أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن للدولة الطائفية الفاسدة بناء دولة ديمقراطية واقتصاد مزدهر؟ 1-2















المزيد.....

هل يمكن للدولة الطائفية الفاسدة بناء دولة ديمقراطية واقتصاد مزدهر؟ 1-2


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6000 - 2018 / 9 / 21 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر من خمسة عشر عاما مرَّ حتى الآن على حكم الطائفيين الفاسدين برعاية المحتل الأمريكي أولاً، وهيمنة إيران على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومنها الخدمية، والبيئية، ومن خلال الفئات الحاكمة ذاتها، على الكثير من الإجراءات القضائية، ثانياً، رغم إن الدور الأمريكي لم ينته بعد ولن ينتهي ما دامت السيطرة الفعلية الإيرانية على السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبحدود معينة على السلطة القضائية، شئنا ذلك أم أبينا.
العلاقة الجدلية الحاكمة والحاسمة بين السياسة والاقتصاد، وتوابعها في السياستين الداخلية والخارجية العراقية، تبدو بأجلى وأصرخ مضامينها ودلالاتها. وليس هناك أدل على ذلك من الحراك المدني الذي بدأ من جديد في العام 2015 وامتد ليشمل الانتفاضة الشعبية الجماهيرية في البصرة وبقية مدن الجنوب، المناهضة لتلك السياسات والقوى الإقليمية والدولية المتحكمة فيها. وقد بدأت الحكومة الحالية الطائفية بامتياز، باستخدام قوات الأمن والحشد "الشعبي" والميليشيات الطائفية الشيعية المسلحة والقوات الخاصة بقمعها بكل السبل المتاحة لديها، ولاسيما حملة الاعتقالات الواسعة وأساليب والتعذيب الصدامية البعثية- الإسلامية الشيعية الجادرية، على وفق التعبير النابت الذي استخدمه الكاتب المبدع الدكتور رشيد الخيون بصدد التمييز بين حسين الغاضرية، (أحد أسماء كربلاء، الطف، نينوى...)، وحسين الجادرية لصاحبها نوري المالكي.
لماذا لا تستطيع هذ الفئات الطائفية الرثة الحاكمة بناء الدولة الديمقراطية الحديثة؟ هذه الحلقة تجيب عن هذا السؤال، في حين ستجيب الحلقة الثانية عن عجزها على بناء اقتصاد وطني مستقل ومتوازن ومزدهر.
هذا السؤال والمشروع يؤكده الوضع المأساوي والكارثي الذي يعيشه الشعب العراقي ومشكلاته المتفاقمة منذ عقد ونصف. والإجابة على وفق رؤيتي يمكن في أن حكام الدولة العراقية الهامشية الراهنة:
1. لا يعتقدون ولا يؤمنون بأن عليهم بناء الدولة الديمقراطية العلمانية ولا المجتمع المدني الديمقراطي على وفق هوية المواطنة الموحدة والمتساوية، بل يعملون على تعزيز مكانة الدولة المعتمدة على هوية فرعية واحدة هي الهوية الشيعية دون الهويات الأخرى ويعملون على بناء دولة ثيوقراطية مماثلة لدول إيران الشيعية المذهب الطائفية الهوية وممارسة هذه الإيديولوجية الدينية الطافية باستبداد شرقي مريع ومدمر وحدة الشعب وازدهاره.
2. إن هذا الحكم القائم يمار التمييز بأقسى وأشنع أشكاله إزاء أتباع الديانات والمذاهب الأخرى منطلقاً من قاعدة شاذة وغير ديمقراطية تؤكد بأن دين الدولة العراقية هو الإسلام، في حين أن الدولة لا دين لها، وهي حيادية إزاء جميع الأديان والمذاهب، إن الدولة التي يفترض أن تبنى في العراق هي التي تفصل بين الدين والدولة وبين الدين والسياسة.
3. إن حكام هذه الدولة النفطية (على شاكلة دول الموز) لا يؤمنون بالوطن العراقي المستقل وصاحب السيادة الوحيد على أرضه وثرواته ومستقبل شعبه، وهم بعيدون كل البعد عن القناعة بصواب استخدام هذه الثروات لصالح الشعب وتقدم اقتصاده وتطوره وازدهار حياة ومعيشة وعمل شعبه.
4. إنها حكام هذه الدولة فاسدون شريرون نهبوا وفرطوا وهربوا عشرات المليارات من الدولات الأمريكية وسيطروا على عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي والعقارات في بغداد وفي كل أنحاء العراق، كما هربوا النفط الخام ولا يزال هذا الفعل الإجرامي مستمراً.
5. إن حكام الدول النفطية سخّروا لأنفسهم ولتوابعهم السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية والهيئات والمؤسسات المستقلة كافة لتحقيق مصالحهم، واستباحوا الدولة كلها لصالحهم دون ذمة أو وخز من ضمير.
6. استخدم هؤلاء الحكام السادرون في غيهم السلاح والرصاص الحي وخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع وأساليب الغدر والاعتقال والتعذيب كافة، وداسوا على الدستور بأحذيتهم وكلاشاتهم، لشل الحراك الشعبي لصالح التغيير وضد النظام الطائفي المحاصصي الفاسد، واديا الى استشهاد وجرح وتعويق الكثير والكثير جداً من أبناء وبنات الشعب منذ سنوات الجماهير في العام 2011 وما بعده وفي الوقت الحاضر.
7. هذه الفئات الحاكمة لا تعتقد بالدولة المؤسسية الديمقراطية ولا بالمبادئ الديمقراطية وشرعة حقوق الإنسان، بل تعتقد وتؤمن بمصالحها الذاتية أولا وقبل كل شيء، وتستخدم بالديمقراطية الشكلية كأداة للوصول إلى السلطة، كما فعل "الرجل الفاقد للبصر والبصيرة، نوري المالكي، وعلى حد تعبير أحد الطائفيين حتى النخاع من قياديي حزب الدعوة وقائمة " دولة القانون!".
8. في هذه الدولة الطائفية نشأت وتطورت وتحكمت في البلاد ميليشيات إسلامية سياسية فاشية السيرة والسلوك، فاشية الأساليب في قمع المطالبين بحقوقهم، بزجهم في زنزانات بسراديب سرية، وممارسة أشد الأساليب القمعية مع المعتقلين التي تنتهك بشكل كامل حقوق الإنسان، بما فيه احتمال الموت تحت التعذيب، إذ لا نعرف ما يجري للكثير منهم ممن يختطف من الشوارع من قبل هذه الميليشيات المافيوية، إلا ما رشح منها عند خروج بعض المعتقلين أحياء، وأغلب هذه الميليشيات يعود لأحزاب مشاركة في الحكم، ومنها الأكثر تابع لإيران وبعضها للقوى الإسلامية السياسة التكفيرية. وما يجري في البصرة يؤكد ما نؤكده من استخدام اُساليب فاشية في التحقيق والتعذيب ويؤكده الفيديو المرفق: https://www.magentacloud.de/share/23qxhlxjsx
9. في هذه الدولة حكام وقادة ميليشيات طائفية شيعية مسلحة تقدم ولاءها الأول والأخير للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي وتقلده فيما بفتي به لها، وبالتالي فهي في قراراتها ليست مستقلة وليست لصالح العراق، بل ما يقرره المرشد لمقلديه ولصالح إيران وسياساتها الداخلية في العراق والخارجية للعراق. ومثل هذا الأمر بعيدً كل البعد عن مصالح وطموحات الشعب العراقي، فهو لا يريد الخضوع لدولة مهيمنة أو مستعمرة له وتريد تحويل العراق إلى ولاية تابعة لحكم الإمبراطورية الإسلامية الشيعية الإيرانية، كما صرح مسؤول كبار جداً في غيران قبل أشهر ولا زالوا يرون في العراق "دار سيدهم المأمونة!".
10. وفي هذه الدولة توزع المناصب في الدولة بسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية على أساس المحاصصة الطائفية أولاً وعلى أسس بيع وشراء المناصب الحكومية ايضاً وثانياً، وعلى أساس رضا الدولة الإيرانية على هذا المسؤول الأول أو غيره بالأساس. هذا يمس منصب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزراء ...الخ. وفي مثل هذه الدولة تضيع الكفاءات والقدرات التي حملها بناء وبنات العراق من مثقفين ومثقفات وعلماء ومختصين ومبدعين في جميع الحقول والمجالات.
11. مثل هذه الدولة لا يمكنها محاربة الإرهاب لأنها قائمة على التناقضات والخلافات والصراعات الدينية والمذهبية وعلى المصالح الذاتية لكل من هذه الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية والمستعدة لتحويل الخلافات إلى قتال مسلح، كما سيفلت الأمر من يديها كما حصل في اجتياح الموصل ونينوى وقبل ذاك المحافظات الغربية بقوى القاعدة الإرهابية ومن ثم قوى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش). وبالتالي يمكن أن تتفجر في أي لحظة معارك واغتيالات وعمليات إرهابية وتفجيرات انتحارية في جميع أنحاء العراق، وهو ما يخشاه الشعب والمواطن.
12. ومن المحزن والمؤذي أن نرى ونعيش كيف تدخلت، ولا زالت تتدخل، أيا كان نوع التدخل، المرجعيات الدينية الشيعية والمؤسسات الدينية السنية، بالشأن السياسي العراقي وشؤون الدولة العراقية الداخلية والخارجية، وهو أمر بالغ الخطورة ويلحق أضراراً كبيرة بالدين والدولة، بالمرجعيات والمؤسسات الدينية وبالشعب العراقي والحكم في آن. إننا عشنا بالأمس واليوم أيضاً تدخلاً لتأييد بقاء النظام السياسي الطائفي والتوزيع المناصب على ذات الأسس التي دفعت العراق إلى مستنقع البؤس والرثاثة والموت والتخلف، ومرست أساليب لاستبعاد بعض الفاسدين من رئاسة الوزراء، ولكنها أبقت عملياً على النمط السابق، فلا إصلاح ولا تغيير منشود يرتجى، إنه ليس إلَّا كلاماً يقال ليلاً ويمسح نهارا!!!
في مثل هذه الدولة لا يمكن للحكام أن يبنوا دولة ديمقراطية حديثة ولا مجتمع مدني حديث، لأنهم ليس أهلاً له ولا مؤمنين بهما. وعليه لا بد من تغيير هذا الوضع جذرياً.
22/09/2018
انتهت الحلقة الأولى وتليها الحلقة الثانية عن موقفها من بناء الاقتصاد العراقي والتنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما القديم الجديد في الدولة العجائبية والغرائبية العراقية؟
- حوار موضوعي وهادف حول طبيعة ومهمات منظمات ونشطاء حقوق الإنسا ...
- الضغوط الإيرانية على قوى الإسلام السياسي العراقية.. إلى أين؟
- خلوة مع النفس بصوت مسموع حول الموقف من حقوق الإنسان
- مأساة البصرة ومهزلة الاجتماع التشريعي-التنفيذي المشترك
- أهل البصرة ينزفون دماً.. من المسؤول؟
- نقاش معرفي مع الكاتب حسن العاصي حول التنوير العربي
- البصرة الشجاعة والغاضبة ... البصرة المنتفضة...!
- هل رجلُ امريكا الأول معتوهاً أم أنه رأسماليٌ ليبرالي جديد مت ...
- هل العراق على حافة حرب إيرانية-ميليشياوية ضد الشعب العراقي؟
- تركيا تعيش بدء تفاقم أزمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...
- مرة أخيرة مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن الحلقة ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن (3-4) ا ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن (2-4)هل ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن 1-4
- الذكر الطيب للفقيد المناضل الاشتراكي والمفكر الشجاع سمير أمي ...
- نتائج العدّْ اليدوي وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- جامعة الدول العربية وموقفها المناهض لحقوق الإنسان!!
- رأي في مقال للسيد علي الشرع -العبادي ومستشاره الاقتصادي-
- جور الاعتقال وقسوة التعذيب في العراق


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن للدولة الطائفية الفاسدة بناء دولة ديمقراطية واقتصاد مزدهر؟ 1-2