أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول أساليب الانتاج قبل الرأسمالية - والحتمية التاريخية للأزمة العامة للرأسمالية(4)















المزيد.....

حول أساليب الانتاج قبل الرأسمالية - والحتمية التاريخية للأزمة العامة للرأسمالية(4)


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 6001 - 2018 / 9 / 22 - 10:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




تراكم البؤس
‏ماركس: "ان القانون الذي يوازن بين فيض السكان النسبي او الجيش الصناعي الاحتياطي وبين مقادير وتقدم ‏تراكم رأس المال يسمر العامل على لوحة الرأسمال بصورة اشد وأمتن مما سمر بها هيفايستوس ‏بروميته بمطرقته على الصخرة، وهذا القانون يؤدي الى تراكم البؤس بقدر تراكم الرأسمال، ولذا فان ‏تراكم الثروة في قطب يعني في الوقت نفسه تراكم الفقر والم العمل والعبودية والجهل والخشونة ‏والانحطاط المعنوي في القطب المضاد أي عند الطبقة التي تنتج منتجها بالذات بوصفه رأسمالا".‏


سيطرة المنتَج
انجلز: "الانتاج البضاعي ككل شكل من اشكال الانتاج له قوانينه الخاصة والملازمة له وهذه القوانين تشق ‏الطريق لنفسها رغم الفوضى وبواسطة الفوضى. وهي تظهر في الشكل الوحيد الباقي للصلة ‏الاجتماعية أي في التبادل وتؤثر على المنتجين الفرديين كقوانين قسرية للمزاحمة. والمنتجون انفسهم ‏يجهلون هذه القوانين في البدء ويحتاجون الى تجربة طويلة لكي يتوصلوا الى اكتشافها الواحد بعد ‏الآخر، فهي تشق الطريق لنفسها، اذا دون معرفة المنتجين وضدهم كقوانين طبيعية لشكل انتاجهم ‏مفعولها اعمى، فالمنتَج يسيطر على المنتجين."





انجلز يسأل: "ما هو قوام هذا النزاع؟
في القرون الوسطى – قبل ظهور الانتاج الرأسمالي، كان الانتاج الصغير قائما في كل مكان، وأساسه ملكية العاملين الخاصة لوسائل انتاجهم: زراعة صغار الفلاحين، الاحرار او الاقنان، في الريف، والحرف في المدن. كانت وسائل العمل – الارض والادوات الزراعية، المشاغل والادوات الحرفية – تخص الافراد ولم تكن مكيفة الا للاستعمال الفردي، ولذا كانت بالضرورة صغيرة، خضيرة محدودة لكن لهذا السبب على وجه الدقة كانت تخص بعامة المنتج. فكان لا بد من مركزة وسائل الانتاج هذه الصغيرة المبعثرة وتكبيرها، وتحويلها الى دوافع جبارة حديثة للانتاج. وذلك على وجه الدقة كان الدور التاريخي الذي اضطلع به اسلوب الانتاج الرأسمالي ومخرجته الى المسرح، البرجوازية، اما كيف قامت البرجوازية بهذا الدور تاريخيا ابتداء من القرن الخامس عشر في درجات الانتاج الثلاث المختلفة: التعاون البسيط المانيفاكتورة، الصناعة الكبيرة – فهو وارد بجميع تفاصيله في القسم الرابع من كتاب ماركس "رأس المال". ولكن البرجوازية، كما اثبت ماركس في هذا القسم ايضا لم تستطع ان تحول وسائل الانتاج المحدودة هذه الى قوى منتجة جبارة دون ان تحولها من وسائل انتاج يستعملها الافراد الى وسائل اجتماعية للانتاج يستعملها جمهور من الناس بصورة مشتركة، فأخلى دولاب المغزل، والنول، ومطرقة الحداد المكان لآلة الغزل وللنول الميكانيكي وللمطرقة البخارية، واخلى المشغل الفردي المكان للمعمل الذي يتطلب عمل المئات والالوف من العمال بصورة مشتركة، وكما تحولت وسائل الانتاج، تحول الانتاج نفسه من جملة من الاعمال الفردية الى جملة من الاعمال الاجتماعية، وتحولت المنتجات من منتجات مختلف الافراد الى منتجات اجتماعية، فان الخيطان والاقمشة والسلع المعدنية التي اخذت تخرج الآن من المصانع والمعامل كانت نتاج عمل مشترك قام به، عدد كبير من العمال يبذلون جهودهم على صنعها في تعاقب معين حتى انجازها، وليس في وسع احد ان يقول عنها: "انا الذي صنعت هذا، وهذا نتاجي انا".
ولكن حيث كان التقسيم العفوي للعمل في المجتمع قد نشأ تدريجيا بدون أي منهاج وكان الشكل الاساسي للانتاج، كان هذا التقسيم للعمل يضفي حتما على المنتجات شكل بضائع يتيح تبادلها بالشراء والبيع للمنتجين الفرديين تلبية مختلف حاجاتهم، هكذا كان الحال في العصور الوسطى فان الفلاح مثلا، كان يبيع الحرفي المنتجات الزراعية ويشتري منه المصنوعات الحرفية، والى هذا المجتمع من المنتجين القرويين من منتجي البضائع تسرب اسلوب الانتاج الجديد، فأقام في وسط تقسيم العمل العفوي غير المخطط السائد في المجتمع بأسره تقسيم العمل المخطط المنظم في كل مصنع بمفرده والى جانب انتاج المنتجين الفرديين، ظهر الانتاج الاجتماعي وكانت منتجات هذا وذاك تباع في الاسواق نفسها، وبالتالي بأسعار متساوية تقريبا على كل حال، ولكنه تبين ان التنظيم المخطط اقوى من تقسيم العمل العفوي، ففي المصانع التي لجأت الى العمل الاجتماعي كانت كلفة الانتاج اقل مما لدى صغار المنتجين المتشتتين، فأقصي انتاج المنتجين الفرديين من ميدان بعد آخر وطبع الانتاج الاجتماعي بطابعه الثوري اسلوب الانتاج القديم كله، ولكن هذا الطابع الثوري للانتاج الاجتماعي ظل غير معروف الى حد انه اُدخل بالعكس كوسيلة لانماء وتشجيع الانتاج البضاعي. وقد انبثق على صلة مباشرة ببعض من حوافز انتاج وتبادل البضائع التي كانت قائمة قبل انبثاقه وهي الرأسمال التجاري والحرف والعمل المأجور، وبما انه ظهر كشكل جديد من اشكال الانتاج البضاعي فان اشكال التملك الملازمة للانتاج البضاعي ظلت سارية المفعول تماما بالنسبة له ايضا.
في ظل شكل الانتاج البضاعي الذي تطور في القرون الوسطى لم يكن من الممكن حتى ان يدور الكلام لمعرفة من ذا الذي يجب ان تعود اليه منتجات العمل، فعلى العموم كان يصنعها المنتج الفردي من خامات تخصه وكان احيانا كثيرة ينتجها بنفسه وبأدواته هو ويده هو او بايدي افراد عائلته فلم يكن ثمة داع يدعو هذا المنتج الى تملك منتجه لأن منتوجه كان يخصه بطبيعة الحال، ولذا كان حق ملكية المنتج يرتكز على العمل الشخصي وحتى حيث كانوا يلجأون الى معونة الغير، كانت هذه المعونة لا تضطلع على العموم الا بدور ثانوي وكانت تلقى احيانا كثيرة علاوة على الاجرة مكافأة اخرى، فان المتدرب والصانع كانا لا يعملان من اجل المأكل والاجرة بقدر ما كانا يعملان من اجل تحصيل المهنة واعداد نفسيهما لنيل لقب المعلم، ولكن آنذاك بدأ تمركز وسائل الانتاج في المشاغل الكبيرة والمانيفاكتورات وتحولها من حيث جوهر الامر الى وسائل انتاج اجتماعية، بيد انهم ظلوا يعتبرون وسائل الانتاج والمنتجات الاجتماعية هذه كأنما بقيت كما من قبل وسائل انتاج ومنتجات الافراد، فمن قبل كان مالك وسائل العمل يستملك المنتج لأنه كان على العموم منتجه بالذات ولأن اضافة عمل الغير كانت استثنائية. اما الآن فان مالك وسائل العمل ظل يستملك المنتجات لأنه كان على العموم منتجه بالذات ولأن اضافة عمل الغير كانت استثنائية. اما الآن فان مالك وسائل العمل ظل يستملك المنتجات رغم انها لم تكن نتاج عمله هو بل نتاج عمل الغير فقط وهكذا لم يكن يستملك منتجات العمل الاجتماعي اولئك الذين حركوا بالفعل وسائل الانتاج وصنعوا بالفعل هذه المنتجات بل كان يستملكها الرأسمالي.
لقد غدت وسائل الانتاج والانتاج بالذات اجتماعية من حيث الاساس ولكنها ظلت خاضعة لشكل تملك يفترض وجود الانتاج الشخصي للمنتجين الفرديين، ويملك فيه بالتالي كل فرد منتجه ويحمله الى السوق وقد خضع اسلوب الانتاج لهذا الشكل من التملك رغم انه حطم اساس هذا التملك، ولكن في هذا التناقض الذي يضفي على اسلوب الانتاج الجديد طابعه الرأسمالي تكمن بذور جميع التناقضات الحالية، وبقدر ما كانت تزداد سيطرة اسلوب الانتاج الجديد في جميع فروع الانتاج الرئيسية وجميع البلدان السائدة اقتصاديا وبقدر ما كانت تزيح انتاج المنتجين الفرديين الى حد حصره في بقايا تافهة لا وزن لها، بقدر ما كان يشتد بالضرورة التنافر بين الانتاج الاجتماعي والتملك الرأسمالي. ان الرأسماليين الاوائل قد وجدوا كما سبق ورأينا شكل العمل المأجور قائما، ولكن العمل المأجور لم يكن سوى شغل استثنائي، ثانوي، اضافي، انتقالي، فالحارث الذي كان يشتغل من حين الى آخر بالمياومة يملك قطعة ارضه التي تكفيه في اسوأ الحالات لسد حاجاته، وكانت الحرف منظمة بصورة يصبح معها صانع اليوم معلِّم الغد ولكن ما ان غدت وسائل الانتاج اجتماعية وما ان تمركزت في ايدي الرأسماليين حتى تغير كل ذلك. فان قيمة وسائل انتاج ومنتجات المنتج الصغير الفردي اخذت تهبط اكثر فأكثر ولم يبق له من مخرج غير ان يعمل اجيرا في خدمة الرأسمالي والعمل المأجور الذي كان فيما مضى استثناء واضافيا امسى قاعدة كل الانتاج وشكله الاساسي، كان شغلا ثانويا فيما مضى اما اليوم فقد استأثر بكل وقت عمل المنتج، والاجير المؤقت غدا اجيرا كل حياته، ناهيك عن ان جمهور العمال الاجراء مدى الحياة قد ازداد زيادة خارقة من جراء تطورات حدثت في آن واحد هي انهيار النظام الاقطاعي وانحلال حواشي الاسياد الاقطاعيين وطرد الفلاحين من مزارعهم الخ.... وتمت القطيعة بين وسائل الانتاج المتمركزة في ايدي الرأسماليين من جهة وبين المنتجين الذين لم يبق لهم ما يملكون سوى قوة عملهم من جهة اخرى.
وهكذا ظهر التناقض بين الانتاج الاجتماعي والتملك الرأسمالي بوصفه تناحرا بين البروليتاريا والبرجوازية". (انجلز – الاشتراكية الطوبوية والاشتراكية العلمية – ماركس انجلز في 4 مجلدات – المجلد – 3 صفحة 99 – 104). ويستمر انجلز ويقول: "لقد رأينا ان اسلوب الانتاج الرأسمالي تسرب الى وسط مجتمع متألف من منتجي البضائع، من منتجين فرديين كانت صلاتهم الاجتماعية فيما بينهم تقوم في تبادل منتجاتهم، بيد ان كل مجتمع يقوم على انتاج البضائع يتصف بكون المنتجين يفقدون سيطرتهم على علاقاتهم الاجتماعية المتبادلة، فكل فرد ينتج على حدة بوسائل الانتاج العرضية التي يستطيع الحصول عليها لأجل حاجاته الفردية الى التبادل. وما من احد يعرف ان كمية المنتج الذي ينتجه ستظهر في السوق واي عدد من الشارين يمكنه بعامة ان يجد في السوق، وما من احد يعرف ما اذا كانت ثمة حاجة فعلية الى المنتج الذي ينتجه وما اذا كان سيستعيد نفقات انتاجه، وما اذا كان سيبيعه على وجه العموم. فالفوضى تسود في الانتاج الاجتماعي ولكن الانتاج البضاعي ككل شكل من اشكال الانتاج له قوانينه الخاصة والملازمة له وهذه القوانين تشق الطريق لنفسها رغم الفوضى وبواسطة الفوضى. وهي تظهر في الشكل الوحيد الباقي للصلة الاجتماعية أي في التبادل وتؤثر على المنتجين الفرديين كقوانين قسرية للمزاحمة والمنتجون انفسهم يجهلون هذه القوانين في البدء ويحتاجون الى تجربة طويلة لكي يتوصلوا الى اكتشافها الواحد بعد الآخر، فهي تشق الطريق لنفسها، اذا دون معرفة المنتجين وضدهم كقوانين طبيعية لشكل انتاجهم مفعولها اعمى، فالمنتج يسيطر على المنتجين.
في مجتمع القرون الوسطى ولا سيما في القرون الاولى كان الانتاج موجها اساسا نحو الاستهلاك الشخصي وكان لا يلبي على الاغلب الا حاجات المنتج الشخصية وحاجات عائلته، وحيث كانت علاقات تبعية شخصية كما في الريف مثلا، كان الانتاج يسد ايضا حاجات الاقطاعي ولذا لم يكن ثمة تبادل ولم تكن المنتجات لترتدي شكل بضائع. كانت عائلة الفلاح تنتج تقريبا كل ما تحتاجه سواء الادوات والالبسة ام الاغذية ولم تبدأ تنتج من اجل البيع الا حينما توصلت الى انتاج فائض عن استهلاكها وعن الفرائض العينية المترتبة عليها للاقطاعي وهذا الفائض المعروض للتبادل الاجتماعي المعد للبيع غدا بضاعة". "ومع ازدياد الانتاج البضاعي ولا سيما مع ظهور اسلوب الانتاج الرأسمالي شرعت قوانين الانتاج البضاعي التي كانت راقدة قبل ذلك، تفعل فعلها بمزيد من السفور والتسلط". "ولكن الاداة الرئيسية التي استخدمها اسلوب الانتاج الرأسمالي لتشديد هذه الفوضى في الانتاج الاجتماعي انما كانت على وجه الدقة عكس الفوضى! كانت تنظيم الانتاج الذي غدا اجتماعيا والذي ينمو بلا انقطاع في كل مؤسسة انتاجية بمفردها وبواسطة هذا التنظيم وضع اسلوب الانتاج الرأسمالي حدا للاستقرار السابق الهادئ، ففي كل فرع صناعي دخله طرد منه اساليب الانتاج السابقة وحيثما استولى على حرفة حطمها، وغدا ميدان العمل ميدان معركة وجاءت الاكتشافات الجغرافية الكبيرة - المقصود هنا الاكتشافات التي حققها التجار والملاحون الاوروبيون من النصف الثاني من القرن الخامس عشر حتى النصف الاول من القرن السابع عشر واهمها كانت اكتشاف امريكا واكتشاف الطريق البحري الى الهند حول افريقيا واكتشاف استراليا وغيرها، اسهمت الاكتشافات الجغرافية الكبيرة بقسط كبير في تقويض الاقطاعية وفي تعجيل نشوء العلاقات الرأسمالية في اوروبا الغربية وما اعقبها من استعمار توسع ميدان التصريف مرات عديدة وتسرع تحول الحرف الى مانيفاكتورات، ولم يحتدم النضال بين منتجي المحلة الفرديين وحسب، بل ان النضالات المحلية نمت ايضا وتحولت الى نضالات بين الامم فكانت الحروب التجارية في القرنين السابع عشر والثامن عشر - المقصود هنا الحروب التي وقعت في النصف الثاني من القرن السابع عشر ومستهل القرن الثامن عشر بين حلفين من الدول الاوروبية احدهما برئاسة فرنسا والثاني برئاسة هولندا، وفيما بعد برئاسة انجلترا، اما سبب هذه الحروب فقد كان سعي البرجوازية والنبلاء في هذه البلدان لا سيما في فرنسا، الى الفتوحات الاقليمية والى بسط الزعامة السياسية والاقتصادية في اوروبا.
ان "الحروب التجارية" التي انتهت بخسارة فرنسا للحرب من اجل الارث الاسباني (1701 – 1714) قد قوضت الى درجة كبيرة وضع فرنسا العسكري والاقتصادي وكلفتها الكثير من ممتلكاتها، "وفي آخر المطاف اضفت الصناعة الكبيرة ونشوء السوق العالمية طابعا شاملا على هذه النضالا ودمغاها بطابع من العنف لم يسمع بمثله من قبل. واذا امتلاك الشروط الملائمة للانتاج، طبيعية كانت ام اصطناعية هو الذي يبت في مسألة وجود رأسماليين منفردين كما يبت في مسألة وجود فروع انتاجية وبلدان برمتها، فيزاح المغلوبون ويبعدون بلا شفقة وذلك هو الصراع من اجل البقاء الذي قال به داروين، وقد نقل من الطبيعة الى المجتمع وطبع بطابع من العنف المتفاقم، واذا سلوك الحيوانات الطبيعي يبدو وكأنه آخر ما توصل اليه التطور البشري واتخذ التناقض بين الانتاج الاجتماعي والتملك الرأسمالي شكل تضاد بين تنظيم الانتاج في كل مصنع على حدة وفوضى الانتاج في المجتمع بأسره. فضمن هذين الشكلين من التناقض الملازم لاسلوب الانتاج الرأسمالي بحكم منشئه يتحرك اسلوب الانتاج دون ان يخرج منه ويرسم هذه "الحلقة المفرغة" التي اكتشفها فيه فوريه. (اشتراكي طوبوي فرنسي كبير) ولكن فوريه لم يكن ليستطيع بالطبع ان يرى في زمنه ان هذه الحلقة تتقلص بصورة تدريجية وان حركة الانتاج ترسم بالاحرى خطا حلزونيا ينتهي عند مركز دورانه، شأنها شأن حركة الكواكب. ان القوة المحركة الكامنة في فوضى الانتاج الاجتماعي هي التي تحول اكثر فأكثر، اغلبية الناس الى بروليتاريين وهذه الجماهير البروليتارية هي التي ستضع بدورها في نهاية الامر حدا لفوضى الانتاج، وان نفس القوة المحركة الكامنة في فوضى الانتاج الاجتماعية هي التي تحول اكثر فأكثر اغلبية الناس الى بروليتاريين وهذه الجماهير البروليتارية هي التي ستضع بدورها في نهاية الامر حدا لفوضى الانتاج، وان نفس القوة المحركة الكامنة في فوضى الانتاج الاجتماعية هي التي تحول امكانية ادخال تحسينات لامتناهية على الآلات المستعملة في الصناعة الكبيرة الى قانون الزامي يفرض على كل رأسمالي صناعي تحت طائلة الخراب، ان يحسن ويتقن آلاته بلا انقطاع ولكن اتقان الآلات يجعل كمية معينة من العمل الانساني امرا نافلا، واذا كان ادخال وتكثير الآلات قد اديا الى الاستعاضة عن الملايين من ذوي العمل اليدوي بعدد قليل من العمال الذين يخدمون الآلات، فان اتقان الآلات يؤدي الى ازاحة عدد متزايد ابدا من ذوي العمل الآلي ويؤدي في نهاية الامر الى ايجاد عدد متزايد من الايدي العاملة تحت التصرف، تفيض عن متوسط حاجة الرأسمال اليها ويكون جمهور العمال العاطلين جيشا صناعيا احتياطيا حقيقيا سميته (أي انجلز – "حالة الطبقة العاملة في انجلترا – ص 109 – راجعوا كارل ماركس وفريدريك انجلز. المؤلفات. الطبعة الروسية الثانية المجلد – 2 ص 320) في 1845 يكون تحت تصرف الانتاج في الفترة التي يشتغل فيها بملء طاقته ويرمى به الى الشارع حين تنفجر الازمة المحتومة التي تعقب كل انتعاش، وهذا الجيش الذي هو ، في كل زمن، بمثابة غل في عنق الطبقة العاملة اثناء النضال الدائر بينها وبين الرأسمال يقوم بدور منظم للاجرة يبقيها في مستوى منخفض وفقا لحاجة الرأسمال، وينجم بالتالي على حد قول ماركس ان الآلة تصبح امضى سلاح في يد الرأسمال في نضاله ضد الطبقة العاملة وان وسيلة العمل تنتزع على الدوام من العامل وسائل معيشته وان نتاج العامل يمسي اداة لاستعباده. (راجعون كارل ماركس. "رأس المال" المجلد الاول)".
وكما كتب ماركس في كتابه "رأس المال" ص 671: "ان القانون الذي يوازن بين فيض السكان النسبي او الجيش الصناعي الاحتياطي وبين مقادير وتقدم تراكم رأس المال يسمر العامل على لوحة الرأسمال بصورة اشد وأمتن مما سمر بها هيفايستوس بروميته بمطرقته على الصخرة، وهذا القانون يؤدي الى تراكم البؤس بقدر تراكم الرأسمال ولذا فان تراكم الثروة في قطب يعني في الوقت نفسه تراكم الفقر والم العمل والعبودية والجهل والخشونة والانحطاط المعنوي في القطب المضاد



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول أساليب الانتاج قبل الرأسمالية - والحتمية التاريخية للأزم ...
- حول أساليب الانتاج قبل الرأسمالية - والحتمية التاريخية للأزم ...
- حول أساليب الانتاج قبل الرأسمالية - والحتمية التاريخية للأزم ...
- الماركسية – أبرز انجازات الفكر البشري
- الفقر ومخاطر عولمة رأس المال
- التباين بين ضفتي الأطلسي: الولايات المتحدة وأوروبا وسياسات ا ...
- راهنية الماركسية: تحتاج وتتطلب الكد والجهد والارتقاء بالنفس ...
- ماركس في ذكريات معاصريه(2)
- ماركس في ذكريات معاصريه(1)
- 200 عام على ميلاد كارل ماركس – مؤسس الشيوعية العلمية (2)
- 200 عام على ميلاد كارل ماركس – مؤسس الشيوعية العلمية
- بمناسبة ذكرى النصر على النازية: تاريخ الحرب الوطنية العظمى ( ...
- بمناسبة ذكرى النصر على النازية: تاريخ الحرب الوطنية العظمى
- دور الولايات المتحدة واسرائيل في نشوء التطرف الديني في الشرق ...
- فشل سياسات -لعبة الشيطان- الأمريكي الصهيوني الوهابي
- المادية التاريخية ورؤية المستقبل - 5 –
- نجلز: -الاقتصاد لا يخلق شيئا جديدا كلية، لكنه يحدد الطريقة ا ...
- الانتاج الاقتصادي والبنية الاجتماعية المتفرعة عنه - اساس الت ...
- المادية التاريخية ورؤية المستقبل (2)
- المادية التاريخية ورؤية المستقبل(1)


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول أساليب الانتاج قبل الرأسمالية - والحتمية التاريخية للأزمة العامة للرأسمالية(4)