شباب بين مطرقة الهجرة وسندان الارهاب.

مراد حصول

الحوار المتمدن-العدد: 6001 - 2018 / 9 / 22 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد معاينة المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهد غير مألوفة لعمليات الهجرة السرية "الحريگ" في واضحة النهار بعدما كان يتم الأمر في السابق تحت عتمة شديدة، لشباب لم يجد غير الهجرة سبيلا، قامت منذ بضعة أيام الفرقة الوطنية لمكافحة الارهاب (البسيج) بإلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص معظمهم شباب بمدينة طنجة (أحدهم بالحي الذي أقطنه) متورطون في قضايا إرهاب. أقوال ساكنة الحي متضاربة حسب ما نشرته بعض المنابر الاعلامية، البعض يرجع الأمر إلى انتقام الدولة من الشباب "هكذا".
والبعض الآخر من أقرباء المتهمين يحاول التلميح إلى الوجه المتصعلك لهؤلاء وعدم صلتهم بأي شيء يشي بتطرفهم الديني أو حتى ممارستهم لفرائض معينة( افتراضا منا هنا طبعا أن للارهاب علاقة عضوية بفهم متطرف للدين).
المهم أن هؤلاء في مرحلة التحقيق وبراءتهم من عدمها بيد القضاء وحده.
لكن ما يَهُمني هنا حقيقة هو أن هناك مؤشرات لا تنذر بأفق سليم، لأن الذهنية السائدة لدى معظم ساكنة هذه الأحياء متطرفة في فهمها للدين عموما، يكفي نقاش قصير معها ليتضح لك كم التشدد والغلو والتطرف أحيانا في فهم الدين وممارسة التدين، المصيبة أن الكل متحمس لنشر عقيدته/فهمه، الناس هنا غلاة صدقوني..
معيار أخلاقك يحدده مدى ظهورك بمسجد الحي، وربما لباسك أو طريقة تصرفك وفق عادات محددة سلفا، وربما طريقة نومك مع زوجكَ! من يدري فهؤلاء مجانين في بعض التفاصيل..
وحدها المدرسة من يجب أن تمثل خلاصا أو المفروض أنها كذلك لأطفال هذه الساكنة من خطر التطرف الديني، عبر تلقينهم ما سيساعدهم على امتلاك ذهنية كونية غير متقوقعة على ذاتها، قادرة على استيعاب الواقع وفهم ما يجري، لكن شريطة تلقين ما سيحقق ذلك وليس عن طريق البغرير والبريوات على أهمية هاته الأشياء طبعا.
وإلا فسوف يستمر هؤلاء عن حسن نية دائما في تفريخ متطرفين ينادون يوما ما بتطبيق الحدود وقطع الأطراف من خلاف وتغيير المنكر وإقامة الخرافة وهلم صداعا ..
الصدفة وحدها في رأيي من كانت سببا في القبض على شباب في عمر الزهور، ومعظم ساكنة الحي متطرفون في وضعية كمون إلى حين ...
بقلم مراد حصول/ طنجة
20/09/2018

#مراد_حصول (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات