فناننا الراحل داخل حسن حيث وجهت له دعوات من خارج العراق سوريا , لبنان , مصر , وبدأ بتسجيل أغانيه والاطوار الريفية في أحدث الاستوديوهات للتسجيل الصوتي في ذلك الوقت وبدات الاذاعات العربية بالاضافة الى اذاعة بغداد تبث تلك الاغاني والابوذيات بصورة منتظمة وكان له الفضل الكبير في انتشار الاغنية الريفية العراقية , وبقي في مستوها الفني من حيث الجودة والغناء ورخامة صوته حتى في الايام الاخيرة من حياته وتوفي عام 1985 وعند رحيله ترك فراغا كبيرا في الساحة الغنائية للغناء الريفي الاصيل , كان يغني الحزن النابع من المحيط الذي يعيشه العراقي وبالاخص في مدينته الناصرية وكانت أهاته تخرج من أعماق قلبه .

وهذا موقع لاغاني الفنان الريفي الراحل داخل حسن

http://www.iraqiart.com/songs/Artist.asp?SelectArtist=18



الفنان
مازن المنصور
Oslo.Norway
www.mazenguitar.com



#مازن_المنصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1937-الموسيقار داوود حسني يهودي الدين عربي الموسيقى (1870
- الموسيقى والرقص الشرقي مع الفنانة(Adryanna Shamsa)
- الغناء النوبي والمطربة جواهر
- عملاق الآدب المسرحي النرويجي هنريك أبسن (Henrik Ibsen)
- الموسيقار العراقي اليهودي ياير دلال(Yair Dalal)
- Mozartالطفل المعجزة موتسارت
- من أعلام الموسيقى العراقية الموسيقار حسن الشكرجي
- من اعلام الآغنية العراقية الفنان حسين نعمة
- سفير الأغنية العراقية الأول الفنان ناظم الغزالي
- التراكيب الموسيقية
- المترونوم في الموسيقى
- ( Tragic overture )الموسيقار يوهان برامس وإفتتاحيته المأساة
- تاريخ آلة البيانو وعباقرة الموسيقى
- سيزار فرانك (1822_1890وسيمفونيته من مقام ال ( ري ماينر)
- (Oslo World Music Fastival Internashenal) الفنان شوان برور و ...
- Berlioz Hector الموسيقار برليوز هكتور ((1803-1869 والقصائد ا ...
- (Chamber- Music) موسيقى الصالون
- توجيهات في التربية الموسيقية
- ريشارد شتراوس والقصيدة السيمفونية
- والموسيقى(Haydn,Mozart) هايدن وموتسارت


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن المنصور - الناصرية وداخل حسن والغناء الريفي